وتاليتها؟!!!
 

وتاليتها..!!
أ.د. هند بنت ماجد الخثيلة


في هذا العصر المتسارع الأحداث، المتشعب المناهل والأداءات، نحن في حاجة ماسة إلى مصارحة الذات، ومكاشفة المجتمع بما يدور من أمور ذاتية أو موضوعية، ومثل هذه المصارحة أساسية في إنجاح التوجه الإصلاحي الذي دعا إليه ودعمه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأصبح منذ فترة هم الإنسان السعودي الحريص على وطنه ومستقبل أجياله.
لكن أيا من عناصر وأسس وتوجهات هذا الإصلاح لا يتضمن حرية التجريح والتطاول على الآخرين، ولا يقبل أبدا الاستعلاء واستغلال المناصب أو المقومات الوطنية لقمع الآخرين وإرهابهم واستعراض الذات عليهم، ومن يفعل ذلك ويصر عليه، فإنه يضع نفسه متعمدا في خانة المعطّلين والمثبطين، ولابد أن تتم مكاشفته وبيان موضع تجاوزه إحقاقا للحق، وتأسيسا لمبادئ الحوار الصادق الأمين الذي أراده خادم الحرمين الشريفين أن يبقى عنوانا لنا إلى الأبد.
في هذا العصر يجب أن يقف المروجون للبضاعة الكاسدة التي تصل إلى حد التحريض، بل وتدفع باتجاه الإرهاب، ولابد أن ينتهي عصر التسويق البشع الذي يقوم على المحسوبيات وعلى المصالح الشخصية الضيقة وعلى استغلال المنصب.. ذلك كله يؤكد على أن هناك تجاوزات مقصودة ومتعمدة تطال أناسا بعينهم، مع سبق الإصرار على الإساءة لهم، وتشويه الحقيقة، وصولا إلى إزعاجهم والوقوف في وجه أدائهم الذي ربما يرون أنه يشكل خطرا عليهم، بينما هو يصب حقيقة في خدمة الوطن، وإنصاف المواطن.
في هذا العصر الذي يشف عن طابور خامس لابد من استئصاله وعن شريحة ضيقة الأفق قادرة على الطعن في الظهر، والغناء خارج السرب، لابد في مثل هذا العصر أن يميز المسؤولون الخبيث من الطيب، وأن يضعوا النقاط على الحروف، ويأخذوا بنواصي المتسلطين المستغلين، وجوقة المطبلين والمزمرين الذين وظفوا أنفسهم، واستكتبوا غيرهم للنيل من أبناء هذا الوطن الشرفاء.
للذين أساؤوا إليّ مباشرة جهارا نهارا عبر صحيفة محترمة أعتز بها، ويعتز بها الغيورون عليها، لهؤلاء جميعا في مختلف (المساحات) و(الساحات) أقول:
لابد أن يأتي اليوم، بل تأتي الساعة التي يوقف فيها هؤلاء عند حدهم، ويقام عليهم حد الصمت بما هذروا، وبما نشروا، ولنا في قيادتنا كل الثقة أن تنصف كل ذي حق من كل ذي ظلم وباطل.
في هذا العصر الجريء الخطى ليس مستبعدا من البعض أن يحاول الباطل التطاول، خاصة وأننا نعي جميعا أن عنق الباطل مدقوق على سندان الحق.. وتاليتها؟!!!