[frame="1 80"]وقد أجرى اثناء الزيارة لقاءات مع جيانغ تسي مين الامين العام للحزب الشيوعي الصيني، ويانغ شانغ كونغ رئيس الدولة، ولي بنغ رئيس مجلس الدولة كل على حدة وفي جو من الصداقة والود تم استعراض الوضع الخطير في منطقة الخليج والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك وسبل توثيق وتطوير العلاقات بين البلدين، وقد اكد الجانب الصيني مجددا معارضته الحازمة للغزو العراقي، وضمه لدولة الكويت، ومطالبته بانسحاب القوات العراقية الكامل والفوري وغير المشروط، وضرورة احترام واستعادة استقلال الكويت، وسيادتها وسلامة اراضيها، وحكومتها الشرعية بقيادة الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت.
وفي هذه الزيارة عرض الجانب الكويتي آخر تطورات الموقف في الخليج، وما دار في مؤتمر الحادي عشر لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، معربا عن تقديره البالغ وشكره للصين على موقفها المبدئي تجاه الاحتلال العراقي لدولة الكويت، املا ان تستمر الصين في الابقاء على الضغوط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية على العراق، لاجباره على الامتثال لجميع القرارات الدولية المتعلقة بالعدوان العراقي على الكويت، من اجل تجنيب المنطقة والعالم بأسره مخاطر واهوال حرب محققة، كما اجرى الجانب الكويتي ايضا خلال الزيارة مناقشات بين المسؤولين المختصين في البلدين حول علاقات التعاون في المجالات المختلفة، حيث اكد الجانبان على اهمية تطوير تلك العلاقات، ودعمها في الميادين كافة، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.
وفي ختام الزيارة، اعرب الشيخ جابر الاحمد عن تقديره للحفاوة والتكريم البالغين اللذين قوبل بهما، والوفد المرافق له اثناء الزيارة مما يعكس عمق العلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين، موجها الدعوة الى الرئيس يانغ شانغ كونغ رئيس جمهورية الصين الشعبية لزيارة الكويت المحررة والذي قبلها بالترحيب والشكر.
وبتاريخ 1 يناير عام 1991م استقبل الشيخ جابر الاحمد، نائب رئيس الولايات المتحدة الامريكية دان كويل والوفد المرافق له، حيث نقل له تحيات الرئيس جورج بوش والشعب الامريكي.
وقد بحث الجانبات آخر المستجدات على الساحة الخليجية. وفي نهاية اللقاء صرح وزير الدولة الدكتور عبدالرحمن العوضي بان وجهة نظر الجانبين الكويتي والامريكي كانت متطابقة فيما يتعلق باهمية تماسك الموقف الدولي الذي لا يقبل التفريط بقرارات مجلس الامن، ولا يتهاون مع الموقف العراقي المتعنت، وكل التحركات المشبوهة التي تحاول المساس بهذه القرارات، كما اشار الى تطابق وجهتي النظر الكويتية والامريكية بشأن خطط تحرير الكويت، وتطبيق جميع قرارات الامم المتحدة ذات العلاقة التي تسعى الى تحقيق الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات العراقية، وعودة الحكومة الشرعية الى الكويت.
وبدأ تحطم الأسطورة العراقية عند الساعة الثانية وأربعين دقيقة من فجر 19 يناير 1991 الأميـر مبشرا الكويتيين: حانـت ساعـة الخـلاص وعـودة الوطن
الحلقة الرابعة والثلاثون
وتتواصل جهود سمو الامير في حشد التأييد الدولي لقضايا الكويت العادلة.
وبتاريخ 5 يناير 1991م استقبل الشيخ جابر الاحمد وزير خارجية يوغسلافيا بوديمير لونشار، وذلك قبل بدء زيارة العمل التي قام بها للحكومة الكويتية في الطائف، وقد ذكرت مصادر دبلوماسية ان لونشار جاء يحمل تصورا لمسألة احتلال الكويت، وانسحاب القوات العراقية منها، وكان لونشار قد أبلغ الشيخ جابر الاحمد عن جهود حركة دول عدم الانحياز لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي، فيما يتعلق بأزمة الخليج، كما عبر عن وقوف الشعب اليوغسلافي وقيادته الى جانب الحق المشروع لشعب الكويت وقيادته.
