عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2006, 08:21 AM   رقم المشاركة : 4
Nathyaa
من المؤسسين
 
الصورة الرمزية Nathyaa






Nathyaa غير متصل

Nathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميزNathyaa كاتب مميز


افتراضي

كشف الشيخ سعود الناصر الصباح في الحلقة الرابعة من اوراقه عن الغزو والتحرير ان الرئيس الاميركي الأسبق جورج بوش الأب، ابلغ نظيره السوفيتي وقتها ميخائيل غورباتشوف انه لن يتردد في خوض حرب عالمية ثالثة لتحرير الكويت «وان الكويت ستُحرر».

وقال الشيخ سعود ان الروس اقتنعوا بجدية واشنطن فتوجه بريماكوف الى بغداد لإقناع صدام بالانسحاب، لكن هذا كان تحت ضغوط حالت دون انسحابه، منها ضغوط من الداخل العراقي بعدما اعلن الكويت المحافظة التاسعة عشرة، فضلا عن الشارع العربي الذي دفعه الى المواجهة.

واكد ان عددا كبيرا من الخبراء الروس وعناصر من الـ«كي.جي.بي» دخلوا الى الكويت بصحبة القوات العراقية في 2 اغسطس، وان ناقوس الخطر دق عند السوفيت في شهر نوفمبر، بأن العملية العسكرية لتحرير الكويت امر جدي، وان العراق مهدد بالتدمير.


ويعتبر الشيخ سعود ان قمة الحسم كانت في هلسنكي عندما التقى الرئيس جورج بوش بنظيره السوفيتي غورباتشوف وابلغه ان الولايات المتحدة لن تتردد في خوض حرب عالمية ثالثة اذا تبين ان روسيا ستقف الى جانب العراق، وكشف الشيخ سعود جانبا من لقاء هلسنكي بالقول ان بوش كان صريحا وحاسما في الوقت نفسه، فقد اطلع غورباتشوف على تفاصيل الخلافات الداخلية في الاتحاد السوفيتي حول العراق وابلغه «ما يهمني هو تحرير الكويت.. ولن اتردد في اللجوء الى القوة الكاسحة».

ويكشف الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت في الولايات المتحدة خلال فترة الغزو كيف ان خبراء روسا وعناصر من الاستخبارات السوفيتية «كي.جي.بي» دخلت مع القوات العراقية الى الكويت وشاركت في الغزو.

ويضيف في كشفه للحقائق والمفاجآت ان حجم القوة التي استقدمتها الولايات المتحدة الى المنطقة لم تكن لتحرير الكويت فقط، بل كانت تضع في الحسبان خوض مواجهة عسكرية مع السوفيت.

وفي ما يلي الحلقة الرابعة من اوراق الشيخ سعود:

اثناء الاحتلال كان لنا اتصالات شبه يومية مع المقاومة الكويتية في الداخل، وذلك عن طريق اجهزة اتصالات خاصة قمنا بشرائها من اميركا وارسلناها الى المقاومة عبر السعودية، وكنت على اتصال بشقيقي صباح والاخ الشيخ علي السالم الذي كان ضمن افراد المقاومة، كما كان هناك اتصال بين وسائل الاعلام الاميركية وعلي السالم لاطلاعهم على حجم الدمار الذي كان يحل بالكويت والوحشية التي مارسها النظام العراقي ضد الكويتيين.

وفي اكتوبر من عام 1990 طلبت الولايات المتحدة من الكويت تشكيل فريق لبحث اعادة الاعمار تحت مسمى «فريق العودة» يكون مطعما بمسؤولين يمثلون كافة الجهات الحكومية للقيام بشراء احتياجات الوزارات والدولة، تمهيدا لرحلة العودة إلى البلاد والتحرير.

وفعلا توجه فريق الى واشنطن للقيام بالاعداد لاحتياجات الدولة من وسائل لايصال التيار الكهربائي والماء والخدمات.

وكان الفريق برئاسة د. ابراهيم الشاهين، واذكر ان وزارة الدفاع الاميركية طلبت ايضا من الحكومة الكويتية انضمام مجموعة من الكويتيين إلى الجيش الاميركي ليكونوا معهم جنبا الى جنب.

أثناء دخولهم البلاد والقيام بعملية الترجمة، وبالفعل تم إعداد نحو 600 من الطلبة الكويتيين اضافة الى الطلبة العرب من مصر وبعض الدول العربية وتطوعوا مع الجيش الاميركي وخضع طلبتنا في اميركا ممن تطوعوا لتدريبات مستمرة مع الجيش الاميركي لفترة ثلاثة اسابيع وبعدها انخرطوا مع القوات لدخول الكويت.

زيارة بوش


في بداية نوفمبر عام 90 قرر الرئيس بوش زيارة القوات الاميركية في السعودية وتزامنت الزيارة مع مناسبة عيد الشكر، وكان بوش يرغب في قضاء هذه المناسبة الى جانب جنوده.

وكنت قد سبقت الرئيس الأميركي الى جدة، وهناك التقيت سمو أمير البلاد، وفور وصول بوش اجتمع مع سمو الأمير وكانت المباحثات التي جرت بين الطرفين مثمرة، طمأن بوش خلالها أمير البلاد والمواطنين بأن اميركا عازمة على تحرير الكويت، وبعدها انتقل بوش الى مواقع القوات في حفر الباطن وبعض المناطق التي احتشدت فيها الجيوش لنصرة الكويت، وكانت هذه الزيارة بمثابة مؤشر قوي للجميع على جدية اميركا في إخراج النظام العراقي من بلادنا.

رغم ان الاتحاد السوفيتي قام بكل ما هو مطلوب منه في مجلس الأمن لصالح الكويت والقرارات التي اتخذها مجلس الأمن، فإن اميركا لم تكن مطمئنة لموقف الاتحاد السوفيتي بسبب عدم قيامه بإقناع العراق بالانسحاب من الكويت.

ولذلك اضطر الرئىس بوش للقاء رئيس الاتحاد السوفيتي غورباتشوف لاستيضاح الموقف، وابلاغه بموقف اميركا ومجلس الامن تجاه القضية والعمل الذي تم على ارض الواقع، وبيان ان الامر في غاية الخطورة وانه ليس فقط متمثلا بقرارات مجلس الامن انما سيكون هناك عمل عسكري ومواجهة، وفعلا عقد الاجتماع في التاسع من سبتمبر في هلسنكي وحضر جميع مساعدي بوش من كافة جهاته الحكومية، وكان الحديث يتركز على شرعية الكويت وتنفيذ قرارات مجلس الامن، وبعدها طلب بوش الاجتماع مع غورباتشوف على انفراد ولم نعلم ما دار بينهما وبعد عودة الرئىس بوش الى اميركا حاولت ان اعرف حيثيات الاجتماع الثنائي لكن لم استطع الا بعد ايام، حيث نما إلى علمي ان بوش ابلغ غورباتشوف ان اميركا تعلم بعلاقة الاتحاد السوفيتي مع العراق وعلى اطلاع كامل بما يدور بهذه العلاقة حتى من جهة وجود خبراء عسكريين الى جانب الحرس الجمهوري العراقي في الحشود على الحدود الكويتية فضلا عن ابلاغه علم اميركا بالانشقاق الحاصل بين الاستخبارات السوفيتية والحكومة حول السياسة السوفيتية التي يجب اتباعها، حيث بين بوش للرئيس السوفيتي ان كل هذا لا يعنيه وما يهمه هو استقلال الكويت وخروج القوات العراقية من اراضيها وعودة الشرعية الكويتية.. واكد له ان واشنطن ستستخدم القوة العسكرية لاخراج العراق مهما كلف الامر.

