عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-2006, 11:46 AM   رقم المشاركة : 81
albader
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية albader






albader غير متصل

albader كاتب رائع


افتراضي

فتاوى العلماء في العمليات الانتحارية


الشيخ محمد بن صالح العثيمين

1 - قال رحمه الله في شرحه لأصول التفسير عند قول الله تعالى ((لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)):
( لأنذركم به ، أحذركم به من المخالفة ، وفي قوله تعالى (( وَمَن بَلَغَ )) إشارة إلى أن من لم يبلغه القرآن لم تقم عليه الحجة ، وكذلك من بلغه القرآن على وجه مشوش ، فالحجة لا تقوم عليه لكنه ليس بمعذور كالأول الذي لم تبلغه نهائيا ، لأن من بلغته على وجه مشوش يجب عليه أن يبحث ، لكن قد يكون في قلبه من الثقة بمن بلَّغه ما لا يحتاج معه في نظره إلى بحث .
ولما ظهرت قضية الإخوان الذين يتصرفون بغير حكمة ، ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين ، وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعماً منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله ، والحقيقة أنهم أساءوا إلى الإسلام ، وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا ، ماذا أنتج هؤلاء ؟ أسألكم ، هل أقبل الكفار على الإسلام أو ازدادوا نفرة منه ؟ ازدادوا نفرة منه ، وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجهه لئلا ينسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة ، والإسلام بريء منها ، الإسلام بريء منها ، حتى بعد أن فرض الجهاد ما كان الصحابة يذهبون إلى مجتمع الكفار ، ويقتلونهم أبداً إلا بجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد .
أما هذا الإرهاب فهو والله نقص على المسلمين ، أقسم بالله ، لأنا نجد نتائجه ما في نتيجة أبدا ، بل هو العكس فيه تشويه السمعة ، ولو أنا سلكنا الحكمة فاتقينا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أولاً ، ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية ، لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة ) ا.هـ.
المصدر : الوجه الأول من الشريط الأول من شرح أصول التفسير (1419 هـ) ، وهناك شريط بعنوان فتاوى العلماء في التفجيرات والاغتيالات والمظاهرات والجهاد والقنوت لمجموعة من أهل العلم قامت بإعداده كلاً من تسجيلات الأصالة بجدة وتسجيلات منهاج السنة بالرياض ، وتجده على شبكة سحاب قسم الصوتيات ( تحميل الوجه الأول .. تحميل الوجه الثاني)
2 - وقال رحمه الله في شرحه لـ"رياض الصالحين (1/165–166)" عند شرحه لحديث الغلام والساحر :
رابعا : أن الإنسان يجوز أن يغرر بنفسه في مصلحة عامَّة للمسلمين فإن هذا الغلام دلَّ الملك على أمر يقتله به ويهلك به نفسه وهو أن يأخذ سهما من كنانته ... إلخ .
قال شيخ الإسلام : " لأن هذا جهاد في سبيل الله ، آمنت أمة وهو لم يفتقد شيئا لأنه مات وسيموت آجلا أو عاجلا " .
فأما ما يفعله بعض الناس من الانتحار بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم ، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله .
ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام .
لأن هذا قتل نفسه لا في مصلحة الإسلام لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين ، لم ينتفع الإسلام بذلك فلم يُسلم الناس ، بخلاف قصة الغلام . وهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويُوغر صدره هذا العمل حتى يفتِكَ بالمسلمين أشد فتك .
كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ولا انتفاع للذين فُجرت المتفجرات في صفوفهم .
ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار نرى أنه قتل للنفس بغير حق وأنه موجب لدخول النار والعياذ بالله وأن صاحبه ليس بشهيد . لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا أنه جائز فإننا نرجو أن يسلم من الإثم ، وأما أن تكتب له الشهادة فلا . لأنه لم يسلك طريق الشهادة . ومن اجتهد وأخطأ فله أجر) ا.هـ
3 - وسئل الشيخ أيضا رحمه الله في اللقاء الشهري (20/73-76) سؤالا :
يقول : فضيلة الشيخ علمتَ ما حصل في يوم الأربعاء من حادثٍ قُتل فيه أكثر من عشرين يهوديا على يد أحد المجاهدين وجرح فيه نحو من خمسين وقد قام هذا المجاهد فلفَّ على نفسه المتفجرات ، ودخل في إحد حافلاتهم ففجرها ، وهو إنما فعل ذلك أولا لأنه يعلم أنه إن لم يقتل اليوم قتل غدا لأن اليهود يقتلون الشباب المسلم هناك بصورة منتظمة .
ثانيا : إن هؤلاء المجاهدين يفعلون ذلك انتقاما من اليهود الذين قتلوا المصلين في المسجد الإبراهيمي .
ثالثا : إنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم والنصارى للقضاء على روح الجهاد الموجودة في فلسطين ، والسؤال هو : هل هذا الفعل منه يعتبر إنتحارا أو يعتبر جهادا ؟
وما نصيحتك في مثل هذه الحال ، لأننا إذا علمنا أن هذا أمر محرم لعلنا نبلغه إلى إخواننا هناك وفقك الله ؟
الجواب : ( هذا الشاب الذي وضع على نفسه اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفسه فلا شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه ، ولا يجوز مثل هذه الحالة إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام ، فلو كانت هناك مصلحة كبيرة ونفع عظيم للإسلام كان ذلك جائزا .
وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ذلك ، وضرب لهذا مثلا بقصة الغلام ....
يقول شيخ الإسلام : هذا حصل فيه نفع كبير للإسلام .
وإن من المعلوم أن الذي تسبب في قتل نفسه هو هذا الغلام لا شك ، لكنه حصل بهلاك نفسه نفع كبير آمنت أمة كاملة ، فإذا حصل مثل هذا النفع فللإنسان أن يفدي دينه بنفسه ، أما مجرد قتل عشرة أو عشرين دون فائدة ، ودون أن يتغير شيء ففيه نظر بل هو حرام ، فربما أخذ اليهود بثأر هؤلاء فقتلوا المئات والحاصل أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى فقه وتدبر ونظر في العواقب وترجيح أعلى المصلحتين ودفع أعظم المفسدتين ، ثم بعد ذلك يقدر كل حالة بقدرها) ا.هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