[frame="1 80"]غزة بلا مستوطنات.. ثروة من المياه والرمال والسياحة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، بتفكيك المستوطنات وإخلاء المستوطنين، يمثّل أمراً هاماً لكثير من المواطنين الفلسطينيين. ففي تحقق هذا الإخلاء ستتغير حياة الفلسطينيين في القطاع الذي تبلغ مساحة المستوطنات فيه 155 كيلومتراً مربعاً تقريباً، كما تبلغ مساحة المناطق المسماة بالمناطق الصفراء (مناطق المستوطنات) 15.8 كيلومتراً مربعاً والمناطق الأمنية 58.03 كيلومتراً مربعاً والمواقع العسكرية 2.42 كيلومتراً مربعاً. أما المناطق المجرفة لأغراض توسعية صهيونيّة فتبلغ مساحتها 8.43 كيلومتراً مربعاً.. كلّ ذلك يشكل ما نسبته 40% تقريباً من مساحة القطاع البالغة 365 كيلومتراً مربعاً وتتوزع المستوطنات في كتلة في المنطقة الشمالية من القطاع التي تضم مستوطنات "إيرز" و"نيسانيت" و"إيلي سيناي" و"دوغيت"، وتقع بين المستوطنتين الأخيرتين في شمال بيت لاهيا منطقة "السيفا" التي تقطنها ما يزيد على الثلاثين عائلة ويعيشون بظروفٍ أشبه بالسجن.
مستوطنات على أرضٍ حكومية
وفي الوسط تقع مستوطنة "نتساريم" التي تفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه. وهناك طريق تسيطر عليه قوات الاحتلال يوصل بين المستوطنة ومعبر "كارني". والأراضي المجاورة للطريق أراضٍ حكومية تابعة لأرض المطار. والأراضي الواقعة جنوب الطريق أراضي ملك "طابو" لمواطنين، والجزء الثاني من انعطاف الطريق إلى الغرب حتى مفترق "نتساريم" تقاطع طريق صلاح الدين الجانب الجنوبي هي أراضٍ تتبع بئر السبع وهي بذلك أراضٍ حكومية.. الجانب الشمالي من الطريق ملك "طابو" على الجانبين وهي أراضي مزروعة ببساتين البرتقال والزيتون.
أمّا الجزء الثالث من تقاطع الطريق العرضيّ بطريق صلاح الدين حتى نتساريم فالجانب الجنوبيّ أراضي تابعة للأوقاف ما عدا القطعة المحصورة بين الطريق الرئيسي والسكة الحديد فهي أراضي ملك "طابو". والأراضي التي تقع على الشاطئ ومقابله تماماً لالتقاء الطريق العرضي بالطريق الساحلي فهي تابعة لـ"أبو مدين".
وفي المنطقة الوسطى من القطاع تقع مستوطنة "كفار داروم" على أرض المواطنين في دير البلح، وشكّلت هذه المستوطنة وما زالت تشكّل هاجساً للمواطنين والمزارعين الذين هدمت وجرفت مزارعهم جراء انطلاق الآليات لتجريف أراضيهم ومنعهم من الوصول إليها.
المنطقة الأهمّ والأكبر مساحة هي تجمّع مستوطنات "غوش قطيف" وتفصل من مفترق المطاحن امتداداً من طريق "كسوفيم" شمال القطاع عن وسطه وجنوبه بإحكام. وهناك الأراضي المجاورة لطريق "صوفا-غوش قطيف"، وجميع الأراضي المجاورة لهذا الطريق هي أراضٍ حكومية، باستثناء جزءٍ صغير منها. أمّا الجزء الجنوبي من الطريق إلى "غوش قطيف"، فهي أراضٍ ملك "طابو" ما عدا قطعة أرضٍ قيل إنّ مواطنة اسمها "محفوظة" قد باعتها لجيش الاحتلال ويقع عليها موقع عسكري صهيونيّ.
توسع سكاني
أمّا أغلب المناطق الموجودة بين المستوطنات الساحلية فهي حكومية وتصنف من ضمن الأراضي الصفراء. كما تحتجز قوات الاحتلال في هذه المنطقة حوالي 5 آلاف مواطن يقيمون في المواصي، وتمتدّ هذه المنطقة من جنوب دير البلح إلى جنوب رفح بما يزيد على 2كيلو متر عرضاً و14 كيلومتر طولاً، ولتلك المنطقة الساحلية أهمية كبيرة من عدة نواحي أولها أنها مساحة كبيرة من الأرض يمكن استغلالها في التوسع السكاني وخصوصاً أن قطاع غزة يعتبر من أعلى مناطق العالم كثافة سكانية، كما أن الكثبان الرملية التي تقع في هذه المنطقة يوجد تحتها خزان مياه جوفي ضخم كان الصهاينة يسرقون المياه منه ويضخونها إلى داخل فلسطين المحتلة عام 48م.
