[frame="1 80"]رغم مرارة الاحتلال وتكاليفه تبرعت بـ 2 مليون دولار لليونيسيف من أجل رعاية أطفال العالم الثالث العالم يهرع لنصرة الكويت وقيادتها الشرعية
الحلقة الثانية والثلاثون
وتستمر جهود سمو الامير الشيخ جابر الأحمد امير البلاد المفدى حفظه الله لجلب التأييد الدولي لقضايا الكويت العادلة في مواجهة الغزو الصدامي الغاشم للكويت وفي 6 سبتمبر عام 1990 وجه الشيخ جابر الاحمد رسالتين منفصلتين الى كل من الرئيس الامريكي جورج بوش، والرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف وذلك بمناسبة اجتماع القمة في «هلسنكي» بين الطرفين وفيمايلي نص الرسالتين:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس جورج بوش الموقر،
رئيس الولايات المتحدة الامريكية،،،
تحية وتقديراً،
تمر بلادي الكويت بلحظات حرجة في تاريخها، وهي ترزح تحت نير الاحتلال العراقي الغاشم، الذي نشط بكل حقد، وشراسة الى تقويض البنية الاساسية لدولة عضو في الامم المتحدة، والمنظمات الدولية الاخرى، ولها اسهاماتها في البناء الحضاري الانساني لعلاقاتها المتميزة مع مختلف دول العالم.
واليوم، وانتم مقبلون على لقاء يجمعكم والرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف في «هلسنكي» بفنلندا، للتداول في الوضع الخطير الذي يخيم على منطقة الخليج جراء احتلال الجيش العراقي الغاشم لدولة الكويت منذ فجر الثاني من اغسطس الماضي، ورفض قوات الاحتلال بكل تعنت وصلف وغطرسة الانصياع للارادة الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الامن الدولي... فإنني اود ان اسجل، بالاصالة عن نفسي، ونيابة عن الشعب الكويتي، اعتزازنا وتقديرنا لمواقف الولايات المتحدة الامريكية المبدئية التي كان لها دور مؤثر وفعال في حشد طاقات المجتمع الدولي لاستصدار قرارات مجلس الامن الدولي بشأن احتلال الكويت، والتي اكدت رفض الشرعية الدولية للعدوان العراقي، ومطالبة العراق المعتدي بسحب قواته فوراً ودون قيد او شرط من الاراضي الكويتية، تمكيناً للشرعية الكويتية من استئناف مهامها كالمعتاد.
أيها الصديق العزيز،،
انني اخاطب فيكم رجل الدولة العظمى التي يتحمل مسؤولياتها الدولية والانسانية والاخلاقية في اقرار الامن، واشاعة السلام في العالم. اعمالاً لميثاق الامم المتحدة الذي يكفل الحماية والضمانة للدول الصغيرة مثل الكويت من ان تتعرض لشطط قوى الشر والعدوان التي قد تشذ عن الارادة الدولية، وتبطش بالشعوب الآمنة المسالمة، مما يعرض العالم لويلات الحروب والدمار.
فخامة الرئيس،،
انني وشعب الكويت الصامد ننتظر من هذا اللقاء المهم موقفاً حاسماً يعيد الحق الى نصابه، ويدحر الظلم والعدوان، وذلك لا يأتي الا باتخاذ الاجراءات الحاسمة التي من شأنها ارغام العراق المعتدي على التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي دون مماطلة، او تسويف. ذلك انه لم يعد ثمة امل في نجاح اية مبادرة دبلوماسية لعلاج الوضع المتفاقم بالخليج نتيجة لتعنت النظام العراقي المعتدي وصلفه.
وانني اذ انتهز هذه المناسبة لاعبر لفخامتكم، باسمي ونيابة عن حكومة وشعب الكويت، عن شكري وتقديري للدور الكبير والمسؤولة الذي تضطلع به الولايات المتحدة الامريكية برئاستكم في مجابهة الاحتلال العراقي الغادر للكويت، فانني اتمنى من كل قلبي لمؤتمركم التاريخي النجاح، ولكم التوفيق،،
جابر الأحمد الصباح
امير دولة الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس ميخائيل غورباتشوف.
رئيس اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية،،،
تحية وتقديراً
يهمني في هذه اللحظات التاريخية والحرجة التي تمر بها بلادي الكويت ان اخاطبكم، وانتم مقبلون على لقاء يجمعكم مع الرئيس الامريكي جورج بوش في «هلسنكي» بفنلندا، لبحث الوضع الخطير الذي يخيم على منطقة الخليج في اعقاب الاحتلال العراقي الغادر لدولة الكويت اعتباراً من الثاني من اغسطس الماضي، وسعي المحتل الغاشم بكل حقد وغطرسة الى تحطيم البنية الاساسية لدولة الكويت، متحدياً في ذلك ارادة المجتمع الدولي التي افصحت عنها قرارات مجلس الامن الدولي.
فخامة الرئيس،،،
انني اذ اسجل بالتقدير والاعتزاز موقف الاتحاد السوفييتي الايجابي الداعم لقرارات مجلس الامن الدولي بشأن الاحتلال العراقي للكويت، فانني اؤكد ايضا ان الدول الصغيرة مثل دولة الكويت تتطلع دائماً الى ان تتحمل دولتكم العظمى مسؤولياتها الدولية والانسانية والاخلاقية في اقرار الامن واشاعة السلام في العالم، وذلك بالدفاع عن ميثاق الامم المتحدة، والوقوف بحزم ضد العراق المعتدي الذي استخف بالارادة الدولية التي عبرت عنها قرارات مجلس الامن الدولي، ومن ثم فانكم تشاركونني الرأي يا فخامة الرئيس ان العالم سيتعرض للقلاقل وويلات الحروب والدمار، لو تركت الشعوب الصغيرة المسالمة عرضة لمطامع وبطش وتنكيل قوى الشر والعدوان، التي تشذ عن الشرعية الدولية.
فخامة الرئيس،،
انني وشعب الكويت الصامد، بل وجميع الشعوب المحبة للسلام، ننتظر من لقائكم التاريخي موقفاً حاسماً يعيد الحق الى نصابه، ويدحر قوى الظلم والعدوان، وذلك لا يكون الا باتخاذ الاجراءات الفعالة التي من شأنها ان ترغم العراق المعتدي على احترام الارادة الدولية، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن الدولي دون مماطلة او تسويف، وانني على ثقة بأنكم في ذلك اللقاء ستتوصلون الى كل ما من شأنه الحفاظ على الشرعية الدولية، وارغام المعتدي على سحب قواته دون قيد او شرط من الاراضي الكويتية، تمكيناً للشرعية من استئناف مهامها كالمعتاد، خاصة انه لم يعد ثمة فرصة لنجاح اية مبادرة دبلوماسية، وذلك نظراً لتعنت النظام العراقي المعتدي وصلفه.
فخامة الرئيس،،
انني اذ انتهز هذه المناسبة لاعبر لفخامتكم باسمي، ونيابة عن حكومة وشعب الكويت عن شكري وتقديري للدور الكبير والمسؤولية الذي يضطلع بها الاتحاد السوفييتي تحت قيادتكم لمواجهة الاحتلال العراقي الغادر للكويت، فانني اتمنى من كل قلبي لمؤتمركم التاريخي النجاح ولكم التوفيق،،،
جابر الأحمد الصباح
أمير دولة الكويت
وبتاريخ 8 سبتمبر عام 1990 استقبل الشيخ جابر الاحمد سفير استراليا لدى دولة الكويت، حيث تسلم رسالة من رئيس وزراء استراليا بوب هوك تتعلق بأوضاع المنطقة والعدوان العراقي على دولة الكويت، مشيراً الى استعداد استراليا لدعم حق الكويت في الحرية والاستقلال الوطني، والوقوف بجانب الكويت حتى يتحقق لها النصر.
بتاريخ 17 سبتمبر عام 1990 وجه رئيس المؤتمر القومي الاشوري بالولايات المتحدة الامريكية «الدكتور سركوت داديشو» رسالة الى الشيخ جابر الاحمد جاء فيها: «... ان صدام حسين يكشف اليوم عن حقيقته ووجهه الاصلي الى كل بلدان العالم المحبة للسلام بعد الغزو غير القانوني، وغير الشرعي لدولة الكويت، وجعل العالم كله في مواجهته نتيجة هذا العمل المعادي لكل القيم الانسانية ومبادىء سيادة الوطن واستقلاله..».
واضاف الدكتور «داديشو» في رسالته: «... انه انطلاقاً من المسؤولية التاريخية ازاء الشعب العراقي، وبهدف توحيد نضاله وتعبئة طاقاته الوطنية، وفي سبيل تأمين مقومات انتصاره على النظام الارهابي واسقاطه، وحل جميع مؤسساته القمعية والارهابية، فإن قيادة المؤتمر القومي الاشوري بجميع منظماته السياسية والاجتماعية في جميع انحاء العالم تدين وبشدة كل ما يرتكبه الدكتاتور المجرم صدام حسين، وتضع جميع طاقاتها تحت تصرفكم من اجل اعادة دولة الكويت الى اصحابها الشرعيين، كما كانت عليه قبل الثاني منة اغسطس، والعمل على اسقاط النظام الدكتاتوري في العراق، واقامة حكم ائتلاف وطني ديمقراطي يستند في سياسته وبرامجه على مهام الميثاق واهدافه، عراقياً وعربياً ودولياً..»