حتى ان بوش ابلغ غورباتشوف صراحة ان الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب ضد السوفيت اذا اقتضى الامر في اي حال من الاحوال اذا تبين ان موسكو طرف في غزو الكويت، فكانت هذه رسالة واضحة وقوية من بوش للرئىس السوفيتي.

جهود


وفور عودة غورباتشوف إلى بلده بدأت الجهود الدبلوماسية السوفيتية بالتحرك من خلال ارسال رئىس الاستخبارات السوفيتية بريماكوف للعراق في محاولة لاقناع النظام العراقي بالانسحاب من الكويت فضلا عن جولاته المكوكية إلى الدول المجاورة وابلغ صدام حسين ان العالم قد يواجه حربا عالمية ثالثة اذا حدث العمل العسكري فكانت جولاته مكثفة لتثني صدام عن موقفه.

مكاسب


كان العراق في بداية الامر يبحث عن مكاسب ويمكن ان تكون هناك نوايا للانسحاب لكن كان العراق في الوقت نفسه لا يعتقد ان الكويت هذا البلد الصغير يحرك جهود العالم لتحريره عن طريق العمل العسكري او من خلال حرب عالمية ثالثة حيث ان هذه المواجهة ليست بين الكويت والعراق والدول العربية انما بين اميركا والاتحاد السوفيتي، لكن من المؤكد ان لقاء هلسنكي وضع الخط الواضح للاتحاد السوفيتي بأن يخرج العراق عن طريق المبادرات السوفيتية أو نخرجه بالقوة من الكويت.

> هل يعني ذلك ان العراق لم يأخذ بالنصائح السوفيتية بل بمشورة الملك حسين؟

ـ يجب ان نسأل أنفسنا قبل الاجابة عن هذا السؤال: هل الاتحاد السوفيتي مارس أي ضغوط على العراق بعد قمة هلسنكي، أم ان الاتحاد السوفيتي لم يأخذ التهديدات الأميركية على محمل الجد، فهذا يؤكد ان الاتحاد السوفيتي لم يكن مقتنعاً بالعمل العسكري لقوات التحالف بقيادة اميركا حتى بعد هلسنكي الى ان وصل الوضع الى نوفمبر عندما دعمت اميركا قواتها بالفيلق السابع ومضاعفة حجم الجيش، وفي ذلك الوقت نشطت جهود السوفيت عن طريق بريماكوف وبدأت الأصوات السوفيتية تنادي صدام بالانسحاب لأن الوضع في غاية الخطورة.

وحول علم القيادة الكويتية بوجود خبراء روس مع الجيش العراقي أثناء الغزو، قال الشيخ سعود ان عدداً كبيراً من الخبراء الروس دخلوا بصحبة القوات العراقية في الثاني من اغسطس، اول يوم للغزو، وكانوا متخصصين في نوعين من الصواريخ هما «بروج والسلبرامز»، وهذا ما أكدته صور الأقمار الصناعية حيث زرعوا الصواريخ في الأراضي الكويتية ثم انسحبوا، فالمخابرات السوفيتية (كي. جي. بي) كان لها دور في ذلك خصوصاً بعد الخلافات التي نشبت بينها وبين القيادة السوفيتية، ووقتها كانت للاستخبارات السوفيتية قوة كبيرة وتأثير قوي في القرار السوفيتي، وكانت لها خطط ومآرب تختلف عن القيادة السياسية، فتركت السياسة لغورباتشوف وعملت جنباً الى جنب مع صدام حسين من خلال ترتيبات معينة.

ناقوس الخطر


لكن اؤكد ان ناقوس الخطر دق عند السوفيت في شهر نوفمبر عندما تأكدوا ان العملية العسكرية أمر جدي، وان العراق مهدد بالتدمير وان الاتحاد السوفيتي ليست له القدرة على مواجهة الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، حيث ان حجم القوات التي جلبتها اميركا ودول التحالف الى المنطقة كانت أكبر بكثير من قضية تحرير الكويت، وكانت تضع في الحسبان مواجهة قوة أكبر، فهل كان يعلم العالم ان غواصتين نوويتين كانتا موجودتين وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة قوى أكبر من العراق، فضلاً عن السلاح النووي الموجود في مياه الخليج على حاملة الطائرات.. فجميع الأسلحة والعتاد كانت موجودة تحسباً لأسوأ الاحتمالات، وكان المقصود بها احتمال تحرك السوفيت للوقوف مع العراق.

