الإبداع هو الذي يفرق بين العمل العادي والمتميز، فالإبداع يخلق التميز ويظهر ذلك جلياً في أعمال الهندسة والمعمار والتصاميم الصناعية وتشكيل الحديد ، وحتى في مجال الخدمات مثل الخدمات الطبية نجد الجراح المبدع وغير المبدع.
الإبداع هو قدرة إنسانية خاصة تذلل المصاعب وتولد الأفكار البناءة وتحول المؤسسات الخاملة إلى أخرى نشطة وحية, وعموماً فالمبدع هو الذي يأتينا بالأفكار والتصاميم والنظريات والأعمال الفنية الجديدة والخارجة عن المألوف.
أعتبر الناس في الماضي أن الإبداع شيء مبهم ومؤقت, وكان الإبداع يعامل على أنه ضرب من السحر, كما أعتبره البعض نعمة من الخالق حين أعتبره آخرون شيء خارق ومن عمل الشيطان, أما في الوقت الحاضر فالإبداع ينظر إليه على أنه السبيل إلى إنقاذ المدن من البطالة ومن الركود، وهو الوسيلة لزيادة الإنتاج والربحية.
ما هو الإبداع ؟
هو الرؤية الشخصية للفرد التي يظهر نتاجها في عمل ملموس سواءً كان في مجال الفنون أو العلاج أو الاختراع أو التصميم .. الخ, يظن البعض أن الإبداع يظهر في فترات محددة أي عندما يكون هناك الهام, أما العالم جون كينث فهو ينفي ذلك ويقول أن الإبداع لا يرتبط بالإلهام أو عدمه, عموماً فمعظم التعريفات اتفقت على الحداثة والتفرد والأصالة, أما قيمة الشيء فهي المعيار الثاني لقياس الإبداع ويشار إلى (القيمة) بالمنفعة والرضا والقبول وإيفاء المتطلبات.
ترد أيضاً الإشارة إلى عامل الوقت في بعض التعريفات إذ أن كثير من الأعمال في الماضي لم تعتبر إبداعاً إلا بعد مرور وقت طويل وهذا واضح في حالة الرسامين والمكتشفين.
الإبداع والاختراع والابتكار:
الابتكار هو العملية التي يحول من خلالها منتج أو فكرة جديدة إلى عمل ملموس وأما الاختراع هو خلق فكرة وتطويرها وعملها في الواقع، بالتالي نجد الإبداع هي أول خطوة في عملية الاختراع. إذا التفريق بين الإبداع والابتكار والاختراع يساعدنا في تحديد العمليات المطلوبة تحديداً, ويتطلب الإبداع القدرة على جمع المكونات المتفرقة فالإبداع يولد عدد من الأفكار الجديدة لتختار منها واحدة, أما عملية الاختراع هي اختيار الفكرة لتطويرها وتطلب المرحلة القدرة على اختيار الأنسب والاستغناء عن الباقي وتحويل الفكرة إلى واقع عملي مع إظهار تفاصيل العملية المقترحة.
من؟ وكيف؟ (في عملية الإبداع ):
في الإجابة عن السؤال من هو المبدع؟ وما هي عملية الإبداع وما هي المؤثرات على عملية الإبداع ؟ أظهرت البحوث الآتي:
1) الشخص المبدع:
أي شخص هو مبدع إلى حد ما, ولكن هناك من هو أكثر إبداعاً عن الآخرين, وعلى المدراء اكتشاف هؤلاء وتسهيل عملية الإبداع , ومن ثم رفع القدرة الإبداعية لكل العاملين من خلال طريقة الإدارة وتهيئة بيئة العمل وتطوير القدرات الإنسانية.
شملت عينات الدراسة عدد من المتخصصين في مجال العلوم والهندسة المعمارية والأدباء والفنانين والمدراء وعلماء الرياضيات والمخترعين فتوضح أن لكل منهم ما يحفزه للإبداع مثلاً: الكاتب يتخذ المنحي السيكولوجي بينما نجد أن المهندس يفضل التعامل مع الأشياء عن التعامل مع الإنسان.
يفرق المقياس العقلي بين الشخص المبدع والشخص الأقل إبداعاً من خلال مستوى التفكير والصفات الشخصية, ويظهر هذا الفارق بعد ظهور الإبداع ولا يمكن التنبؤ بذلك قبل أن يظهر أحدهم إحدى إبداعاته.
2) الصفات العقلية أو الذهنية:
هي الطلاقة والأصالة والمرونة والقدرة على مواجهة الغموض والقدرة العقلية والذهنية، حيث تأتي القدرة الذهنية في ذيل الأسباب نحو الإبداع , والأهم من ذلك هو أن يقبل الآخرين الفكرة.
3) البيئة المشجعة على الإبداع :
أولاً: المحيط التعليمي والأسري الذي يحيط بالطفل ويؤدى إلى الإبداع عند النضوج.
ثانياً: المحيط التنظيمي والفيزيائي ذو الصلة المباشرة بعملية الإبداع .
يظهر الإبداع غالباً وسط الأبناء الذين لا يركز ذويهم على الدرجات أو العلامات التي يحصلون عليها، بل يحاولون تنمية الملكة الإبداعية عند الأبناء.
4) الأشكال الأساسية للمنظمة المشجعة على الابتكار هي:
» تقبل الأفكار من كل فرد.
» كن في مقام الزبون وحاول اختراع ما يرضي احتياجاتك.
» التجارب والوقوع في الخطأ.
» محاولة الإبداع .
» الاستقلالية وعدم مركزة الأشياء.
» التنبه للإبداع ومكافأة المبدع.
توضح الخطوات التالية كيفية تنمية القدرات الإبداعية داخل المنظمة:
» جعلها مسئولية عامة بأن يتقبل أي فرد في المؤسسة الأفكار الجديدة المقترحة للمنظمة من الآخرين خارجها.
» أجمع بين العاملين معك والعاملين في مؤسسات أخرى لتشجيع تمازج الأفكار والخروج بالجديد.
» دعهم يسافرون إلى الخارج ويتعرضون للأفكار الجديدة حول العالم.
» أحصل على إصدارات ومؤلفات تعكس أفكار الآخرين والأفكار والتقنية الحديثة, وأيضاً نتائج البحوث.
» أدعو بعض المبدعين أو المختصين في ذات المجال لإقامة عروض أو إلقاء محاضرات للعاملين.
» أدفع رسوم مشاركة نخبة مختارة من العاملين في بعض العروض والبرامج التعليمية وعكس النتائج الايجابية على بقية العاملين.
» إقامة ورش عمل حول تقوية فعالية الإبداع الشخصي.
» تشجيع العاملين على قراءة الإصدارات غير ذات الصلة بالعمل فالإبداع ينبع أحياناً من هذه الأفكار المخالفة.
- أكتب مذكرات تحتوى على بعض الحلول للمشاكل مثل:
» سوف لن أقول " هذه فكرة تدل على الغباء".
» سوف اختبر أولاً ثم أقيم لاحقاً.
» سوف أنقل مئات الأفكار عن الزبائن.
» يجب الاستماع لأي شخص لديه فكرة.
» أي منتج أو خدمة تعمل على إنتاجها يجب أن تكون إبداعية بقدر الإمكان.
5) هناك حوالي ثمانية طرق لتحريك الإبداع الكامن (ما يجب عمله وما يجب تحاشيه):
» شجع ولا تنتقد.
» كن متعاطفاً ولا تحكم على الأشياء قبل معرفتها.
» ساعد الشخص الخجول ولا تتركه وحيداً.
» شجع الفضول ولا تحد منه.
» حدد وقت معين للتفكير ولا تكن عبداً للعمل (دون توقف).
» ساعد في حل المشاكل ولكن لا تكن دكتاتورياً.
» شجع روح المرح ولا تبدي الكآبة.
انتهى...
المصدر // المعهد السعودي لتطوير أصحاب العمل
*******************************************