[frame="1 80"]مشدداً على رسالة الكويت التاريخية في محاربة مشكلة الفقر في العالم، وهي الرسالة التي نقلها الى المجتمع الدولي قبل عامين، والتي اعلن بموجبها ان الكويت قررت الغاء الفوائد على قروضها كافة، مع الوعد باعادة النظر في اصول هذه القروض.
وفي نهاية رسالته خاطب ابناء شعبه، مبشراً: «سنعود الى كويتنا كما عهدناها دار امن وأمان» عندها صفق الحضور واقفين لاكثر من ثلاث دقائق.
وكان في استقبال الشيخ جابر الاحمد ما يزيد عن 60 رئيس دولة و90 رئيس حكومة ووزيراً وسفيراً، وقفوا عندما دخل القاعة مصفقين لفترة طويلة، شاركهم في ذلك جمهور غفير من المراقبين في التحية والتصفيق. هذا المشهد المؤثر كان له ردود فعل عالية منقطعة النظير، نذكر منها:
1ـ ابدى الرئيس الامريكي جورج بوش اعجابه الشديد «بوقفة التصفيق» التي امتدت اكثر من ثلاث دقائق بعد ان انهى الشيخ جابر الاحمد كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة، حيث علق قائلاً: «ان مثل هذه الوقفة لم يحدث مثلها في الامم المتحدة من قبل، وكان المشهد مؤثراً».
واضاف: «كنت سفيراً هناك في الامم المتحدة، ولم اشاهد ابداً شيئاً مشابها، وهو ما يبين ان العالم يدعم بقوة وتصميم ما نحاول تحقيقه».
2ـ تتصدر صور الشيخ جابر الاحمد وعباراته مساحة كبيرة في الصفحات الاولى للصحف الاجنبية والعربية، وقد نشرت كبريات الصحف الامريكية مثل: «نيويورك تايمز»، و «واشنطن بوست»، وغيرها صوراً له على صفحاتها الاولى، وهو يلقي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
3ـ ركزت شبكات التلفزيون على الاستقبال الحافل والتعاطف غير الاعتيادي الذي حظي به الشيخ جابر الاحمد والوفد المرافق، وكانت شبكات التلفزيون الامريكية قد ابرزت في نشرتها الاخبارية خطابه، وقامت شبكة (CNN) الاخبارية بقطع برامجها العادية، حيث بثت الخطاب بكامله، كما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تعليقات لدبلوماسيين عرب وغيرهم، اعربوا فيها عن تقديرهم لخطاب الشيخ جابر الاحمد ودعمهم لنضال الشعب الكويتي.
وعلى امتداد الوطن العربي تناولت الصحف العربية خطاب الشيخ جابر الاحمد امام الجمعية العامة للامم المتحدة، فقد اشارت صحيفة الاتحاد الظبيانية بانها رسالة من امير دولة الكويت قوبلت بالتصفيق لاكثر من ثلاث دقائق في الامم المتحدة. كما اشارت صحيفة الراية القطرية بان كلمة صاحب السمو امير دولة الكويت، جاءت لتؤكد صوت الكويت من اعلى منبر في الاسرة الدولية.
أما في بيروت فقد تصدر الخطاب الصفحات الاولى في الصحف اللبنانية، وفي دمشق استأثر خطاب الشيخ جابر الاحمد باهتمام وسائل الاعلام السورية المرئية والمسموعة والمقروءة. وكذلك كانت الحال في جمهورية مصر العربية، حيث تصدرت كلمته صدر الصحف اليومية.
في التاريخ نفسه اي في 27 سبتمبر عام 1990م غادر موفد الشيخ جابر الاحمد وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح الى العاصمة الايرانية طهران، لنقل رسالة شفوية الى الرئيس الايراني علي اكبر هاشمي رفسنجاني تتعلق بالعلاقات الثنائية، وتطور الاوضاع بالمنطقة. هذا وقد التقى الوزير خلال وجوده في طهران بالمواطنين الكويتيين الذين اضطرتهم ظروف الاحتلال الى ترك بلدهم.
بتاريخ 28 سبتمبر عام 1990م وصل الشيخ جابر الاحمد الى البيت الابيض في الساعة الحادية عشرة والربع قبل الظهر حسب توقيت واشنطن، وكان في استقباله مئات اللافتات والاعلام الكويتية يرفعها ما يزيد عن 2000 مواطن كويتي وعربي واجنبي تدعو الى تحرير الكويت. وقد تمهل موكبه ليلقي التحية على هؤلاء المشاركين في مسيرة صامتة دعما للمقاومة الكويتية وصمود الشعب الكويتي ودعوة لتحرير الكويت من قوات الغزو العراقية.
وفي نهاية محادثاته الرسمية قال الشيخ جابر الاحمد مخاطبا الرئيس الامريكي: ان موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على الكويت هو انعكاس صادق لالتزام الشعب الامريكي بالمبادىء الانسانية، وان ما اظهره الشعب الامريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم ينسجم تماما مع ما عرف به الشعب الامريكي من ايمان ثابت بمقاييس العدل والانصاف.
وانهى كلمته التي القاها في حديقة البيت الابيض قائلا: لقد سرني ما اظهرته محادثاتنا مع فخامتكم من تطابق تام في وجهات النظر.
وفي مأدبة غداء العمل التي اقامها الرئيس الامريكي جورج بوش اعرب الشيخ جابر الاحمد للرئيس الامريكي عن امله في ان يستقبل فخامته على ارض الكويت المحررة. وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس،،،
لقد سعدت بزيارة عاصمة بلادكم العظيمة، وكنت اتمنى ان نسعد بلقائكم في مدينة الكويت عاصمة بلادنا لولا ان حالت ظروف العدوان العراقي علينا دون ذلك مؤقتا، ان شاء الله فما زلنا نتطلع ويتطلع معنا شعب الكويت الى استقبال فخامتكم على ارض الكويت المحررة.
وانه ليسرني يا فخامة الرئيس ان اكرر التعبير لكم ولشعبكم العظيم عن مشاعر التقدير والصداقة العميقة التي تكنها لكم الكويت. ولقد اثبت وقوفنا معا في وجه الغدر والعدوان ان علاقة بلدينا تقف على قاعدة صلبة من القيم والمبادىء المشتركة، والتي كانت بدورها الدليل الذي سار على هديه ما قام وتنامى بين الولايات المتحدة والكويت من تعاون مثمر في شتى الميادين.
إن موقفكم المبدئي الشجاع والحاسم في وجه العدوان العراقي على الكويت هو انعكاس صادق لتواصل ايمان والتزام الشعب الامريكي بالمبادىء الانسانية التي أسست عليها ومن أجلها الولايات المتحدة الامريكية. ان وقوف المجتمع الدولي متحدا الى جانبنا ضد العدوان والاحتلال اللذين يمثلان اقصى درجات الخرق لحقوق الانسان، لدليل أكيد على عزم دول وشعوب العالم اجمع على وضع حد نهائي للعدوان المسلح كاداة من ادوات السياسة الخارجية لاي دولة خاصة وقد ولج في حقبة تسودها اجواء السلام والتوافق والتعاون والتفاؤل. واننا لننظر باعجاب الى دور فخامتكم وبلادكم في ارساء وتعزيز اسس هذه الحقبة.
فخامة الرئيس،،
ان موقفكم العادل الى جانبنا في هذه المحنة، يمثل رفضا قاطعا للعدوان بكل صوره واشكاله، أيا كان مصدره ومهما كانت ذرائعه.
ان ما اظهره الشعب الامريكي الصديق من وحدة وتأييد لموقفكم واجراءاتكم ازاء عدوان العراق على بلدي الكويت الذي كانت حقوق الانسان الكويتي اول واهم ضحاياه، منسجما مع ما عرف به الشعب الامريكي من ايمان ثابت بمقاييس العدل والاصناف، ذلك الايمان الذي يجمع بين دول وشعوب العالم المتحضر.
ولقد سرني ما اظهرته محادثاتنا مع فخامتكم صباح هذا اليوم من تطابق تام في وجهات النظر حول الامور التي تم التطرق اليها، الامر الذي يعبر بصدق عن المستوى المتقدم الذي ارتقت اليه العلاقات بين بلدينا وشعبينا الصديقين.
وشكرا فخامة الرئيس
في التاريخ نفسه اي في 28 سبتمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد في مقر الوفد الدائم لدولة الكويت في نيويورك سالم سالم امين عام منظمة الوحدة الافريقية، الذي حمل له تأييد المنظمة لجميع الخطوات المتخذة لتحرير دولة الكويت، داعيا النظام العراقي الى الانسحاب الفوري دون قيد او شرط من الاراضي الكويتية، وعودة الشرعية الكويتية لممارسة مهامها وسيادتها.
وكان الشيخ جابر الاحمد قد امضى في الاول من اكتوبر يوما حافلا بالاجتماعات والمحادثات فقد اجتمع مع رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر، والرئيس الاجنتيني كارلوس منعم، ووزير خارجية فرنسا رولان دوما، كما تناول الغداء على مأدبة اقامها السكرتير العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار.
ففي لقائه مع رئيسة الحكومة البريطانية الذي دام ما يزيد عن 30 دقيقة، تناول البحث التطورات في المنطقة وتعزيز الاجراءات الدولية لارغام العراق على الانسحاب من الكويت. وكانت تاتشر قد اعلنت قبل لقائها مع الشيخ جابر الاحمد: ان الخيار العسكري موجود، وان حشد القوات ما زال مستمرا، ولا بد ان نكون جاهزين لمواجهة اي تطورات.
وفي حوار مع شبكة (cnn) الاخبارية اضافت تاتشر: «انت لا يمكن ان تتفاوض مع واحد اغتصب وغزى بلدك واستولى على ممتلكاتك».
وعلى صعيد لقائه بوزير الخارجية الفرنسي ذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية انه لا صحة لما اشيع ان هناك حوارا بين باريس وبغداد واكدت هذه المصادر، انه لا يمكن اجراء اي نقاش مفيد مع العراق الا بعد الاستجابة لشرطين مسبقين هما: انسحاب القوات العراقية من الكويت واطلاق سراح الرهائن.
وعلى صعيد اخر، كان اطفال الكويت نجوم مؤتمر القمة العالمي للطفولة الذي عقد في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت اوسع قمة تعقد على مستوى العالم، حيث وصفها نائب رئيس المؤتمر موسى تراوري بقوله: لم يحصل ابدا مثل هذا الحشد الكبير لرؤساء الدول حول الطاولة نفسها وسبب هذا المؤتمر هم الاطفال.
وقد ضمت القمة 71 رئيس دولة وحكومة و69 وزير خارجية ووصفها الامين العام للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كويلار بانها تمثل التزاما على اعلى مستوى لبناء نظام عالمي يحفظ اغلى موارد الجنس البشري.
وكان الشيخ جابر الاحمد وحده من بين رؤساء دول الشرق الاوسط الذي شارك في القاء كلمة الكويت امام هذا الحشد الكبير، وقد اشار معظم المتحدثين الى كلمته وركزوا في خطاباتهم على حق اطفال الكويت للعيش في سلام.. وفيما يلي نص الكلمة التي القاها امام مؤتمر القمة العالمي للطفولة يوم 29 سبتمبر عام 1990م.
«يتبع»[/frame]