عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2005, 01:08 AM   رقم المشاركة : 8
الذهبي
عضو مبدع
 
الصورة الرمزية الذهبي






الذهبي غير متصل

الذهبي كاتب رائع


افتراضي

آخر الأخبار



بغداد - وكالات

أعلنت مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق في بيان أنها أطلقت الأربعاء 31 - 8- 2005 قذائف هاون قرب ضريح الإمام موسى الكاظم في الكاظمية في بغداد حيث قضى أكثر من 800 شخص في تدافع حصل فوق جسر الأئمة.

وجاء في بيان يحمل توقيع "المكتب الإعلامي لجيش الطائفة المنصورة" تم بثه على الانترنت "قام مجاهدو جيش الطائفة المنصورة صباح هذا اليوم الأربعاء بقصف معقل الشرك ووكر المرتدين من الرافضة في منطقة الكاظمية بقذائف الهاون والكاتيوشا ردا على فعلتهم الشنعاء الا وهي الشرك بالله سبحانه وتعالى وكذلك على عمليات القتل الجماعي التي يتعرض لها أهل السنة والجماعة من قبلهم".




كارثة كـ"الجحيم"

وقد وصف أحد الناجين الكارثة بـ"الجحيم", في إشارة إلى المأساة الناتجة عن حركة تدافع وذعر أدت إلى انهيار حاجز على احد الجسور الأربعة عشر فوق نهر دجلة.

وشوهدت مئات الأحذية على جسر الأئمة, في دلالة واضحة على فداحة المأساة التي قضى فيها مئات الأشخاص بينهم العديد من النساء والأطفال, خلال حركة تدافع ناتجة عن حالة ذعر حصلت خلال احتفال للشيعة في ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم.

ورغم التدابير الأمنية المشددة, أدى التدافع العنيف إلى مقتل ما لا يقل عن 816 شخصا وإصابة 323 بجروح. وتفسر هذه الحصيلة الضخمة بوجود مئات الألوف من الأشخاص على الجسر وكانوا يقصدون ضريح الإمام الكاظم.

وقال عنصر في جيش المهدي كان مكلفا توجيه الحشود باتجاه الضريح, "كان الأمر بمثابة جحيم". وأضاف الشاب الذي يرتدي قميصا عليه صورة زعيمه مقتدى الصدر, "صرخ احدهم أن هناك انتحاريين يحملون أحزمة متفجرات بين الحشد, وبدأ الجميع يركضون في كل الاتجاهات". وتابع "النساء كن يجدن صعوبة أكثر من غيرهن في الركض بسبب عباءاتهن والأطفال المتعلقين بهن".

وعم الذعر قبيل العاشرة والنصف (6,30 توقيت غريتنتش) وكان مئات الوف الزوار يسلكون الجسر في الاتجاهين متجهين إلى الضريح في حي الكاظمية الشيعي أو عائدين منه, وقد قدموا من الأحياء الشيعية في العاصمة: مدينة الصدر والشعب والقاهرة وبغداد الجديدة.

وكان عناصر جيش المهدي والشرطة العراقية والجيش يحيطون بالحشود. وكان الناس يمرون بين عوائق وضعت بشكل متعرج على الجسر لمنع مرور سيارات.

وبدأت التطورات الدرامية صباحا عندما أطلقت بضع قذائف هاون باتجاه ضريح الإمام موسى الكاظم وأدت إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 37 آخرين بجروح, بحسب آخر حصيلة لوزارة الداخلية العراقية. ثم انتشرت شائعة حول دس السم للزوار في مواد غذائية ومشروبات تباع في محيط الضريح. فدعا بعض عناصر الشرطة الحشود إلى تجنب تناول الغذاء أو الماء وهم يجتازون حي العظمية السني الذي يفصله نهر دجلة عن الكاظمية.

وأفاد شهود أن حاجز حماية على الجسر انهار اثر التدافع, فقتل الذين لم يلقوا بأنفسهم في النهر وماتوا غرقا, بالدوس تحت الأقدام أو اختناقا. وقضى عدد كبير من العجزة اختناقا بينما كان العديد من الأطفال يداسون تحت الإقدام, بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الداخلية.

وقال عبد الله وليد "حتى قبل أن نسمع الشائعة توقف السير على الجسر ولم يبق أي متسع للتحرك وأصبح التنفس مستحيلا بسبب الزحام". وأضاف "كنت احمل ولدي على كتفي ولا اعرف أين هو الآن. كان الجميع يعاني من الاختناق, لذا قررت القفز من الجسر".




مطالب باستقالة الدليمي وجبر

من جهة أخرى توقع وزير عام ديوان وزارة الصحة د. جاشب لطيف أن يرتفع عدد محصلة القتلى في التدافع على جسر "الأئمة" في العاصمة العراقية بغداد إلى حوالي ألف قتيل.

وفي ذات الوقت دعا وزير الصحة العراقي عبد المطلب محمد علي وزيري الدفاع سعدون الدليمي والداخلية بيان باقر صولاغ إلى تحمل مسؤولياتهما عن حادث المأساوي وأن يستقيلا من منصبيهما. وقال في مؤتمر صحفي "إذا أردنا أن نقيس حادثة اليوم بالحادثة التي حصلت في لندن واهتز لها ضمير الإنسانية والكرة الأرضية والمجرات الأخرى فإنها لن تبلغ عشر ما حصل اليوم".

