س : هل يجوز للمرأة استعمال المكياج الصناعي لزوجها وهل يجوز أن تظهر به أمام أهلها أو أمام نساء مسلمات ؟
الجواب : تجمل المرأة لزوجها في الحدود المشروعة من الأمور التي ينبغي لها أن تقوم بها , فاءن المرأة كلما تجملت لزوجها كان ذلك أدعى الى محبته لها والى الائتلاف بينهما وهذا مقصود الشارع فالمكياج اذا كان يجملها ولا يضرها فاءنه لا بأس به ولا حرج . ولكني سمعت أن المكياج يضر بشرة الوجه وأنه بالتالي تتغير به بشرة الوجه تغيرا قبيحا قبل زمن تغيرها في الكبر وأرجو من النساء أن يسألن الأطباء عن ذلك فاءذا ثبت ذلك كان استعمال المكياج اما محرما أو مكروه.
وبهذه المناسبة أود أن أذكر ما يسمى (المناكير) وهو شيء يوضع على الأظافر تستعمله المرأة وهو له قشرة وهذا لا يجوز استعماله للمرأة اذا كانت تصلي لأنه يمنع وصول الماء في الطهارة وكل شيء يمنع وصول الماء , فاءنه لا يجوز استعماله للمتوضىء أو المغتسل لأن الله يقول : ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم ) , وهذه المرأة اذا كان على أظافرها مناكير , فاءنها تمنع وصول الماء فلا يصدق عليها أنها غسلت يدها فتكون قد تركت فريضة من فرائض الوضوء أو الغسل .
وأما من كانت لا تصلي فلا حرج عليها اذا استعملته الا أن يكون هذا الفعل من خصائص نساء الكفار , فاءنه لا يجوز لما فيه من التشبه بهم , ولقد سمعت أن بعض الناس أفتى بأن هذا من جنس لبس الخفين , وأنه يجوز أن تستعمله المرأة لمدة يوم وليلة ان كانت مقيمة ومدة ثلاثة أيام ان كانت مسافرة ولكن هذه فتوى غلط وليس كل ما ستر الناس به أبدانهم يلحق بالخفين فاءن الخفين جاءت الشريعة بالمسح عليهما للحاجة الى ذلك غالبا , فاءن القدم محتاجة الى التدفئة ومحتاجة الى الستر لأنها تباشر الأرض والحصى والبرودة وغير ذلك فخصص الشارع المسح بهما وقد يقيسون أيضا العمامة وليس بصحيح لأن العمامة محلها الرأس والرأس فرضه مخفف من أصله فاءن فريضة الرأس هي المسح بخلاف الوجه فاءن فريضته الغسل ولهذا لم يبح النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة أن تمسح القفازين مه أنهما يستران اليد .
وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وعليه جبة ضيقة الكمين , فلم يستطع اخراج يديه , فأخرج يديه من تحت بدنه فغسلهما ) .
فدل هذا على أنه لا يجوز للانسان أن يقيس أي حائل يمنع وصول الماء على العمامة وعلى الخفين والواجب على المسلم أن يبذل غاية جهده في معرفة الحق وأن لا يقدم على فتوى الا وهو يشعر أن الله تعالى سائله عنها لأنه يعبر عن شريعة الله عز وجل . والله الموفق الهادي الى الصراط المستقيم .
الشيخ : محمد صالح العثيمين - رحمه الله