لم أؤيد الـحل السلمي


قال الشيخ سعود انه مع بداية شهر اكتوبر كان من المستحيل ان يكون هناك حل سلمي مع العراق بعد تقدم القضية وتوافر الحجم الكبير من القوات الاميركية والتحالف. وبالنسبة لي فكنت لا أتمنى الحل السلمي لأن ما ارتكبه النظام العراقي بحق الكويت وشعبها كان كبيراً جداً.

وانا كنت لا أؤيد الحل السلمي لأن انتشار القوات العراقية على الحدود من جديد أمر خطير جداً، ولو كان الانسحاب في ايام الغزو الاولى لقبلنا، لكن بعد الدمار الذي خلفه والوحشية التي مارسها ضد الشعب الكويتي كان الحل السلمي لانسحاب العراق عبارة عن مكافأة للمجرم.

لماذا لم ينسحب صدام؟

اعتقد ان سبب عدم انسحاب صدام يكمن في انه كان تحت ضغوط من الداخل بعدما أعلن ان الكويت المحافظة التاسعة عشرة، فضلاً عن الشارع العربي الذي دفعه الى المواجهة زاعما ان الكويت البوابة لتحرير فلسطين، وأخذ صدام الغرور بقوته وجنوده، ووجود مليون جندي عراقي في الكويت زاد من هذا الغرور وشعر ان اكبر قوة في العالم لن تخرجه من الكويت خصوصاً بعد التأييد الذي حصل عليه من قبل بعض القيادات فضلاً عن ذلك كان صدام يجهل حجم الحشود الاميركية ولم يسمع لبريماكوف في شهر نوفمبر.

لقاء جنيف عزيز لم يتسلم الرسالة وبيكر لوح بـ«النووي»

كان اجتماع وزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر مع نظيره العراقي طارق عزيز في جنيف مهماً للغاية كونه انعقد في التاسع من يناير قبل عاصفة الصحراء بأيام قليلة لأن الادارة الاميركية تريد ان تكسب اكبر عدد من اصوات الكونغرس لتمرير القرار الذي صوت عليه في 13 يناير اي بعد الاجتماع بأربعة ايام حيث كانت بعض اصوات الكونغرس تقول: امنحوا الحل السلمي فرصة اطول قبل دخول الحرب، فكان هذا الاجتماع بالنسبة لنا صدمة رغم اني اعرف ماذا يريد بوش من هذا الاجتماع، لكن كنت متخوفاً من نتائجه ومناورة العراق على هذا الصعيد، فسلم بيكر رسالة من بوش الى صدام ورفض وزير الخارجية العراقي تسلمها لانها تحتوي على لغة التهديد.

فالقضية من الجانب الاميركي حسمت لانها قامت بكل الجهود للحل السلمي لكن صدام لم يستجب، انتهت المفاوضات ولم يفهم العراق الرسالة الاميركية.

وعندما خرج بيكر قال ان المفاوضات العراقية الاميركية فشلت، وحذر بيكر العراق من استخدام اسلحة الدمار الشامل، وقال اذا حصل ذلك فإن الشعب الاميركي سيطلب الرد بأقوى سلاح لدى اميركا، والمقصود بذلك كان النووي، وفي تلك اللحظات انفرجت الأزمة بالنسبة لنا وشعرنا بارتياح كبير، وبعدها بأربعة ايام تم التصويت في الكونغرس لصالح الحرب وحصل بعدها الرئيس الاميركي على التفويض.







التوقيع

Nathyaa