وأوضح علي وهو من التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر أن "أي ضمير حي في هذا البلد بلا استثناءات سيطالب بتحميل القوات المحتلة وقوات التحالف مسؤولية الملف الأمني وسيحمل وزارتي الداخلية والدفاع اللتين لهما العلم في الوقت والموقع الذي ستتم فيه الزيارة لذلك كان لابد من وجود تحوطات أمنية في حدود 30 كلم في طريق الزوار "مشيرا إلى أن "مفارز الداخلية ومفارز الحرس الوطني كثيرة الآن لأداء مثل هذه التحوطات".

وقد عقد وزيري الدفاع والداخلية مؤتمرا صحفيا أوضحا فيه ملابسات الحادث، وأكد وزير الدفاع أن ما حدث لا علاقة له بأي توتر طائفي وأن الأشخاص السبعة الذين قتلوا في هجوم بمدافع المورتر قبل التدافع هذا الصباح هم الأشخاص الوحيدون الذين قتلوا بأيدي "الإرهابيين". فيما رفض وزير الداخلية طلب وزير الصحة باستقالته مع وزير الداخلية موضحا أنهما ما يقومان به هو تكليف وليس تشريفا، وأنه يحق لوزير الصحة أن يطالب باستقالتهما.




إعلان الحداد في العراق

من جانب آخر، أعلن رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري الحداد لمدة ثلاثة أيام في كافة أنحاء العراق، فيما وجه الرئيس العراقي جلال طالباني برقية تعزية إلى الشعب العراقي بفاجعة جسر الأئمة.

وقال طالباني في برقية تعزية تلقت الوكالة الفرنسية نسخة منها "تلقيت ببالغ الأسى والحزن الأنباء المؤلمة عن الفاجعة التي أودت اليوم بأرواح المئات من أبناء شعبنا الذين كانوا في طريقهم لأداء مراسم الزيارة بمناسبة وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام".

وأوضح "أنها لفاجعة كبرى ستترك ندبا في نفوسنا تضاف إلى الندوب التي خلفها فقدان المواطنين الذين راحوا ضحية للأعمال الإرهابية".

وخلص طالباني إلى القول "نبتهل إلى العلي القدير أن يتغمد شهداءنا جميعا برحمته وأن يمن على الجرحى بالشفاء وعلينا جميعا بالصبر والسلوان".




ردود فعل غاضبة وحزينة

من جانبه, أعرب رئيس الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) حاجم الحسني في بيان عن "بالغ حزنه وأسفه لوفاة مئات العراقيين من المشاركين في إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام بسبب حادث التدافع الذي أدى إلى انهيار احد الجسور على نهر دجلة".

وتقدم الحسني بتعازيه "الحارة وخالص مواساته لأسر الضحايا والشعب العراقي الجريح بهذه الفاجعة الأليمة سائلا المولى العلي القدير أن يرحم موتانا ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم وأبناء شعبنا بعامة الصبر والسلوان".

ودعا "الشعب العراقي بمختلف طوائفه وأديانه إلى تقديم المساعدة لأهالي الضحايا والتخفيف عنهم ومشاركتهم أحزانهم مستنكرا كل أشكال الإرهاب ضد شعبنا الأمن".

وأصدر رجل الدين الشاب مقتدى الصدر بيان تعزية اليوم الأربعاء بخصوص فاجعة جسر الأئمة. وقال البيان "نعزي عوائل الشهداء الذين سقطوا بمدينة الكاظمية المقدسة ونتوجه لهم بوافر العزاء".

وأضاف البيان "والله أن دماءهم هي من أجل الحق والوصول إلى إمامهم ولا يسعني وأنا يعتصرني الألم والأسى لما وقع إلا إعلان الحداد العام".

وأعرب الحزب الإسلامي العراقي الذي يتزعمه محسن عبد الحميد (سني) عن "الحسرة والألم لنبأ سقوط المئات من القتلى والجرحى أثناء عبور الزوار على جسر الأئمة في الأعظمية صباح هذا اليوم".

وقال الحزب في بيان "نعزي أهالي الضحايا وندعو للجرحى بالشفاء كما نطالب الحكومة بالتحقيق العاجل لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الحادث وإلزامها باتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوثه مستقبلا".

وناشد الحزب أهالي منطقة الأعظمية ذات الغالبية السنية المتاخمة لمنطقة الكاظمية أن "يمدوا أيديهم بالعون والإغاثة لإخوانهم من الضحايا". ودعا الحزب فروعه أن "تنشط فورا لتجنيد إمكاناتها الإغاثية في تخفيف معاناة الضحايا".

من جانبه, دعا رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري الشعب العراقي بكافة شرائحه إلى "الوحدة الوطنية واليقظة والحذر"، وقال الجعفري في تصريحات نقلها التلفزيون العراقي "في الوقت الذي نتلقى هذا الخبر الجلل نوجه لكل أبناء شعبنا ولذوي الشهداء دعاءنا ونداءنا أن يتحلوا بالصبر واليقظة لمواصلة المسيرة (...) لان ما حدث فتنة يحاول أن يثيرها دعاة الباطل".

وأضاف "أوجه ندائي لاتباع رسول الله ولاتباع علي ولاتباع عمر ولاتباع المسيح ولاتباع كافة الديانات وادعوا منهم أن يجعلوا العراق هما حاكما على كل الأمور وان يفكروا بالعراق ووحدة هذا البلد من اجل الحفاظ على وحدة شعبنا".

وأوضح الجعفري أن "ما حصل لن يزيدنا إلا مثابرة وقوة واستمرار". وأكد أن الشعب العراقي "سيقطع الطريق على كل أولئك الذين يحاولون الوقوف في طريق مسيرتهم وهو بكل ألوانه مصر على أن تكون الكلمة واحدة وهذا هو سر القوة في هذا الشعب".

**

الذهبي







التوقيع

==
أنا الذهب ومهما صار فوقه غُبار
==