بسم الله الرحمن الرحيم
أن رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين نسخت
رسالات موسى وعيسى (عليهم السلام)حيث أن رسالتهما تحمل الطابع الزماني
والمكاني ( المرحله التأريخيه ) لبني أسرائيل وكانت تشريعاتهم عينيه
ولم يكن فيها مفهوم التجريد. لذا وجه الله سبحانه اللوم لبني أسرائيل
لشدة تمسكهم بشريعة موسى عندما جاء عيسى(ع) وقال( ولأحل لكم
بعض الذي حرم عليكم ) آل عمران بعدها أصبح التشريع كله غير
صالح بمرور الزمن وخرج من الحياة تماما كما خرجت التوراة والأنجيل
من الحياة ولم يبقى منها سوى التوجيهات الأخلاقيه إن صحت.
أما بالنسبه لرسالة النبي محمد (ص) فالوضع يجب أن يكون مختلفا تماما
حيث انه خاتم الرسل والأنبياء، لكي تصبح صالحه لكل زمان ومكان
لذا يجب أن يكون فيها خاصية ما تميزها تماما عن الرسالات التي قبلها
وهي الخاصيه التي ينطبق عليها قوله تعالى :-(وما أرسلناك إلا رحمة
للعالمين)الأنبياء وقوله تعالى:-( قل يا أيها الناس إني رسول الله
اليكم جميعاً ) الأعراف
ان الفقه الأسلامي بشكل عام لم يميزها ويجعلها سهلة الأستعمال
وميسره وتكون مقنعه لغير المسلم قبل أن تكون مقنعه للمسلم نفسه
ولم يركز الفقهاء على هذه الخاصيه بأن الرسول الكريم (ص) رسول
الله الى الناس جميعاً وهو رحمة للعالمين وأن الرساله صالحه لكل
زمان ومكان . ان أغفال هذه الخاصيه جعل من التشريع الأسلامي
في نظر الآخرين تشريعا متزمتا راكدا وحجب عن البعض فهم الشريعه
الأسلاميه كما حجب فهم السنه النبويه على حقيقتها .
حيث ان المذاهب الفقهيه تدافع بكل جهدها عن مشروعية مذهبيتها
وصحته وتتغافل عن النص الحقيقي وتحجبه خلف الصراعات المذهبيه
والعقائديه.
لذا لايمكن فهم الرسالة الأسلاميه بحيث تكون صالحه لكل زمان ومكان
الا أذا فهمنا صفتين أساسيتين متميزتين من صفات الدين الأسلامي
بشكل عام وهاتان الصفتان ((( متناقضتان ))) !!!
(( يتبع))