عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-07-2006, 06:32 AM
الصورة الرمزية بوقتادة
بوقتادة بوقتادة غير متصل
عضو نشط
 





بوقتادة كاتب جديد
صلح الحديبية والحكمة الغائبة

صلح الحديبية والحكمة الغائبة
كتب:خالد سلطان السلطان


في شهر ذي القعدة من السنة «السادسة للهجرة» خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة الى مكة يريد العمرة وخرج معه صلى الله عليه وسلم الف واربعمائة رجل وكانت برفقته ام سلمه «ام المؤمنين» رضي الله عنها من آل بيته صلى الله عليه وسلم الحكيمة صاحبة الرأي السديد وفي الطريق «حرنت القصواء ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال عليه الصلاة والسلام بعد حدث صغير «والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا اعطيتهم اياها» ومن حرمات الله ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم: «ان دماءكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم» وشريعة الاسلام بجميع احكامها عظمت هذه الست فاحفظها يا رعاك الله «العقل والنسل والعرض والنفس والمال والدين» اذا اضطر الانسان الى اقامة صلح بينه وبين اعدائه من اجل الحفاظ على ما سبق ذكره فلا يتردد العاقل في ذلك فإن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة.
وعودة مع القصة السابقة فان النبي صلى الله عليه وسلم عرض «خطة رشد» ما كان كفار قريش يحلمون بها وهي «انه لا مانع عند النبي صلى الله عليه وسلم من ان يجعل هدنه يقف معها القتال في زمن محدود او غير محدود وان لم يرغبوا الا بالقتال فلا مانع من القتال حتى يقضي الله امرا كان مفعولا، لم يتردد الحكيم «عروة بن مسعود» من تبنى هذه المبادرة النبوية فقال لكفار قريش ان محمدا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها وكررها ايضا بعد محادثة النبي صلى الله عليه وسلم ودعم هذا الرأي رجل من بني كنانة حتى ارسلوا بعد ذلك «سهيل بن عمر» ليكتب صلح الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال عليه الصلاة والسلام لما رأى سهيل سهل الله امركم.

ما قبل الصلح

لقد سجل صلى الله عليه و سلم قبل هذا الصلح انتصارات عسكرية كثيرة تجعل الناظر للتاريخ يجزم انه ليس هناك حاجة لصلح الحديبية وغيره، لقد انتصر صلى الله عليه وسلم في بدر الكبرى وبدر الاخرى وفي حمراء الاسد وفي ذات الرقاع وفي بني اسد وفي غزوة الاحزاب كما انتصر على يهود بني قريظة واجلى «طردا» يهود بني النضير وانتصر في المريسيل وفي دومة الجندل كما ادب الاعراب وهزيل ومع كل هذه الانتصارات رغب صلى الله عليه وسلم في الصلح مع قريش درءا لمفاسد كثيرة وتحقيقا لمصالح كبيرة ما كان احد ان يعلمها الا بعد ان تحققت هذه المصالح وردت هذه المفاسد وبكل فخر نعتبر من هذا الصلح وان كان ظاهرة ذل ودنية كما تصورها طائفة من الصحابة الكرام وعلى رأسهم «الفاروق» رضي الله عنه.

احداث من الصلح

1ـ امتنع سهيل بن عمر ان يكتب «بسم الله الرحمن الرحيم» ولكنه رضي بكتابة باسمك اللهم واقره على ذلك رسول صلى الله عليه وسلم.
2ـ لم يرض سهيل بكتابة محمد رسول الله ولكنه رضي بكتابة محمد بن عبداللاه واقره على ذلك رسول صلى الله عليه وسلم.
3ـ رفض سهيل اداء النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لمناسك العمرة وان يكون في العام المقبل واقره على ذلك صلى الله عليه وسلم.
4ـ اوجب الصلح على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من يهرب من مكة للنبي صلى الله عليه وسلم وان كان مسلما والا يطالب بمن يأتي لمكة هاربا واقره على ذلك صلى الله عليه وسلم.
ووقع على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرى الخير العميم للمستقبل القريب او البعيد

 

 

توقيع : بوقتادة