عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-08-2006, 10:49 AM
الصورة الرمزية توفيق
توفيق توفيق غير متصل
عضو محترف
 




توفيق كاتب جديد
افتراضي الموت والحمى ( that's the fact ).

بعد ان لاحقنا مفارقات العدوان الصهيوني على لبنان لاكثر من ثلاثة اسابيع اليوم اود ان ابقيكم على اتصال بما يدور ويجري في العراق.. والمصيبة الكبرى التي يعيشها اشقاءكم هناك لدرجة ان بعضهم راح يترحم على ايام القمع والديكتاتورية! ومن يرى موت الارهاب وامريكا يرضى بحمى صدام كما يقولون.. وهذا يذكرني بحكاية سارق الاكفان..
سارق الاكفان في البلدة كان يذهب الى قبر من يدفن حديثا «يستخرجه من قبره.. ينزع عن الجثة كفنها ثم يعيدها الى مثواها.. يأخذ الكفن يغلسه وينظفه ثم يبيعه!
وبالقدر الذي يثير هذا التصرف انزعاجكم واشمئزازكم وقرفكم من هذا الرجل سيء الطبع فانه يثير اعجابي بشجاعته المتناهية.. كيف يمكن ان يدخل بالليل الى مقبرة؟ وكيف يجرأ على حفر القبر؟ وكيف تطاوعه يداه في تجريد ميت من «ملابسه»؟ ويعود الى البيت ومعه قطعة قماش ملطخة ب«دماء الابرياء»! والله ياعم انا لو اعطوني ذهب الدنيا وما فيها من اموال ابتداء بالدولار الامريكي وصولا للين الياباني ما فعلت هذا.. ربما ليس خشية من الله تعالى بل خشية من ذلك الميت الذي يخيل الي انه سيوجه لي صفعة «راشدي» ربما يحولني هذا الراشدي الى كاتب صحفي مشخوط مثل عبدالرحمن الراشد.
على كل حال مات الرجل «الصنديد» وترك ابنا «مهتلفا» يعني «صايعا» متذمراً من سب اهل القرية لابيه ليل نهار.. فاقسم الخلف بمن لا يعرفه ولا يخافه قائلا: والله ساجعلكم تترحمون على ابي!
فماذا فعل؟ راح يخرج للمقبرة ليلا.. يسرق الاكفان على عادة ابيه لكنه راح يترك الاجساد في العراء طعماً للحيوانات والطيور المفترسة.. وفي الصباح يبدأ صراخ وعويل العائلة المفجوعة من جديد لان ميتهم تعرض الى اعتداء وحشي! وبعدها قاموا يترحمون على الاب.. ياعم الله يرحم ابوك.. على الاقل كان يحفظ حرمة الميت بعد سرقة كفنه!
احبائي هذا هو حال اهل العراق اهل المحن والبلاء والمصائب منذ فجر التاريخ ولحد الان.. كان اخر سارق اكفان صدام.. فجاء الان من جعلهم يترحمون على جزارهم.. لان الذبح كان في غرف معتمة والآن يتم الذبح على مرأى ومسمع الجميع!
محمد بهمن

جريدة الوفاق الايرانيه