[FRAME="15 70"]
ما تستاهل الكويت
ما تستاهل الكويت كل هذه الإهانات التي تتلقاها في موضوع الدوائر، فما يطالب به الكويتيون هو حق من حقوقهم المكتسبة، سواء في تصحيح تمثيلهم الشعبي، او في مقاومة الفساد الذي يستشري في مؤسساتهم، وقد بات يهدد مستقبلهم ويبدد كل جهودهم للتقدم الى الأمام، ويستنزف مالهم العام والخاص.
انها اهانة للمواطن ان تقول له الحكومة إنها تؤيد، لا بل تؤمن بإصلاح الدوائر، بينما هي فعلا ترضخ للوبي داخلها لا يريد ذلك، وتصبح الإهانة أكبر عندما توافق على مبدأ التقليص إلى 5 دوائر، فيما هي تعمل للعشر، ثم يكتشف المواطن أن الأمر يتعلق بعملية مماطلة مكشوفة، عندما يتأكد ان اللجوء إلى العشر دوائر ليس إلا مجرد مناورة، وأن كل ما في الأمر لا يعدو كونه محطة للعودة إلى نقطة الصفر، أي العودة إلى ال 25 للحفاظ على الواقع الراهن بكل ما هو مشكو منه، رغم الإجماع على ضرورة تغييره بأسرع وقت ممكن.
انها استهانة برغبة شعبية عامة في الإصلاح، وبآمال أجيال بكاملها، وبأحلامها، واستخفاف بعقول الناس الذين يتطلعون الى غد أفضل، لهم ولأولادهم، وللبلد عموما.. والمؤسف ان كل ذلك يحصل في بداية عهد جديد.
لقد ضربت الحكومة بالإجماع الوطني على ضرورة تقليص الدوائر عرض الحائط، فإذا بنا نكتشف ان هذا التقليص ليس قناعة لديها، ولدى المرتبطين بها في مجلس الأمة، خصوصا عندما تجلى هذا الإجماع في المطالبة بالخمس دوائر فحاربته بشتى الطرق، وربطته بمثالب تمييز بين المواطنين تحت شعار العدالة والمساواة، فيما هي تتمسك بال 25 التي تشكو من كل انواع التمييز واللامساواة، مع ان الخمس تقلص كل انواع السلبيات السالفة الذكر الى أضيق حدود، لا بل كنا نفضل أن يكون الأمر دائرة واحدة، لو لم تتقول عليها وتدعي ان فيها شبهة دستورية.
[/FRAME]