الموضوع
:
نظرة تاريخية موجزة عن "الرسوم المتحركة"
عرض مشاركة واحدة
#
1
17-06-2006, 01:41 PM
بنت السويدي
العضو الملكي
نظرة تاريخية موجزة عن "الرسوم المتحركة"
[FRAME="15 50"]
تلعب
الرسوم المتحركة
دورا مهما في تكوين شخصية الطفل ، و رسم ملامح هذه الشخصية، وهي تحتل مكانة خاصة في أعماقه ، لأنها تقدم له –في قالب جميل – كل ما تهفو إليه نفسه من عوالم ساحرة يحلم بها ، أو قصص جذابة تدور أحداثها في أجواء من الخيال ....
من خلال ذلك ينجذب إلى هذه
الرسوم
، و يرتبط بها ، و ينتظر وقتها بفارغ الصبر ، فإذا جلس أمام الشاشة نراه مشدودا إليها ، منجذبا إلى أحداثها في تركيز وانفعال شديدين ، ولا عجب في ذلك ، فللرسوم المتحركة سحرها الخاص و لغتها المميزة ، و إن فيها خروجا عن المألوف ،و حرية واسعة في التعبير ، و قدرة هائلة على الإبداع .
لمحة تاريخية
تشكل
الرسوم المتحركة
فرعا مستقلا في فن
"الفيلم"
، وقد ولدت الصور المتحركة على يد الفنان
"إميل رينو"
عندما اخترع في نهاية القرن 19 جهازا يسمى
"البراكسينوسكب "
يعمل بطريقة دورة المقبض المحرك" يسمح هذا الجهاز لأي شخص بالنظر من خلال ثقب ورؤية صور تمر بتتابع سريع موهمة إياه بأنها تتحرك
1
. لكن بداية فن التحريك بدأت رسميا على يد
" إميل كول "
باعتباره أول فنان مؤسس لهذا الفن ، وكانت أفلامه قصيرة جدا ، وظهرت أولاها في 1908-1909 ... أما شخصياته فكانت تشبه أعواد الثقاب... واعتبرت أفلامه جزءا من فن
الفانتاسماغوري (Fantasmagorie)
وهو فن إظهار أشباح نورانية في مكان مظلم
2
و من بين أوائل أفلام الكرتون المقدمة في العالم
"الديناصور المديد"
عرض سنة 1909 وأعده
وينسور ماك كاي
في أمريكا وقد أدرك المنتج الغربي قيمة الأفلام المتحركة و شعبيتها، فأنتج أفلاما طويلة للكبار، كما وظفت الرسوم المتحركة في البرامج الثقافية والرياضية والتعليمية، و تم استعمالها في الإعلانات التلفزيونية "وما شخصية بوباي البحار التي اشتهرت في أنحاء العالم، إلا شخصية ابتكرها
(ا.س.ز.سيفر)
لاستخدامها في الدعاية للسبانخ المعلبة3 " فاشتهر بوباي الذي كان يرسمه و يحركه الفنان
ماكس فليشر
النمساوي المقيم في أمريكا4 [1].
و كانت أفلامه و مسلسلاته القصيرة منافسة دائمة لأفلام
والت ديزني
.هذا ويعتبر
والت ديزني الإيرلندي
الأصل أشهر محرك للصور في العالم ، فقد استطاع بمهارته وذكائه تحقيق توظيف متكامل لهذا الفن .
و نستطيع أن نقول إن
الرسوم المتحركة
كانت ومازالت المادة الأولى المفضلة عند الطفل، لأنها تناسب سنه و تفكيره و إدراكه و ميولاته ، فالطفل مجبول على حب الصورة المعبرة و الألوان الجميلة، كما أنه معروف بتعلقه بقصص البطولة الخارقة ، و الخيال المحلق و أحداث المغامرات، لذلك نجده مع الرسوم المتحركة يتجول في عوالم أخرى فيها الغموض و الأعاجيب، و قصص الساحرات، و العمالقة ...إنها عوالم تختلف عن واقعه، تشبع خياله من جهة، وتناسب إدراكه وقدرته على الفهم من جهة أخرى.
إن ما يعزز تعلق الطفل
بالرسوم المتحركة
، كونها تتوفر على ميزة خاصة، فشخصيات أبطالها ثابتة لا تتبدل من مسلسل إلى آخر، كما تحافظ على أنماط السلوك نفسها، و طريقة التفكير، و موقفها من الحياة ، بعكس الأبطال في أفلام و مسلسلات الكبار، الذين تتغير أدوارهم من فيلم لآخر ومن مسلسل إلى آخر، وهذا ما يريح الطفل نفسيا، و يتناسب مع سنه و وعيه.
--------------------------------------------------------------------------------
1 – رضا الطيار " أفلام الرسوم المتحركة والدمى" الموسوعة الصغيرة، العدد 107، بغداد ،1982 ،ص 14
2 – المصدر نفسه / ص 16
3 – د.عماد زكي "أفلام الصور المتحركة ودورها في حياة الأطفال" الطفل العربي والمستقبل ، كتاب العربي العدد 23، أبريل 1989، الكويت ً 150
4 – المصدر نفسه / ص 91
[/FRAME]
توقيع
: بنت السويدي
ملكة المنتدى
بنت السويدي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى بنت السويدي
البحث عن كل مشاركات بنت السويدي