رفض طلبه بعدم حضور الجلسات وسخر من 'دكتوراه القانون' الخاصة به
القاضي يطرد صدام من القاعة لرفضه الجلوس في القفص

صدام داخل قفص الاتهام قبل طرده من القاعة
26/09/2006 بغداد - رويترز - طرد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين من قاعة المحكمة اليوم الاثنين للمرة الثانية على التوالي بعد أن رفض القاضي طلبه بالسماح له بالخروج من القفص الذي يتعين جلوس المتهمين فيه.
وقال صدام وهو ممسك بورقة صفراء انه يطلب ألا يوضع في هذا القفص بعد الآن. فأمر القاضي بإخراجه من القاعة.
واستؤنفت في بغداد الاثنين محاكمة صدام وستة من كبار معاونيه السابقين بتهمة ارتكاب أعمال إبادة ضد الأكراد في أواخر ثمانينات القرن الماضي وذلك بعد خمسة أيام من طرد القاضي الجديد محمد العريبي له من قاعة المحكمة ومقاطعة فريق الدفاع الجلسة احتجاجا على عزل القاضي السابق.
ويمثل فريق الدفاع الجديد ثمانية محامين عينتهم المحكمة بعد أن أعلن فريق الدفاع السابق مقاطعته للمحكمة.
المحكمة ترتكب أخطاء
وكان فريق الدفاع انسحب في الجلسة الماضية التي جرت الأربعاء بمجرد استئناف المحاكمة بقاض جديد بعد أن عزلت الحكومة القاضي عبد الله العامري خلال الليل. وكانت الحكومة قد قالت إن العامري كان منحازا لأنه قال في وقت سابق إن صدام 'لم يكن دكتاتورا'.
وقال رئيس هيئة الدفاع المحامي خليل الدليمي لرويترز انه سيتوقف عن حضور الجلسات احتجاجا على سلوك القاضي، مضيفا أن المحكمة ترتكب أخطاء لا يمكن التسامح معها فهي تتدخل بشكل واضح في إجراءات المحاكمة وتعزل وتستبدل القضاة.
جلسة هادئة.. ولكن
وكانت بداية جلسة الاثنين هادئة حيث بدأ القاضي بالاستماع لشهادة كردي في السبعين من عمره.
وهذه القضية خاصة بما يعرف باسم حملة الأنفال حين شنت القوات العراقية هجوما على المنطقة الكردية الشمالية عام .1988
لكن عندما طلب القاضي من المتهم صابر عبد العزيز الدوري عدم ذكر الألقاب العسكرية عند الإشارة إلى أي من المتهمين الأمر الذي استفز صدام وحاول التدخل. لكن رئيس المحكمة منعه وقال لصدام 'رجاء.. رجاء.. التزم بالهدوء يجب عليك احترام آداب الجلسة لأننا في محكمة عراقية تنظر في جرائم دولية'.
فرد الرئيس المخلوع 'اطلب عدم حضور الجلسات المقبلة في هذا القفص'. فقال القاضي 'اصمت.. لقد قررت المحكمة إخراج المتهم صدام حسين من القاعة لخروجه عن طاعة المحكمة وعدم التزامه بنظام الجلسة'.
فصرخ صدام بوجه القاضي 'أنا خارج من المحكمة، ملوحا بورقة صفراء في يده'. فرد الأول 'ليس كما تريد. عندما أقرر إحضارك إلى الجلسة سيتم إحضارك وعندما أقرر إخراجك سيتم إخراجك من القاعة'. وقال صدام 'خذ هذا طلب مني بعدم الحضور إلى جلسات المحكمة'. فرد القاضي 'لا أريده لأنني رئيس الجلسة. أقرر إحضارك تحضر أقرر إبعادك تبعد'. ثم طلب من الحراس مرافقته إلى الخارج.
ثم خاطب رئيس المحكمة المتهمين الباقين قائلا 'حتى تكونوا على علم. المحكمة الجنائية العليا هي محكمة عراقية تنظر في جرائم دولية والذي يطبق فيها هو ما يطبق في جميع المحاكم العراقية وعليكم عدم الإخلال بنظام الجلسة لان القضاء العراقي قضاء عريق'.
وأضاف 'استغرب كيف يدعي المتهم صدام حسين انه حاصل على دكتوراه في القانون وانه واضع للقانون العراقي وهو لا يعرف كيف تدار جلسات المحاكمة'.
الدفاع لا يمثلنا
وكان صدام يجلس في النصف ساعة الأولى من الجلسة دون أن تحدث مشاكل، وطلب القاضي من احد المتهمين الستة معه في القضية وهو سلطان هاشم الجلوس والتزام الصمت بعد أن وقف وزير الدفاع العراقي الأسبق وطعن في شرعية المحامي الذي عينته المحكمة. وقال هاشم 'لا أعترف بهذا المحامي وهو لا يمثلني'. وكان محامي الدفاع المعين من قبل المحكمة قد بدأ في استجواب الشاهد الكردي الذي شهد بأنه قضى فترة في السجن في ظروف صعبة بعد أن نجا من الهجوم الذي استخدم فيه الغاز السام.
500 سجين ماتوا في المعتقل
وقال الشاهد محمد رسول المصطفى (75 عاما) وكان يرتدي غطاء الرأس التقليدي انه رأى الطائرات تقصف قريتي 'سيه' و'سينان' القريبتين من السليمانية (شمال العراق) وحينها تشكلت سحب رائحتها تشبه رائحة التفاح لكنها أحدثت له مشاكل في التنفس. وبعد ذلك زج به في السجن ورأى زوجته وأطفاله الخمسة لآخر مرة وهو في السجن وحتى اليوم لا يعرف عنهم شيئا.
كما شهد بأنه رأى الحراس يضربون رجلا حتى الموت وقال إن ما بين 400 و500 كردي ماتوا بينما كان في السجن. ثم ادلى شاهدان اخران أحدهما امرأة باقوالهما وقال ان سجينات كرديات تعرضن للاغتصاب.
بعد ذلك رفع القاضي الجلسة الى اليوم (الثلاثاء).
ويواجه صدام والمتهمون الآخرون اتهامات بارتكاب أعمال إبادة جماعية في إطار ما قال الادعاء إنها أعمال قتل شملت 180 ألف كردي غالبيتهم من القرويين، وبعضهم تسمم بالغاز الكيماوي.