[FRAME="9 70"]
تزامنًا مع الحصار الإسرائيلي
سورية تهدد بفرض حصارها الثاني على لبنان
قد يبدو للوهلة الاولى ان تهديد سورية باقفال حدودها مع لبنان ردة فعل في مواجهة القرارالاممي رقم 1701 وانه يدخل من باب السيادة والمحافظة على لحمة وترابط الشعبين وغيرها من الشعارات الرنانة التي تصدح بها الاجواء السورية وقسم من الاجواء اللبنانية، وقد يبدو ان الاغلاق لو تم ما هو الا استنكار على نشر القوات الدولية بين البلدين، لكن بالنظر الى عمق الامور نجد هذا التهديد موجها الى الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية الرافضين لعودة الهيمنة السورية على القرار اللبناني وذلك من خلال لوي الذراع عن طريق الاقتصاد الذي دخل منذ شهرين تقريبا الى غرفة العناية الفائقة وبانتظار عملية جراحية عاجلة لاعادة تركيب اطرافه بعد الحرب المغامرة السورية – الايرانية التي جرت على الاراضي اللبنانية، فالاقتصاد اللبناني الذي عانى ما عاناه من جراء ضرب جميع مقوماته بالاضافة الى الحصار البري والبحري والجوي الاسرائيلي الذي لا يزال قائما حتى هذه اللحظة، ها هو يتحضر الآن للضربة القاضية اذا ما نفذت سورية تهديدها واغلقت حدودها .
علمًا إنها ليست المرة الاولى التي تغلق سورية حدودها مع لبنان، فقد أقفِلت الحدود بين البلدين من قبل الطرف السوري غداة خروج الجيش السوري من لبنان كعقاب لمليون ونصف لبناني تظاهروا رافضين للوجود السوري ومطالبين باستقلال القرار اللبناني، حيث قامت سورية بالاضافة الى اغلاق المعابر البرية الى فرض حصار بحري وملاحقة واسر البحارة اللبنانيين، ومن خلال التهديد الجديد تكون سورية قد استكملت خطتها القاضية بالقضاء على الاقتصاد اللبناني اذ ستكون نتائج الاغلاق ضرب الصناعة الخفيفة والزراعة وتجارة الترانزيت التي تعتبر العمود الفقري في الميزان التجاري اللبناني، و يبلغ حجم التجارة بين لبنان وسوريا بما فيها اعادة التصدير بنحو 1.74 مليار دولار سنويا اي ما يعادل 20% من الميزان التجاري للبنان.
الحصار البحري وازمة المحروقات
وتاتي التهديدات السورية مترافقة مع استحالة امداد السوق المحلي بمادة البنزين بسبب الحصار البحري الاسرائيلي، وتمنع اسرئيل ثلاث بواخر محملة بالمحروقات من الوصول الى الشواطئ اللبنانية، احدها محملة بالمازوت والاخرى بالفيول، يفترض وصولهما الى المعامل الكهربائية اللبنانية و الثالثة محملة بالغاز لا تزال في عرض البحر منذ ثلاثة ايام. يذكر ان توقف هذه السفن يكلّف مستوردي المحروقات خسائر تقدّر بنحو 60 الف دولار يوميا يدفعونها للبواخر.
والتساؤل هنا:
لو أن سوريا طبقت هذا الحصار على لبنان، اذن أين شعارات الأمة العربية وبلاد العرب أوطاني، والعرب أمة واحدة،والمصير العربي المشترك، والكرامة العربية، ومن هذه الشعارات التي سقطت ورقة التوت عنها وأفلست افلاسا تاما؟؟؟[/FRAME]