[frame="1 80"]أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي في تقديمه لسمو الأمير لإلقاء كلمة أمام مؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي جابـر الأحمـد القائـد المتبصـر لشعـب لـم يتراجــع عــن البــذل
والعطاء ولبلد اشتهر بحب الإسلام ودعم جهود التنمية الدولية
الحلقة الواحد والثلاثون
جهود الأمير على الساحتين العربية والإسلامية
نواصل في هذا الجزء الحديث عن جهود الامير الشيخ جابر الاحمد امير البلاد المفدى من اجل حشد التأييد الدولي لقضايا الكويت العادلة ففي 11 اكتوبر عام 1990 تحدث الشيخ جابر الاحمد امام مؤتمر وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الاسلامي الذي تتولى الكويت رئاسته في دورته الخامسة. وقد استقبله الوزراء والوفود المشاركة في تظاهرة استثنائية، سادتها اجواء من الترحيب والتأييد لم يعرف مثلها لقاء من لقاءات المنظمة منذ تأسيسها، وقد اثار هذا المشهد شجون احد الوزراء المشاركين، ليقول: «بعد هذا المؤتمر، سيعرف العالم كله براءة الاسلام والمسلمين من «صدام حسين»، ومن النظام العراقي» وما ان انهى كلمته حتى تبعتها عاصفة مدوية من التصفيق.
وكان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي قد قدم الشيخ جابر الاحمد بكلمة ترحيب اشاد فيها بالمنجزات التي تحققت على يده للمسلمين، ووصفه بأنه: (القائد المتبصر لشعب لم يتراجع عن استعداده للبذل والعطاء، ولبلد اشتهر بحبه للاسلام، وباستجابته لمتطلبات التعاون الدولية)، وفيمايلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان الا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين.
اخواني،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
انه لمن حسن الطالع ان يصادف اجتماعنا هذا ذكرى مولد سيد البشرية، «نبينا محمد» ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويسرني ان اغتنم هذه الفرصة لاهنئكم والمسلمين كافة في ارجاء الارض بهذه المناسبة السعيدة.
أيها الاخوة،،،
لقد مضى على اجتماعي بكم في هذا المكان نحو عامين، حيث ناقشنا العديد من قضايا العالم الاسلامي، وكان الحدث المهم في ذلك الوقت هو وقف الحرب العراقية الايرانية التي استنزفت دماء المسلمين وارواحهم واموالهم. واكدت في وقتها ان ذلك كان من ثمار التعاون بين المنظمات العالمية والاقليمية، وان تلك الثمار تحتاج الى صبر ورعاية حتى يستقر في الاذهان نداء السلام على اساس من العدل وحسن الجوار. وقد انطلقت من واجبي كرئيس للدورة الخامسة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في الدعوة الى السلام والى تخفيف حدة التوتر بين الدول الاسلامية. وكانت الكويت اول من دعا الى انشاء محكمة عدل اسلامية للفصل في النزاعات التي تنشأ بين الدول الاسلامية.
وقد كانت آمالنا كبيرة ومشجعة في هذا السبيل، وفي ظل الوفاق الدولي الذي تشهده آفاق التسعينيات من هذا القرن. غير ان تلك الامال اغتالتها على حين غرة نوازع الشر المتأصلة في النظام العراقي، حينما داهمت قواته الكويت الآمنة المطمئنة فجر الحادي عشر من محرم، وهو من الاشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، الموافق الثاني من اغسطس من هذا العام، بدعوة مساندة ثورة مزعومة في الداخل. وقد سقط ذلك البهتان حينما لم يجد النظام العراقي كويتيا يقبل التعاون معه، مما جعله يعود عن هذه الاكذوبة الى فرية اخرى ضم بموجبها الكويت الى العراق بناء على حقوق تاريخية مزعومة، لو اتخذت ـ على فرض صحتها ـ مقياساً لاختل البناء الدولي، وتغيرت خريطته السياسية، ولكان العراق اول ضحاياه.
