[FRAME="15 70"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى :
" يأيها الناس اتقوا ربكم و اخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئاً إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدُنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * إن الله عندهُ علم الساعة ويُنزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" .
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غُلام إني أُعلمك كلمات ( أحفظ الله يحفظك , أحفظ الله تجده تجاهك , تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة , إذا سألت فاسأل الله , وإذا أستعنت فأستعن بالله , و أعلم أن الأمة لو أجتمعوا على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبهُ الله لك , وإن أجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشئ قد كتبهُ الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
وزاد أحمد في المسند ( وأعلم أن الفرج مع الكرب , وأن النصر مع الصبر , وأن مع العسر يسرا ) .
أما بعد :
أخواني أعضاء المنتدى أهدي إليكم هذه الكلمات والمواعظ التي قيلت على
الرجل وكيف يُصبح ؟
فبسم الله وعلى بركة الله نبداء
ذُكر أن عيسى ابن مريم عليهما السلام - قيل له : كيف أصبحت يا روح الله , قال : أصبحت لا أملك ما أرجوا , ولا أستطيع دفع ما أخاف , وأصبحت مُرتهناً بعملي , والخير كُلهُ في يد غيري , ولا فقير أفقر مني .
وعن مُجاهد قال : قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : يا مجاهد إذا أصبحت فلا تُحدث نفسك بالمساء , و إذا أمسيت فلا تُحدث نفسك بالصباح , و خُذ من حياتك قبل مماتك , ومن صحتك قبل سقمك , فإنك لا تدري ما أسمك غداً .
وعن مالك بن دينار قيل : كيف أصبحت ؟ قال : كيف يُصبح من كان مُنقلبه من دار إلى دار , لا يدري إلى الجنة يصير أم إلى النار .
وهذه بعض ما ورد من أقوال الحكماء في هذا الموضوع
(1) لا ينبغي للعبد أن ينام ما لم يُصلح أربعة أشياء :
# أن لا ينام وله على وجه الأرض خصم حتى يأتيه , فيتحلل منه , لإنه ربما يأتيه ملك الموت , فيقدمه إلى ربه ولا حُجة له عنده .
# لا ينبغي له أن ينام ما لم يتب من ذنوبه التي سلفت منه لأنه ربما يموت من ليلته , وهو مُصِر على الذنوب .
# لا ينبغي له أن ينام وقد بقى عليه فرض من فرائض الله تعالى , لأنه لا حُجة له في نومه مع نُقصان فرائض الله .
# لا ينبغي أن ينام حتى يكتب وصية صحيحة , لأنه ربما يموت من ليلته من غير وصية.
(2) الناس يُصبحون على ثلاثة أصناف :
صنف في طلب المال , وصنف في طلب الإثم , وصنف في طلب الطريق , فأما من أصبح في طلب المال فإنه لا يأكل فوق ما رزقهُ الله تعالى , وإن أكثر المال, ومن أصبح في طلب الإثم لحقهُ الهوان والإثم , ومن أصبح في طلب الطريق آتاه الله تعالى الرزق والطريق .
(3) ما من يوم أصبح فيه ابن آدم إلا فَرض الله تعالى عليه تسعة أشياء :
أولها : أن يذكر الله تعالى عند قيامه
لقوله تعالى " وسبح بحمد ربك حين تقوم"
وقوله تعالى " يأيها الذين آمنوا اذكروا الله كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلا " .
والثاني : ستر العورة
لقوله تعالى " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كُل مسجد " وأدنى الزينة ما يواري العورة .
والثالث : إتمام الوضوء في أوقاته
لقوله تعالى " يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ".
والرابع : إتمام الصلاة في أوقاتها
لقوله تعالى " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا " , يعني فرضاً مفروضاً مؤقتاً معلوماً .
والخامس : الأمن بوعد الله في شأن الرزق
لقوله تعالى " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " .
والسادس : التوكل على الله تعالى
لقوله تعالى " وتوكل على الحي الذي لا يموت ".
وقوله تعالى " وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " .
والسابع : الصبر على أمر الله تعالى وقضائه
لقوله تعالى " فاصبر لحكم ربك " .
ولقوله تعالى " يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا " .
والثامن : الشكر على نعمة الله تعالى
لقوله تعالى " واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون "
وأول نعمة هي صحة الجسم , وأعظم نعمة هي دين الإسلام , ونعمهُ كثيرة .
قال الله تعالى في مُحكم التنزيل " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " .
والتاسع : الأكل الحلال
لقوله تعالى " كلوا من طيبات ما رزقناكم " , يعني حلالاً .
وكلمة أختم بها هذه الأقوال العطرة وهي :
أن هذا الكلام موجه للرجال خاصة ولجميع البشر عامة (( نساءً و أطفال وشباب)) .
فالرجال هم : آباؤنا - وإخواننا - وأزواجُنا - وأبنائنا - أولاً وآخراً .
فهم الموجِهون والقوامون ومن واجبهم أن يُرسخوا هذه الأخلاق والمبادئ في نفوس أبنائهم وأن يتخذوه مِنهاجاً لحياتهم لترقى أُمتنا الإسلامية على كُل الأمم , وأن يفتخروا بذلك :
ومما زادني شرفاً وفخراً ***** وكدت بأقمُصي اطأ الثُريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ***** وان صيرت أحمد لـي نبيا.
هذا وبالله التوفيق - وصلى اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي وسلم تسليماً كثيرا .
خالص محبتي وفائق إحترامي
رنا
[/FRAME]