[FRAME="15 70"]والمزايا التي يتفوق بها مشروع الدوائر الخمس عن مشاريع الدوائر العشر بأنها أولا تقضي على سلبيات أثرت بشكل خطير في النظام السياسي للبلاد، فالمشروع يقضي على عمليات شراء الأصوات بشكل نهائي، ويقضي على عمليات خرق القانون أو ما يعرف بالخدمات بشكل شبه نهائي بدل أن يكون السمة الغالبة على أداء النواب كما يظهر في الوضع الحالي، وأخيرا وليس آخرا يقضي على التلاعب في عمليات نقل الأصوات الى أبعد حد ممكن، وبمقارنة هذه المزايا مع ما يمكن أن توفره مشاريع الدوائر العشر فإن موضوع شراء الأصوات (في حالة الدوائر العشر) لن يتأثر كثيرا، فمن يستطيع أن يشتري في دائرة واحدة غالبا يستطيع أن يشتري في "دائرتين ونصف الدائرة" وكذلك الحال مع موضوع الخدمات ونقل الأصوات، حيث إن عدد الناخبين يتضاعف لمرة واحدة بينما في مشروع الدوائر الخمس يتضاعف العدد خمس مرات·
ويلاحظ أن الحملات الصحافية التي تهاجم مشروع الدوائر الخمس، إن أخطر ما فيها محاولات بث روح الشقاق والفتنة بين فئات المجتمع، لكنها ليست بغريبة على هذه الجهات التي أصبحت معلومة للجميع بتفانيها في ضرب قواعد السلم الأهلي في المجتمع ، وأن هذه الحملات تثير مسألة أن مشروع الدوائر الخمس وضع لمصلحة سكان المناطق الداخلية على حساب سكان المناطق الخارجية، وهذا صحيح لو أن مشروع الدوائر الخمس جاء ليقلب المعادلة السائدة في النظام الحالي (25 دائرة)، فمن يتفحص توزيع المناطق في مشروع الدوائر الخمس يجد أنها من حيث التركيب لا تختلف عن المشروع الحالي، كما أن أعداد الناخبين التي اعتمدت عليها هذه الحملات الصحافية ليست دقيقة من ناحية، وهي من ناحية أخرى - وهذا هو الأهم - نتاج عمليات نقل الأصوات العشوائية التي شهدتها بشكل كبير مجالس ما بعد التحرير.
إن التباكي على الوحدة الوطنية من جانب مهندسي هذه الحملات المشبوهة أمر لا يمكن تصديقه لأنهم لم يدخروا يوما أي جهد في تفتيت الوحدة الوطنية، الأمر الذي يشكك كثيرا في مصداقية ما يطرحون .
إن المصلحة الوطنية تحتم دعم مشروع الدوائر الخمس في هذه المرحلة الحساسة في مسيرة الإصلاح السياسي للدولة، وتؤكد المصادر في الوقت ذاته أن هذا المشروع حتما ليس مثاليا يخلو من الشوائب ولكن المهم أنه يحوي الكثير من الإيجابيات وبالتالي يمكن معه القول بأنه خطوة على طريق الإصلاح السياسي وليس هو مشروع الإصلاح السياسي المتكامل·[/FRAME]