منتدى الشبكة الكويتية

منتدى الشبكة الكويتية (https://www.kwety.net/vb/index.php)
-   منـتدى القـصص والـروايات (https://www.kwety.net/vb/forumdisplay.php?f=45)
-   -   آآآآآآآه ليتني تكلمت!!!!! (https://www.kwety.net/vb/showthread.php?t=26193)

بنت السويدي 25-07-2006 10:16 PM

آآآآآآآه ليتني تكلمت!!!!!
 
يرمقها بنظرات الوداع الأخيرة ، فجأة خرجت من ذلك الباب ، متأبطة ذراع عريسها ، صدرت منه شهقة ، بعدها تدافعت الدموع من عينيه كمطر غزير ، أخذ يقاومها عله يراها بوضوح .. رآها تلتفت برأسها يمينا وشمالا ، خيل له أنها تود أن تري الجميع مقدار سعادتها ..

ثم ركبت السيارة بجوار زوجها ، و انطلقت بهما نحو الرياض ، أطبق عينيه المرتجفتين ، حرك سيارته مبتعدا عن عيون الناس الذين بدؤوا يخرجون من بيت العرس ، انطلق كطفل خائف من عقاب بعد ذنب كبير اقترفه ، أخذ يهيم بسيارته في شوارع قريته ، لا يلوي شيئا ، كان كمخنوق يبحث عن هواء يتنفسه ، وجد نفسه يسير على طريق صحراوي ممتد ، أوقف سيارته ، و أمال برأسه إلى الوراء و أخذ يتذكرها ..

تذكرها عندما كانا طفلين يعيشان في حي قديم ، و تسكن في البيت المقابل لبيتهم ، كانت أصغر منه بسنة ، يلعبان بالتراب و الطين ويصنعان منهما بيوتا وشخوصا وكل ما تشكل في مخيلتهما البسيطة .. تذكر عندما كان يأخذ ألعابها ، فتذهب إلى بيتها تصرخ و تبكي..

تذكرها .. عندما مرت سنوات ، وجاءت في يوم من الأيام ، و معها صحن فيه بعض الفواكه ، فوجئ بها وقد لبست عباءة و وضعت خمارا على وجهها ، أدرك أن سن الطفولة قد ولى وأنه لن يراها ثانية ، كان يود أن يقول لها : إني لست مجرد صديق ، بل أنا لك حبيب ، و لكن الحياء منعه ، عقد لسانه ..

تذكرها .. عندما أراد أهلها الانتقال إلى بيت جديد ، شاهد والدها ينقل أمتعتهم البسيطة ، شمر عن ذراعيه و أخذ يساعده ، عند ذلك خرجت مع أمها ، ركب أبوها السيارة و تبعته أمها و بقيت هي تغلق باب بيتهم القديم ، خفق قلبه و تسارعت دقاته ، كان يود أن يقول لها : أتذكريني ؟ أنا من عشت معه طفولتك .. أنا من كان بالأمس لك صديق ، و يتمنى أن يكون لك زوجا و حبيبا ، في قلبي حب دفين .. و في صدري ألم و حنين .. و لكن ..

بعد سنوات دخل على أمه و هي تبكي ، أصابه الذعر ، اقترب منها ، سألها عن السبب ، قالت : أم الجيران ماتت ..

كانت قد دخلت المستشفى قبل أيام ، ولكنها لم تمهل كثيرا ، ماتت من غير ضجيج .. كما يموت الكثير من البسطاء ..

تذكرها .. ذهب إلى بيتهم ، وقف مع والدها في أيام العزاء ، يشد من أزره و يجبر كسره ، كان يسمع بكاءها و نحيبها من الداخل ، فيتقطع قلبه لذلك ، كان يتمنى لو كان معها في مصيبتها ، يخفف عنها و يشد من أزرها ، كان يود أن يقول لها : لا تبك يا حبيب العمر ، فدموعك تقطع قلبي ، و نحيبك يهز أركاني ..
أفاق من ذكرياته على أضواء سيارة قادمة من الجهة المقابلة ، نظر إلى ساعته ، كان الوقت متأخرا ، كفكف دموعه و استجمع قواه ، ثم عاد إلى بيته .

بعد أيام من حزنه العميق ، بدأ يفيق ، نهض من فراشه ، بدأ يمشي بتثاقل ، و صحته في اعتلال ، خرج من البيت ، ركب سيارته ، وبلا وعي وجد نفسه يتجه نحو بيتها ، يعرف أنها لم تكن موجودة و لكن ..


في تلك اللحظة .. كان أبوها يحمل أمتعته ليعيش مع ابنته في الرياض ، فقد أصبح وحيدا في البيت ، بعد فترة انطلقت السيارة بعيدا ، ذهب يجر قدميه نحو المكان الذي كانت تسكنه ، بيت أصبح كالأطلال ، وقف أمامه و بدأ يتمتم : مشت من هنا ، و دخلت من هنا ، وخرجت من هنا ، وفجأة .. وجد شيئا على الأرض ، كان دفترا قديما يحمل عنوانا كبيرا : ذكرياتي ... ويحمل توقيعها .


التقطه .. و أسرع إلى البيت يحتضنه ، فهو ما تبقى له من ذكراها ، بدأ يتصفحه بسرعة ، وقف عند صفحة ، كانت تقول فيها :

عشنا معا في حي قديم نلعب معا و نلهو معا ، أعجبت به منذ الصغر و لكنه لم يشعر بذلك ، أذكر أنني أول ما لبست العباءة طلبت من أمي أن أوصل صحن الفواكه لهم ، و لحس حظي فتح هو الباب ، كان بودي أن أقول له : كم أنا بك معجبة ، كم كنت أتمنى أن أقول له أنني لست مجرد صديق ، بل أنا لك حبيب .. ولكن ..

فتح صفحة أخرى ، وجدها تقول : أعجبتني رجولته و هو يحمل أمتعتنا عندما كنا نغادر بيتنا القديم ، تظاهرت أني أقفل الباب ، كنت أتمنى أن أهمس له أنني أحبك .. ولكنه ابتعد عني ..


ارتعشت يداه و اختلفت نظراته و ضاعت الكلمات أمام عينيه ، فتح صفحة أخرى وجدها تقول : يوم وفاة أمي ، جاءنا يعزي ، وقف مع أبي ، يستقبل المعزين ، كنت أتمنى أن يكون معي ، يمسح دمعتي ، و يواسيني ، لكنه لم يحس بي ..
بدأت أنفاسه تتسارع ، و أصبح قلبه يخفق بشدة و يكاد يخرج من ضلوعه ، فتح آخر صفحة ، وجدها تقول : عندما كبرت ، كنت أتمنى أن أكون له زوجا ، انتظرته كثيرا فلم يحضر ، وفي يوم زفافي كان الأمل بأن أراه ، وألقي عليه نظرة الوداع ، عندما خرجت من البيت ، التفت يمينا وشمالا أبحث عنه ، لكن لا أثر له ..

لم يتمالك نفسه ، وسقط على فراشه ، يبكي بكاء الأطفال ، بكاء مرا ، لم يبكه طول حياته ، و هو يردد بلا وعي : ليتني تكلمت .. ليتني تكلمت ..

Ronaldinho 26-07-2006 04:25 AM

يسلموو على القصه اللي وقف شعرر جسمي منها :(

Nathyaa 26-07-2006 07:43 AM

تسلم ايدج ياقلبي

بنت السويدي 26-07-2006 12:02 PM

تسلمووووووووون عالمروووووور

neo102010 26-07-2006 12:42 PM

لم أجد من الكلمات ما يعبر عن شعوري لقراءة هذه القصه

كلمة أحبــك (( قويه )) (( صعبه على اللسان ))

لخوف الشخص من ردة الفعل

من يتجرأ عليها قد يخسر الكثير و قد يكسب الكثير

لا أتمنى أن تحصل لي في يوم من الأيام

أن أقول هذه الكلمه لأجد نفسي بوديان لا رد منها

(( الله يستر ))

يسلموو سوسو

مجرمة قديمة 26-07-2006 06:40 PM

مشكووووووووره

مشكووووووووووووره

مشكوووووووووووووووووره

للقصه حبوبتى

بنت السويدي 26-07-2006 09:24 PM

تسلمين عالمروور مجرمه


الساعة الآن 07:54 AM

جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر