![]() |
شهر الله الأعظم.. شهر القرآن
[frame="1 80"]من صفات شهر رمضان المبارك انه شهر القرآن، وقد حدثنا الله سبحانه وتعالى انه أنزل في ليلة القدر أو في ليلة مباركة “إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم، أمراً من عندنا” ولذلك فقد أريد لهذا الشهر من خلال ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الأطهار ان يكون شهر رمضان شهر قراءة القرآن، بحيث يعكف الناس على قراءته بشكل مكثف وإذا كنا نؤكد على مسألة قراءة القرآن العظيم من خلال هذا الشهر، فإننا نفهم من القرآن الكريم، ان القراءة لا تتصل بالجانب الشكلي الذي يتابع فيه الانسان الآية تلو الآية والسورة تلو السورة من أجل ان يختم القرآن في أقرب وقت بل ان القراءة تمثل المضمون الثقافي والروحي او الشعوري والحركي في ما تشتمل عليه آيات القرآن فيما يطل بالانسان مع كل آية ومع كل سورة على قضايا حياته النفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك. لأن الله سبحانه وتعالى وصف القرآن الكريم بالنور “قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام” بما يعني على الانسان ان يعيش اشراقة القرآن في عقله وفي قلبه وفي احساسه وفي حياته بشكل عام حتى يحصل من خلال هذا النور على ما يهديه الى رضوان الله وعلى ما يمنحه ويمنح الحياة من خلاله سبل السلام، ويتحرك به وبالناس من حوله الى صراط العزيز الحميد. وفي بعض الآيات يتحدث الله سبحانه وتعالى عن ان دور هذا القرآن أن يخرج الناس من الظلمات الى النور، سواء أكانت هذه الظلمات ظلمات ثقافية او روحية او عملية، ولهذا فإن القرآن قد نزل لتغيير الواقع الداخلي والخارجي للانسان ومن الطبيعي ان عملية التغيير هذه لا بد ان تنشأ من وعي الانسان بالآيات القرآنية بحيث تكون فكراً يفكر به وعاطفة ينفتح عليها، وحركة ينطلق الى الأهداف الكبرى من خلالها. ولن يكون هذا إلا بالتدبر وقد جاءت كلمة “التدبر” في أكثر من آية فقد قال تعالى “كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته” وقد أنزله الله سبحانه وتعالى من أجل ان يتدبر الانسان آيات الله تعالى تدبراً عقلياً وروحياً.
تدبر القرآن وقال الله سبحانه وتعالى “أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها” بما يعني ان الانسان الذي لا يتدبر القرآن ولا يعيش معه بوعي هو انسان مغلق القلب بالأقفال التي تمثل الجهل والتخلف والبعد عن الله تجاه نفسه وتجاه الناس.. ونقرأ في قوله تعالى “أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً” مما يوحي بأن التدبر والتأمل والتفكير في القرآن وفي اسلوبه ومضامينه وفي كل عطاءاته وفي وحدته الفكرية بالرغم من كل فترات التباعد في نزوله يعطينا الفكرة ان القرآن هو من غير الله لأن أي بشر يمكن ان ينسب القرآن اليه، ولا بد له في مدى هذه الثلاثة والعشرين عاماً التي عاشها النبي بعد الرسالة ان يختلف تفكيره وتعبيره وغير ذلك مما يعني الاختلاف ما بين آياته وهذا مما لم يحصل. لهذا فإن التدبر القرآني يعطي الانسان وعي القرآن ويعطيه وعي نفسه ووعي الحياة.. وقد وردت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من شكوى رسول الله عليه الصلاة والسلام ان أمته قد تهجر القرآن ونحن نفهم من هذه الكلمات ما يشمل هجر القرآن وهجر التدبر والتفكر والتأمل وهجر العمل بالقرآن وهذا ما نلاحظه في أكثر مواقع المسلمين الذين يأخذون بقانون غير قانون القرآن وينفتحون على مفاهيم بعيدة عن مفاهيم القرآن ويتحركون في مناهج تختلف عن نهج القرآن مما يعني ان القرآن قد يكون بالنسبة إليهم كتاباً قد يتبروكون به او يقرؤوه او يخرجونه بطريقة فنية مذهبة وغير ذلك من الأساليب التي تعني تحنيط القرآن تماماً كما يحنط الانسان الأشياء الجميلة ويضعها في بيته ولكن القرآن مهجور بالمعنى الثقافي لآياته وبالمعنى الحركي لتعاليمه. أيها الناس ان القرآن هو السبيل الذي أراد الله للناس ان يسلكوه من أجل سعادة الدنيا والآخرة في خط الفكر والدعوة والعمل والحياة.. فتعالوا في شهر رمضان لنتعاون على ان نقرأ القرآن قراءة واعية أمام كل هذه الظلمات التي تطبق على عقولنا وقلوبنا وحياتنا، فلعلنا نستطيع من خلال القرآن ان نخرج من كل هذه الظلمات الى النور الإلهي ليشرق في عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا عقلاً وروحاً وعاطفة، وتسامياً الى الملكوت الذي فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وتعالوا في شهر رمضان ليكون القرآن ربيع قلوبنا وحركاتنا وسكناتنا ومعاملاتنا لأنه ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين العابدين الزاهدين. والحمد لله رب العالمين[/frame] |
جزاج الله خير ميس
والله انا ادعي من اللحظه هاذي بأن الله يرزقنا في هاذي الليله المباركه :) يسلمووووووو |
يزاج الله خير يا حياتي
|
جزاج الله خير ميس
|
بارك الله فيج مس نايت
وجعل الله كل حرف في ميزان حسناتج |
شكرا على المشاركه الرائعه
|
الساعة الآن 12:53 AM |
جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر