عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2006, 08:30 AM   رقم المشاركة : 9
Nathyaa
من المؤسسين
 
الصورة الرمزية Nathyaa






Nathyaa غير متصل

Nathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميز


افتراضي

يكشف الشيخ سعود الناصر في الحلقة التاسعة من اوراقه عن الغزو والتحرير تفاصيل الدقائق الثماني التي جمعته بوزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر في السادس عشر من يناير وابلغه ان عاصفة الصحراء ستهب بعد ساعتين.

ويقول الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت لدى واشنطن في تلك الفترة انه هاتف الشيخ سعد العبدالله في جدة قبل نحو ساعة ونصف الساعة من عاصفة الصحراء وابلغه «الريوق الساعة 2».

ويكشف الشيخ سعود ايضا كيف ادت الضغوط العربية إلى وقف الحرب، وكيف ان حرق الآبار الكويتية عجل في العملية البرية.

كما يتحدث عن طلب الجنرال شوارزكوف مهلة 24 ساعة للقضاء على فرقتين في الحرس الجمهوري، ولكن لم ينل ما يريد بسبب ضرورة الحفاظ على توازن القوى في المنطقة.

وفي ما يلي تفاصيل الحلقة التاسعة:

في السادس عشر من يناير وهو اليوم الذي سبق يوم بدء عاصفة الصحراء يروي الشيخ سعود ما حدث ويقول «كنت في المنزل بانتظار السفير السعودي الأمير بندر بن سلطان، وما ان وصل الأمير بندر حتى دق جرس الهاتف، وكان على الجهة الأخرى وزارة الخارجية الأميركية وقالوا ان الوزير جيمس بيكر يريد لقائي فوراً في الوزارة، وطلبوا مني الا أدخل من المدخل الرئيسي لكثرة وسائل الاعلام عند الباب ولانتظارها القرار النهائي للحرب، وخلال 20 دقيقة من الاتصال وصلت الى الخارجية وبينما كنت في الطريق سألت نفسي لماذا يريدني بيكر، وماذا يمكن ان يقوله لي؟ وعادة الخارجية لم تكن همزة الوصل. والاتصالات والمعلومات كنت اتلقاها من البيت الابيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، وكنت اتساءل هل هناك مبادرات دبلوماسية جديدة، ولم اتوقع ابداً ان معلومة الحرب ستأتيني من وزارة الخارجية».

واضاف «وصلت الى الخارجية وعلى الفور الى الطابق السابع مقر بيكر وكانت سكرتيرة بيكر تنتظرني عند المصعد وقالت ادخل فوراً فالوزير في انتظارك، وما ان دخلت مكتب بيكر حتى رحب بي ودعاني الى صالون صغير في مكتبه وأنا بانتظار الرسالة.. وقلت له «ما الأمر»؟ فأجاب بعدما نظر الى ساعة يده وساعة معلقة على الحائط، وكانت تشير الى الخامسة مساء بتوقيت واشنطن وقال «بعد ساعتين بالضبط ستبدأ عملية تحرير الكويت، أي في الثانية فجراً بتوقيت الكويت».
وذكر الشيخ سعود انه لم يستطع تمالك نفسه من شدة التأثر وقال: «ارتجفت يداي وشعرت برعشة في جسدي ولم أجد نفسي إلا وأنا أطلب من بيكر كوب ماء كان على مكتبه فلبى طلبي في الحال».

وبعدما شربت الماء طلب مني عدم الاتصال بأحد وعدم تبليغ أحد حول هذا الموضوع لأن أي تسرب لهذه المعلومة سيعرض الطيارين الى الخطر، ووعدته بذلك، ولم يطل اجتماعي مع بيكر اكثر من ثماني دقائق وقد كانت أصعب ثماني دقائق في حياتي.

ويضيف «لا أعلم كيف عدت الى السفارة فلم أجد نفسي الا محاطاً بالموظفين وكانوا جميعاً بانتظار ما ستقوم به الولايات المتحدة بعد انتهاء مهلة الـ 45 يوماً.

وكان الأمير بندر ما زال في انتظاري بالسفارة وتبادلنا النظرات فعرف انني تلقيت موعد الضربة، وكان هو قد سبق ان تلقى الموعد لأن الولايات المتحدة بحاجة الى موافقة المملكة قبل ست ساعات.

