عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2006, 09:48 PM   رقم المشاركة : 13
بومحمد
عضو محترف
 
الصورة الرمزية بومحمد





بومحمد غير متصل

بومحمد كاتب جديد


افتراضي

س : ما حكم مشاهدة وتمثيل الأفلام والمشاهد الدينية ؟


الجواب : لا يشرع في الاسلام تمثيليات لأسباب كثيرة منها :
السبب الأول : أن ذلك تقليد للكفار , وطريقة الكفار تليق بهم لا تليق بالمسلمين , ذلك لأن الكفار يشعرون بأنهم بحاجة الى حوافز ودوافع تدفعهم الى الخير , فليس عندهم شريعة فيها ما عندنا - والحمد لله - من الخير , فاية واحدة من القران تغني عن تمثيليات عديدة .
فأمة لا تحرم ولا تحلل , كيف نأخذ عنها منهاجها وثقافاتها وطرقها ؟!
فتلك الوسائل تصلح لهم ولا تصلح لنا , لأن عندنا خيرا من ذلك , كما جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( رأى النبي صلى الله عليه وسلم يوما صحيفة في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال له : "ما هذه؟ " قال : هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لو كان موسى حيا لما وسعه الا اتباعي " .
السبب الثاني : أنه لا بد أن يقع في هذه التمثيليات أمور مكذوبة لا حقيقة لها في التاريخ الاسلامي أو في السيرة .
السبب الثالث : قد يقع في هذه التمثيليات تشبه الرجال بالنساء , أو العكس , أو قد يقع اختلاط الرجال بالنساء .
وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسير مع أصحابه في سفر , فمروا بشجرة كان المشركون يعلقون عليها أسلحتهم , فقالوا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط , فقال صلى الله عليه وسلم : ( الله أكبر , هذه السنن _ بفتح السين وفي رواية أخرى بضم السين _ لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى : " اجعل لنا الها كما لهم الهة " ) .
وهناك فرق بين قول اليهود لموسى عليه السلام : ( اجعل لنا الها كما لهم الهة ) وبين قول الصحابة :" اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " فاليهود طلبوا من موسى أن يتخذ لهم صنما يعبدونه , أما أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فطلبوا منه أن يتخذ لهم شجرة يعلقون عليه الأسلحة كما للمشركين وبالرغم من ذلك فقد أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم المطابقة اللفظية , وقطع دابر تشبه المسلمين بالكفار .
ثم ما الذي يحمل الكفار على هذه التمثيليات ؟!
لأنه لا يوجد لديهم الغذاء الروحي الذي هو عندنا , فلذلك عندما نأخذ منهم هذه الوسائل فهذا شيء , واتخاذنا وسائل السيارات والطائرات وغيرها شيء اخر , فهي لا تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم : ( ومن تشبه بقوم فهو منهم ) .
واذا عرضت في التلفاز أشياء ضرورية , فهي وسيلة جائزة , أما اذا أصبح التلفزيون عرضة لكل شيء فالأمر مختلف , ونحن لا يهمنا أن نفترض فرضيات وواقعنا خلاف ذلك , فلماذا لا نقول : ما حكم التلفزيون الذي نراه في العالم العربي اليوم ؟ وانما نقول مثلا : ما حكم الندوات العلمية ؟ فنسأل عن شيء يمكن أن يكون جائزا , ونغض الطرف عن الأشياء غير الجائزة يقينا ! فحتى اليوم مثلا هل قامت هيئة تلفزيونية بعرض صورة لعالم من علماء المسلمين يأتي بمناسك الحج لوحده , لكي يتعلم المسلمون منه ؟ بل أبسط من هذا ... هل قام عالم يصلي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض ذلك على الناس عبر شاشة التلفزيون , ليتعلم الناس ؟
فلماذا لا نهتم بشيء يفيد المسلمين قطعا , وعلى العكس من ذلك نعرض ما يجوز وما لا يجوز ؟ .

الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله






التوقيع