أشكركـ توفيق ع الموضوع الرائع
ويعطيكــ العافيهــ..
طرحـ راقيــ وأختيار موفقــ
إن قوة أي مجتمع لأي دولة في هذه الحياة تكمن في مدى ترابط أسر وعائلات ذلك المجتمع بمختلف طبقاته فيما بينها وتكافلها غنيها وفقيرها حضرها وباديتها لخدمة الوطن ولننشوء جيل موحد الهدف والمصير ولاءه لله ثم لأرض بلاده فهو من سيتحمل على عاتقه اعمارها والولاء للدين ثم لها بتبعية كاملة وهذا ما ربانا عليه ديننا..
جيل يبني المكان الذي عاش فيه وتربى عليه وتعلم به ولا يبني في مكان غيره ؟
أو مع مجتمع سواه فيعيد جزء من أفضاله بناء وتقدم وترابط واستقرار مع أهله وهذه هي الغاية السامية من الزواج في نظرة الإسلام (السكينة والرحمة والاستقرار المكاني والعاطفي) فالأسرة نواة المجتمع والمجتمع قاعدة البلاد وأساسه المكون من تلك الأسر وعي أساس ثباته ونموه ونهوضه..
إن ما يساق على حكم الزواج بمجتمع بلادنا يساق قياساً في علم الفقه الشرعي على حكم الزكاة فلا يجوز لأي مجتمع إسلامي إخراج زكاة أرضه وأهله لخارجها لطالما وجد في ذات الوطن من يستحقها فلا يجوز لي إخراج زكاة مالي لخارج وطني لطالما وجد في بلادي من جيراني وأهلي وناسي من يستحقها بل منحي لهم إياها واجب يحتمه علي الشرع الإسلامي والأعراف والقوانين الربانية أليس أبناء وفتيات بلادي مسلمات كذلك أم ماذا؟!
إن ما ينطبق على الزواج واضح المعالم ويخدم مصلحة البلاد والمجتمع المنتمين له يساق على حكم الزكاة فكلاهما من أبواب التكافل والترابط الاجتماعي بين أبناء من ينتمون لبلادنا ولطالما كان من شبابنا من هو مؤهل للزواج فلا يحق له الخروج من موطنه للزواج من غيره لمجرد البحث عن هدف متاح محلياً كالجمال مما يزعم البعض من شبابنا مسبباته أخذاً بنفي تلك الضرورة في حديث رسولنا الكريم نافياً الحاجة للخروج من الأوطان لذلك الغرض لانتفاء السبب الحرج لذلك بقوله (لا هجرة إلا لله وللرسول.. إلى نهاية حديثه الكريم) واللا في حديثه لا نافيه تنفي السبب لعدم وجود المسبب من جهة ولوجود الفتاة المسلمة في المجتمع المحلي أو الوطني للشاب فلو كان في زواج المواطن من خارج البلاد جلب لمصالح ذاتيه له فحسب (زواج ذات الجمال ويسيرة المهر) فزواجه من مواطنته أولى شرعاً لدرأ مفسدة في تركه إياها وتقديمه غيرها عليها من مجتمع آخر حتى ولو كان ذلك المجتمع إسلامياً والقاعدة في الإسلام تقدم درأ المفاسد على جلب المصالح وفي زواجه من مواطنة مصلحة للبلاد وللمجتمع وهي أولى به لطالما كان كفئا أخلاقياً ودينياً ويستطيع إعالتها وتحمل مسئوليته كزوج..
وما قيل عن الشاب يقال ينطبق على الفتاة ليعيش شعب بلادنا متعاوناً متكافلاً فيما بينهم أولاً فهم الأهم في إرضاءهم وإسعادهم من غيرهم..
وما نريده من سعادة بين أفراد مجتمعنا نريده للمجتمعات الإسلامية الأخرى أن تساهم زيجاتهم فيما بينهم في استقرارهم وتنمية أوطانهم ومجتمعاتهم فحب الشخص منا لوطنه وأهلها ليس تعصبا على الإطلاق بل هو من تمام الإيمان.. تمنياتي لكل مجتمعاتنا المسلمة بالخير
تمنياتيـ لكمـ بحياهـ مليئهـ بالسعادهـ والحبــ
آسيل.