عبد الرحمن بن سعد السماري
** هناك من يستثمر الإجازات الصغيرة والطويلة.. لتفقد أقاربه ومواصلة أرحامه والسلام عليهم والتواصل معهم سواء كانوا في حاجته أم لم يكونوا كذلك.. بل هدفه.. هو صلة الرحم والتواصل مع الأقارب والسؤال عنهم وعن أحوالهم.. فهذا ما يحث عليه الشرع الحنيف وهو من هدي الشريعة.. وهي أمور وإن غُفل أو تغافل عنها البعض.. فهناك بفضل الله من هو مستمسك بها.. ملتزم بها.. محافظ عليها.. يدرك معناها وأبعادها.. ويعرف ما له وما عليه.
** هناك من حوَّل الإجازات.. مثل إجازات العيدين.. والإجازات القصيرة الأخرى.. إلى لقاءات أسرية.. واجتماعات يتم فيها دراسة أوضاع بعض الأسر ودراسة أحوالها وتفقد أمورها والسؤال عنها.. وهي أيضاً.. لقاءات تبسط فيها الآراء حول احتياجات بعض الأسر.. واتخاذ خطوات لمساندتها والوقوف معها.. وتثمر دوماً.. عن خطوات جيِّدة.. منها صناديق العائلة.. وصناديق الأسر.. التي يُصرف منها عادة على المحتاجين من نفس الأسرة..
** أعود وأقول.. إن هناك من يستغل بالفعل.. الإجازات بصلة الرحم.. وزيارة الأقارب وتفقّد أمورهم والتواصل معهم.. وهذا.. عكس من يقضي إجازاته في (السفرات) والرحلات والتمشية.. ناسياً زوجته وأولاده قبل أرحامه وأقاربه.
** ولا شك أن استثمار هذه الإجازات في زيارة الأقارب والتواصل معهم.. وصلة الرحم.. هو تقليد حميد.. وسنّة طيِّبة.. صارت جزءاً من حياة البعض.. وصارت الإجازات.. تستثمر لهذا الغرض النبيل..
** نعم.. هناك من يأخذ أولاده في الإجازات.. ليسلِّم على أقاربه.. من أعمام وعمَّات وأخوال وخالات وأقارب من قريب أو بعيد.. ويُعرِّف أولاده عليهم.. ويُؤصِّل في أولاده هذا السلوك الحميد الطيِّب.. ويغرس في نفوسهم.. أخلاق الإسلام.
** نعم.. هناك آباء يستثمرون الإجازات لتحقيق صلة الرحم.. وهي من الأشياء التي نص عليها القرآن الكريم.. نظراً لأهميتها الكبرى.
** وهناك أحاديث شريفة كثيرة تحث على صلة الرحم.. وتتوعَّد قاطع الرحم..
** هناك من يتعذَّر بالانشغال والمسئوليات..
** وهناك من يقول.. بل الوقت لا يكفي..
** وهناك من يعتبرها أموراً لا قيمة لها ولا أهمية..
** وهناك من يعتبرها تقاليد قديمة.. وهناك من يقول.. إن أقاربه ليسوا في حاجته.. ويقرن صلتهم والتواصل معهم بالحاجة.. وهذا كله خطأ.. فصلة الرحم وزيارة الأقارب والتواصل معهم.. لا علاقة لها بأي شيء آخر.. بل هي أمر واجب شرعاً لا يُعذر بتركه أحد.
** بل إن هناك من يفتعل المشاكل مع أقاربه وأرحامه.. ويُضخِّم الخلافات.. ولو سألته عن زيارته لأقاربه قال.. إن بينهم وبينه خلافات ومشاكل.. وهو بالطبع.. لا يُعذر مهما كان حجم الخلاف.. بل إنه إذا وجد الخلاف بالفعل.. تعيَّن عليه أكثر وأكثر واجب الزيارة وإزالة الخلاف وإزالة أسبابه.. وله بهذا العمل أجر عظيم.
** إن هناك من نسي أقاربه وأرحامه..
** وهناك من لا يعرف بعض خالاته وعمَّاته..
** وهناك من لا يزور أعمامه ولا أخواله ولا يعرف أولادهم.
** وهناك من يماري في المجالس.. بأنه لم يزر أقاربه.. أو لم يلتق بهم منذ سنين.. أو هو لا يعرفهم.
** وهناك أقارب يسكنون في مدينة واحدة.. لا يتزاورون ولا يلتقي بعضهم مع بعض لسنوات رغم القرابة.. بل إنهم يقولون.. إنهم لا يلتقون إلا في العزاءات أو في المقابر.. وهذا بدون شك.. شيء مؤلم محزن وليس من أخلاق المسلم.
** هل تصدِّقون أن هناك من يقول وفي المجالس (لو يقابلني خالي.. أخو أمي ما عرفته؟!!).
** وهل تصدِّقون.. أن هناك من يقول إنه لا يعرف عدد أولاد أخيه.. شقيقه.. (من أمه وأبيه؟؟)..
** هل تصدِّقون.. أن هناك أشخاصاً لا يكلِّمون أعمامهم ولا يعرفون في أي حي يسكنون؟
** وأخيراً.. هل تصدِّقون.. أن هناك من قال وبصوت مسموع.. إن له ستة أشهر ما شاف العجوز؟!!
** طبعاً.. العجوز.. هي أمه.. نسأل الله العافية والسلامة.