![]() |
جيزيل والعربية ...وداعا للمصداقية بقلم : صلاح منصور
لم تكن قناة العربية بحاجة إلى رصاصة الرحمة على مصداقيتها , ولكنها مع ذلك أطلقتها من خلال فلمها الهوليودي ( حكيم في زنزانة ) .العربية وعبر هذا الوثائقي أرادت استغباء الناس معتقدة أن الذاكرة باتت معدومة لدى الجميع , وبالتالي لامانع من بناء ذاكرة مفصلة على مقاس أهدافها وأهداف من تسعى للترويج لهم .سمير جعجع , ومن لا يعرف سمير جعجع , يطل علينا فجأة ببساطة على قناة العربية كملاك بريء رفض المساومات ورفض بيع نفسه , حتى يكاد الواحد منا أن يبكي على هذا البطل وسيرته النضالية . هكذا ومن دون مقدمات تريد قناة العربية , وعبر مقدمتها ( جيزيل خوري ) أن تقنعنا جميعا أن جعجع بريء , وأن كل تلك السنوات التي قضاها تحت الأرض , لم تكن إلا ثمنا كبيرا دفعه ملاك طاهر دون أي ذنب . جيزيل والتي بات وجودها في أي قناة كافيا لنزع صفة المصداقية والحيادية عنها , كانت تتابع كلام جعجع مشدوهة، حزينة العينين ،كسيرة القلب , كيف لا , وهي تستمع لسيرة هذا البطل الذي قام بمجزرة إهدن ومجزرة صبرا وشاتيلا وثبتت عليه تهمة اغتيال الراحل رشيد كرامي , عدا عن تهم أخرى كثيرة لا داعي لذكرها لأنها تبدو كتفاصيل صغيرة أمام هـول تلك المجازر ... إذن , وببساطة يتحول الجلاد إلى ضحية , وما علينا نحن إلا تلاوة صلوات الرحمة له ولجسده الذي أنهكته سنون الأسـر ...!! الغريب أن هذا البطل يقع في كثير من المغالطات أثناء حديثه للمذيعة ( المحترفة ) جيزيل , فهو يحاول الإيحاء بعدم مهابته للسجن حينذاك , وعلى الطرف النقيض يقول : أنه لم يكن ليعتقد أن سجنه سيطول لأكثر من أيام , وأن أحدا ما لابد وأن يتدخل لإخراجه , وهو يرفض على طول الخط , التحدث إلى السوريين أو طلب العون منهم , لكنه يناقض نفسه من جديد عندما يقر أنه وعندما أدرك أن حسابه قد اقترب , حاول كثيرا الاتصال بغازي كنعان , ورستم غزالي , لكن أحدا لم يجبه . العربية عادت من جديد للعبة تزوير الحقائق , لكنها زادت الجرعة كثيرا هذه المرة عبر تقديمها لصورة تتناقض تماما مع الصورة الحقيقية التي يعرفها ملايين الناس , ولعل الرابح الوحيد من هذه المهزلة الإعلامية , هو جعجع نفسه الذي أثبت مقدرة عالية على التمثيل تجعله يبشر بمستقبل واعد إذا ما هو ابتعد عن السياسة واتجه لاحتراف التمثيل . العربية قدمت من جديد مثالا ساطعا عن الإعلام الموجه والمزيف للحقائق , لكننا من جديد يحق لنا أن نسأل أين إعلامنا مما يجري حوله ؟ألا يرى كل يوم التأثير المتزايد للإعلام على الرأي العام وعقول الناس , أم أنه رأى , فكان نتيجة رؤيته المباركة إغلاق أول قناة فضائية وإصدار أول جريدة خاصة ،جريدة لم تكن سوى نسخة مطابقة لأيقونتنا الرسمية ذات الأسماء الثلاثة |
الساعة الآن 09:49 PM |
جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر