عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-09-2006, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابو فارج
ابو فارج ابو فارج غير متصل
عضو مبدع
 




ابو فارج كاتب يستحق التميزابو فارج كاتب يستحق التميزابو فارج كاتب يستحق التميز
الخصخصة خباياها بين مكر الغرب وغفلة الشرق

[frame="12 70"]إننا نسمع عن الخصخصة لكننا نجهل الكثير عن حقيقتها وكما هي العادة فالمبادرة هي غربية أساسا لذلك فهم يحثون العالم النامي عليها ويزعمون أنها العصى السحرية لحل مشاكلنا المستعصية ....

وكما هو معروف أن الغرب عندما يدعوا إلى شيء لا بد له من هدفين هدف ظاهر وآخر خفي الظاهر يبديه لنا ويعطيه بريقا وجاذبية لكي نتـقبل الفكرة كأن يقول لنا إن ما يدعوا إليه هو لأجل مصلحة الشعوب في الدول النامية ونشر العدالة ومحاربة الفقر والديمو قراط وكل هذا مقدم لوجه الله ..الخ


يا ترى ما هو الهدف الخفي للخصخصة والذي يحتفـظ به الغرب بسره لنفسه !! يرى المحللون والمستشفون لخبايا الغرب أن الهدف الأسمى هو لتحقيق مصلحته أولا وأهم ذلك هو السيطرة على مصير العالم وتسخيره لمصالحه و تشغيل مؤسساته وقد يقول قائل كيف يكون ذلك ... نعم فالمصالح الغربية تتم دائما عبر خطط بعيدة المدى وتتحقق فيما يلي بيانه بشكل عام:-

معظم الدول النامية كغيرها من الدول تقدم الخدمات الضرورية لمواطنيها دون أن تنتظر مقابل أو ربحا ماديا و لذلك تبقى هذه الشعوب متعلقة بحكوماتها وممتـنة لها نتيجة ذلك رغم ما يشوبها من القصور وقد تختلف الجودة من دولة لأخرى ...

و هذه الرابطة الأزلية التي تربط المواطن بوطنه وحكومته تقلق الغرب لذلك يسعى إلى إضعاف هذه العلاقة واختراقها باسم الخصخصة أو" العولمة" - والتي هي بمثابة الحفرة العميقة التي سيغرق في محيطها الضعفاء –

وأسهل طريقة للسيطرة غير المباشرة على مقدرات الشعوب تتم عبر القطاع الخاص فبمجرد أن يتولى القطاع الخاص إدارة الخدمات المختلفة ومن المعروف أن القطاع الخاص في الدول النامية هو ضعيف أساسا فسوف يضطر للإستعانة بالشركات الغربية لتفوقها في الخبرات والإمكانات ...الخ

أي ان الخصخصة في النهاية وسيلة لـنـقل تقديم الخدمات من الحكومات الوطنية إلى الشركات الأجنبية باسم الشركات الوطنية أي أننا سنعود إلى عصر التجارة المستترة التي لا نزال نعاني من سلبياتها إلى يومنا هذا .. فالمواطن بقي مشلولا ينظر ذات اليمين وذات الشمال فلا يرى إلا المنافسة المحمومة ضده حتى توقف عن إدارة أي نشاط بل فقد حتى الثقة بنفسه فلا يمكنه إدارة أي عمل مهما كان بسيطا إلا بالإستعانة بالعامل الأجنبي ومن خلال الشركات الأجنبية سيسهل تسلل الدول الأجنبية وتشغيل شركاتها لتجني ثرواتنا ولتتدخل عن كثب في الشؤون الداخلية للدول بعد أن انكشفت كل مخططاتها القديمة وأناطت اللثام عما كانت تخفيه بعد أن أشعلت الحروب وقتلت الأبرياء و دمرت المدن والقرى وأبادت الخضراء.

وكان من الأجدر بنا أن تـقوم الحكومات بإصلاح الخلل أينما وجد مع و ضع الشخص المناسب الأمين في المكان المناسب لأن التوجه بلهفة نحو الخصخصة هي بداية أخرى للجري خلف سراب آخر نحو المجهول ...[/frame]