![]() |
نساء عظيمات
عائشة بنت أبي بكر الصديق
أم المؤمنين ،بنت الإمام الصديق الأكبر ، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر بن قُحافة . هاجر بعائشة أبوها ، وتزوجها نبي الله صلى الله عليه وسلم قبل مُهاجره بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً ، ودخل بها في شوّال سنة اثنتين مُنصرفة عليه الصلاة والسلام من غزوة بدر . وهي ابنةُ تسع . فروت عنه علماً كثيراً طبياً مباركاً فيه .مسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين و عشرة أحاديث . - عائشة ممن وُلد في الإسلام ، وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين . وكانت تقول : لم أعقل أبويَّ إلا وهما يدينان الدين . - وكانت امرأة بيضاء جميلة . ومن ثم يُقال لها : الحُميراء . ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها ، ولا أحب امرأة حُبها ، ولا أعلمُ في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، بل ولا في النساء مطلقاً امرأة أعلم منها ،زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة . -عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأيتُك في المنام ثلاث ليال ، جاء بك الملك في سرقة من حرير ، فيقول : هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمضه )). وكان تزويجه صلى الله عليه وسلم بها إثر وفاة خديجة ، فتزوج بها وبسودة في وقت واحد ، ثم دخل بسودة ، فتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد وقعة بدر فما تزوج بكراً سِواها ، و أحبها حباً شديداً كان يتظاهر به ، بحيث أن عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، أي الناس أحب إليك يارسول الله ؟ قال : (( عائشة )) قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها . - عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( كمُل من الرِّجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مَريم بنتُ عمران ، و آسية امرأةُ فرعون ، وفضلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )) . - عن الزُهري : حدثني أبو سلمة ، أن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عائشة ، هذا جبريل ، وهو يقرأ عليكِ السلام ))، قالت : وعليه السلام ورحمة الله ، تَرى مالا نرى يارسول الله . - عن عائشة قالت : تزوجني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتوفى خديجة ، و أنا ابنة ستِّ ، و أُدخلت عليه و أنا ابنةُ تسع ، جاءني نسوة و أنا ألعبُ على أُرجوحة فهيأنني وصنعنني ، ثم أتين بي إليه صلى الله عليه وسلم . - عن عائشة قالت : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، و الحبشة يلعبون بالحِراب في المسجد ، و إنه ليستُرني بردائه لكي أنظُر إلى لعبهم ، ثم يَقف من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرفُ . فأقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو . - عن عائشة قالت : قلت : يارسول الله ، أرأيت لو أنك نزلت وادياً فيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرة لم يُؤكل منها ، فأيّهما كنت تُرتع بعيرك ؟ قال : (( الشجرة التي لم يُؤكل منها )) ، قالت : فأنا هي . تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها . - عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، حتى إذا كُنا بالبيداء أو بذات الجيش ، انقطع عقدي ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه ، و أقام الناسُ معه وليسوا على ماء . فأتى الناسُ أبا بكر رضي الله عنه فقالوا: ماترى ما صنعت عائشة ، أقامت برسول الله وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء !قالت : فعاتبني أبو بكر ، فقال ماشاء الله أن يقول ، وجعل يطعن بيده في خاصرتي ، فلا يمنعني من التحرك إلا مكانُ النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي . فنام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء ، فأنزل الله آية التيمم ، فتيمموا ،فقال أسيد بن حُضير - وهو أحد النقباء - : ماهذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر !قالت : فبعثنا البعير الذي كنت عليه ، فوجدنا العقد تحته . - عن عائشة ، قالت : كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعطيني العَظم فأتعرقُهُ ، ثم يأخذُه فيُديرُه حتى يَضع فاه على موضع فمي . - عن أبي موسى قال : ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط فسألنا عائشة ، إلا وجدنا عندها منه علماً . - عن ابن أبي مُليكة : أن ذكوان : أبا عمرو حدثه قال : جاء ابنُ عباس رضي الله عنهما يستأذنُ على عائشة ، وهي في الموت . قال : فجئت وعند رأسها عبدُ الله ابن أخيها عبد الرحمن ، فقلتُ : هذا ابنُ عباس يستأذن ،قالت : دَعني من ابن عباس ، لا حاجة لي به ، ولا بتزكيته . فقال عبد الله : يا أمَّه ، إن ابن عباس من صالحي بَنيك ، يودعك و يسلم عليك، قالت: فائذن له إن شئت ،قال : فجاء ابنُ عباس ، فلما قعد قال : أبشري ، فوالله ما بينك و بين أن تُفارقي كل نَصَب ، وتَلقي مُحمداً صلى الله عليه وسلم و الأحبة إلا أن تُفارق روحُك جسدك ، قالت : إيهاَ يا ابن عباس ! قال : كُنت أحبَّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني إليه - ولم يكن يُحبُّ إلا طيِّباً ، سقطت قِلادتك ليلةَ الأبواء ، و أصبح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلتقطها ، فأصبح الناسُ ليس معهم ماء ، فأنزل الله (( فتيمموا صَعيداً طيباً )) ، فكان ذلك من سببك ، وما أنزل اللهُ بهذه الأمة من الرُّخصة ، ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات ، فأصبح ليس مَسجد من مَساجد يُذكر فيها الله إلا براءتُك تُتلى في آناءَ الليل و النهار. - عن أبي الضُّحى ،عن مسروق قال : قلنا له : هل كانت عائشة تُحسِنُ الفرائضَ ؟ قال : والله لقد رأيتُ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يَسألونَها عن الفرائض . - عن هشام ، عن أبيه ، قال : لقد صَحبتُ عائشَةَ ، فما رأيتُ أحداً قطُ كان أعلمَ بآية أنزلت ، ولا بفريضة ، ولا بسُنة ، ولا بشعر ، ولا أروى له ، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ، ولا بكذا ، ولا بقضاء ، ولا طب ، منها ،فقلتُ لها : يا خالة ، الطبُّ من أين عُلِّمتِهِ ؟ فقالت : كنتُ أمرضُ فيُنعَتُ لي الشيءُ ، ويَمرضُ المريضُ فيُنعتُ له ، و أسمعُ الناسَ يَنعَتُ بعضهم لبعض ، فأحفظه . - وقال الزُّهري : لو جُمعَ علمُ عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان عِلم عائشة أفضل . - عن عطاء : أن معاويةَ بعث إلى عائشة بقِلادة بمئة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين . - عن عروة ، عن عائشة أنها تصدقت بسبعين ألفاً ، و إنها لترقَعُ جانِبَ درعها ، رضي الله عنها . - عن أم ذرة ، قالت : بعث ابنُ الزُبير إلى عائشة بمال في غِرارتين ، يكون مئة ألف ، فَدَعت بطبق ، فجعلت تقسم في الناس ، فلما أمست ، قالت :هاتي ياجاريةُ فُطوري ،فقالت أُمُّ ذَرَّة : يا أُمَّ المؤمنين أما استطعتِ أن تشتري لنا لحماً بدرهم ؟ قالت :لا تُعنفيني ، لو أذكرتيني لفعلت . - عن شعبة : أخبرنا عبدُ الرحمن بن القاسم ، عن أبيه : أن عائشة كانت تَصُومُ الدهر . - تُوفين سنة سبع وخمسين . - عن قَيس ، قال : قالت عائشة ، وكان تُحدث نفسها أن تُدفن في بيتها : إني أحدثتُ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثاً ، ادفنوني مع أزواجه . فدُفنت بالبقيع ، رضي الله عنها . قلتُ : تعني بالحدث : مَسيرَها يوم الجمل ، فإنها نَدِمت ندامةً كُلِّيَّة ، و تابت من ذلك ، على أنها مافعلت ذلك إلا مُتأوِّلة قاصدة للخير ، كما اجتهد طلحة بن عُبيد الله ، و الزُبير بن العوام ، وجماعة من الكبار ، رضي الله عن الجميع . ومدةُ عمرها : ثلاث و ستون سنة و أشهر . *** ميمونة بنت الحارث الهلالية - أم المؤمنين ، بنت الحارث بن حزن الهلالية . - زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخت أم الفضل زوجة العباس ، وخالة ابن عباس . - تزوجها أولاً مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام ، ففارقها . وتزوجها أبورهم بن عبد العزى ، فمات . فتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة سبع في ذي القعدة . وبنى بها بسَرِف _ أظنه المكان المعروف بأبي عُروة . - وكانت من سادات النساء . روت عدة أحاديث . - قال مجاهد : كان اسمها بَرَّة ، فسماها رسول الله : ميمونة . - عن يزيد بن الأصم : أن ميمونة حلقت رأسها في إحرامها ، فماتت ورأسها محمّم ، ( أي : مُسود بسبب نبات الشعر بعد الحلق ، وفي حديث أنس : كان إذا حمم رأسه بمكة خرج واعتمر ، أي اسود بعد الحلق بنبات الشعر . ولعل ميمونة لم يبلغها رضي الله عنها أن المرأة لا تحلق رأسها في الحج بل تقصر ) . - وقال خليفة : توفيت سنة إحدى وخمسين . رضي الله عنها . **** حفصة بنت عمر بن الخطاب - الستر الرفيع ، بنت أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب . - تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها من خُنيس بن حذافة السهمي ، أحد المهاجرين ، في سنة ثلاث من الهجرة . - وروي أن مولدها كان قبل المبعث بخمس سنين . فعلى هذا يكون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة . - وكانت لمّا تأيّمت عرضها أبوها على أبي بكر فلم يجبه بشيء ، وعرضها على عثمان فقال : بدا لي ألاّ أتزوج اليوم . فوجد عليهما ، وانكسر ، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( يتزوج حفصة من خيرٌ من عثمان ، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ) ثم خطبها ، فزوجه عمر ، وزوج رسول الله عثمان بابنته رقية بعد وفاة أختها . - ولما أن زوجها عمر ، لقيه أبو بكر فاعتذر ، وقال : لا تجد عليّ ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها لتزوجتها . - وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقةً ، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك ، وقال : ( إنها صوّامة ، قوّامة ، وهي زوجتك في الجنة ) . إسناده صالح . - وحفصة ، وعائشة هما اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله فيهما {إن تَتُوبَا إلى الله فَقَد صَغَتْ قُلوبُكُما ، وإن تَظَاهَرا عَلَيِهِ فإن الله هُو مولاه وجبريل }.. الآية (التحريم :4 ) . - توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين عام الجماعة . ***** أم أيمن - الحبشية ، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحاضنته . - ورثها من أبيه ، ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة . - وكانت من المهاجرات الأول . - اسمها : بركة . وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي فولدت له : أيمن . ولأيمن هجرة وجهاد ، استشهد يوم حنين . - ثم تزوجها زيد بن حارثة ليالي بعث النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم . - عن أنس قال : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم . قيل لها : أتبكين ؟ قال : والله لقد علمت أنه سيموت ، ولكني أبكي على الوحي إذ انقطع عنا من السماء . - وعن طارق قال : لما قتل عمر بكت أم أيمن وقالت : اليوم وهى الإسلام . - قال الواقدي : ماتت في خلافة عثمان . ***** أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - البضعة النبوية الرابعة. - يقال : تزوجها عتيبة بن أبي لهب ، ثم فارقها . - وأسلمت ، وهاجرت بعد ا لنبي صلى الله عليه وسلم . - لما توفيت أختها رقية عرض عمر على عثمان أن يزوجه ابنته حفصة فرفض عثمان ، حزناً على رقية ، فذهب عمر يشكوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يزوجه الله خيراً منها ، ويزوجها الله خيراً منه ) ، وقد كان ، فتزوج عثمان أم كلثوم ، وتزوج حفصةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم . - تزوج عثمان أم كلثوم وهي بكر ، في ربيع الأول سنة ثلاث ، فلم تلد له . - وتوفيت في شعبان سنة تسع . رضي الله عنها . *** فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - سيدة نساء العالمين في زمانها .. البضعة النبوية ، والجهة المصطفوية ، أم أبيها [ هذه كنيتها > ، بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، القرشية الهاشمية ، وأم الحسنين . - مولدها قبل المبعث بقليل ، وتزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة ، أوقبيله ، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر . - وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها ، ومناقبها غزيرة . - وكانت صابرة دينة خيرة صينة شاكرة لله . وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغاً من خطبة بنت أبي جهل ، فقال : ( والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها ) فترك علي الخطبة رعاية لها ، فما تزوج عليها ولاتسرى ، فلما توفيت تزوج وتسرى ، رضي الله عنهما . - ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنت عليه ، وبكته ، وقالت : يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه أجاب رباً دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه . - وقالت بعد دفنه : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . - وقد قال لها في مرضه : إني مقبوض في مرضي هذا . فبكت . وأخبرها أنها أول أهله لحوقاً به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة . فضحكت ، وكتمت ذلك . فلما توفي صلى الله عليه وسلم سألتها عائشة ، فحدثتها بما أسر إليها . - وقالت عائشة رضي الله عنها : جاءت فاطمة تمشي ، ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام إليها وقال : ( مرحباً بابنتي ) . - توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها . وعاشت أربعاً أو خمساً وعشرين سنة . - وقد انقطع نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة . - وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء ، وقال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم فأذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيراً ) . - عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار ) . - وكان لها من