وبتاريخ 6 يناير عام 1991م تلقى الشيخ جابر الاحمد رسالة من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران قام بتسليمها له السفير الفرنسي لدى دولة الكويت بيرسو Jean paul Bressot اثناء استقباله له، وقد اعرب الرئيس الفرنسي في رسالته عن تأكيد موقف بلاده تجاه العدوان العراقي على دولة الكويت، وتمنى بمناسبة السنة الميلادية الجديدة لشعب الكويت العودة الى وطنه محررا امنا.
وبتاريخ 7 يناير عام 1991م استقبل الشيخ جابر الاحمد رئيس وزراء المملكة المتحدة جون ميجور والوفد المرافق له، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها لما فيه خير شعبيهما، كما بحثا اخر المستجدات على الساحة الخليجية في ضوء قرار الامن الدولي رقم 678 الذي حدد الخامس عشر من يناير عام 1991م موعدا نهائيا لانسحاب القوات العراقية من الاراضي الكويتية دون قيد او شرط. وقال ميجور في تصريح صحفي عقب اللقاء.. ان احد الموضوعات المهمة التي فرضت نفسها في هذا الاجتماع هو وضع الشعب الكويتي تحت الاحتلال، وقد تأثرت كثيرا بما يجري في معسكرات الاعتقال يوميا على ايدي السلطات العراقية، والتي كانت مؤكدة ولها ادلتها الواضحة.
وأضاف: انني كنت واضحا مع سمو الامير فيما يتعلق بالتأييد الكامل لقرارات مجلس الامن، والتصميم لدى دول التحالف فيما يتعلق بوجوب انسحاب القوات العراقية بدون شرط، وعدم جني النظام العراقي اي مكاسب من هذا الاحتلال في حال التفاوض.
وبتاريخ 8 يناير عام 1991م قالت مصادر بريطانية رسمية: ان المحادثات الكويتية البريطانية التي عقدت بالطائف كانت على قدر كبير من الاهمية. تناولت سبل انهاء الاحتلال العراقي للكويت ومرحلة ما بعد التحرير. وكان رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور قد اكد خلال لقائه بالشيخ جابر الاحمد، ان بلاده لن تتراجع عن موقفها من ازمة الكويت. ولن تقبل بأقل من التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي، لاسيما القرار رقم 660 الذي يدعو الى الانسحاب العراقي، وعودة الشرعية الكويتية، كما كرر ان الانسحاب الجزئي لن يحل المشكلة، بل معناه الحرب، وان على الرئيس العراقي صدام حسين ان يدفع ثمن عدوانه لكي لا تسود شريعة الغاب.
وكان ميجور قد اعلن في لقائه مع الشيخ جابر الاحمد انه سيكون من الخطأ ان نترك صدام حسين يستفيد من العدوان، لذلك يجب ان نحاسبه، ونجبره على دفع التعويضات كاملة.
واضافت المصادر نفسها ان ميجور بحث مع سمو الامير مرحلة ما بعد التحرير، مؤكدا استعداد بريطانيا الفوري للبدء في برنامج الاعمار، والمساهمة في وضع البرامج والخطط في هذا الشأن، كما اكد ان بريطانيا على استعداد للابقاء على بعض قواتها اذا ما رأت الكويت حاجة الى ذلك بعد استعادة سيادتها.
هذا، وكان الشيخ جابر الاحمد قد وجه دعوة الى رئيس وزراء بريطانيا جون ميجور لزيارة الكويت بعد تحريرها من العدوان، وكرر مجددا شكر الشعب الكويتي لوقفة الحق التي يقفها معه الشعب البريطاني. ومن جانبه قام ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بتقديم هدية تذكارية الى ميجور. وهي عبارة عن البوم «البوم صور» يحتوي على اربعين صفحة من الصور، تدين الممارسات الوحشية لسلطات الاحتلال العراقي.
وفي التاريخ ذاته وصل الى بروكسل وزير الكهرباء والماء الدكتور حمود الرقبة، حاملا رسالتين من الشيخ جابر الاحمد امير دولة الكويت والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الى كل من الملك بودوان، ورئيس الوزراء البلجيكي ولفريد ماوتنز، تتعلقان بالمستجدات على الساحة الخليجية.
والجدير بالذكر ان بلجيكا اعلنت مواقف واضحة في رفض العدوان العراقي على الكويت، واكدت التزامها بتطبيق جميع قرارات مجلس الامن الدولي. وكان وزير خارجيتها ايمنز قد علق على رفض وزير الخارجية العراقي طارق عزيز اللقاء مع وزراء خارجية الترويكا الاوروبية بانه: «اهانة للعالم».
وبتاريخ 11 يناير عام 1991م قال الشيخ جابر الاحمد: انه اذا رفض العراق الانصياع للقرارات الدولية الداعية الى سحب القوات العراقية من الكويت فانه لا بد من استخدام القوة العسكرية لاخراجها.
واوضح اثناء اجتماعه بوزير الخارجية الامريكي، جيمس بيكر: اننا نرحب بالسلام المبنى على الانسحاب العراقي الكامل من الكويت وفقا لقرارات مجلس الامن الدولي، وانه اذا رفض العراق الانسحاب من الكويت سلميا، فليس هناك مجال الا اخراجه بالقوة.
وأضاف: اعتقد انه عندئذ سيكون من المناسب النظر في كيفية الحفاظ على الامن، وليس هناك ما يمنع ان يتضمن مثل هذا التفكير وجود قوة من الامم المتحدة لحفظ السلام.
وكان الشيخ جابر الاحمد قد استقبل وزير الخارجية الامريكي والوفد المرافق له، حيث اطلعه على اخر تطورات قضية الخليج بعد محادثاته مع وزير خارجية العراق في جنيف، واصرار الولايات المتحدة الامريكية على تنفيذ جميع قرارات مجلس الامن الدولي كاملة وبدون قيد او شرط.
وبتاريخ 14 يناير عام 1991م دعا الشيخ جابر الاحمد المجتمع الدولي الى الاستمرار في تكاتفه، واجبار العراق على احترام القرارات الدولية وسحب قواته، وبسرعة من جميع الاراضي الكويتية قبل الموعد النهاي، وعودة السلطة الشرعية الكويتية الى اراضيها.
وقال في كلمة وجهها الى ملوك ورؤساء دول العالم بمناسبة حلول يوم 15 يناير عام 1991م وهو الموعد المحدد من قبل مجلس الامن الدولي لانهاء الاحتلال العراقي للكويت. ان المجتمع الدولي يجتاز الان امتحانا صعبا، وهو يعمل جاهدا لفرض الارادة الدولية على المعتدي، ومن ثم فان اي تراجع في فرض تلك الارادة ستفسره قوى الشر في العالم على انه ضعف في قوة الارادة الدولية مما ينجم عنه عواقب وخيمة تهدد الامن والسلم العالميين.
وأعرب عن ثقته بان المجتمع البشري سيتمكن من السيطرة على الوضع، وفرض الارادة الدولية على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات العالم.
وبتاريخ 19 يناير عام 1991م وفي اعقاب بدء العمليات القتالية لتحرير دولة الكويت، والتي بدأت في تمام الساعة الثانية واربعين دقيقة فجرا بتوقيت الخليج من يوم 17 يناير عام 1991م وجه الشيخ جابر الاحمد كلمة الى الشعب الكويتي، يبشرهم بساعة الخلاص وعودة الوطن مستقرا، وعودتهم اليه ظافرين غانمين، معبرا لهم ـ بصفته والد الجميع ـ عن ألمه الكبير لما لا قوه من معاناة التعذيب والاضطهاد والملاحقة والتشرد..
«يتبع»[/frame]