[frame="4 80"]التواضع من صفات عباد الرحمن
****************************
التواضع: قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). فالتواضع خلق حميد والاسلام يدعو الى التواضع والتسامح ويمقت الكبر والمتكبرين قال تعالى (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) سورة القصص 83.
فالصفة الاولى لعباد الرحمن انهم يمشون على الارض هونا برفق وتواضع لانه مهما اعجب المر بنفسه واختال في مشيته فلن يخرق الارض بتكبره ولن يبلغ الجبال طولا بتعاظمه قال تعالى (ولا تمشي في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها) الاسراء 37.
يا لعظمة الاسلام حتى المشية لها نصيبها من العبودية ولها حظها من الشرف فالله يعلمنا اياها لانها تعبير عنها يدور في نفس صاحبها.
والقرآن الكريم وهو يطلب منا ان يكون مشينا هينا انما يقصد بالاحرى ان تكون النفوس هينة لينة هادئة سمحة لا متكبرة ولا متكلفة قال تعالى (ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك).
فالله بعزته وجلاله يريد من عبده ان يكون متواضعا لا متكبرا قال تعالى: (وله الكبرياء في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم) سورة الجاثية.
وبعد التواضع ومعرفته لا بد من معرفة ضده وهو الكبر وانواعه واقسامه وكيف نتعامل مع المتكبر وما علاج الكبر والله الموفق.
1ـ تعريف الكبر:
*******************
هو دفع الحق ورده وعدم قبوله واحتقار الناس وازدرائهم قال صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر الحديث).
2ـ انواع الكبر: نوعان باطن وظاهر
**********************************
الباطن: خلق في نفس الانسان هو ان يرى نفسه فوق الناس فنفسه الخبيثة جعلته يحتقر الناس وهذا الصنف عدو لنفسه وقال عنه رب العالمين (ان في صدورهم الا كبر ماهم ببالغيه فاستعذ بالله من انه هو السميع العليم).
الكبر الظاهر: هو الذي يفيض ظلامه على سلوك المرء ففجأة تجده تغير بعد ان كان انسانا عاديا لا يلقي السلام على احد ما السبب؟ انه حصل على مال فاستغنى او تغيرت اخلاقه في المعاملة ما السبب؟ لقد رقي في منصب هذا الصنف يلقى الله وهو عليه غضبان عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعظم في نفسه واختال في مشيته لقى الله تبارك وتعالى وهو عليه غضبان) رواه الطبراني في الكبير.
3ـ اقسام الكبر:
****************
1ـ تكبر على الله وهو افظع انواع الكبر كما قال النمرود انا احيي واميت وفرعون عندما قال انا ربكم الاعلى.
2ـ تكبر على رسل الله (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم).
3ـ تكبر على خلق الله، كتكبر الجار على جاره والرئيس على مرؤسه.
كيف نعامل المتكبر:
***********************
المتكبر وضيع لن يتواضع الا اذا وضعته ولا يعرف نفسه الا اذا احتقرته روى ان مطرف بن عبدالله رأي المهلب وهو يتبختر في جبة من خز فقال له مطرف يا عبدالله هذه مشية يبغضها الله ورسوله فقال له المهلب الا تعرفني؟ فقال بلى اعرفك او لك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وانت بين هذا وذاك تحمل العذرة فمضى المهلب وترك مشيه.
كيف يعالج المتكبر نفسه
****************************
قال ابو حامد الغزالي اذا اراد المتكبر علاجا فعليه ان ينظر الى ما فيه من اسباب التواضع قبل ان ينظر الى ما فيه من اسباب الكبرياء ويقول رضي الله عنه يمشي الانسان والرجيع في امعائه والبول في مثانته والمخاط في انفه والوسخ في اذنه والصندان تحت ابطه وقد خلق من اقذار وسكنت في بطنه اقذار وبعد موته يصير جيفة قذره فعلام التكبر يا مسكين.
ان كان غرك المال فانت لست اغنى من قارون ما نفعه ماله وما عنه اغنى وان كان غرك الحكم فالحكم لا يدوم قال كسرى لابنه (لو دام الملك لغيرنا ما وصل الينا) ونكتفي بهذا القدر ان في ذلك لذكرى لاولى الالباب.
والحمد لله[/frame]