عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-08-2006, 02:59 PM
الصورة الرمزية almazzy
almazzy almazzy غير متصل
عضو نشط
 




almazzy كاتب جديد
طيار اسرائيلي: الحرب في لبنان ليست فشلا عسكريا انما خسارة بالضربة القاضية

قال ان المخابرات الاسرائيلية فشلت في تقدير قدرات حزب الله


الناصرة ـ القدس العربي
ـ من زهير اندراوس:
قال المحلل الاسرائيلي د.رؤوبين بدهتسور، وهو طيار سابق في سلاح الجو الاسرائيلي ابعد من الخدمة الاحتياطية بعد رفضه قصف غزة، انه عندما يقوم الجيش الأكبر والأقوي في الشرق الاوسط بخوض منازلة طوال أكثر من اسبوعين مع 50 مقاتلا من حزب الله في بنت جبيل ولا ينجح في اخضاعهم، لا يتبقي أمام قادته إلا الاشارة الي عدد جثث مقاتلي العدو، واشار الي ان بنت جبيل، ستتحول الي رمز لحرب لبنان الثانية، ستكون هذه المعركة في تراث وتقاليد مقاتلي حزب الله مثل ستالنغراد لبنانية، أما بالنسبة للاسرائيليين فستكون تذكارا مؤلما لفشل الجيش في الحرب.
وتابع بدهتسور، الذي حاولت المخابرات الاسرائيلية الصاق تهمة التجسس لصالح ايران بعد نشره مقالا عن قوة الجمهورية الاسلامية النووية، ان الدولة العبرية ليست أمام فشل عسكري فقط، هذا فشل استراتيجي لم تتضح بعد تبعاته واسقاطاته السلبية بعيدة المدي، مشيرا الي ان الاسرائيليين ما زالوا جاثمين علي الارض في شبه إغماء محاولين فهم ما حدث لهم.
واضاف: مثلما أفضت حرب الايام الستة الي تغيير استراتيجي في الشرق الاوسط وتكريس مكانة دولة اسرائيل كدولة اقليمية عظمي، قد تؤدي حرب لبنان الثانية الي عملية معاكسة، هذه الحرب، كما اتضح بسرعة كبيرة جدا، كانت حربا علي الوعي و الردع . وقد فشلت اسرائيل في الحالتين.
واوضح: في دمشق وغزة وطهران، وفي القاهرة ايضا، ينظرون باستغراب للجيش الاسرائيلي الذي لا ينجح في إخضاع تنظيم عصابات صغير (1500 مقاتل حسب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وبضعة آلاف حسب مصادر اخري) طوال أكثر من شهر، ويفشل مع دفع ثمن فادح في اغلبية المعارك التي يبادر اليها في جنوب لبنان، والأدهي من كل ذلك أنه لا ينجح في شل قدرة حزب الله علي اطلاق الصواريخ، الأمر الذي يجبر أكثر من مليون مواطن اسرائيلي علي ملازمة الملاجيء لأكثر من اربعة اسابيع. اسرائيل لم تقم فقط بالرد الحقيقي علي اطلاق الصواريخ من لبنان، وانما اضطرت ايضا الي الموافقة علي تسوية أممية تُبقي علي الترسانة الصاروخية بيد حزب الله.
الجيش ترك رئيس الوزراء والحكومة يعتقدون أن سلاح الجو سينجح في تصفية قدرات حزب الله القتالية خلال ايام معدودات، ومن ثم سيسود وضع جديد في لبنان. علي أساس هذه الوعود حدد اولمرت أهداف الحرب الطموحة والتي لم تكن قابلة للتحقق بطبيعة الحال. مثلما حدث قبل حرب 1973، كان هناك مزيج هدام من العجرفة والغرور والغطرسة والاستخفاف بالخصم. الجنرالات كانوا واثقين جدا من نجاح سلاح الجو لدرجة أنهم لم يعدوا أي بديل في حالة الفشل في تحقيق الأهداف. وعندما اتضح بعد اسبوع أن حزب الله لا ينهار، وأن صواريخه لم تتضرر بصورة ملموسة، علق الجيش الاسرائيلي في ضائقة حقيقية وحالة من الإرباك. هذا هو سبب التردد في استخدام القوة وانعدام العزيمة والتصميم في الدفع بالقوات البرية.
واضاف: الغطرسة والثقة الذاتية المفرطة التي ميزت قيادة الجيش تسببت في اهمال تحصين الجبهة الداخلية، ذلك لأنه اذا كان من الواضح أن سلاح الجو سيقضي علي القواعد الصاروخية خلال عدة ايام فلماذا يطلب من سكان المنطقة الشمالية اعداد الملاجئ والتزود بالمؤن، النتيجة معــــروفة: أكثر من مليون مواطن قبعوا في الملاجيء لأكثر من شهر باحثين عن الطعام من دون ظروف حياتية ملائمة.
ومضي قائلا: ان نجاح حزب الله في مفاجأة دورية للجيش الاسرائيلي واسر اثنين من عناصره، الأمر الذي أدي الي اندلاع هذه الحرب، نابع من فشل استخباري. مخابرات الجيش الاسرائيلي لم تقدر بصورة صحيحة قدرات حزب الله القتالية، ولم تعرف بوجود أنفاق علي مقربة من مواقع التنظيم، كما اخطأت في جمع المعلومات حول استعدادية حزب الله وجاهزيتهم في بنت جبيل وغيرها المزيد المزيد من الاخفاقات الاستخبارية.