عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-09-2006, 10:24 AM
الصورة الرمزية بنوته
بنوته بنوته غير متصل
عضو نشط
 




بنوته كاتب جديد
افتراضي مدارسـنا والتربيـة

بسم الله الرحمان الرحيم
لقد لامست قلب الحقيقة واحد الامور التى باتت تشكل ازمة أخلاقية فى وسط قطاع التعليم ، ليس فقط فى الاردن بل فى عالمنا العربى عامة ، رحم الله زمناً كانت في (العصا لمن عصى ) ، حتى جاءت النظريات التربوية الحديثة التى لا نحسن تفسيرها في كثير من الاحيان ، لنعطى مبررات واهية لتجاوز الطلبة
وتماديهم ، ونغلفها بغلاف من التعليمات واللوائح والأنظمة المهترئة التى عادت بمستوى أبنائنا عشرات السنين الى الوراء .

أتفق ان العصا ليست اسلوب تعليم ، ولكنها ايضا اسلوب ضبط وعامل مهم ومساند فى العملية التربوية ، وان العقاب والثواب مبدأآن موجودان منذ أن خلق الله هذه الارض ، وورد فى قرآننا الكريم كما نصت عليه النظريات التربوية ، ولكن علينا عدم جعل الضرب الوسيلة الوحيدة للتعامل مع ابنائنا الطلبة، فكثيراً ما يكون جو الود والحب عاملا مؤثراً فى اختصار المسافات بين المعلم والطلبة ، ويحقق المعلم بالحب ما لا يستطيع تحقيقه بالعصا ، وتبرز لنا نتائج ايجابية واضحة وملموسة .



اما عن الجانب الآخر فلا انكر وجود انحطاط في الاداء السلوكي لدى الكثير من الطلبة ، وخصوصا فى فترة المراهقة ، حيث التجاوزات والعنف والاعتداءات بلغت اوجها فى غياب الرقابة الاسرية ، وعدم محاسبة الاهل لابنائهم ، هذا التجاوز وللاسف وصل الى المعلم واصبح المعلم لقمة سهلة لكل اولئك المارقين من الطلبة ، الذين تناسوا دينهم واخلاقهم ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو لم اكن نبياً لوددت أن أكون معلماً) صدق رسول الله



، ونسوا أحمد شوقي عندما قال :



قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم ان يكون رسولا



وللاسف انك تجد الاهل يسايرون ابناءهم دون اي رادع ديني او اخلاقي او حتى مجتمعي ، من باب ( العيب التطاول على المعلم ) ، والادهى تلك القوانين التى باتت تجرد المعلم من كرامته وعزته ، وتعزل عنه هيبته ووقاره ، مما ساعد على التجرؤ على هذا الانسان الذى يفني حياته من أجل خدمة البشرية ، ونشر نور المعرفة مبدداً ظلمات الجهل .



ختاما أقول لا حول ولا قوة الا بالله والله المستعان .