الاخ الغالى أبو محمد يكفينا تواجدك معانا وأهتمامك وأنى أعذرك على ضروفك ولكن هذا لاينقص حقك بثقافتك معلوماتك اللى نستفيد منها .
أختى الغالية الله يعطيك العافية والله أنه ليسعدنى ويشرفنى أن أتحاور معاك ويسعدنى أن أرى أى واحد من أخوانا يتحاور ويناقش فى الامور والقضايا التى تهم الامة وتؤكد لنا ان أمتنا بخير .
أختى الغالية بودى أن أذكر أمر هام وضرورى ان يذكر فى هذا النقاش ألا وهو رحمة الله فينا ورحمة هذا الدين علينا ..
أخوانى أن الله سبحانه وتعالى يحبنا ويحب أنفسنا لانها عزيزة عليه اليس هو خالقها وصانعها .. ولايريد الضرر لنا ولا حتى أن نشاك بشوكة لو نسأل سؤال واحد .
لماذا الله حرم علينا الخبائث ؟ والجواب الشافى والاكيد لانها تضر بنا .
سبحانه وتعالى لايريدنا أن نهلك أنفسنا ( ولاتلقوا بأنفسكم بالتهلكة ) لانه هو من يملك أنفسنا وهى حق له وحده ولا يجوز التعدى على ممتلكاته ومن يتعدى عليها فهو ظالم لنفسه .
وهناك صور كثيرة وعبر فى ديننا الحنيف مثل : مثل أن يغتسل من الجنابة فى البرد الشديد، بماء بارد، يغلب على ظنه أنه يقتله، أو يصوم في رمضان صوماً يفضي إلى هلاكه، فهذا لا يجوز. فكيف في غير رمضان.
وقد روى أبو داود في سننه، في قصة الرجل الذي أصابته جراحة فاستفتى من كان معه هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: لا نجد لك رخصة، فاغتسل، فمات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قتلوه. قتلهم الله، هلا سألوا إذا لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال».
وكذلك روى حديث عمرو بن العاص، لما أصابته الجنابة في غزوة ذات السلاسل، وكانت ليلة باردة فتيمم، وصلى بأصحابه، بالتيمم، ولما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا عمرو: أصليت بأصحابك، وأنت جنب؟ فقال: يا رسول الله! إني سمعت الله يقول: {يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَـٰطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَـٰرَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } [النساء: 29] فضحك، ولم يقل شيئاً» فهذا عمرو قد ذكر أن العبادة المفضية إلى قتل النفس بلا مصلحة مأمور بها، هي من قتل النفس المنهي عنه، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
وقتل الإنسان نفسه حرام بالكتاب والسنّة، والإجماع، كما ثبت عنه في الصحاح أنه قال: «من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة» وفي الحديث الآخر: «عبدي بادأني بنفسه، فحرمت عليه الجنة، وأوجبت له النار». وحديث القاتل الذي قتل نفسه لما اشتدت عليه الجراح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أنه من أهل النار، لعلمه بسوء خاتمته، وقد كان صلى الله عليه وسلم لا يصلي على من قتل نفسه؛ ولهذا قال سمرة بن جندب عن ابنه لما أخبر أنه بُشِمَ، فقال لو مات لم أصل عليه.
فينبغي للمؤمن أن يفرق بين ما نهى الله عنه من قصد الإنسان قتل نفسه، أو تسببه في ذلك، وبين ما شرعه الله من بيع المؤمنين أنفسهم. وأموالهم له. كما فال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [التوبة: 111]، وقال: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَءُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } [البقرة: 207] أي يبيع نفسه.
والاعتبار في ذلك بما جاء به الكتاب والسنّة، لا بما يستحسنه المرء أو يجده، أو يراه من الأمور المخالفة للكتاب والسنّة؛ بل قد يكون أحد هؤلاء كما قال عمر بن عبد العزيز: من عبد الله بجهل، أفسد أكثر مما يصلح.
ومما ينبغي أن يعرف أن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس، وحملها على المشاق، حتى يكون العمل كل ما كان أشق كان أفضل، كما يحسب كثير من الجهال أن الأجر على قدر المشقة، في كل شيء، لا! ولكن الأجر على قدر منفعة العمل، ومصلحته، وفائدته، وعلى قدر طاعة أمر الله ورسوله. فأي العملين كان أحسن، وصاحبه أطوع، واتبع، كان أفضل. فإن الأعمال لا تتفاضل بالكثرة. وإنما تتفاضل بما يحصل في القلوب حال لعمل.
ولهذا لما نذرت أخت عقبة بن عامر أن تخج ماشية حافية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله لغني عن تعذيب أختك نفسها، مرها فلتركب». وروى: «أنه أمرها بالهدى. وروى: بالصوم. وكذا حديث جويرية في تسبيحها بالحصى، أو النوى، وقد دخل عليها ضحى، ثم دخل عليها عشية، فوجدها على تلك الحال. وقوله لها: «لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لرجحت».
وأصل ذلك أن يعلم العبد أن الله لم يأمرنا إلا بما فيه صلاحنا، ولم ينهنا إلا عما فيه فسادنا ولهذا يثنى الله على العمل الصالح، ويأمر بالصلاح والإصلاح، وينهي عن الفساد.
فالله سبحانه إنما حرم علينا الخبائث لما فيها من المضرة والفساد. وأمرنا بالأعمال الصالحة لما فيها من المنفعة والصلاح لنا. وقد لا تحصل هذه الأعمال إلا بمشقة كالجهاد، والحج، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وطلب العلم، فيحتمل تلك المشقة، ويثاب عليها لما يعقبه من المنفعة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما اعترمت من التنعيم عام حجة الوداع: «أجرك على قدر نصبك». وأما إذا كانت فائدة العمل منفعة لا تقاوم مشقته، فهذا فساد، والله لا يحب الفساد.
ومثال ذلك منافع الدنيا، فإن من تحمل مشقة لربح كثير، أو دفع عدو عظيم، كان هذا محموداً. وأما من تحمل كلفاً عظيم، ومشاقاً شديدة، لتحصيل يسير من المال، أو دفع يسير من الضرر، كان بمنزلة من أعطى ألف درهم، ليعتا ض بمائة درهم. أو مشى مسيرة يوم، ليتغدى غدوة يمكنه أن يتغدى خيراً منها في بلده.
فالأمر المشروع المسنون جيمعه مبناه على العدل، والاقتصاد، والتوسط الذي هو خير الأمور وأعلاها، كالفردوس فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، فمن كان كذلك فمصيره إليه إن شاء الله تعالى.
هذا في كل عبادة لا تقصد لذاتها، مثل الجوع، والسهر، والمشي.
وأما ما يقصد لنفسه مثل معرفة الله، ومحبته، والإنابة إليه، والتوكل عليه، فهذه بشرع فيها الكمال، لكن يقع فيها سرف، وعدوان. بإدخال ما ليس منها فيها، مثل أن يدخل ترك الأسباب المأمور بها في التوكل، أو يدخل استحلال المحرمات، وترك المشروعات في المحبة، فهذا هذا.
والله سبحانه وتعالى أعلم