بتاريخ 21 سبتمبر عام 19990 وجه الرئيس الامريكي جورج بوش دعوة للشيخ جابر الاحمد لزيارة واشنطن يوم 28 من الشهر ذاته، وابلغ الناطق بلسان البيت الابيض، «رومان بوباديك» الصحفيين ان هذه الزيارة ستكون فرصة لتجديد التزام الولايات المتحدة وموقفها الثابت من حرية واستقلال دولة الكويت، ودعمها في كفاحها ضد القوات العراقية الغازية.
ووصف الناطق الزيارة بأنها «زيارة عمل رسمية» تسبقها زيارة الى نيويورك لالقاء كلمة الكويت امام الجمعية العامة للامم المتحدة حول العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت.
بتاريخ 25 سبتمبر عام 1990 توجه الشيخ جابر الاحمد الى الولايات المتحدة لحضور الدورة الخامسة والاربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكانت محطته الثانية واشنطن للقيام بزيارة عمل رسمية للولايات المتحدة، بناء على الدعوة التي وجهت له من الرئيس الامريكي جورج بوش.
بتاريخ 26 سبتمبر عام 1990 اعرب الشيخ جابر الاحمد في نيويورك عن امله في ان يمضي المجتمع الدولي في تأييده لقضية الكويت، وفي شجبه التام والشامل للغزو البربري والاعتداء الاثيم على الكويت وشعبها. وقال مخاطباً رجال الاعلام وشبكات التلفزيون والاذاعة اثناء استقبالهم له في مطار نيويورك: «... جئت لاقدم الشكر للدول والحكومات الممثلة في الامم المتحدة، هذه المؤسسة التي تلعب الدور الاساسي في العلاقات الدولية الجديدة، والتي تضع كل الدول والشعوب المحبة للسلام آمالها عليها. كما جئت لاشكر الشعب الامريكي والارادة الامريكية على موقفها الانساني تجاه الكويت، شعباً وبلداً...».
وأضاف: «... ان الثوابت الاساسية التي اقرتها المنظمة العالمية ـ الامم المتحدة ـ من خلال مجلس الامن، هي ثوابت اساسية بالنسبة لقضيتنا وهي اجلاء المحتل وانسحابه من الكويت العزيزة، وعودة الشرعية بكل ما تتضمنه هذه الثوابت من حقوق ثابتة للكويت والكويتيين...».
ويمضي، فيقول: «... اود ان اشير الى ان ما يقوم به الجيش المحتل من نهب وتدمير واعتداء واعمال غير مسبوقة في اي احتلال عرفته البشرية في السابق، هي اعمال غير انسانية وبشعة، اعتدت على حريات المواطنين والمقيمين في الكويت. لقد رفضت القوة المحتلة دخول الصليب الاحمر الدولي الى الكويت لتفقد الحالات الانسانية، وذلك ايضا اجراء غير مسبوق ولا معروف في الاعراف العالمية، كما رفضت القوة المحتلة دخول صدر الدين آغا خان ممثل الامين العام للامم المتحدة السيد دي كويلار لشؤون النازحين الى الكويت..».
واختتم كلمته قائلاً: «... ان رجائي هو ان يمضي المجتمع الدولي في تأييده لقضيتنا، قضية الكويت، وفي شجبه التام والشامل للغزو البربري، والاعتداء الاثيم على الكويت وشعبها...».
بتاريخ 27 سبتمبر عام 1990 التقى الشيخ جابر الاحمد والسكرتير العام للامم المتحدة خافييز بيريز دي كويلار، كما عقد اجتماعاً مع رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها الخامسة والاربعين،ثم القى كلمة الكويت امام الجمعية العامة بحضور ما يزيد عن ستين رئيس دولة، جاء فيها: «... جئت اليكم حاملاً رسالة شعب احب السلام وعمل من اجله..» وهنا دوت قاعة المؤتمرات في مبنى الامم المتحدة بالتصفيق، فكان بحق هو يوم الكويت في الامم المتحدة وامام العالم.
ثم يمضي حاملاً رسالة الكويت الى العالم، فيقول: «.. انها رسالة شعب كانت ارضه بالامس القريب منارة للتعايش السلمي والرخاء بين الامم، وها هو اليوم بين شريد هائم يحتضن الامل، وبين سجين ومناضل يرفض بدمه وروحه ان يستسلم..».
وبصوت حازم وبنبرة واثقة شابها التأثر عندما نطق بعبارة «وطني الحبيب»، ثم يستكمل رسالة شعبه الى العالم قائلاً: «... جئت اليكم لاطلعكم على هول المحنة والعذاب اللذين نعيشهما في الداخل والخارج..» معرباً لممثلي الدول عن امله في الا يترددوا اطلاقا في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحمل المعتدين والغزاة على اعادة الشرعية والتراجع عن همجيتهم. وهنا اشار الشيخ جابر الاحمد الى ان عزاءنا الوحيد هو موقف دول العالم بجانب الحق الكويتي، طارحاً مطالب شعب الكويت وحكومة الكويت بضرورة انسحاب القوات العراقية الغازية فوراً من دون قيد او شرط.
«يتبع»[/frame]