ومن صالون السفارة الى غرفتي الخاصة أعد الدقائق لا بل اللحظات وكان السؤال الكبير الذي يجول في خاطري كيف ابلغ القيادة في الطائف؟

وفي غرفتي الخاصة كانت مهلة الساعة ونصف الساعة الباقية لبدء عاصفة الصحراء بمثابة دهر، والأفكار كانت تجول وتصول ورسوت على ضرورة ابلاغ القيادة رغم الوعد الذي قطعته لبيكر لأن الواجب الوطني يدفعني الى ذلك.

فكان أول اتصال مع الشيخ صباح الاحمد وكانت الساعة تشير الى الواحدة فجراً بتوقيت المملكة، وكان الجواب ان الشيخ صباح غيرموجود. وتوقعت ان يكون عند صاحب السمو الأمير وطلبت مكان اقامة صاحب السمو الا ان الشيخ فهد اليوسف الذي رد على مكالمتي نفى وجود الشيخ صباح وأبلغني ان الأمير نائم.

بعدها اتصلت بالشيخ سعد العبدالله في جدة وكان لا يزال مستيقظاً ودار بيني وبينه الحوار التالي:

ـ طال عمرك تفطرت أم لا؟

ـ الشيخ سعد: الساعة واحدة ومو وقت افطار.

ـ الريوق الساعة 2 أي بعد ساعة من الآن، لا تنام وانتظر الريوق.

حينها رد الشيخ سعد بالقول: وصلت الرسالة.. شكراً.

وبعدها عاودت الاتصال بسمو الأمير وأبلغوني ان الأمير لديه اتصال مع الشيخ سعد وهو يتحدث إليه الآن».

بدأت الحرب

«بعدها جلست في غرفتي وكان ابني الأصغر صباح في العاشرة من عمره تقريباً معي وفتحت جميع المحطات انتظر خبر بدء الحرب، وكان صباح يريد ان يذهب الى غرفته وقلت له اجلس، وتساءل: لماذا؟ فقلت له اجلس وستعرف، وبعدما نُقل الخبر على محطات التلفزة، وأول محطة نقلت الخبر هي ABC في تمام السابعة بتوقيت واشنطن».

دموع

ويقول الشيخ سعود «عندها لم اعد اتمالك نفسي وترقرقت عيناي بالدموع وشعرت بأن الديرة راده ».

ولا انسى كيف ان الفرحة والبهجة عمتا ارجاء السفارة بعد بدء الضربات الجوية، وبعدها خرج الناطق باسم البيت الأبيض واعلن رسميا بدء حرب تحرير الكويت، مطلقا اسم عاصفة الصحراء عليها.

جبارة


ووصف الشيخ سعود القوات الاميركية بالجبارة، حيث ضمت ما يقارب 3600 طائرة، وعتاد لم يكن له مثيل، مشيرا الى ان قلبه كان مع الموجودين داخل الكويت.

وقال «لا اعتقد ان احدا رأى حجم الدمار الذي حصل جنوب العراق، لأنه مع بداية الحرب سحب صدام الحرس الجمهوري الى جنوب العراق وابقى الجيش النظامي في الكويت، وهنا الضربة التي انهت الجيش الجمهوري، حيث صارت مذبحة في جنوب العراق وتم تدمير أفراد الجيش الجمهوري في اماكنهم، ولم يستطيعوا اسقاط ولا طائرة».

واكد انه منذ اليوم الاول دُمِّرت كل الطائرات وكل مراكز القيادة والتحكم والرادارات واصبح المجال مفتوحا لقوات التحالف.

وذكر ان مذبحة المطلاع لا شيء بالنسبة لما حصل في جنوب العراق وانها كانت تسلية.

لم يبق شيء

وزاد «وصلنا الى يوم 24 فبراير 1991 وبعد مذبحة المطلاع وبدأ الرأي العام يضغط، حتى الطيارون الذين التقيتهم قالوا انه لم يبق شيء عسكري نضربه، واتصلت بي الاستخبارات الاميركية العسكرية وقالت ان هناك افواجا من السيارات العسكرية تخرج من شمال الكويت الى العراق فهل لديك معلومة من هم وهل بينهم كويتيون؟، وأجبت بالنفي، وبأن الكويتيين خرجوا عن طريق السعودية، فقال انهم سيتعاملون معهم وهذه قوات تنسحب ولا نريد لهم ان ينسحبوا، وبعد المكالمة بنصف ساعة، بدأت القوات الاميركية بضرب الافواج التي كانت تخرج من جهة المطلاع.

مصدر المعلومات

وكانت وكالة الاستخبارات العسكرية التي كانت مصدرا اساسيا للمعلومات عما كان يدور داخل الكويت، وما هو قائم وما هي الخطة الاستراتيجية، وكان هناك شخصان يعطيانني ملخصا يوميا وهما مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الادنى آرت هيوز Art Hughes والشخص الثاني هو Pat Lang بات لانغ، حيث كانا يحضران لي صورا يوميا تبين تواجد القوات العراقية في الكويت ومواقعها بكل وضوح، كما اشاهدك هذا اليوم، وما فيها من مدافع ودبابات وصواريخ وحفر الخنادق على طول البحر، وكان المنظر مؤلما».

الأرض المحروقة

وبيّن الشيخ سعود ان العراق فشل في كل محاولاته وآخرها محاولة دخوله الخفجي، حيث دمرت قواته، الا انه بعدها حرق آبار النفط، مما جعل الرئيس جورج بوش يستعجل الحرب البرية، حيث وصف بوش هذه العملية بـ«سياسة الارض المحروقة»، حيث لم يحن الوقت للحرب البرية بعد، الا ان بوش استعجلها بسبب حرق الآبار مما اضطره الى اتخاذ قرار بدء الحرب البرية لانه ايقن ان التأخير في الحرب البرية سيعود بالضرر على الكويت وكل المنطقة وكانت كارثة بيئية.
واشار الى انه بعد الضرب المكثف بدأت الضغوط على الرئيس بوش بوقف الحرب، وكانت هذه الضغوط من رؤساء عرب، لأن الكويت تحررت.

وتابع «الجنرال نومان شوارزكوف كان يريد ان يدمر فرقتين من الحرس الجمهوري من الذين هربوا الى الشمال، ثم جاءت تعليمات لشوارزكوف بوقف الحرب وترك هاتين الفرقتين لان هناك سياسة معينة لحفظ توازن القوة في المنطقة، وانه اذا دمر الجيش العراقي بأكمله فلن يبقى لديه اي قوة مما يجعل ميزان القوة في المنطقة يختل، وارادوا ان يبقى للعراق جيش يستطيع ان يدافع عنه».

في الوقت نفسه يقول الشيخ سعود «ان كولن باول كان يريد ان يخرج من هذه الحرب بانتصار عسكري وبأقل خسائر ممكنة، ومن جهته كان شوارزكوف رافضا توقف الحرب ويريد الوصول الى بغداد او على الاقل القضاء على الفرقتين الهاربتين من الحرس الجمهوري لأتهما تحت المجهر وهدف سهل، الى ان جاء قرار استراتيجي واضح بوقف الحرب».

من الداخل

واضاف «الرئيس الاميركي لديه قناعة ان ما تم انجازه من هزيمة للجيش العراقي والحرس الجمهوري سيؤدي الى انقلاب داخلي يقضي على صدام، وتكون عملية داخلية وليست مفروضة من الخارج، وكان هناك تأييد من قيادات عربية لهذا التوجه».

واوضح انه خلال الحرب على العراق كان الموقف العربي هو الصمت، وكل توقعاتهم خطأ، وكل نواياهم لم تحدث.

الشيخ عيسى في المستشفى: طمني يا سعود

قال الشيخ سعود ان أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة كان يحمل هم الكويت أكثر حتى من الكويتيين أنفسهم.

واضاف «حضر الشيخ عيسى الى الولايات المتحدة اثناء الغزو لاجراء عملية جراحية في قلبه، واستقبلناه انا والسفير السعودي الأمير بندر بن سلطان، ولا أنسى أبدا حرص وخوف هذا الرجل على الكويت خلال الغزو».

وتابع «الشيخ عيسى رحمه الله بعد العملية كان يتابع قناة CNN الاخبارية لمعرفة مجريات الأمور، والذي يشاهد قناة CNN يصاب بالاحباط لأن توجهها كان ضد الحرب، وعندما زرت الشيخ عيسى وجدته محبطا بسبب مشاهدته CNN وطلب مني ان اطمئنه على مجريات الأمور، وقلت له أنا كويتي وسفير الكويت في واشنطن مطمئن وواثق ان الكويت سترجع، ثم قال لي الشيخ عيسى «الله يطمنك، ونحن اعطيناكم البحرين كلها ولم نقصر والذي تريدونه خذوه والمهم ان تتحرر الكويت».

وزاد الشيخ سعود «طلبت من مرافقي الشيخ عيسى الا يرى قناة CNN لأنها محبطة».

المريض.. وكلمة السر السعودية

ذكر الشيخ سعود ان هناك كلمة سر بين السفير السعودي الامير بندر بن سلطان وخادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز لبدء الحرب، لأنه يجب ان تأخذ الولايات المتحدة الاذن من المملكة قبل بدء الحرب وانطلاق أي عمليات عسكرية، وكان يجب أخذ الأذن قبلها بـ 6 ساعات.

وقال ان الامير بندر اتصل بالملك فهد وكان هناك كلمة سر بينهما وهي ان يقول بندر للملك «طويل العمر المريض الفلاني الذي أرسلته وصل الولايات المتحدة وعلاجه جيد، فهل ندفع حسابه؟»، فهذه كلمة السر، ورد الملك «ادفعوا كل شيء»، وكانت هذه هي الموافقة.

أول سرب


أوضح الشيخ سعود ان الطيارين الكويتيين كانوا في خميس مشيط، وكانوا يطلبون الانتقال الى الظهران ولكن الاميركان والسعوديين رفضوا خوفا من أي عملية طائشة تطلق شرارة الحرب قبل أوانها.

وذكر ان الطيارين كانوا مصرين على الانتقال وانه حاول مع وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لنقلهم الى ان اقتربت الحرب جاءت لهم الموافقة للانتقال الى الظهران قبل 5 أيام من الحرب، واشترط الاميركان ان أولى طائرات تدخل الكويت وتقصف هي الطائرات الكويتية لإعطاء الكويتيين فخر دخولهم الكويت كأول سرب، وكان عدد الطائرات الكويتية 30 طائرة، وعملت الطائرات الاميركية غطاء جويا للطائرات الكويتية لضرب كل المواقع.

واضاف «من كثرة الاندفاع عند الطيارين الكويتيين استهلكوا كل الذخيرة التي لديهم الى ان وفر الاميركان كل الذخائر المطلوبة للطائرات الكويتية».


الكاظمي والأموال المجمدة


خلال فترة تجميد الاموال الكويتية، ذكر الشيخ سعود انه كان يعتمد كثيرا على د. فصيل عبدالرزاق الكاظمي الخبير في امور الاموال والصرف. وقال «لكثرة انشغالي في الامور الاخرى، كان الكاظمي يساعدني كثيرا فيما يتعلق بإدارة الاموال المجمدة، وكان متحمل العبء الاكبر من هذه العملية.

واشار الشيخ سعود ايضا الى الدور الذي قام به ابراهيم ماجد الشاهين والشيخة فاطمة الناصر الصباح التي كانت تمثل وزارة الاشغال ضمن فريق اعادة الاعمار.

مريض بالسكري.. من هو؟

أوضح الشيخ سعود ان المواقف التي واجهته في واشنطن عديدة، ولكن بعض هذه المواقف يبقى محفورا في الذاكرة ومن هذه المواقف قصة لطالب كويتي في الولايات المتحدة، يقول الشيخ سعود عنه: «كنت راجعا الى السفارة واذا بشخص ممتلئ البنية كان ينتظرني عند باب السفارة وهو يبكي، وعندما سألته عن سبب بكائه، قال انه يريد الالتحاق بالجيش الاميركي كمترجم وتم رفضه لأنه مريض بالسكري، وهنا اقنعت الجنرال المسؤول عن هذا الأمر بقبول الطالب على أن يأخذ دواء السكر معه، ووافق الجنرال على أخذه بشرط أن يكون بعيدا عن الأعمال الميدانية».ويتابع الشيخ سعود «فجأة أجد هذا الطالب متجها إليّ ويقبلني من كل ناحية وأتمنى لو أن هذا الشخص يتصل بي لمعرفة اسمه».







التوقيع

Nathyaa