البنات : أم كلثوم ، زوجة عمر بن الخطاب ، وزينب ، زوجة عبدالله بن جعفر بي أبي طالب . - وعن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها ، وكذلك كانت هي تصنع به . - وعن عائشة قالت : عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ، ودفنت ليلاً . قال الواقدي : هذا أثبت الأقوال عندنا . وقال : صلى عليها العباس ، ونزل في حفرتها هو ، وعلي والفضل **** رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأمها خديجة . - قال ابن سعد : تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة . كذا قال ، وصوابه : قبل الهجرة . فلما أنزلت ( تبت يد أبي لهب وتب ) قال أبوه : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق بنتهم . ففارقها قبل الدخول . - وأسلمت مع أمها ، وأخواتها ، ثم تزوجها عثمان . - قال ابن سعد : هاجرت معه إلى الحبشة ، الهجرتين معاً . - وولدت من عثمان عبد الله ، وبه كان يكنى ، وبلغ ست سنين ، فنقره ديك في وجهه ، فطمر وجهه[ يعني : ورم > ، فمات . - ثم هاجرت إلى المدينة بعد عثمان ، ومرضت قبيل بدر ، فخلَّف النبي صلى الله عليه وسلم عليها عثمان ، فتوفيت ، والمسلمون ببدر **** زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - أكبر أخواتها ، من المهاجرات السِّيِّدات . - تزوجها في حياة أمها ابن خالتها أبو العاص ، فولدت له : أُمامة التي تزوج بها علي بن أبي طالب بعد فاطمة ، وولدت له : علي بن أبي العاص ، الذي يقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه وراءه يوم الفتح ، وأظنه مات صبياً . - أسلمت زينب ، وهاجرت قبل إسلام زوجها بست سنين . - عن أبي هريرة : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، وكنت فيهم ، فقال : ( إن لقيتم هبَّار بن الأسود ، ونافع بن عبد عمرو ، فأحرقوهما ) وكانا نخسا بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجت [أي : مهاجرة إلى المدينة>، فلم تزل ضبنة (أي : زَمِنَة ، من الزمانة وهي المرض الدائم ) حتى ماتت . ثم قال : ( إن لقيتموهما فاقتلوهما ، فإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله ) . - وذكر حماد بن سلمة : أنها لما دفعت سقطت على صخرة فأسقطت حملها ، ثم لم تزل وجعة حتى ماتت ، فكانوا يرونها ماتت شهيدة . - عن يزيد بن رومان قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الصبح ، فلما قام في الصلاة نادت زينب : إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما علمت بهذا ، وإنه يجير على الناس أدناهم ) . - قال الشعبي : أسلمت زينب ، وهاجرت ، ثم أسلم بعد ذلك ، وما فرق بينهما . وكذا قال قتادة ، وقال : ثم أنزلت ( براءة ) بعد ، فإذا أسلمت امرأة قبل زوجها فلا سبيل له عليها إلاّ بخطبة . - توفيت في أول سنة ثمان . - عن أم عطية ، قالت : لمّا ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اغسلنها وتراً ، ثلاثاً ، أو خمساً ، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور ، فإذا غسلتنها فأعلمنني ) فلما غسلناها أعطانا حقوه [ أي : إزاره >، فقال : ( أشعرنها إياه ). [ أي : اجعلنه ثوباً تكفن به > **** صفية بنت حيي بن أخطب - أم المؤمنين النضرية ، بنت حيي بن أخطب بن سعية ، من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ، ثم من ذرية رسول الله هارون عليه السلام . - كانت مع أبيها وابن عمها أخطب بالمدينة ، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ساروا إلى خيبر ، وقتل أبوها مع بني قريظة صبراً . - تزوجها قبل إسلامها : سلام بن أبي الحقيق ، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق ، وكانا من شعراء اليهود ، فقتل كنانة يوم خيبر عنها ، وسبيت وصارت في سهم دحية الكلبي ، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم جمالها ، وأنها بنت ملكهم ، وأنها لاينبغي أن تكون إلا لك ، فأخذها من دحية وعوضه عنها سبعة أرؤس ، وأسلمت ، وأعتقها وتزوجها ، وكانت ماشطتها أم سليم ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما طهرت تزوجها وجعل عتقها صداقها . - ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخدها لطمة فقال: ماهذه ؟ فقالت : إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب فسقط في حجري ، فقصيت المنام على ابن عمي فلطمني ، وقال : تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب ، فهذه من لطمته . - وكانت شريفة عاقلة ذات حسب وجمال ودين ، رضي الله عنها . - قال أبو عمر بن عبد البر : روينا أن جارية لصفية أتت عمر بن الخطاب فقالت : إن صفية تحب السبت ، وتصل اليهود ، فبعث عمر يسألها فقالت : أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ماحملك على ما صنعت ؟ قالت : الشيطان قالت : اذهبي فأنت حرة . - توفيت سنة خمسين . - وكانت ذات حلم ووقار . - وقبرها بالبقيع . ***** أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان السيدة المحجبة : أم المؤمنين ، رملة بنت أبي سفيان . - وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ليس من أزواجه من هي أقرب نسباً إليه منها ، ولا في نسائه من هي أكثر صداقاً منها ، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها . - عقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة ، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مئة دينار، وجهزها بأشياء . - وقدمت دمشق زائرة أخاها . - ويقال قبرها بدمشق ، وهذا لاشيء بل قبرها بالمدينة، وإنما التي بمقبرة باب الصغير : أم سلمة أسماء بنت يزيد الأنصارية . - قال ابن سعد : ولد أبو سفيان : حنظلة المقتول يوم بدر ، وأم حبيبة توفي عنها زوجها الذي هاجر بها إلى الحبشة عبيد الله بن رياب الأسدي مرتداً متنصراً . - وقد كان لأم حبيبة حرمة وجلالة ، ولاسيما في دولة أخيها ، ولمكانه منها قيل له : خال المؤمنين . - ماتت سنة أربع وأربعين ، رضي الله عنها. **** زينب بنت جحش أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رياب ، و ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . - من المهاجرات الأول . - كانت عند زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي التي يقول الله فيها : (( وإذ تقُول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك و اتق الله. وتخفي في نفسك ماالله مُبديه و تخشى الناس والله أحق أن تخشاه . فلمّا قضى زيد منها وطراً زوجناكها )) الأحزاب :37. فزوجها الله بنبيه بنص كتابه ، بلا ولي ولا شاهد. فكانت تفخرُ بذلك على أمهات المؤمنين ، وتقول : زوَّجكنَّ أهاليكن ، وزوجني الله من فوق عرشه . - و كانت من سادة النساء ، ديناً و ورعاً و جوداً و معروفاً ، رضي الله عنها . - توفيت في سنة عشرين وصلى عليها عُمر . - وهي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أسرعكُن لحوقاً بي أطولُكن يَداً ) و إنما عني طولَ يدها بالمعروف . - وروُي عن عائشة قالت : كانت زينب بنت جحش تُساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما رأيت امرأة خيراً في الدين من زينب ، أتقى لله ، و أصدق حديثاُ ، و أوصل للرحم ، و أعظم صدقة . - عن عطاء ، سمع عُبيد بن عُمير يقول : سمعتُ عائشة تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكثُ عند زينب بنت جحش ، ويشربُ عندها عسلاً فتواصيت أنا وحفصة أن أيَّتُنا ما دخل عليها ، فلتقُل : إني أجد منك ريحَ مغافير ! أكلتَ مغافيرَ !ـ وهو شراب له رائحة كريهة ـ فدخل على إحداهما ، فقالت له ذلك ،قال : بل شربت عسلاً عند زينب و لن أعود له. فنزلت : { يا أيها النبيُّ لِمَ تُحرم ماأحل الله لك } التحريم: 1 إلى قوله:{ إن تتوبا }: يعني حفصة وعائشة ،{ و إذ أسر النبيُّ } قوله : بل شربتُ عسلاً . - و كانت صناع اليد ، فكانت تدبغ ، و تخرز ، وتصدَّق . - وقيل : إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لزيد : (( اذكرها علي )) قال : فانطلقت ، فقلتُ لها : يا زينب أبشري ، فإنَّ رسولَ الله أرسل يذكركِ . قالت : ما أنابصانعة شيئاً حتى أؤامر ربي . فقامت إلى مسجدها،ونزل القرآن ، وجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن ***** أم سلمة المخزومية . - أم سلمة،السيدة المحجبة ، الطاهرة ، هند بنت أبي أمية المخزومية ، بنت عم خالد بن الوليد ، سيف الله ، وبنت عم أبي جهل بن هشام . - من المهاجرات الأول. كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عندأخيه من الرَّضاعة : أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، الرجل الصالح . - دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع من الهجرة .و كانت أجمل النساء ، وأشرفهنَّ نسباً . - و كانت آخر من مات من أمَّهات المؤمنين ، عُمِّرت حتى بلغها مقتَلُ الحسين ،الشهيد ، فوجَمَت لذلك ، و غُشيَ عليها ، وحَزِنَت عليه كثيراً ، لم تلَبث بعدهُ إلا يَسيراً و انتقلت إلى الله . - و لها أولاد صحابيون : عَمر ، وسَلَمَةُ ، و زينبُ ، ولها جملة أحاديث . - عاشت نحواً من تسعين سنة . - و أبوها : هو زادُ الراكب ، أحد الأجواد . قيل : اسمه حُذيفة . - وكانت تُعَدُّ من فُقهاء الصحابيات . - عن زياد بن أبي مريم ، قالت أُمُّ سلمة لأبي سلمة : بلغني أنَّهُ ليس امرأةٌ يموت زوجُها ، وهو من أهل الجنة ، ثم لم تَزَوَّج ، إلا جمع الله بينهما في الجنة ، فتعال أُعاهدك ألا تزوَّج بعدي ولا أتزوَّج بعدك ، قال : أتُطيعينني ؟ قالت : نعم ، قال : إذا مِتُّ تزوَّجي ، اللهم ارزُق أمَّ سلمة بعدي رجلاً خيراً مني ، لا يُحزنها ، ولا يُؤذيها . فلما مات ، قلت : من خيرٌ من أبي سلمة ؟ فما لبثتُ ، وجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فقام على الباب فذكر الخِطبة إلى ابن أخيها ، أو ابنها ، فقالت : أرُدُّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أتقدَّم عليه بعيالي ، ثم جاء الغد فخطب . -عن ثابتٌ : حدثني عمر بنُ أبي سَلَمة عن أبيه : أنَّ أُمَّ سَلَمَة لما انقضت عِدَّتها ، خَطبها أبو بكر ، فردَّته ، ثم عُمرُ ، فردَّته . فبعث إليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقالت : مرحباً ، أخبر رسول الله أني غَيرى ، و أني مُصبيَة ، وليس أحدٌ من أوليائي شاهداً ، فبعث إليها : (( أما قولُك : إني مُصبيةٌ ، فإنَّ الله سَيكفيكِ صِبيانَكِ ، و أما قولُكِ إني غَيرى ، فسأدعو الله أن يُذهب غَيرتَكِ ، و أما الأولياء ، فليس أحدٌ منهم إلا سيرضى بي )) . قالت : يا عُمرُ ، قُم فزوج رسول الله .وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ( أما إني لا أنقُصُك مما أعطيت فُلانة ..)) الحديث . - عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، قال : دخلت أيِّمُ العرب على سيد المسلمين أول العشاءِ عروساً ، وقامت آخر الليل تَطحن . يعني : أم سلمة . - عن أُمَّ سلمة ، قالت : لما تُوفي أبو سَلمة أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : كيف أقول ؟ قال : (( قولي : اللهمَّ اغفِر لنا وَ لَه ، وأعقِبني منه عقبى صالحة )) فقلتها ، فأعقبني الله محمداً صلى الله عليه وسلم . - عن حذيفةأنه قال لامرأته : إن سَركِ أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي ، فإنَّ المرأة لآخر أزواجها في الدُّنيا ، فلذلك حُرِّم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يَنكحنَ بعده ، لأنَّهنَّ أزواجه في الجنة . - وفاتها في سنة إحدى و ستين ، رضي الله عنها . **** خديجة بنت خويلد - أم المؤمنين ، سيدة نساء العالمين في زمانها.أمُّ القاسم ،ابنة خويلد بن أسد القرشية الأسدية . أمُّ أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أول من آمن به وصدّقه قبل كل أحد ، وثبتت جأشه ، ومضت به إلى ابن عمها ورقة . - وهي ممن كمُل من النساء . كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة ، من أهل الجنة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُثني عليها ، ويُفضلها على سائر أمهات المؤمنين ويُبالغ في تعظيمها ، بحيث إن عائشة كان تقول : ما غِرت من امرأة ما غِرت من خديجة ، من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها. - ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها ، وجاءه منها عدة أولاد ، ولم يتزوج عليها قط ولا تسرَّي إلى أن قضت نحبها ، فوجدلفقدها ، فإنها كانت نعم القَرين ،وكانت تُنفق عليه من مالها ، ويتجر هو صلى الله عليه وسلم لها . - وقد أمره الله أن يُبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب . - قال الزبير بن بكار : كانت خديجة تُدعى في الجاهلية الطاهرة . وأمها هي فاطمة بنتُ زائدة العامرية . - كانت خديجة أولاً تحت أبي هالة بن زُرارة التميمي ، ثم خلف عليها بعده عتيقُ بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، ثم بعده النبي صلى الله عليه وسلم ، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة . وكانت أسنَّ منه بخمس عشرة سنة . - عن عائشة : أن خديجة تُوفيت قبل أن تُفرض الصلاة : وقيل : تُوفيت في رمضان ، ودُفنت بالحجون ، عن خمس و ستين سنة . - عن عبد الله البهي ، قال : قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها و استغفار لها ، فذكرها يوماً ، فحملتني الغيرة ، فقلتُ : لقد عوضك الله من كبيرة السنِّ ! قالت : فرأيته غضب غضباً أُسقطت في خلدي وقلت في نفسي : اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء . فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم مالقيت ، قال : (( كيف قُلتِ ؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس ، و آوتني إذ رفضني الناس ، ورُزقت منها الولد وحرمتموه مني )) قالت : فغدا وراح عليَّ بها شهراً . - قال الواقدي : خرجوا من شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين ، فتوفي أبو طالب ، وقبله خديجة بشهر و خمسة أيام . - عن أبي زُرعة ، سمع أبا هريرة ، يقول : أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذه خديجة أتتك معها إناءٌ فيه إدام أو طعامٌ أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربِّها ومنِّي ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب . - عن عبد الله بن جعفر : سمعتُ علياً : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( خير نسائها خديجة بنت خويلد ، وخيرُ نسائها مريم بنت عمران )) . - قال ابن إسحاق : تتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب بهلاك أبي طالب وخديجة . وكانت خديجة وزيرة صِدق . وهي أقربُ إلى قُصي من النبي صلى الله عليه وسلم برجل ،وكان مُتمولة ، فعرضت على النبي صلى الله عليه وسلم أن يَخرج في مالها إلى الشام ، فخرج مع مولاها مَيسرة . فلما قدم باعت خديجة ماجاء به ، فأضعف ، فرغبت فيه ، فعرضت نفسها عليه ، فتزوجها ، و أصدقها عشرين بكرة . - فأولادها منه : القاسم ، و الطيب ، و الطاهر ، ماتوا رُضعاً ، و رُقية و زينت ، وأم كلثوم ، وفاطمة . - قالت عائشة : أولُ ما بدئ به النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة .. إلى أن قالت : فقال : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق )) ،قالت: فَرجع بها تَرجف بوادره حتى دَخل على خديجة ، فقال : (( زملوني )) .. فزملوه حتى ذهب عنه الرَّوع ، فقال ( مالي ياخديجة ؟ )) و أخبرها الخبر وقال : (( قد خشيت على نفسي )) ، فقالت له : كلا ،أبشر ، فوالله لا يُخزيك الله أبداً ، إنك لتصِل الرحم ، و تصدق الحديث ، وتَحمِل الكل ، و تُعين على نوائب الحق . و انطلقت به إلى ابن عمها ورَقة بن نوفل ابن أسد ، وكان امرأً تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الخط العربي ، وكتب بالعربية من الإنجيل ماشاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً قد عَمي . فقالت : اسمع من ابن أخيك ما يقول : فقال : يا ابن أخي ، ما ترى ؟ فأخبره ، فقال : هذا الناموس الذي أنزل على موسى الحديث . - قال الشيخ عز الدين بن الأثير : خديجة أول خلق الله أسلم ، بإجماع المسلمين . - عن أنس : (( خير نساء العالمين مريم و آسية و خديجة بنت خويلد وفاطمة )). - عن ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيدةنساء أهل الجنة بعدمريم: فاطمة، وخديجة، وامرأة فرعون آسية )) . **** أم سُليم الغُميصاء - ويقال : الرُّميصاء بنت ملحان بن خالد بن زيد الأنصارية الخزرجية ،أم خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك . - شهدت حُنيناً ، و أحداً ، من أفاضل النساء . - عن أنس : أن أم سُليم اتخذت خنجراً يوم حنين ، فقال أبو طلحة : يارسول الله هذه أم سُليم معها خنجر ! فقالت : يارسول الله إن دنا مني مُشركٌ بقرت بطنه. - عن إسحاق بن عبد الله ، عن جدته أم سُليم : أنها آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : فجاء أبو يونس ، وكان غائباً ، فقالت : أصبوت ؟ فقالت : ما صبوت ، ولكني آمنت !وجعلت تُلقن أنساً : قل لا إله إلا الله ، قل : أشهد أن محمداً رسول الله ، ففعل فيقول لها أبوه : لا تفسدي علي ابني ، فتقول : إني لا أفسده ! فخرج مالك فلقيه عدوٌّ له ، فقتله . فقالت : لا جرم لا أفطِم أنساً حتى يدع الثدي ، ولا أتزوج حتى يأمرني أنس ، فخطبهاأبو طلحة وهو يومئذ مُشرك ، فأبت. - عن أنس قال : خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت : إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركاً،أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها عبدُ آل فلان ، وأنكم لو أشعلتم فيها ناراً لاحترقت ؟ قال : فانصرف وفي قلبه ذلك ، ثم أتاها وقال : الذي عرضت علي قد قبلتُ ، قال : فما كان لها مهرٌ إلا الإسلام . - قال الجارود : حدثنا أنس بن مالك : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور أم سُليم ، فتتحفه بالشيء تصنعه له ، و أخ لي أصغر مني يُكنى أبا عُمير ،فزارنا يوماً ، فقال : مالي أرى أبا عُمير خاثر النفس ؟ قالت : ماتت صعوة له كان يلعب بها- أي : طير صغير - . فجعل النبي يمسح رأسه ، ويقول : (( يا أبا عمير ، ما فعل النغير )). - عن أنس ، قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل بيتاً غير بيت أم سليم ، فقيل له ، فقال : (( إني أرحمُها ، قُتل أخوها معي )). - قلت : أخوها هو حرام بن ملحان ، الشهيد الذي قال يوم بئر معونة : فزت ورب الكعبة ، لما طُعن من ورائه فطلعت الحربة من صدره،رضي الله عنه. - عن أم سليم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيل في بيتي ، وكنت أبسُط له نطعاً ، فيقيل عليه ، فيعرق ، كنت آخذ سُكاً فأعجنه بعرقه . - قال ابن سيرين : فاستوهبت من أم سليم من ذلك السُك ، فوهبت لي منه . قال أيوب : فاستوهبت من محمد من ذلك السُك ، فوهب لي منه، فإنه عندي الآن . قال : ولما مات محمد حُنط بذلك السُك . - عن أنس : أن النبي صلىالله عليه وسلم دخل على أم سليم وقربة معلقة ، فشرب منها قائماً ، فقامت إلى فـيّ السقاء فقطعته . رواه عبيد الله بن عمرو ، فزاد : و أمسكته عندها . - عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يحلق رأسه بمنى ، أخذ أبو طلحة شِق شعره فجاء به إلى أم سليم ، فكانت تجعله في سُكها . - عن أنس ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي ، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان . - قال حُميد : قال أنس : ثقل ابن لأم سليم ، فخرج أبو طلحة إلى المسجد ،فتوفي الغلام ، فهيأت أم سليم أمره ، وقالت : لا تخبروه ، فرجع ، وقد سيرت له عشاءه فتعشى ، ثم أصاب من أهله . فلما كان آخر الليل قالت : يا أبا طلحة . ألم تر إلى آل أبي فلان استعاروا عارية ، فمنعوها ، وطُلبت منهم فشق عليهم ، فقال : ما أنصفوا ، قالت : فإن ابنك كان عارية من الله فقبضه . فاسترجع وحمد الله ، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : (( بارك الله لكما في ليلتكما ))، فحملت بعبد الله بن أبي طلحة فولدت ليلاً ، فأرسلت به معي ، وأخذت تمرات عجوة ، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يهنأ أباعر له ، ويَسمها ، فقلت : يارسول الله ولدت أم سُليم الليلة ،فمضغ بعض التمرات بريقه فأوجره إياه فتلمظ الصبي ، فقال ( حبُّ الأنصار التمر )) فقلت :سمّه يارسول الله ، قال : (( هو عبد الله )). - عن عباية بن رفاعة ، قال : كانت أم أنس تحت أبي طلحة فذكر نحوه . وفيه : فقال رسول الله : (( اللهم بارك لهما في ليلتهما )).قال عباية : فلقد رأيت لذلك الغلام سبع بنين كلهم قد ختم القرآن . **** أم عُمارة : نسيبة بنت كعب - نسيبة بنت كعب بن عمرو ، الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية. - كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين ، وكان أخوها عبد الرحمن من البكائين. - شهدت أم عمارة ليلة العقبة ، وشهدت أحداً ، والحديبية ، وحنين ، - وكان ضمرة بن سعيد المازني يُحدث عن جَدته وكانت قد شهدت أُحداُ ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( لمقام نَسِيبة بنت كعب اليوم خيرٌ من مُقام فلان وفُلان )). - وكانت تراها تقاتل أشد ما يكون القتال ، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها ، حتى جرحت ثلاثة عشر جُرحاً ، ( وكانت تقول ) : إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها وكان أعظم جراحها ، فداوته سنة . ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلى حمراء الأسد . فشدت عليها ثيابها ، فما استطاعت من نزف الدم ، رضي الله عنهاورحمها. - عن عُمارة بن غزية قال : قالت أم عمارة : رأيتني ، و انكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بقي إلا نُفير ما يُتمون عشرة ، و أنا و ابناي و زوجي بين يديه نذب عنه ، و الناس يمرون به منهزمين ، و رآني ولا ترس معي ، فرأىرجلاً مولياً ومعه ترس ، فقال :ألق تُرسك إلى من يقاتل ، فألقاه فأخذته . فجعلت أترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ، لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله ، فيُقبل رجل على فرسه فيضربني ، وترست له فلم يصنع شيئاً ، فأضرب عُرقوب فرسه فوقع على ظهره . فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح : يا ابن أم عمارة ، أُمك ! أُمك! قالت : فعاونني عليه حتى أوردته شعوب )). - وعن محمد بن يحي بن حبان ، قال : جُرحت أُم عمارة بأحد اثنى عشر جُرحاً فقدمت المدينة وبها الجراحة ، فلقد رُئي أبو بكر رضي الله عنه ، وهو خليفة ، يأتيها يسألُ عنها . - و ابنها حبيب بن زيد بن عاصم، هو الذي قَطعه مُسيلمة . - و ابنُها الآخر عبدُ الله بن زيد المازني ،الذي حكى وضوءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قُتل يوم الحرة ،وهو الذي قتل مُسيلمة الكذاب بسيفه . شهد أُحداً. **** الذهبي ومع أطيب التمنيات ،، |
https://www.kwety.net/kwety1/q82/250mmmo.gif
الله يرضي عليك دنيا واخره يارب مشاركه مميزه https://www.kwety.net/kwety1/q82/titled-1589.gif |
الله عليك يالذهبى وعلى الموضوع الرائع
والصراحه نورت منتدى المرأه بالمشاركه المميزه الله يعطيك الف عافيه :) |
نثيه
تسلمين على المرور المعطر من خلال فوحة أحرفكِ المعطرة الدائمة بأجمل العطور لاهنتي |
مس نايت
منور المنتدى الفرعي بوجودكم تسلمين على المرور الرائع والرزين والجميل بنفس الوقت لاهنتي |
اشكرك اخوي الذهبي على الموضوع المميز
ويعطيك الف عافيه على جميع ما تقدمه لهذا المنتدى :) بس لك وحشه |
يعطيك الف عافيه عالموضووووووووع الذهـــــــــبي
وتســـــــــــلم يالذهبي عالمواااضيع الذهبيه :) |
الساعة الآن 08:04 PM |
جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر