[ابو فارج]

اتصل أحد الحاخامات اليهود في الأسبوع الماضي بشركة الطيران الإسرائيلية (العال) وطلب السفر إلى الولايات المتحدة، ولكنه وضع شروطا غريبة، فوافقت الشركة الإسرائيلية، ليطير الحاخام مع حاخام آخر على متن الطائرة التي انطلقت من تل أبيب وحطت في لوس أنجلوس.
وبموجب الصفقة بين الحاخامين اهارون ليب ستينمان ووريبي غيرير والشركة، اشترى الاثنان كل تذاكر الدرجة الأولى، ليكونا لوحدهما، وفي المقابل فانه الشركة وافقت على شروطهما بعدم دخول أي مضيفة أو أية امرأة إلى جناح الدرجة الأولى لأنهما يعتبران ذلك حراما وفقا للشريعة اليهودية، وكذلك منع عرض أفلام، كما يحدث عادة في رحلات الطيران لتسلية الركاب وتخفيف عبء الرحلة عليهم خصوصا إذا كانت من تل أبيب إلى أميركا والتي تستغرق 14 ساعة.

وبعد التأكد انه لا يوجد أي امرأة في جناح الدرجة الأولى، وتغطية مقاعد الدرجة الأولى بالبلاستيك زيادة في الحرص كي لا يرى الحاخامان أي انعكاسات لشاشات عرض الأفلام، انطلقت الرحلة، وتولى اثنان من مضيفي الشركة خدمة الحاخامين الذين أرادا الطيران بدون نساء وأفلام ارضاءا للرب. واستقبل أبناء الطائفة اليهودية في لوس أنجلوس، الحاخامين بحفاوة تليق بمكانتهما الدينية، وسيزور الاثنان التجمعات اليهودية على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية. ومن الولايات المتحدة سيطير الحاخام وريبي غيرير الى مونتريال وتورنتو ومدن أخرى في كندا، بينما سيواصل الحاخام ستينمان رحلته إلى الأميركيتين الوسطي والجنوبية، للقاء أبناء الطوائف اليهودية هناك قبل أن يعود إلى إسرائيل. وردا على تساؤلات طرحتها وسائل الإعلام الإسرائيلية على شركة العال حول سبب موافقتها على تسيير مثل هذه الرحلة وهل يعتبر ذلك خضوعا لنفوذ الحاخامات المتزايد في إسرائيل، رد ناطق باسم الشركة، بان ما حدث هو احترام لخصوصية الركاب، وأن الشركة مصممة على احترام الخصوصية. وتثير مثل هذه الحوادث حنق وغضب العلمانيين في إسرائيل، الذين يناصبون رجال الدين العداء ويرفضون تدخلهم المتزايد في الشؤون الحياتية في المجتمع.