عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-01-2006, 04:02 PM
الصورة الرمزية ~*~عاطفية~*~
~*~عاطفية~*~ ~*~عاطفية~*~ غير متصل
عضو الماسي
 





~*~عاطفية~*~ كاتب رائع~*~عاطفية~*~ كاتب رائع
الأمس الذي لن يعود

[frame="7 80"]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأمس الذي لن يعود

ربما لن أسلمك هذه الأوراق يوما ما .....
ولكنني كما عهدتني احب سرد مشاعري على اسطر وأوراق لم ولن تنتهي حتى تنتهي تلك الصراعات بين كلماتي وأفكاري ....
وسأظل أتمنى ان تصلك هذه المشاعر مخطوطة على رسالة من الذكرى أوراقا تحملها الأيام .



عندما ينتظر الإنسان مستقبلا بفارغ الصبر ظنا منه بأنه سيتخلص من حياة قديمة باردة ..
ثم يبدل الزمن صفحاته .. ويجده أصبح حاضرا لم يعلم بقدومه ..
فتصبح تلك الحياة القديمة في ناظره صفحة من الماضي يتمنى عودتها يوما ما …


برغم ان كل شئ حولي كان يبدو رائعا ..
إلا أن صوتا يتردد في داخلي يقول لي انه مختلفا عن غيره ..
ربما لأنه عاش في ذكريات الماضي كثيرا ..
في كل مرة أحاول ان اقتلعه وأعيده الى الحاضر...
فتفرقني الذكريات ويصيبني الاشتياق
فانكب جاثيا على ركبتي واجد نفسي وقد عدت مرة أخرى الى الماضي ..



كنت اجر قدماي في ممرات ذاك المنزل .. أحس بان كل شئ حولي بارد ..
وارى هالة من السواد تغطيه .. يبدو قاتما مظلما أكثر فأكثر ..
عندما التصق جسدي بذلك الكرسي أغمضت عيني فانتابني شعور لا اعلم ما يسمى !!
وتبدأ مخيلتي بنسج صورة مكان آخر يظل قلبي مرددا بأنه يفترض أن يكون فيه ..
فينسج اشتياقي نسيجا رائعا ليغطي عيني فلا أرى ولا اسمع الا ما كنت أريده حتى أؤمن أن كل ماكان حلم مزعج راودني ..




أحاول إقناع نفسي بأن أياما انطوت من حياة سابقة وأيام فرشت تحمل حياة أخرى سأعيشها في كل يوم تشرق فيه شمس ..
أنادي قلبي الذي سكن الماضي طالبا منه عيش الحاضر ولو للحظة عله يجيد التأقلم فيه ..
فيرد علي ساردا ذكريات تلك الأيام التي كانت لحظاتها ترمى خلف ظهورنا محسوبة من أعمارنا ..
فيمتع أذني بها .. ولكن اشتياقي يضل واخزا في داخلي ينغص علي تلك المتعة ..



لا زلت اذكر كيف ظللت أياما أخادع نفسي .. بأنه هذا هو المستقبل الذي كنت انتظره ..
وان ما أحس به مجرد أوهام ..
ولكن الأقنعة كانت ثقيلة جدا لدرجة أنها سقطت ولم يعد هناك ما يحول بيني وبين الواقع الذي بت أعيشه .. نعم .. يظل الإنسان يحقر ما لديه .. ويطمع في المزيد ..
لان مخيلته تبقى تنسج له عالم أفضل وأكمل .. فيصغر ما لديه .. ولا يحس بقيمة ما يملك حتى يفقده ..


ربما يصيبك التعجب من صيغة الماضي التي سبقت بها عباراتي ..
ولكنني وددت ان أخبرك .. بأن الأيام أخذت تسجل ذكريات رائعة في صفحات كتابي رغما عني ..
أردت ان أخبرك بان قلبي قد قرر وأخيرا ان يجرب حياة الحاضر ..
وقد أجاد التأقلم فيها .. فقد ترك الماضي مكانا دافئا يلجأ إليه متى حل شتاء الحنين والاشتياق ..



نعم لم اعتقد يوما ان يتلاشى ذلك السواد الذي كان مخيما على جميع أرجاء ما حولي ..
فقد عرفت انه لم يكن سوى دموع تجلدت في عيني .. وزالت مع مرور الأيام ..
أردت فقط ان أخبرك بأنك مازلت ذلك المعنى الجميل في حياتي ..
ذلك المعنى الذي يخالط أحلامي وواقعي في كل يوم من أيام عمري ..
وأتمنى أن أعود لأعيش لحظة من تلك اللحظات لأبين لك عندها كم تعني لي ..


وستظل أنت نصفي الآخر .. وكل ما خادعني اشتياقي بأن صورتك بدأت تختفي من داخلي ..
أغمض عيني وارحل حالما الى مكان حيث اعلم انك ستكون فيه داااااائما ..
[/frame]