رمال الكثبان الصفراء الموجودة في المنطقة لها أهمية كبيرة من الناحية الطبيعية بالإضافة إلى كونها تمثل ثروة اقتصادية، فبالإضافة إلى استخدامها في صناعة مواد البناء فإنها تحتوي على نسبة كبيرة من الكوارتزيت الذي يدخل في كثير من الصناعات كالزجاج والأدوات الكهربائية وكان الصهاينة يقومون بسرقتها.
أرضٌ خصبة
للمنطقة أهمية كبرى في مجال الزراعة، ففيها مساحات واسعة من الأراضي الخصبة وكان المستوطنون يستغلون مساحات واسعة منها في الزراعة. ومثال على ذلك مستوطنة "جني طال" التي تعتبر من أكبر المستوطنات مساحة وكانت تحتوي على حمامات زراعية يزرعون بها الزهور ومزروعات أخرى تصدر خارج فلسطين. أما بالنسبة لصيد الأسماك فقد حرم الصيادون فترات طويلة في جنوب القطاع في رفح وخانيونس من مزاولة مهنتهم بسبب منع جنود الاحتلال للصيادين من الوصول إلى البحر ولذلك فإن الوصول للبحر بالنسبة الصيادين سيفتح أمامهم مصدراً كبيراً للرزق. أما الترويح أو السياحة فهي أيضاً من الأمور الهامة التي توفرها المنطقة فشاطئها يعتبر من أجمل الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط وأوسعها.
المواصي
فأمواج البحر على الشاطئ النظيف، وتماوج أشجار النخيل التي يداعبها نسيم البحر المتوسط كان من المفروض أنْ تكون تلك المنطقة مكاناً ساحراً لقضاء الأجازات. ولكن بالنسبة لسكان المواصي مجرد سجنٍ ليس أكثر، وسكانها يواجهون الموت البطيء.
ويقدر عدد سكان هذا القطاع الساحلي الذي يبلغ طوله ثمانية أميال وعرضه نصف ميل والمحاذي للحدود المصرية، حوالي خمسة آلاف شخص، وهذا الأمر ينطبق على سكان مناطق ثانية مثل "السيفا".
مشاكل عديدة يسببها الوجود الصهيونيّ في غزة والتي يتوقع المواطنون أنْ تحل هذه المشاكل بالانسحاب وإخلاء المستوطنات والمواقع العسكرية.. ومن تلك العذابات تحرر المواطنين في تلك المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال. من أشكال المعاناة تلك التي يعيشها يومياً المواطنون القريبون من المواقع العسكرية التي تحمي المستوطنات، فالقاطنون في المخيّم الغربي بخانيونس والتي تجاورهم مستوطنة نفيه دكاليم بمواقعها العسكرية، اتخذت حياتهم أنماطاً غير عادية من العيش تحت الخوف والحذر الدائم وهؤلاء المواطنون سيشعرون أكثر من غيرهم بالارتياح في حال حدوث انسحاب وتفكيك للمستوطنات. ومثل تلك المنطقة هناك مناطق عديدة وكثيرة يواجه أهلها الكثير من الألم والخوف لا لسببٍ سوى أنهم يقطنون بالقرب من المستوطنات ومواقع جيش الاحتلال.
فصل
فصل وتقطيع أوصال قطاع غزة كان مما انتهجته قوات الاحتلال لعزل شمال القطاع عن جنوبه أو تقسيمه إلى ثلاث مناطق. وكان مفترق المطاحن التي يسيطر عليه جيش الاحتلال من الحواجز التي تحكم إغلاق رفح وخانيونس عن باقي مدن ومخيمات القطاع، مما تسبّب في عرقلة وصول طلاب الجامعات إلى جامعاتهم والموظّفين إلى أعمالهم، واضطر الكثيرون منهم للاستئجار تفادياً للمرور عبر الحاجز الذي شكّل أيضاً مصيدة للاعتقال، وبإخلاء المستوطنات من القطاع وانسحاب قوات الاحتلال من مواقعها التي تسيطر من خلالها على الطرق سيعيد القطاع إلى حياة أشبه بالطبيعية. كما يرى الكثيرون.. ولكن هل يخلق انسحابهم واقعاً جديداً من الصراعات الداخلية والفوضى التي يحذر منها البعض؟!!.
يتبع>>>
[/frame]