أيها الاخوة،،،
ان النظام العراقي الذي يتشدق اليوم بحمل راية الاسلام والجهاد في سبيله هو ابعد الناس عن ذلك، اذ لم يستمع الى تلك النداءات التي تطالبه بحقن الدماء، والعودة الى الحق، مخالفاً لدعوة الله سبحانه وتعالى: (انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا، واولئك هم المفلحون). ومخالفاً لحديث رسولنا الكريم: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله.. كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه»، فلقد خان النظام العراقي، وكذب، واستحل العرض والمال والدم، فأين الاسلام في هذا كله؟
أيها الاخوة،،
لقد وقفت الدول الاسلامية وقفة حق تستحق الشكر والتقدير، ويتمثل ذلك في بيان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، الذي اكد فيه ما ورد في ميثاق المؤتمر الاسلامي من الالتزام بامتناع الدول الاعضاء في علاقاتها عن استخدام القوة، او التهديد باستعمالها ضد وحدة وسلامة الاراضي، او الاستغلال السياسي لأي دولة عضو. كما ادان المؤتمر التاسع عشر لوزراء خارجية الدول الاسلامية في القاهرة العدوان العراقي على الكويت، واكد رفض أية آثار مترتبة عليه، مع عدم الاعتراف بتبعاته، وطالب بالانسحاب الفوري للقوات العراقية من كامل الاراضي الكويتية حتى تتمكن السلطة الشرعية من ممارسة اختصاصاتها ومهامها، كما كانت قبل الغزو. كما اصدر علماء المسلمين «بيان مكة» الذي اكدوا فيه شجبهم واستنكارهم للعدوان العراقي الآثم على دولة الكويت، ومطالبة المعتدي بالانسحاب التام، وعودة الشرعية الى البلاد.
أيها الاخوة،،،
لقد وقف العالم اجمع معنا في ظاهرة لم تتكرر في تاريخ الدول. هو تصديق لعدالة قضيتنا وحقنا في ارضنا المغتصبة، ولن نقبل كما ان العالم لن يقبل اقل من تنفيذ قرارات مجلس الامن المتمثلة في الانسحاب التام للقوات العراقية وعودة الشرعية الى البلاد. ورغم نداءات السلام المتكررة، فإن النظام العراقي مستمر في غيه، سائر في تنفيذ مخططه الاجرامي في الكويت، مصمم على استدراج المنطقة الى حرب سيكون العراق اول خاسر فيها.
وبعون الله، ثم في مناصرتكم ومناصرة دول العالم الشقيقة والصديقة سيتحقق لنا النصر باذنه تعالى، اما الفئة الباغية في العراق، ففيهم يقول الحق تبارك وتعالى: (وما كان لهم من اولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل).
ان انظارنا، وانظار الامة الاسلامية، تتطلع الى الاجتماع القادم لقادة الدول الاسلامية، المقرر عقده في السنغال في شهر يناير القادم. ونتضرع الى الله تعالى ان يكون معنا هادياً ومرشداً ومعيناً في حل مشاكل امتنا، والانتصار على المصاعب التي تواجهها، وان تتغلب روح الاخاء الاسلامي، ومفهوم العدل المنطلق من الحق على مفهوم القوة وروح الشر.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خير البلاد والعباد، وجمعنا على الحق والهمنا سبل الرشاد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بتاريخ 21 اكتوبر عام 1990 بعث الشيخ جابر الاحمد برسالة الى رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر احمد العماوي بمناسبة اختتام اعمال المؤتمر العمالي الدولي للتضامن مع شعب وعمال دولة الكويت الذي عقد في القاهرة. وقد ضمنها شكر الكويت وتقديرها للقرارات الصادرة عن المؤتمر، والتي نددت بالعدوان العراقي، وطالبت بالانسحاب الفوري غير المشروط من الاراضي الكويتية المحتلة، وعودة الشرعية الكويتية لممارسة مهامها، وادارة شؤون البلاد وسيادتها.
وقال في سياق هذه الرسالة: «.... ارجو ان تنقلوا للاخوة المشاركين في المؤتمر شكر وتقدير شعب الكويت، وشكري وتقديري على وقفة المؤتمر مع الحق، داعين المولى القدير ان يحق الحق ويزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً...».
بتاريخ 16 نوفمبر عام 1990 اكد الشيخ جابر الاحمد ان الجيش العراقي لم يوجه ضربته الى شعب الكويت فقط بل الى الشعب الفلسطيني ايضاً. وقال في رسالة جوابية وجهها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الى رئيس الجبهة الاسلامية في الجزائر «عباس مدني» بتاريخ 17 نوفمبر عام 1990م: «... منذ ان اقتحمت القوات العراقية الكويت توارت القضية الفلسطينية، واسدل ستار كثيف على ممارسات الاسرائيليين ضد السكان العرب والمسلمين..».
واضافت الرسالة: «... اننا في الوقت نفسه الذي نشاطركم فيه المشاعر نحو الشعب الفلسطيني، نريد منكم ان تلتفتوا الى ما يعانيه اخوتكم في الكويت على يد النظام العراقي الآثم..»
«يتبع»[/frame]