[frame="1 80"]حتى تكون حقيقة الانسحاب الصهيوني واضحة !
د. أسامة المحمود
هل كان هذا الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة ثمرة لتفاوض سياسي ؟
هل كان ثمرة لعملية سلام جارية ؟
لماذا جرى هذا الانسحاب دون تنسيق مع السلطة ؟
ولماذا لم يتم اعتباره جزءاً من خريطة الطريق ؟
ولماذا تعمّد الصهاينة عدم وضع السلطة الفلسطينية في صورة تفاصيل الانسحاب المهمة !؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تكشف بوضوح عن أن هذا الاندحار أو هذا الانسحاب القسري كان إنجازاً واضحاً وكبيراً للمقاومة الفلسطينية التي أرهقت العدو الصهيوني، وكان ينتظر هذا العدو موجات مقاومة شرسة إذا تم تصفية الهدنة بعد أن تجهزت المقاومة وأعدت نفسها لجولة حرب جديدة ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب والتقطت أنفاسها بعد معركة صعبة وشرسة فقدت فيها ثلة من أكابر قياداتها وجنودها.
إنه إنجاز المقاومة !
والصمود من مفردات هذه المقاومة ومن أركانها، والذي يستخدم هذا المصطلح "الصمود" مجرداً عن المقاومة المسلحة يمارس الكذب والتضليل السياسي.
إن هذا الاندحار يعيد الأمل إلى روح الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بأنها قادرة على تحقيق أهدافها ودحر المحتلين وصناعة الانتصار وأن شعوبنا العربية والإسلامية ساهمت في صناعة هذا الانتصار بوقوفها إلى جانب المقاومة في فلسطين رغم الصعوبات والعوائق التي اشتدت في الآونة الأخيرة بقيادة الولايات المتحدة التي ناصبت العداء لشعبنا ووقفت بكل قوتها إلى جانب الصهاينة المحتلين.
ومن هاهنا وجب استقطاب الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية حول برنامج المقاومة في فلسطين بوصفه الطريق الحقيقي والاستراتيجي لاسترداد الأرض المقدسة.
و التركيز على أن هذا الانسحاب يعبر عن أول انسحاب صهيوني من أراضٍ فلسطينية محتلة جاء بالمقاومة .
ووجب في هذا المقام التذكير:
بأنه ليس من حق بعض الأطراف الفلسطينية الرسمية أن توظف هذا الانسحاب الصهيوني لصالحها وتستفرد وحدها بقطف ثمار هذا الاندحار وكأنه إنجاز لها مستغلة نفوذها الرسمي والعسكري والسياسي لكونها في السلطة التنفيذية وأن الذي حمل المغارم عبر مقاومة طويلة هو الأولى باجتناء المغانم.
و التأكيد على أن الانتصار في غزة ليس نهاية الطريق، بل هو بداية مشوار التحرير الكامل لفلسطين واستعادة كل حقوق شعبنا ومقدساته.
وينبغي ألا تذهلنا الفرحة عن تأكيد الوحدة الجغرافية و السياسية بين الضفة الغربية و قطاع غزة وباقي أرضنا المحتلة عام 1948.
ويجب أن يظل حاضراً في ذهن الجميع أن الوضع القانوني لقطاع غزة لا يجعل الاحتلال بريئاً فالجانب القانوني يفيد أن وضع غزة وفقا للقانون الدولي و القانون الدولي الإنساني و اتفاقية جنيف الرابعة لا زال محتلا .
كما أن مساحة قطاع غزة وفقا لخرائط الأمم المتحدة و حدود الهدنة هي 378 كيلو متر حيث استولى الاحتلال على 13 كيلو في منطقة بيت حانون (ايرز) لذلك يجب الانسحاب منها أيضا .
والتحذير مما يسعى بعض الحالمين إلى تسويقه على أن غزة ستصبح سنغافورة بعد الانسحاب و ضخ الأموال كما فعلت قيادة السلطة من قبل بخداع شعبنا بأن أوسلو سيعود على شعبنا بالرفاه والأمن والسلام والرغد الاقتصادي بينما قد يكون الوضع القادم في قطاع غزة مظلماً إذا حوّلها الجيران والأعداء إلى سجن كبير تتفشى فيه البطالة والشللية.
والتأكيد أن العدو الصهيوني يبتلع الهزيمة والتفكك ونهاية مشروع الاستيطان وهو في أسوأ أوضاعه السياسية الداخلية.
و تبصير الجماهير بحقوقها والتحذير من مغبة السرقات والنهب للمال العام باسم الاستثمارات المبهمة والغامضة.
ووجب هنا أيضاً أن نذكّر بضرورة عدم المبالغة في تصوير الانسحاب وكأنه تحرير نهائي بل يجب التركيز على أنه خطوة صغيرة على طريق التحرير الشامل لمجمل الأرض الفلسطينية وإنهاء الملفات والقضايا العادلة.
التحذير من تداعيات الانسحاب السالبة مثل تحويل غزة إلى سجن كبير، وألا تكون المعابر تحت سيادة فلسطينية تتيح لشعبنا العودة إلى أرضه أنّى شاء.
والتحذير من مخططات حكومة العدو بأن يكون هذا الانسحاب القسري على حساب الاستفراد بالضفة و القدس .
ووجب التذكير بعمومية هذا الانتصار وشعبيته وإسهام الجميع فيه من المجاهد و المرابط و الشهيد و الجريح و الأسير و المزارع الصامد و العامل الصابر و الطالب المجتهد و المواطن المتمسك بأرضه.
ويجب أن يظل واضحاً للجميع على ضرورة أن يكون هذا الانسحاب كاملا و شاملا ، وأن تكون السيادة على المعابر و الجو و البحر حيث لا قيمة لهذا الانسحاب إذا لم تكن لنا سيادة على جونا وبرنا وبحرنا.
إظهار التبدل والتحول في الموقف الصهيوني والاستشهاد بمقولة شارون ( نتساريم مثل تل أبيب) حيث إن هذا الاندحار هزيمة أيضاً لمشروع الاستيطان وفكر الاستيلاء على الأرض في الموروث الصهيوني.
التأكيد أن دور المقاومة مازال مستمرا حتى دحر الاحتلال , ورفض فكرة تسليم السلاح حتى تتحرر الأرض الفلسطينية المحتلة كلها وينعم شعبنا بالعيش على أرضه في ظل سيادته الكاملة.
يتبع>>>[/frame]