منتدى الشبكة الكويتية

منتدى الشبكة الكويتية (https://www.kwety.net/vb/index.php)
-   المنـتدى العـام (https://www.kwety.net/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   سيــرة سيـــدي الشيــخ جابــر الأحمـــد الصبـــاح أميـــر البـــلاد رحمه الله (https://www.kwety.net/vb/showthread.php?t=16139)

Nathyaa 15-01-2006 10:18 AM

[frame="1 80"]وقد جاء هذا النداء بمناسبة مرور شهر على العدوان والاحتلال العراقي، وفيمايلي نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ونشكره، ونتوب اليه، ونستغفره، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
اخواني واخواتي، يا اهل الكويت الاوفياء،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
اتوجه اليكم بهذه الكلمة بعد شهر ونيف من الاحتلال العراقي للتراب الكويتي الطاهر.
حيث تحدى بقواته الباغية كل المواثيق والاعراف الدولية المستقرة في ضمير العالم، واطاح بصلفه وغروره كل القواعد الضابطة للمشروعية الدولية التي يحرص العالم على المحافظة عليها والدفاع عنها، وفي ظروف تعمل فيها دول العالم على احلال السلام والتعاون وتجنيب ويلات الحروب.
ولاشك، ايها الاخوة والاخوات، في ان ما حصل عليه الغزو العراقي للاراضي الكويتية من ادانة وشجب ومطالبة بالانسحاب الفوري للقوات العراقية الغازية، وبدون قيد او شرط، وتمكين الشرعية من ممارسة اختصاصاتها ـ كما كانت قبل الغزو ـ من جميع دول العالم، ومنظماته الاقليمية والدولية الرسمية منها والشعبية، هو دليل واضح وعملي على ان العالم لا يمكن ان يرضى عما اقدم عليه النظام العراقي من عدوان على بلدنا الحبيب الكويت، بما ترتب عليه من آثار سلبية انعكس أثرها على الصعيد العربي والاسلامي والعالمي.

يا ابناء الديرة الاعزاء،،،
ان ما يبهج النفس ويزيدها فخراً واعتزازاً ان اخاطبكم اليوم، وانباء صمودكم تملأ الدنيا، مؤكدة رفضكم التعاون بجميع اشكاله مع قوات الاحتلال رغم تهديداته وإغراءاته، كما ان العدو الغاشم عجز عن ان يقدم دليلاً واحداً للعالم يثبت وجود من يتعاون معه من أبناء الكويت، مما جعل ادعاءاته وتبريراته لغزو الكويت تذهب ادراج الرياح، وتفضح حقيقة نزواته العدوانية.

يا أبناء بلدي،،،
قال الله سبحانه وتعالى (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) ايها الصابرون المرابطون في الكويت.. يا من فضلتم ان تحتضنوا تربة الكويت وتاريخها الطاهر في عيونكم وقلوبكم وفضلتم البقاء فيها.
اتوجه اليكم، والإيمان يعمر قلبي بأن صمودكم ضد قوى الظلم والبغي والعدوان سيكشف قريباً، وبعون الله، الرياح السوداء، التي عصفت بأمن الكويت واستقرارها، ليعود وطنننا بمشيئة الله ـ كما كان ـ دار أمن واستقرار وسلام، لان الظلام مهما حاول ان يحجب الحقيقة ويطفىء نورها، فإن الشمس لابد ان تظهر وتكشف الحقيقة ناصعة بيضاء من كل سوء، مصداقاً لقوله تعالى: (يريدون ان يطفئوا نو رالله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون).

يا أبناء الديرة الكرام

يا من شاءت الظروف الحرجة ان تكونوا خارج الكويت، ان مسؤوليتكم اليوم لا تقل عن مسؤولية اخوانكم في الداخل،. فان لم تسمح لكم الحال بمشاركتهم في التصدي للعدوان فلا اقل من ان تثبتوا للعالم اجمع انكم معهم، تناصرونهم بجهودكم وإمكاناتكم المتاحة، وتدعمون صمودهم لتحقيق النصر باذن الله.
ولا شك في انكم تعلمون، انكم في ارض غير ارضكم، وبلاد غير بلادكم، فاذا كان لنا في هذا المقام ان نتوجه بالشكر والعرفان الى جميع الدول التي استضافتكم ـ قادة وحكومات وشعوبا ـ وفتحت ابوابها مرحبة بكم، وقدمت لكم جميع التسهيلات اللازمة لتكفل لكم الامن والامان، فلا اقل من ان تمثلوا الكويت التمثيل اللائق بها ـ كما عهدناكم دائما ـ عن طريق مراعاة تقاليد هذه الدول وقوانينها واعرافها. وان تكونوا يدا واحدة في السعي الى تحرير تراب الوطن من دنس الغزاة قولا وعملا.

إخواني وأخواتي

اننا نؤمن ايمانا راسخا بان الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد ابتلانا بما نحن فيه وان من آمن وعمل وصبر على هذا الابتلاء، فانه هو الظافر بنصر الله وتأييده، وانني على ثقة بانكم ستكونون من الظافرين بعون الله.
وصدق الله ـ عز وجل ـ في محكم كتابه (أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
صدق الله العطيم.
والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته
بتاريخ 15 سبتمبر عام 1990م اعلن وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الشيخ جابر العبدالله الجابر الصباح في ابو ظبي ان السفارات والقنصليات الكويتية بدأت تنفيذ اوامر صاحب السمو امير البلاد بشان صرف معونات السكن والاغاثة المخصصة للاسر والعائلات الكويتية في الخارج. وكانت هذه واحدة من توجيهاته بضرورة الاسراع في تامين العيش الكريم، وتسهيل حياة المواطنين الكويتيين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الكويت.
بتاريخ 28 سبتمبر عام 1990م وجه الشيخ جابر الأحمد رسالة الى أبنائه الطلبة والطالبات، اينما كانوا اكد فيها ان شعب الكويت اثبت انه شعب صلب المراس، مرفوع الرأس دائما، رغم كل اشكال الاضطهاد والقتل والتشرد، وانه لا بد للمعتدي ان يدفع ثمن كل شروره. فهو اليوم يقف وحيدا ضد العالم اجمع، واوصى ابناءه بالصبر والمثابرة، ورص الصفوف، ومضاعفة الجهد فالكويت التي سوف تبزغ من جديد هي كويت الامل لشعب صامد، وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين وبه نستعين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
أبنائي وبناتي طلاب وطالبات الكويت في كويتنا الغالية الرازحة تحت نير الاحتلال.
ابنائي وبناتي طلاب وطالبات الكويت في كل مكان من هذه المعمورة.
ومن خلالكم الى اهلكم وذويكم، الى ابناء الكويت الغالية، وأجيالها الصامدة، احييكم تحية الاسلام والحق، تحية تصلكم وانتم تعانون ما نعاني، وتتألمون لما نتألم له، وبعضكم حرم بالغدر والخديعة والغزو من ان يكون على مقاعد الدراسة الآن، وقد تعود في كل عام في مثل هذا الوقت ان يكون منكبا على دروسه.

أبنائي وبناتي
تعلمون ان خديعة كبرى ومصابا جللا وكارثة عظيمة قد حلت بارضنا وأهلنا ووطنا. ان هذه الكارثة قد تسبب فيها جشع اعمى وحقد دفين، وتعلمون ايضا ان العالم كل العالم يقف معنا في قضيتنا، وتعلمون ايضا اننا نبذل الغالي والنفيس، ونواصل النهار بالليل مسؤولين ومواطنين، نعمل جاهدين لرفع راية الحق على الظلم، والنور على الظلام، ونحن بعزيمة الله وتأييده سائرون.
لقد جسد شعب الكويت في هذه الفترة العصيبة، تضامنه وتكاتفه وتكافله عملا وقولا، واثبت شعب الكويت انه شعب صلب المراس مرفوع الراس دائما، رغم كل اشكال الاضطهاد والقهر والقتل والتشريد الذي يمارسه الغازي المغتصب كل يوم بل كل ساعة.
لقد أثبت شعب الكويت ان الغاصب لن ينال منه، فقد رفض عن بكرة ابيه ـ ولا يزال يرفض ـ ان يتعاون او يقر، او يسلم للغازي، لقد اصبح الغازي نفسه في موقف مضطرب ومحاصر نتيجة هذا الاصرار العظيم لهذا الشعب العظيم.

ابنائي الاعزاء،،
ان الجهد المطلوب منا جميعا جهد عظيم، وان القوى التي نصارعها قوى شر سنقاومها بكل وسيلة ولا بد للمعتدي من ان يدفع ثمن كل شروره فهو اليوم يقف وحيدا ضد العالم أجمع.
لقد أصبحت الكويت الصغيرة بحجمها وسكانها كبيرة في ضمير العالم، وما التأييد الا من عند الله وقد أيدت قضيتنا العادلة امم كثيرة وشعوب شتى على اختلاف مواقفها السياسية.

ابنائي الاعزاء
اوصيكم بتقوى الله والاجتهاد في العلم، وما خاب شعب آمن بربه ونبيه واخذ العلم طريقة وسلاحا لشق مستقبله.
اوصيكم بالصبر والمثابرة ورص الصفوف، ومضاعفة الجهد، فكويتنا التي سوف تبزغ من جديد هي كويت الامل لشعب صامد، وكويت السلام لمنطقة مضطربة وكويت المحبة لعالم يسعى الى السلام والمحبة.
ان الكويت عائدة باذن الله واننا جميعا عائدون لأهلنا وأرضنا وفي يوم نصر قريب سنتلقى جميعا ـ باذن الله ـ على أرضنا الحبيبة رافعين رايات النصرد ساجدين لله وشاكرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المؤتمر الشعبي بجدة تأكيد للبيعة لأسرة آل الصباح حكاماً لدولة الكويت مرارة الاحتلال أكدت حقيقة ناصعة وهي رفض الشعب الكويتي التخلي عن ارضه او قيادته
الحلقة الثامنة والعشرون

سيروي التاريخ على مر الزمان، ان شعب الكويت لم يتخل خلال فترة الاحتلال العراقي لبلدهم لحظة واحدة ـ عن وطنيته، وحبه لتراب وطنه، والتمسك بأرضه، وبقيادته الشرعية، ولم يجد النظام العراقي وجيشه المحتل خلال سبعة شهور كويتياً واحداً يمكن ان يتعاون معه، ويسانده في تبرير احتلاله لدولة الكويت.
لقد كان المؤتمر الشعبي الكويتي، الذي عقد في قصر المؤتمرات بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 13 ـ 15 اكتوبر عام 1990م، ملحمة شعبية رائعة، عزفت سيمفونية النصر وانشودة الانتصار، مؤكدة للعالم اجمع تمسكها بقيادتها ونظامها السياسي.
نقول، لقد جاء هذا المؤتمر ليؤكد عدم تفريط الكويتيين بشبر من ارضهم، كما جاء ليجسد باصرار كبير تجديد البيعة لاسرة آل الصباح، وعلى رأسهم الشيخ جابر الاحمد حكاماً لدولة الكويت.. جاء هذا كرد حاسم على المتقولين والمتشككين في ولاء الكويتيين لقيادتهم ونظامهم السياسي، بعد ان تعالت بعض الاصوات مطالبة الامم المتحدة باجراء استفتاء شعبي حول مدى قبول الشعب الكويتي لقيادته، ونظامه السياسي القائم في الكويت.
وأمام هذا المؤتمر التاريخي. كان للشيخ جابر الاحمد وقفة تجلت فيها جميع معاني القائد الشجاع والحاكم العادل والاب الحنون.. وقفة ملؤها الشوق للابناء والحنين الى ارض الوطن.. وقفة اتسمت بالاكبار وعظيم الامتنان لشعب وفي، وقف وقفة رجل واحد في وجه المعتدي الظالم ساعات المحنة...
وقفة اكد فيها لهؤلاء الاوفياء الابطال ان العالم يتابع تحركاتهم وتحركات قيادتهم من اجل التحرير ودحر الغزاة المعتدين، وان النصر قريب باذن الله.
وقال امام اضخم تظاهرة كويتية سياسية منذ العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت: «... ان النظام العراقي اخطأ في فهم طبيعة الجبهة الداخلية الكويتية، فظن ـ واهماً ـ ان ما طرحه بعض المواطنين المجتهدين من آراء لترتيب اوضاع البيت الكويتي باعثه خلافات، وتناقضات بين ابناء الوطن الكويتي الواحد..».
ووجه رسالة تحية وتقدير واحترام للاهل في الكويت، الذين يسطرون منذ بدء الاحتلال اروع آيات الصمود والتحدي ضد العدو الغاشم، ويثبتون كل يوم ان الكويت ستبقى حرة عزيزة رغم انف المعتدي الاثم، ودعا الى التركيز على كويت المستقبل التي ستكون ـ باذن الله ـ اكثر عزة وشموخاً واستقراراً وأمناً. واكد ان ما قدمه، ويقدمه الشعب الكويتي من تضحيات في هذه المحنة سيكون ركائز قوية وصلبة لانطلاقة كويتية وثابة في جميع المجالات، وفيمايلي نص الكلمة:

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:18 AM

[frame="1 80"]بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، واسأله ـ سبحانه وتعالى ـ ان يعيننا جميعاً على تحمل المصاب، وان يثبت اقدامنا ويطمئن نفوسنا، واصلي واسلم على خير البرية سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم».

اخواني،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
لقد تعرضت الكويت فجر يوم الخميس الحادي عشر من محرم الحرام، الموافق الثاني من اغسطس الماضي لعدوان غادر من النظام العراقي، الذي كنا نعتقد بأن ما قدمته الكويت له، شعباً، وحكومة، كان كافيا لغرس شجرة الخير في ضميره، واحتواء نزعة الشر في سلوكه، الا ان الشر كان متأصلاً فيه، فخان العهد، وغدر بالاخ والجار، واستباح الحرمات، ضارباً عرض الحائط بكل المواثيق والاعراف الدولية، متنكراً لما قدمته له الكويت من مساندة ومساعدة.

اخواني،،،
لقد كانت الكويت واحة امن وسلام واستقرار، وكانت ملاذاً لكل الخيرين والشرفاء، يجدون فيها المكان الامن، والعيش الكريم، والحياة الهانئة الرغيدة، فأثار ذلك حفيظة النظام العراقي الآثم الذي بدد ثروات الشعب العراقي لتحقيق مآرب خاصة، وحينما شعر بأن الشعب بدأ يتملل ويتذمر من انحرافاته وشططه، اراد الهاءه بفتح جبهة جديدة مع الكويت التي كانت ـ وفي جميع الظروف ـ سنداً وعوناً لاشقائها العرب والمسلمين وارسل قواته المسلحة بعد منتصف الليل لاجتياجها واحتلالها، وممارسة اعمال العنف والقتل والسطو المسلح ضد المواطنين الابرياء، بحقد لم يسبق له مثيل في عالمنا المعاصر.

اخواني،،،
لابد انكم تابعتم الدعاوى الباطلة التي اثارها النظام العراقي المعتدي ضدنا قبل الغزو الغاشم، فقد لجأ لجامعة الدول العربية شاكياً الكويت، وحينما ارتضينا حكم هيئة تحكيم عربية محايدة تنصل ذلك النظام المخادع، متذرعاً بأن ما بين الكويت والعراق هو شأن ثنائي يحل بينهما.
وقد نجحت محاولة اخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، واخي الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، وتم قبل الغزو الغاشم بساعات قليلة عقد اجتماع في جدة بين الطرفين، وقد شاركت الكويت فيه بقلب مفتوح بغية تسوية المسائل التي كانت معلقة بين البلدين، في الوقت الذي كان النظام العراقي يضمر الشر، ويدير الخطط الكيدية، ويعد العدة لاجتياح الكويت، وذلك بعد ان استعمل اساليب تضليلية وكيدية ومخادعة اوحى فيها بأنه لن يلجأ الى القوة لتسوية الامور المعلقة معها.

اخواني،،،
ان العالم يدرك ادراكاً كاملاً فداحة الجرم الذي ارتكبه النظام العراقي ضد الكويت وشعبها، وقد اكد ذلك بالقرارات المتلاحقة التي اصدرها مجلس الامن الدولي، وادان فيها العدوان الغاشم.
وطلب من العراق المعتدي سحب قواته دون قيد او شرط من الكويت، تمكيناً للشرعية من استئناف مهامها. وقد اصدر مؤتمر القمة العربية الطارىء ومنظمة المؤتمر الاسلامي، ومنظمة دول عدم الانحياز قرارات مماثلة، ولاشك في ان وقوف العالم معنا يؤكد صواب سياستنا وسلامة مواقفنا الموضوعية تجاه مجمل الاحداث العالمية، الامر الذي جعلنا، بمساندة وتعاطف شعوب وحكومات العالم، نكسب تأييدهم.

اخواني،،،
ان ما يغيظ النظام العراقي الآثم، انه لم يتمكن من النيل من ارادتنا بعد ان احتل ارضنا، فصمودنا، ووقوفنا جميعاً صفاً واحداً ضد المحتل الغاشم، كان مثار اعجاب واحترام العالم الذي يتابع عن كثب تحركنا الواثق نحو التحرير، ودحر الغزاة المعتدين، وان النصر قريب باذن الله، واذا كان التاريخ قد سجل بأحرف من نور صمود الكويتيين ضد الغزاة الوحشيين، فإنه لن ينسى ابداً ان يفرد الصفحات السوداء التي تفضح الممارسات الاثمة للنظام العراقي.
فقد دافع الشعب الكويتي الابي ببسالة عن وطنه وارواحه واعراضه وممتلكاته رغم شراسة المعتدي وغدره.

اخواني،،،
لقد عاش الكويتيون منذ القدم في اجواء الحرية، والتزموا الشورى، ومارسوا الديمقراطية في اطار دستورنا الذي ارتضيناه جميعاً، واذا ما اختلفت اجتهاداتهم بشأن أمر من الامور المتعلقة بترتيب البيت الكويتي، فانهم يكونون اشد تلاحماً واصراراً وتآزراً في مواجهة الاخطار التي تهددهم.
تلك هي ـ ايها الاخوة ـ الحقيقة الساطعة التي لم يدركها النظام العراقي، فقد اخطأ في فهم طبيعة الجبهة الداخلية الكويتية، فظن ـ واهماً ـ ان ما طرحه بعض المواطنين المجتهدين من اراء لترتيب اوضاع البيت الكويتي باعثة خلافات، وتناقضات بين ابناء الوطن الكويتي الواحد.
وها أنتم ، يا ابناء الكويت، باجتماعكم هذا تؤكدون للعدو الظالم وللعالم اجمع وحده اهل الكويت، وتلاحمهم في مواجهة الاحتلال، ورفضهم القاطع له، ولعل اجتماعكم هذا ابلغ رد على عدوكم، ورسالة موجهة الى العالم تثبت وحدتكم، وتلاحمكم في مواجهة من اغتصب وطنكم.
إخواني،،
إنني من على هذا المنبر اوجه بالنيابة عنكم، وبالاصالة عن نفسي، رسالة تحية وتقدير واحترام لاهلنا في الكويت، الذين يسطرون منذ بدء الاحتلال اروع آيات الصمود والتحدي للعدو الغاشم، ويحافظون على ارضهم بقلوبهم وعيونهم، ويثبتون كل يوم ان الكويت ستبقى حرة عزيزة رغم انف المعتدي الآثم. وانني ادعو المولى ـ عز وجل ـ ان يجمعنا واياهم في القريب العاجل على ارض الوطن الغالي، وليس ذلك على الله بكثير.

إخواني،،
ان الواجب يحتم علينا جميعا ـ في مؤتمرنا هذا ـ ان نعقد العزم على التعاون غير المحدود لتحقيق هدف سام هو تحرير الوطن من دنس العدو المحتل، معتمدين اولا على الله ـ سبحانه وتعالى ـ ثم على انفسنا وعلى اشقائنا واصدقائنا، فالتحرير هو هاجسنا وشاغلنا جميعا، ولا بد لنا ايضا من التركيز على كويت المستقبل التي ستكون ـ باذن الله ـ اكثر عزة وشموخا واستقرارا وأمنا، لان ما قدمه، ويقدمه، الشعب الكويتي من تضحيات في هذه المحنة سيكون ركائز قوية وصلبة لانطلاقة كويتية وثابة في جميع المجالات نحو مستقبل أفضل، تضم فيه الكويت جميع المخلصين والاوفياء والشرفاء الذين صانوها، وحافظوا عليها، ودافعوا عنها، وسيكون شعب الكويت الاصيل سياجا منيعا يحمي وطنه من عاديات الدهر ومصائبه، ولن يجعلنا هذا الحاضر المأساوي الذي نعيشه نقنط من رحمة الله، فنحن اصحاب حق، واصحاب قضية عادلة يرعاها الله بعنايته وتوفيقه (فلا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون).

إخواني،،
يسرني في هذه المناسبة ان اتقدم باسمي، وباسمكم بجزيل الشكر والامتنان لاخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ولحكومته الرشيدة للتسهيلات التي قدمت لاستضافة هذا اللقاء المبارك، ويأتي هذا في سياق الدعم المتواصل وغير المحدود، الذي قدمته وتقدمه، المملكة العربية السعودية على الصعيدين: الرسمي، والشعبي لنصرة الكويت في محنتها. ونسأل الله ان يديم نعمة التواصل بين الشعبين الشقيقين لما فيه خيرهما وصالحهما، كما لا يفوتني ان اسجل الشكر والتقدير لجميع الدول التي وقفت معنا دفاعا عن الحق في مواجهة الباطل، وخاصة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية الشقيقة فجزاهم الله عنا خير الجزاء.
وفي الختام فان الامل وطيد ايها الاخوة في ان نلتقي جميعا، وفي القريب العاجل ـ باذن الله ـ على ارض المحبة والسلام، ارض الكويت الغالية.
والسالم عليكم ورحمة الله وبركاته،،

وبتاريخ 15 اكتوبر عام 1990م صدر البيان الختامي للمؤتمر الشعبي الكويتي الذي عقد بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية في الفترة من 24 ـ 26 ربيع الاول عام 1411هـ، الموافق 13 ـ 15 اكتوبر عام 1990م تحت شعار التحرير.. شعارنا، سبيلنا، هدفنا متضمنا جملة من القرارات فيما يلي نصها:
نحن المجتمعين في المؤتمر الشعبي الكويتي، الذي عقد تحت رعاية امير دولة الكويت، صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح، قررنا ما يلي:
1 ـ نعلن للعالم اجمع رفضنا القاطع لاحتلال نظام الحكم العراقي لوطننا الكويت، وادانتنا له باعتباره عدوانا دائما على دول الكويت المستقلة ذات السيادة، والعضو في جامعة الدول العربية، والامم المتحدة، وانتهاكا صارخا للمواثيق والقوانين الدولية كافة، وبخاصة ميثاق جامعة الدول العربية، وميثاق الامم المتحدة.
2 ـ نعلن للعالم أجمع زيف وبطلان الادعاءات والمزاعم كافة، التي ساقها نظام الحكم العراقي تبريرا لجريمة غزوه واحتلاله دولة الكويت المستقلة، مؤكدين رفضنا القاطع لهذه الادعاءات والمزاعم التي تخالف الحقيقة والواقع، ويكذبها التاريخ.
ـ نعلن للعالم اجمع مقتنا وادانتنا لاعمال القتل والبطش والتعذيب والارهاب كافة، التي مارستها قوات النظام العراقي ضد المدنيين العزل الابرياء من المواطنين الكويتيين، ومواطني الدول الشقيقة والصديقة والتي شملت النساء والاطفال، وكذلك ما قامت به قوات الاحتلال العراقي من اعتداءات على بيوت الله، واعمال السرقة والسلب والنهب، التي امتدت حتى الى المستشفيات والمدارس، كما ندعو شعوب العالم اجمع الى ادانة وشجب هذه الممارسات غير الانسانية.
4 ـ نعلن للعالم أجمع تمسكنا بنظام الحكم الذي اختاره شعبنا منذ نشأته وارتضته اجياله المتعاقبة، ونجدد البيعة لاميرنا، مؤكدين وقوف الشعب الكويتي كله ـ رجالا ونساء، شيوخا وشبابا، وأطفالا ـ صفا واحدا خلف قيادتنا الشرعية ممثلة في اميرنا الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، وولي عهده الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، حفظهما الله.
5 ـ نعاهد الله، ونعاهد انفسنا، ابناء شعبنا كافة، الصامدين في كويتنا الحبيبة، والمكافحين خارجها، على ان يكون التحرير غايتنا والعودة هدفنا، والامير قائدنا، والجهاد سبيلنا، والوحدة الوطنية سلاحنا، والموت في سبيل الله والوطن اسمى امانينا، حتى يتحقق لنا النصر بعون الله تعالى ونطهر وطننا من رجس الغزاة والمعتدين.
6 ـ نحيي صمود ابناء شعبنا في كويتنا الحبيبة، وكفاحهم البطولي ضد قوات الاحتلال الآثم، ومقاومتهم الباسلة التي نتابعها، ويتابعها العالم اجمع بالتقدير والاعزاز، ونشيد بتضحياتهم التي تنير لنا سبيل التحرير، ونؤكد لهم انهم ليسوا وحدهم في مجابهة عدوان الفئة العراقية الباغية، واننا جميعا نقف من ورائهم صفا واحدا، وتقف معنا جميع الشعوب المحبة للسلام الرافضة للعدوان، تؤيدنا وتساندنا، وتحشد قواتها لمؤازرتنا في كفاحنا من اجل تحرير وطننا، ودحر الغزاة وطرد المعتدين (اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم.
7 ـ ندعو كافة ابناء الشعب الكويتي، المتواجدين خارج وطننا الحبيب الى العمل كل في مجاله، ومن موقعه وبقدر استطاعته من أجل تحرير وطننا، وطرد الغزاة المعتدين من ديارنا.
8 ـ نعلن للعالم أجمع ان اهل الكويت كانوا منذ نشأتها، وسيـظلون ابدا، بعون الله، اسرة واحدة متحابة متعاونة متراحمة متكافلة في السراء والضراء، وانهم مهما تباينت اجتهاداتهم، وتفاوتت وجهات نظرهم، فانها لن تخرج بهم عن نطاق الاسرة الواحدة. حب الكويت يؤلف بين قلوبهم والولاء والاخلاص لها يوحد صفهم وكلمتهم.
9 ـ نعلن للعالم اجمع ان لا مساومة ولا تفاوت على سيادة الكويت واستقلالها وسلامة اراضيها، ونؤكد رفضنا القاطع لأي حل لا يحقق التنفيذ الكامل لقرارات مؤتمر القمة العربية الطارىء المنعقد في القاهرة في 10 اغسطس عام 1990م وقرارات مجلس الامن الدولي التي اعلنت ـ كلها ـ رفضها وادانتها للعدوان العراقي على دولة الكويت المستقلة، واصرارها على انسحاب القوات العراقية بغير شروط من جميع الاراضي الكويتية، واكدت دعمها لعودة السلطة الشرعية الكويتية.

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:19 AM

[frame="1 80"]
10 ـ نناشد الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ولجنة الصليب الاحمر الدولية، ولجنة الهلال والصليب الاحمر الوطنية، والهيئات الانسانية العالمية كافة، ان تبذل قصارى جهدها للضغط على نظام الحكم العراقي لتخفيف الويلات، والمعاملة غير الانسانية التي يتعرض لها المواطنون الكويتيون، والمقيمون في بلدنا من رعايا الدول الاخرى على يد قوات الاحتلال العراقي، ونرجو هذه الهيئات ان تبذل ما في وسعها لايفاد مندوبين عنها لحماية المواطنين، والمقيمين في الكويت من بطش وارهاب وتنكيل قوات الاحتلال العراقي.
11 ـ نناشد مجلس الامن والمجتمع الدولي التحرك بالسرعة الممكنة من اجل وضع حد للاجراءات العراقية الهادفة الى ازالة الشخصية السياسية لدولة الكويت، وطمس معالمها التاريخية، وهويتها الوطنية والحضارية، وتغيير تركيبتها السكانية بتهجير اهلها بالقوة، وجلب مجموعات اجنبية لتحل محلهم وتسكن في بيوتهم وتستوطن ديارهم.
12 ـ ندعو مجلس الامن الدولي الى اتخاذ قرار يجيز للمجتمع الدولي استعمال القوة لتطبيق قرارات المجلس، بما يكفل انسحاب قوات الاحتلال العراقي من دولة الكويت، وتمكين السلطة الشرعية من العودة اليها، ونناشد ـ وعلى وجه الخصوص ـ خمس الدول ذات العضوية الدائمة في المجلس بما لها من تراث عريق ومبادىء تاريخية، وما تحمله من مسؤولية كبيرة في المجتمع الدولي، والعمل على تسهيل اتخاذ مثل هذا القرار.
13 ـ نعرب عن عميق شكرنا للدول كافة، والشعوب الشقيقة والصديقة التي وقفت الى جانب الكويت ضد عدوان النظام العراقي الغادر، ومساندتها قولا وعملا، مؤكدين ان الشعب الكويتي بأجياله المتعاقبة، سيظل يذكر بالتقدير والعرفان هذا الموقف الشجاع العادل.
14 ـ نعرب عن عميق شكرنا للمجتمع الدولي ممثلا في الامم المتحدة، وبخاصة الدول في مجلس الامن التي صوتت لما اتخذه من قرارات وتدابير اكدت رفض وادانة العدوان العراقي على دولة الكويت، واعلنت وجوب الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات العراقية من جميع الاراضي الكويتية، واكدت دعمها لعودة السلطة الشرعية لدولة الكويت، كما نشيد بالجهود المخلصة التي بذلها سكرتير عام الامم المتحدة، ومندوبو الدول الاعضاء في مجلس الامن من اجل ذلك.
15 ـ ندعو الدول العربية الشقيقة التي تخلفت ـ لسبب او لآخر، عن الوفاء لمبادئها والتزاماتها في رفض العدوان ونصرة الحق والعدل، ان تعيد النظر في موقفها على ضوء تعاليم الدين الاسلامي الحنيف، وتنضم الى الاجماع والاخلاق العربية، والقيم الانسانية، وتحكم ضمائرها، وتنضم الى الاجماع الدولي الذي يعمل لاحقاق الحق وازهاق الباطل ولا شك انها في النهاية ستجد ان الموقف المبدئي الشجاع العادل خير وأبقى.
16 ـ نؤكد ان موقف بعض القيادات الفلسطينية لن يؤثر على تضامننا الثابت مع الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل من اجل تحرير وطنه، واسترجاع حقوقه المغتصبة، لثقتنا بان الشعب الفلسطيني، بكل تضحياته ومثله ومبادئه، لا يمكن ان يكون راضيا او مقتنعا بموقف هذه القيادات المنطلق من مصالحها الخاصة، والذي يسيء في الدرجة الاولى الى القضية الفلسطينية، ومصداقية النضال الفلسطيني، ومصالح الشعب الفلسطيني نفسه.
17 ـ نعرب عن عميق شكرنا وامتناننا للدول العربية الشقيقة والصديقة ـ قادة وحكومات وشعوبا ـ التي فتحت قلوبها واراضيها لاستضافة ورعاية المواطنين الكويتيين الذين كانوا متواجدين فيها وقت العدوان العراقي الغاشم، او الذين نزحوا اليها في اعقابه، ونحن اذ نحيي هذا الموقف الاخوي الكريم بكل ما يجسده من شهامة ومروءة عربية، نسأل الله ان يجزيهم عن الكويت واهلها خير الجزاء.
18 ـ نعرب عن عميق شكرنا وامتناننا للمملكة العربية السعودية الشقيقة ـ ملكا وحكومة وشعبا ـ لاستضافة مؤتمرنا، وتوفيرها الخدمات والتسهيلات اللازمة لانعقاد واداء اعماله، داعين الله ان يكون لقاؤنا على هذه الارض الطاهرة فاتحة خير لانطلاقة مباركة نحو وطننا، واسترجاع ارضنا المغتصبة.
19 ـ اننا رغم آلامنا وجراحنا، وما جرّه عدوان النظام العراقي الآثم من المصائب والويلات على شعبنا، لا نضمر للشعب العراقي شرا، ولا نحمل له حقدا، لاننا نعلم علم اليقين انه مغلوب على امره، ينتظر ساعة الخلاص من طاغية بغداد وزمرته الباغية، الذين يسومون الشعب العراقي سوء العذاب، والذين زجوا به في حرب طاحنة عميقة مع الشعب الايراني المسلم، حصدت ارواح مئات الالوف من ابنائه، واستنزفت موارده وثرواته الوطنية، وها هم اليوم يزجون بهذا الشعب المسكين في مجابهة خاسرة ضد العالم كله، لا يمكن ان يجني منها ـ الشعب العراقي ـ الا الدمار والهلاك، وفناء المزيد من ابنائه.
20 ـ نؤكد اننا بعد ان يتحقق لنا نصر الله على الفئة الباغية، وتحرر ارضنا من رجس احتلال النظام العراقي الآثم، سنقوم بعون الله وتوفيقه باعادة بناء كويتنا الحبيبة... كويت المستقبل... كويت الاسرة الواحدة... ارض المحبة والوفاق والسلام والامان... نبني صرحها على اسس راسخة من وحدتنا الوطنية، ونظامنا الشرعي الذي اخترناه وارتضيناه لحكمنا، معززين الشورى والديموقراطية والمشاركة الشعبية في ظل دستورنا الصادر عام 1962م، ملتزمين بمبادىء الحق والعدالة والحرية والتكافل والتراحم والتعاضد وسائر المبادىء التي نشأ عليها مجتمعنا، مؤكدين ان للمرأة الكويتية دورا ايجابيا واسهاما فعالا في كويت المستقبل التي سيتعاون جميع الكويتيين ـ رجال ونساء ـ في بنائها دولة اسلامية العقيدة، ملتزمة بقيم الاسلام ومبادئه واحكامه... عربية الانتماء بالتاريخ والمشاعر والمصالح العليا... انسانية النزعة، ترفض الظلم وتدينه، وتؤيد الحق وتنتصر له... شجرة طيبة مباركة اصلها ثابت وفرعها في السماء يستفيء بظلها اهلها، والوافدون اليها... منارة فكر وحضارة وعطاء تسهم بخيرها في تقدم ونماء وازدهار الاشقاء والاصدقاء وسائر الشعوب... مؤمنة بدورها الانساني والحضاري، وتواصلها الخير مع سائر الامم والشعوب بما فيه خير ورفاه البشرية جمعاء.
الله اكبر والمجد للكويت
والله على ما نقول شهيد،،،

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:19 AM

[frame="1 80"]
المرابطون في الكويت في رسالة مفعمة بالولاء والمحبة لسمو الأمير في 20 يناير 1991 خيّرنا إما أن نكون سيوفا بتارة أو أرواحاً منهزمة منهارة واخترنا الصمود ووقفة الكرامة
الحلقة التاسعة والعشرون


مواصلة الجهود في دعم الجبهة الوطنية

وهكذا، يمضي الشيخ جابر الاحمد في دعم الجبهة الوطنية، سواء أكان افرادها ممن تواجدوا ورابطوا على ارض الكويت المحتلة ام من الذين عاشوا في الشتات ضيوفاً على الدول الشقيقة والصديقة. وذلك من خلال ادوات وآليات متعددة تتمثل في تحفيز الهمم، ورفع الروح المعنوية، والتضحية والفداء من اجل التمسك بتراب الوطن والدفاع عنه، وحث المجتمع الدولي للتضامن مع شعب الكويت لاسترداد حقوقه المسلوبة بكل الوسائل المتاحة، وكذا اصدار مراسيم اميرية بقوانين تكفل حقوق الوطن والمواطنين، وتؤكد على سيادة الكويت واستقلالها.
بتاريخ 19 اكتوبر عام 1990 تلقى الشيخ جابر الاحمد برقية تأييد من المؤتمر الدولي العمالي للتضامن مع عمال وشعب الكويت، الذي انعقد بالقاهرة وحضره اكثر من 95 منظمة نقابية عمالية في العالم. وقد نددت البرقية بالعدوان العراقي، وطالبت بضرورة انسحابه الفوري وغير المشروط من دولة الكويت.
وفي التاريخ ذاته صدر في الطائف بالمملكة العربية السعودية مرسوم اميري باخضاع الاموال المملوكة للكويتيين، وغيرهم من المقيمين في دولة الكويت للملكية الحمائية. وقد اشتمل المرسوم على خمس مواد، منها: اخضاع الاموال المملوكة لمواطنين كويتيين او غيرهم ممن يكون موطنهم القانوني في الكويت، سواء وجدت هذه الاموال داخل الكويت ام خارجها للملكية الحمائية لدولة الكويت ممثلة في حكومتها الشرعية. هذا الاجراء الذي فرض بغرض الحفاظ على هذه الاموال لصالح اصحابها الشرعيين، حيث اعطت المادة الثانية من المرسوم الحكومة الشرعية الحق في اتخاذ الاجراءات كافة، القضائية والادارية والقانونية لحماية الاموال، كما اعطت للحكومة الكويتية حرية توقيع الحجز التحفظي والتنفيذي على الاموال المملوكة للحكومة العراقية الموجودة في الخارج.
وحددت المادة الثالثة الاموال الخاضعة للحماية، وهي الاموال: العقارية والمنقولة بما في ذلك النقود والعملات المختلفة والمعادن الثمينة والمجوهرات والاوراق المالية، كالاسهم والسندات، على ان تتخذ الحكومة الكويتية بعد عودة الاوضاع الطبيعية الى البلاد الاجراءات اللازمة لوقف العمل بهذا القانون، بعد استقرار الحقوق لاصحابها الشرعيين.
المرسوم:
بتاريخ 3 نوفمبر عام 1990 اكد الشيخ جابر الاحمد انه لا سبيل لانهاء الاحتلال واستتباب الامن في العالم الا بالتطبيق الكامل والحاسم لقرارات مجلس الامن الدولي، وقرارات القمة العربية، وقرارات وزراء خارجية الدول الاسلامية.
وقال في رسالة موجهة الى ابناء الكويت في الداخل والخارج ان شمس التحرير ستشرق على ارض الكويت الطاهرة، وان التضحيات الغالية التي قدمها ابناء الكويت وهم يواجهون جنود الباطل، ستشكل قاعدة صلبة وراسخة لانطلاقة الكويت المستقبلية، وفيمايلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم:
اخواني،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بين فترة واخرى اجد نفسي بحاجة الى ان اتحدث اليكم حديث القلب للقلب. فنحن جميعاً منذ يوم الخميس الموافق الثاني من شهر اغسطس الماضي نعيش محنة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث.
والطامة الكبرى، ان النظام الذي ارتكب جريمته الشنعاء ضد الكويت وشعبها كان يدعو ويجاهر بشعار الامن القومي العربي وان العربي يجب ان لا يستخدم سلاحه ضد اخيه العربي.
اخواني،،،
لقد تأكد لي من خلال زياراتي للامم المتحدة ولبعض الدول الصديقة ان العالم اجمع يتابع عن كثب، ويتألم لممارسات قوات النظام العراقي الباغي التي لم تتورع عن ارتكاب افظع الجرائم الوحشية ضد ابناء الكويت العزل، والاعتداء على ابسط حقوق الانسان.
فقد سقط القناع الزائف الذي كان يرتديه المعتدي، ويخفي خلفه حقيقة اطماعه، وزادت عزلته الدولية، وبرزت للعالم اجمع ملامح وجهه الاجرامي.
واذا كان هذه النظام الآثم ما زال يختلق الاعذار، ويسوق الاسباب. الواهية لتبرير عدوانه الهمجي على دولة عربية مستقلة جارة له، فإن التاريخ يشهد بأن اسهام الكويت وشعبها في المجال العربي والاسلامي والدولي ممدود ولم يكن في يوم من الايام بالمقطوع ولا بالممنوع.
اخواني،،،
لقد اراد الحق ـ جل وعلا ـ ان يمتحننا جميعاً في هذه المحنة القاسية، ومن ثم فإن ايماننا وتسليمنا بقضاء الله وقدره يفرض علينا ان نصبر، وان نثق بأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ ناصرنا، وانه سيتم نوره ولو كره الكافرون.
قال تعالى: (ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) وقال تعالى: (انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب).

اخواني،،،
ان شمس التحرير ستشرق على ارض الكويت الطاهرة قريبا بإذن الله، وسيندحر الغزاة الظالمون، وسيردون على اعقابهم خائبين. (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق).
اخواني،،،
ان بناء الكويت الحرة يتطلب تضافر جهود جميع ابنائها، ولن ننسى الدور البطولي الذي قامت به النساء الكويتيات مع اخوانهم الكويتيين، واذا كانت مسؤوليتنا الان العمل على اعداد خطط اعادة اعمار الكويت، فإن الصامدين والمرابطين في ارض الوطن من ابناء الشعب الكويتي الابي يجب ان ننظر اليهم نظرة مميزة في البرامج المختلفة لانهم سطروا بصمودهم وتحملهم مختلف صنوف التعذيب من قوات الغدر والخيانة اروع صفحات البطولة والفداء، كما لن ننسى ما قام به بعض الوافدين الشرفاء بتعاونهم مع اخوانهم الكويتيين ضد الغزاة الطامعين.
اخواني،،،
ونحن في الوقت نقدر فيه الجهود التي بذلت لاحتواء الوضع المتفجر في اعقاب العدوان العراقي على دولة الكويت، فاننا نؤكد بأنه ليس هناك من سبيل لانهاء هذا الاحتلال واستتباب الامن في العالم الا بالتطبيق الكامل والحاسم لقرارات مجلس الامن الدولي، وقرارات القمة العربية وقرارات وزراء خارجية الدول الاسلامية في هذا الشأن. واننا نأمل ان تسخر جميع الدول المحبة للسلام جهودها. وتكثف تحركاتها لاستئصال نزعة الشر المتأصلة في النظام العراقي المعتدي، وارغامه على الانصياع للارادة الدولية ووضع حد لتجاوزاته على الشر عية الدولية.
اخواني،،،
اذا كانت معاناتنا اليوم كبيرة، وآمالنا عميقة، فانني واثق بأننا ـ بعون الله ـ ثم بتكاتفنا وتعاوننا سنبني كويت المستقبل التي ستكون اكثر رسوخاً وشموخاً، واعمق استقراراً وامناً.
فالتضحيات الغالية التي قدمها ابناء الكويت وهم يواجهون جنود الباطل، ستشكل قاعدة صلبة وراسخة لانطلاقة الكويت المستقبلية، فالمجد والخلود لشهداء الكويت الابرياء والعزة والمنعة والفخار للاسرى والجرحى.
اخواني،،،
ان الظرف عصيب ولا قبل لنا بمواجهته الا بتقوى الله والصبر على بلائه. واذا كنت احيي اخواننا الصامدين في ارض الوطن، فإنني ادعو المواطنين الكويتيين ممن فرضت عليهم ظروفهم مغادرة الكويت، او كانوا خارجها عند العدوان، ان يضعوا نصب اعينهم انهم سفراء لوطنهم.
بتاريخ 19 يناير عام 1991م وجه الشيخ جابر الاحمد بياناً لابناء الكويت هنأهم ببزوغ فجر نصرهم وعودتهم الى وطنهم بعد تحريره القريب من الغزو، مشدداً على ان من حق كل منهم الشعور بالفخر والاعتزاز على ما اظهروه من تضامن رائع خلال المحنة القاسية. مؤكداً ان الارادة الصلبة لابناء الكويت في الداخل قد هزمت الغزو قبل ان تهزمه القوة، وان الجهود الخيرة لابناء الكويت في الخارج كانت خير سند لتحقيق النصر والعودة. وفيما يلي نص البيان.

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:20 AM

[frame="1 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين المؤمنين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
قال تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق) صدق الله العظيم.
إخواني وأخواتي ابناء الكويت الاوفياء
لقد لاحت مع الخيوط الاولى لفجر يوم الخميس الثاني من رجب بشائر النصر، وبدأ الحق يأخذ طريقه ليبدد الظلام ويدحر الطغيان. وقد تكللت بالنجاح جهود العالم اجمع في الوقوف امام شريعة الغاب التي ارادها رئيس النظام العراقي ان تسود، حيث تغلب نهج العدل وصوت القانون على من حاول التفرد والتمرد على ارادة المجتمع الدولي، وان الظامل مهما طال أمد ظلمه فان الله ـ سبحانه وتعالى ـ يمهل ولا يهمل.
إخواني وأخواتي أبناء الكويت الاوفياء،،
لقد لاحت مع الخيوط الاولى لفجر يوم الخميس الثاني من رجب بشائر النصر، وبدأ الحق يأخذ طريقه ليبدد الظلام ويدحر الطغيان. وقد تكللت بالنجاح جهود العالم اجمع في الوقوف امام شريعة الغاب التي ارادها رئيس النظام العراقي ان تسود، حيث تغلب نهج العدل وصوت القانون على من حاول التفرد والتمرد على ارادة المجتمع الدولي، وان الظالم مهما طال امد ظلمه فان الله ـ سبحانه وتعالى ـ يمهل ولا يهمل.
إخواني واخواتي في داخل الكويت،،
لقد كنا، وسنظل نعتز ونفتخر بكم لما عانيتم وتعانون من قتل وتعذيب واعتقال وتشريد من المحتل البغيض، ونحن جميعا نعيش معكم صباح مساء في محنتكم، ونشعر بما تشعرون. وبمشيئة الله فقد بدأت عملية التحرير لارضنا العزيزة من المعتدين الغاصبين، وسنلتقي قريبا ـ ان شاء الله ـ في وطننا العزيز ليلتم شمل الكويتيين في وطنهم الكويت.
ولقد كان ايماننا بالله ثم بكم كبيرا، وكنا نعتقد جازمين بان الارهاب المعتدي وبطشه لا يمكن ان يؤثر عليكم او يفت في عضدكم، وحدث ما توقعناه فقد زادتكم المحن تلاحما، والشدائد تكاتفا، واستطعتم بصمودكم وصبركم ان تهزموا العدو منذ بداية الغزو بالارادة الصلبة والعزيمة القوية.
لقد حاول العدو الباغي ان يراهن على وحدتكم ترغيبا وترهيبا ولكنه فوجىء بابناء الكويت ـ ابناء ذلك الرعيل الذي بنى اسوار الكويت بدمه وعرقه ـ يتحدون باصرار كل تلك المحاولات، ويتصدون لكل النزوات العدوانية، فهزم قبل ان تهزمه القوة. فهنيئا لكم هذا النصر، وهنيئا لكويتنا الحبيبة بهؤلاء الرجال والنساء الذين سيكتب التاريخ قصة كفاحهم باحرف من نور، وسيذكرها الابناء والاحفاد بكل عزة وفخار.

يا ابناء الكويت الاعزاء خارج الكويت،،

يا من ذقتم مرارة البعد والتشرد والاغتراب، وعرفتم بالتجربة القاسية كم هي الكويت عزيزة عليكم. هنيئا لكم جهودكم الخيرة التي بذلتموها ليل نهار من اجل العودة، وكنتم سندا لصمود اخوانكم في الداخل حتى يتحقق النصر بمشيئة الله سبحانه.
وانني ايها الاخوة والاخوات في الداخل والخارج لعلي ثقة ويقين بالله ـ سبحانه وتعالى ـ انكم ستكونون يدا واحدة متعاونين في السراء والضراء، متكاتفين لبناء الكويت من جديد. مستفيدين من الدروس والعبر التي مرت بنا ولو انها كانت قاسية علينا جميعا، عرفنا من خلالها الصديق من العدو، وعرفنا ان الاعتماد على الله سبحانه ثم على انفسنا هو السبيل الذي من خلاله يتم ترتيب لبنات البناء ودعائمه.

يا أبناء الكويت الاوفياء،
انني باسمكم جميعا اتوجه بكل التقدير والشكر والعرفان الى كل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت معنا في محنتنا والتي آثرت ان تضحي بابنائها وشبابها في سبيل نصرة الحق وابطال الظلم.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه، وهدانا بمنّه وكرمه سواء السبيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بتاريخ 20 يناير عام 1991م استقبل الشيخ جابر الاحمد اعضاء اللجنة الاستشارية العليا للمؤتمر الشعبي بمناسبة انعقاد اجتماعهم في جدة كما تلقى رسالة جوابية باسم المرابطين داخل الكويت، اعربوا فيها عن تأثرهم بالكلمة التي وجهها الى ابناء الكويت في الداخل والخارج.
وقد بدأ المرابطون رسالتهم الى الشيخ جابر الاحمد بالقول: بقلوب ملؤها الايمان، وارواح سعت الى الشهادة في سبيل الله، وأجساد عشقت ثرى الكويت وعانقت ترابه، استمعنا نحن المرابطين في الداخل الى كلمتكم السامية وكلنا اعتزاز وفخر بثقتكم الغالية بابناء شعبكم الوفي، الذي كان خلقه وسلوكه ونمط حياته الوفاء والولاء والصدق والتضحية وحب الخير منذ ان وجد على هذه الارض.
لقد كنا يا صاحب السمو على موعد اختبار كبير في الثاني من اغسطس عندما ابتلانا الله بهذه المصيبة، وكنا امام امرين: فكان خيارنا الصمود والرباط في الحياة.. وقفة العز والشرف والكرامة.
وتمضي الرسالة فتقول: فنحن كما تفضلتم يا صاحب السمو، ابناء ذلك الرعيل الذي سطر مجدا وشهامة ورجولة، تعرفها مجاهل البحار وسواحل الامصار، ولقد كانت مراهنة الغازي على وحدتنا خاسرة كما تفضلتم.. فلقد ترعرعنا ومنذ نعومة اظفارنا على التآلف والتكافل، وكان ترابطنا سببا من اسباب نجاحنا، وكان الود والحب والتواصل مواريث نعتز بغرسها في نفوس اطفالنا، ونعاهدكم باننا لن نتخلى عنها اليوم فعند الشدائد تختبر الرجال. وان الشعوب لا تقاس باعدادها، وانما بايمانها وافعال رجالها. فالكويت الصغيرة بمساحتها، قوية وعظيمة بمواقفها.
واختتم المرابطون رسالتهم بالقول: يا صاحب السمو اننا في شوق الى لحظات اللقاء فلقد كانت تجربتنا ونحن داخل وطننا مؤلمة كما كانت تجربة اهلنا قاسية ـ هناك ـ خارج الكويت.
بتاريخ 11 فبراير عام 1991م أكد الشيخ جابر الاحمد ان اللقاء مع اهلنا في داخل الكويت المحررة الظافرة سيكون قريبا ان شاء الله.
وشدد في كلمة وجهها بمناسبة حلول الذكرى المباركة للاسراء والمعراج على ان الشعب الكويتي تمكن بتمسكه بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وتوجيهاته السامية ان يثبت للعالم انه شعب مؤمن، استطاع بجهوده المتواصلة ان يجمع العالم للوقوف صفا واحدا لمشاركته في تحرير وتطهير الكويت من دنس المعتدي الاّقثم الذي انتهك مبادىء الاسلام الواضحة والصريحة، والتي تحرم على المسلم قتل اخيه المسلم.
مؤكدا على طبيعة النظام العراقي الاجرامية. حين يشير: ومهما حاول التستر برداء الاسلام فالمسلمون يعرفون جيدا النظام العراقي وممارساته في قتل المسلمين، سواء أكانت مذابحه البشعة في مواطنيه الاكراد ام خلال حربه مع ايران المسلمة، وتشجيعه وتمويله للعمليات الارهابية في مختلف بقاع العالم. واخيرا، لا آخر، ما عمله في شعب الكويت من قتل وتعذيب..».
ووجه سموه رسائل الى البحرية والبرية كما وجه كلمة وللشعب الكويتي حثهم فيها على الصمود والمثابرة والتلاحم ووحدة الكلمة وترتب النصر باذن الله.
وقال سموه في كلمته لقد كشفت هذه المحنة عن المعدن الاصيل لشعب الكويت، فقد توحدتم في صلابة وتماسك كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا في مواجهة معتد اثيم استخدم ابشع ضروب التعذيب والتنكيل والقتل والنهب، دون ان تلين منكم قناة، فلم يجد العدو منفذا الى صفوفكم، فابطلتم بهذه الوقفة الصلبة دعاواه الكاذبة امام العالم، والتحمتم في اخوة وتكافل طوال المحنة، تتقاسمون القوت، وتتنافسون في تحمل المسؤوليات، وقاومتم حشوده وجحافله بايمانكم الراسخ، وبحبكم الكبير لوطنكم، وبكل ما تملكون من وسائل فبرزت كويت المحبة والسلام حقيقة تشهدها الدنيا في مواجهة العدوان، واضطر الكثيرون منكم الى الخروج من وطنهم تحت طائلة البطش والارهاب، ففتح لكم الاخوة الاشقاء قلوبهم وديارهم لاستضافتكم وسارعوا يقدمون في كرم كل عون ممكن ينفح عنكم جراح الغربة، ومعاناة المحنة، وجمع الله القلوب حول قضيتنا العادلة، فوقف العالم لأول مرة وحدة ترفض ان يفيد الباغي من عدوانه، وصمم على انسحابه غير المشروط، وتطبيق قرارات مجلس الامن كاملة، وقدم الاخوة والاصدقاء ابناءهم وحشدوا تحت مظلة القوات المشتركة: العربية، والاسلامية والصديقة كل امكاناتهم يقاتلون عن هذا الحق في بسالة واصرار.
أيها الاخوة والاخوات،،
وفي انتظار لحظة العودة الى الوطن العزيز محررا مطهرا من الباغين، مصداقا لقوله تعالى: (ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون)، نقف ملحين في الدعاء ان يتغمد الرحمن شهداء قضية التحرير والحق والعدل بواسع رحمته، وتظل قلوبنا معلقة بابناء واخوة واصدقاء، متحملين مرارة الاسر ووحشية الطغاة، ونحمل في الصدور المحبة والتقدير للوقفة الصلبة لاخوة واصدقاء ناصروا قضيتنا وحملوا السلاح دفاعا عنها، وواجهوا المعتدي بحشوده، لم يرهبهم وعيد، ولم تغرهم وعود، ولم تجتذبهم مطامع، بل بذلوا في سخاء وصدق ارواحا غالية، وتحملوا تضحيات جسيمة حماية للقانون الدولي، ورفضوا ان ترتد البشرية مرة اخرى الى شريعة الغاب ومسلك العدوان فالى كل هؤلاء شكر الكويت واجيالها.
ومن أتون الحرب الملتهبة ووسط آلامها يرتفع اليوم صوت الكويت مؤكدا انها سوف تظل كما كانت دائما، عربية الوجه والقلب والوجهة، مهتدية بشريعة الرحمن، ساعية الى السلام والمحبة والتفاهم الدولي واحة أمن وأمان لا تحمل ضغينة لأحد.
ان اهل الكويت يدركون تماما ان ما حل بهم من غدر وخيانة وعدوان انما هو سلوك طغاة لا منهاج امم، وقرار افراد زين لهم الشيطان اعمالهم، لا ارادة شعوب عربية حرة مسلمة، ومع هذا نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وهو نعم المولى ونعم النصير.
وللاخوة والاخوات من اهلنا الصابرين في الكويت اقول: باسمي واسم اخوانكم واخوتكم خارج وطننا العزيز، اننا ندعو الله جلت قدرته ان يعينكم ويهبكم القوة والصبر على البلاء.
ان قلوبنا جميعاً معكم، رافعين اكف الضراعة الى الله العلي القدير ان يساعدكم على ما تتحملون من اعباء الصبر، ويسبغ عليكم رحمته الواسعة وان فرج الله قريب، وما بعد عسر الا يسر ان شاء الله.

ايها الاخوة والأخوات،،،
اننا مقبلون على مرحلة جديدة حاسمة تتطلب منا الاجتماع على كلمة سواء، فلنتسلح لها بالايمان الصادق وما يتنزل معه الرحمن من الرعاية والعون، متخذين من توصيات المؤتمر الشعبي الكويتي المنعقد في اكتوبر من العام الماضي ميثاقاً وطنياً يحكم مسيرتنا القادمة باذن الله، فكويت الغد غير كويت الامس لاختلاف حجم ونوعية ما تواجه من مهام جسام، يتوقف تجاوزها على مدى اعتماد ابنائها على انفسهم، وتصدرهم الصفوف لتحمل الاعباء في عزم مصمم على الانجاز والاتقان.
ان مرحلة التعمير والبناء المقبلة لوطننا هي مرحلة العطاء بلا حدود، مرحلة تتشابك خلالها الايدي في تعاون، وتلتقي القلوب في وحدة وصمود، ويتضاعف العمل في تضحية ونكران للذات.
ولا يفوتني في ختام كلمتي هذه ان اقدم باسم الشعب الكويتي وباسمي جزيل الشكر والتقدير للقوات المسلحة المشتركة في مختلف فروعها، لما قامت وتقوم به في عمليات تحرير الكويت.
(واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) صدق الله العظيم.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:20 AM

[frame="1 80"]
قرارات الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وعدم الانحياز أجمعت على استنكار العدوان العراقي الأمير: عزاؤنا في الغزو أن العالم كله لم ينس للكويت مواقفها ووقفاتها
الحلقة الثلاثون

لم تقتصر جهود الشيخ جابر الاحمد في دعم الجبهة الوطنية وتحفيز الشعب الكويتي على مواجهة العدوان والاحتلال العراقي، ومقاومته بكل الاشكال والصور، بل كانت له جهود حثيثة، وتحركات دؤوبة واسعة النطاق على الساحة العربية والاسلامية من اجل كسب المزيد من الدعم والمساندة للحق الكويتي، سواء من خلال اتصالاته المباشرة ام من خلال المبعوثين الذين كانوا يوفدون حاملين منه رسائل الى ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية.
لقد كانت مواقف الحكومات العربية ـ في الاغلب ـ داعمة ومؤازرة لقضية الكويت وحقه في السيادة والتحرر، وبخاصة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي اجمعت على تحرير الكويت من براثن العدوان والاحتلال العراقي بأي ثمن.
اما على المستوى الاسلامي ومن خلال منظمة المؤتمر الاسلامي على وجه الخصوص، فقد وقفت الدول الاسلامية مواقف رائدة لا تزال الكويت ـ قيادة وحكومة وشعبا ـ تقدرها، وهي مواقف جاءت متناغمة مع اماني وتطلعات الشعب الكويتي وقيادته السياسية، ومع قرارات مجلس الامن الدولي، وقرارات مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي اسهمت بشكل فاعل في توجيه الرأي العام العالمي نحو مأساة الكويت، ومحنتها في ظل الاحتلال، ودعوة المجتمع الدولي للاسراع في تحريرها.
لقد كانت قرارات منظمة المؤتمر الاسلامي واحدة من القرارات التي افقدت النظام العراقي الحاكم في بغداد صوابه، رغم محاولاته خداع العالم الاسلامي بارتدائه رداء الاسلام.
لم يكن هذا كله بالامر السهل، فإن ماضي الكويت وعلاقاته الطيبة بالمجتمع الدولي لم تكن وحدها كافية للحصول على مثل هذا الدعم والمساندة، لولا مكانة الشيخ جابر الاحمد والاحترام الذي كان يحظى به في اوساط رؤساء دول العالم وحكوماتها، وهذا ما لمسه الموفودون من قبله، حيث وجدوا آذاناً صاغية لشرح قضية الكويت، ودعماً لا حدود له من اجل تحريرها بكل الاشكال والصور.. وفيما يلي نماذج من تلك الجهود والتحركات على الساحة العربية والاسلامية:
توجه الشيخ جابر الاحمد بتاريخ 9 اغسطس عام 1990 الى القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربية الطارىء، حيث القى في اليوم التالي كلمة امام الجلسة المغلقة للمؤتمر، حمل فيها القادة العرب مسؤوليتهم التاريخية، ومسؤوليتهم امام ربهم وامتهم وشعوبهم وضمائرهم، وامام العالم اجمع، على وجوب العمل فوراً على انهاء الاحتلال العراقي لدولة الكويت وعودة نظامها الشرعي اليها، وازالة كامل ما ترتب على هذا العدوان الغاشم، وفيمايلي نص الكلمة.

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته،

فخامة رئيس المؤتمر،،
الاخ العزيز الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية،، الاخوة الاعزاء اصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،
احييكم اطيب تحية، وانقل لكم شكر وتقدير الشعب الكويتي لحرصكم على المشاركة في هذه القمة الطارئة بهدف اتخاذ الخطوات الكفيلة بانهاء الاحتلال العراقي لبلدي الكويت، وازالة كامل ما ترتب عليه من آثار، تمكيناً للسلطة الشرعية من ممارسة صلاحيتها. كما اسجل عظيم الشكر والتقدير لفخامة الاخ الرئيس محمد حسني مبارك، الذي لم ترض شهامته وعروبته ان تقف الامة العربية جامدة، في الوقت الذي استنهض العدوان العراقي الغاشم على الكويت همم وحمية دول العالم قاطبة، فتحركت على مختلف المستويات لادانة العدوان ومعاقبة المعتدي، واجباره على سحب قواته الغازية من اراضي الكويت.

ايها الاخوة،،،
انني على يقين من ان العدوان العراقي على بلدنا قد اثار في نفوسكم اعمق مشاعر الالم والاستنكار، وكان ـ وما زال ـ مصدر قلق ومعاناة لكم، وليس ادل على ذلك من استجابتكم الفورية للدعوة الكريمة التي وجهها فخامة الاخ الرئيس محمد حسني مبارك لاستضافة هذا المؤتمر على ارض الكنانة.. ارض العروبة، وبلد المبادىء الثابتة، والدور القيادي الرائد في العمل الصادق لخير الامة العربية وعزتها وكرامتها.

أيها الاخوة،،،
لا أود ان اطيل عليكم بسرد ما جرى قبل العدوان العراقي على بلدي الكويت.. هذا العدوان الذي لم نكن نتصور ـ ابداً ـ ان يقوم به بلد عربي شقيق على جاره البلد العربي الذي شد أزره ووقف الى جانبه في محنته، ولم نتخيل مطلقاً ان ما ادعاه العراق من خلافات حول اسعار النفط، او نزاعات على الحدود، او خلافات في وجهات النظر حول امور اخرى، يمكن ان يتخذه مبرراً لاحتلال الكويت التي عملت دائماً من اجل امن المنطقة واستقرارها، وضحت بالغالي والنفيس في الدفاع عن قضايا امتها العربية والاسلامية، ولم تتوان ابداً في مساعدة الاشقاء والاصدقاء.

أيها الاخوة،،،
ان الكويت لم يصدر عنها اي قول، او فعل يمكن ان يشكل استفزازاً للعراق، او مبرراً للهجوم العراقي عليها، واحتلال كامل اراضيها، بل ان الكويت قد رحبت منذ بداية بالمساعي الحميدة التي قام بها الاخوة القادة العرب وتجاوبت معها. كما استجابت لمساعي الوساطة التي تبلورت في المبادرة المشتركة للاخوين الكريمين: خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك.
ولقد شاركت الكويت بروح ايجابية في اجتماع جدة الذي عقد في نهاية شهر يوليو الماضي برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة، واعلنت الكويت استعدادها لمتابعة الاتصالات والمباحثات مع العراق لحل المشكلة، رغم تصلب الجانب العراقي ومحاولته فرض شروط وطلبات نهائية.
ولقد فوجئت الكويت. كما فوجىء العالم اجمع، وبعد ساعات قليلة من عودة الوفد الكويتي المفاوض في جدة بالغزو العراقي الشامل للكويت براً وبحراً وجواً. حيث زحفت الى بلادنا مئات الدبابات، واجتاحتها عشرات الالوف من الجنود، وعصفت بأجوائها المسالمة مئات الطائرات المقاتلة تنشر الرعب والدمار، حصل كل ذلك رغم الوعود والتأكيدات التي اعطاها الرئيس العراقي للعديد من قادة الدول العربية والاجنبية بعدم استعمال القوة ضد الكويت من اجل حل المشكلة.
وقد اشار فخامة الرئيس محمد حسني مبارك في خطابه التاريخي امس الاول الى تلك الوعود والتأكيدات، التي لم تكن سوى ستار اخفى النظام العراقي خلفه مخططاته لغزو الكويت، واحتلال اراضيها.
ولقد اتضح جلياً لنا وللعالم اجمع ان الهدف الاساسي من العدوان العراقي على بلادنا لم يكن حل نزاع على الحدود، ولا تسوية خلاف على اسعار النفط، وانما كان خطة مبيتة لغزو الكويت واحتلال كامل اراضيها، واسقاط النظام الشرعي فيها تمهيداً لضمها الى العراق، وهو ما اعلنه العراق بالفعل يوم امس الاول، مما يدل دلالة قاطعة على ان لدى العراق نزعة توسعية سوف تتجاوز بالتأكيد حدود الكويت الى دول عربية اخرى. ولقد تمثل ذلك ايضا في الاسلوب غير الانساني الذي اتبعته القوات الغازية في ارهاب المواطنين والبطش بهم، ولجوئها الى السلب والنهب والاعتداء على حرمة المساكن واعراض الناس، كما جلب النظام العراقي الى بلادنا مئات من المرتزقة، ليس بهدف الغزو فحسب، وانما من اجل الاحتلال والاستيطان في بلادنا، انتشر افرادها في الشوارع والطرقات يوسعون النساء ضرباً واذلالاً، لا يراعون حرمة للنساء، ولا كرامة للمسنين من الرجال، ولا ضعفاً للاطفال والصغار.

أيها الأخوة،،
إن الغزو العراقي لبلادنا عدوان سافر لا مبرر له، وانتهاك صارخ للمبادىء والمواثيق العربية والدولية كافة، وهو فوق ذلك وصمة خزي وعار في تاريخ الامة العربية، ولا شك انكم ـ ايها الاخوة ـ تشاركونني مشاعر الالم والاسى التي تعتصر قلبي، لان هذا العدوان الغاشم قد قام به أخ عربي وجار قريب ساعدناه في ضيقه، وايدناه في محنته، وتحملنا من جراء ذلك الكثير من الاخطار واعمال التخريب لمنشآتنا ومرافقنا الحيوية، فلم نتراجع عن مساعدته، ولم نتردد في دعمه وتأييده، واعتبرنا ذلك واجب الاخوة والعروبة وحق الجوار، فلما زال عنه الخطر كافأنا على حسن صنيعنا بارسال جيوشه لغزو بلادنا واحتلال اراضينا.
فهل هذه هي الاخوة؟ وهل هذه هي العروبة؟ وهل هذا هو الجوار؟
ان العدوان العراقي على بلادنا حط بالسلوك البشري الى الدرك الاسفل من شريعة الغاب، وهو تجسيد لما تروجه وسائل الاعلام المعادية عن صورة العربي القبيح الذي لا يراعي عهدا ولا ذمة، يغدر بالاخ والصديق ولا يحترم المواثيق تسكنه نوازع الشر والجشع، ويستأثر على الضعيف والصغير.
ان العدوان العراقي على بلدنا الكويت يشكل سابقة بالغة الخطورة، ليس على المنطقة فحسب بل على العالم بأسره. ولقد وضع هذا العدوان الامة العربية على عتبة مصير قاتم، ان سمح له بالاستمرار والافلات من العقاب.
ويجب على العالم بأسره ان لا يسمح ابدا بغزو البلدان واحتلال الدول واخضاع الشعوب للنزعات التوسعية واحلام العظمة وبناء الامبراطوريات في عهد يشهد العالم فيه توجها صادقا نحو السلام والوفاق والتعايش السلمي بين الشعوب ونبذ اساليب العنف والقتل والدمار باشكالها كافة.

أيها الاخوة الافاضل،،
ان الموقف كما اوضحه الاخ فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، خطير ومتفجر ولا يحتمل تسويفا او تأخيرا، وان خسارة امتنا ستكون جسيمة، فهل نستطيع ان نكون على مستوى مسؤولية حماية امن اوطاننا وامتنا؟ ارجو ان نكون كذلك. وارجو ان يتحقق ذلك دون تهاون او تأخير. ولسوف يؤيدنا الله بنصره، ونسترجع وطننا وحقوقنا بعون الله الذي يحق الحق، ويزهق الباطل، ان الباطل كان زهوقا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في 14 اغسطس عام 1990م اوفد الشيخ جابر الاحمد وزير الداخلية الكويتي الشيخ سالم صباح السالم الصباح الى دولة الامارات العربية المتحدة، حاملا رسالة الى رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تتصل بالاجتياح العراقي لدولة الكويت.
بتاريخ 27 اغسطس عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد رئيس الدورة الخامسة لمنظمة المؤتمر الاسلامي امين عام المنظمة السيد حامد الغابد، وقد تناول اللقاء استعراض الاوضاع الراهنة في المنطقة وفي العالم الاسلامي بعد العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت، وموقف الدول الاسلامية الرافضة لهذا الاحتلال، كما استهدف اللقاء في الوقت ذاته وضع التصور النهائي لتحرك الدول الاسلامية، خصوصا بعد التعنت العراقي، ورفضه لكل القرارات العربية والاسلامية والدولية، ولكل المبادرات السلمية المعلنة.
وفي التاريخ ذاته قام وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية محمد ناصر الحمضان بتسليم رسالة خطية من الشيخ جابر الاحمد الى الرئيس الصومالي محمد سياد بري، استعرض فيها تطورات الوضع في الخليج بعد الاحتلال العراقي لدولة الكويت.
بتاريخ 8 سبتمبر عام 1990م ارسل الشيخ جابر الاحمد الى السيد مشتاق احمد الجيلاني سكرتير الجماعة الاسلامية للشؤون الخارجية في جامو وكشمير ردا على رسالته حيث شكر الجماعة الاسلامية هناك على موقفها في دعم قضية الكويت، وكانت الجماعة الاسلامية قد ابرقت اليه بالاتي:

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:21 AM

[frame="1 80"]حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح.
أمير دولة الكويت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد:
ان الجماعة الاسلامية في جامو وكشمير نيابة عن الشعب الكشميري المسلم، وجبهة تحرير كشمير الاسلامية لتعبّر لكم عن المها الشديد للاجتياح العراقي الآثم للكويت، وتشجب بكل قوة وعزم تلك الهجمة الشرسة على بلدكم المعطاء، وتشجب بقوة كل ما سببته تلك الهجمة من غدر وترويع للمسلمين الامنين وسفك لدماء الابرياء، واغتصاب للاموال والحقوق، وهتك للاعراض والاعراف الاسلامية والانسانية والدولية.
وانني بصفتي سكرتير الجماعة الاسلامية للشؤون الخارجية، كنت زائرا للكويت اثناء الاجتياح الآثم وقد تمكنت بفضل الله من الخروج بصعوبة بالغة عبر الاراضي العراقية الاردنية ووصلت الى الرياض بتار يخ 5/12/1411هـ.
كما انني وجهت خطابا لجميع المراكز الاسلامية في العالم، يعبر عن رأي الجماعة الاسلامية بجامو وكشمير حول الاجتياح العراقي للكويت، وحول ما شاهدته اثناء تواجدي في الكويت. وان الجماعة الاسلامية بجامو وكشمير تؤكد وقوفها بجانب الكويت وشعبه المسلم ضد الاعتداء الشنيع، وضد كل ظالم، وتقديمها كل ما تستطيع من دعم مادي ومعنوي، متضرعة الى المولى ـ عز وجل ـ ان يكشف عن الامة الاسلامية البلاء، وان يلهمها رشدها ويهيىء لها اسباب الامن والقوة، لتستعيد عزها ومجدها ويستعيد الكويت حريته وحقوقه وعطاءه لجميع قضايا المسلمين الحية، انه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بتاريخ 10 سبتمبر عام 1990م وجه الشيخ جابر الاجمد برقية الى المؤتمر الاسلامي العالمي المنعقد في مكة المكرمة لبحث الاوضاع في الخليج، ذكر فيها: ان ما اقدم عليه العراق هو سطو همجي مسلح على الكويت، ولم يكن بأي حال من الاحوال نزاعا على جزء من الارض. وان هذا العدوان الغاشم شرد مئات الالوف من ابناء الكويت اضافة الى تشريد ابناء الدول العربية والاسلامية. وفيما يلي نص البرقية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان الا على الظالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى الى يوم الدين.
ايها الاخوة العلماء،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
قال الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفيء الى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين) صدق الله العظيم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه. التقوى ها هنا. بحسب امرىء من الشر ان يحقر اخاه المسلم».
هذه هي مبادىء الاسلام التي اتخذها شرعة ومنهاجا، وسرنا في هديها، مستنيرين بضيائها، وداعين اليها في كل مناسبة يثور فيها خلاف بين المسلمين.
وانكم تعلمون ـ ولا شك ـ ما تعرضت له دولة الكويت من عدوان سافر وغادر من دولة جارة ومسلمة، هي العراق.. لم ترع حق الجوار ولا حرمة الاسلام في الشهر الحرام. ففي الحادي عشر من محرم اجتاحت القوات العراقية في نحو مائة الف جندي دولة الكويت في هدأة الليل.
واستباحت تلك القوات الاعراض والاموال والدماء.. واتخذت من المساجد والمدارس ومؤسسات الدولة المختلفة ثكنات عسكرية تنشر منها الدمار وتروّع الامنين، فنهبت البنوك والمتاجر والمساكن، وسرقت دار الاثار الاسلامية التي تعتز بها الكويت، وتفاخر بها، وهدمت العديد من المنشآت المدنية او احرقتها.
ونتيجة لذلك، فقد تشرد مئات الالاف من ابناء الكويت، وابناء الدول العربية والاسلامية الاخرى، وسلبت مدخراتهم، وسقط المئات منهم غدرا برصاص الجنود العراقيين.
لقد تحولت ـ ايها الاخوة ـ الكثير من المؤسسات التي كانت تنشر الخير والعدل والسلام في دولة الكويت، الى معتقلات يتلقى فيها ابناؤنا ـ هناك ـ اصناف التعذيب والاذلال. ويردنا كل يوم خبر عن مذبحة جديدة لمواطنين آمنين يقتلون ويمثل بهم في قسوة ووحشية لا يقرها شرع ولا ترضاها ملة، ولا ذنب لهم الا انهم يقولون (ربنا الله).. (ان الله يدافع عن الذين آمنوا. ان الله لا يحب كل خوان كفور. اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير).
ان اما حدث ايها الاخوة، هو سطو مسلح على دولة الكويت، ولم يكن باي حال من الاحوال نزاعا بين دولتين على جزء من الارض.
اخواني علماء الامة الاسلامية،،
لقد كان هذا قدر الكويت التي كانت تتطلع دائما الى التعاون البناء مع الدول الاسلامية فهي الدول من طالب بانشاء محكمة العدل الاسلامية لحل النزاعات التي تنشأ بين الدول الاسلامية، وكان لها الفضل في حل كثير من الخلافات بين الدول العربية والاسلامية، انطلاقا من ايمانها الراسخ بضرورة تسوية المنازعات بين الدول الاسلامية بالوسائل السلمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة، وهو ما نصت عليه رسالة الاسلام، ومبادىء ميثاق منظمة المؤتمر الاسلامي.
وان ما يعزى النفس ان العالم كله لم ينس للكويت مواقفها، فالقرارات الصادرة عن أجهزة منظمة الامم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وجامعة الدول العربية، ودول عدم الانحياز، كلها قد أجمعت على الاستنكار الكامل للعدوان، والمطالبة بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات العراقية، وعودة الحكومة الشرعية الى الكويت. ومع ذلك كله فان حكومة العراق لم تفىء الى امر الله وظلت حتى الان سائرة في غيها، وغير عابئة بنداء العالم قاطبة، بل يحاول العراق صرف الانظار عن الآثار الناجمة عن احتلال الكويت بإثارة مشكلات جانبية، ومبادرات لا تعبر الا عن عنف النظام في العراق وتعنته. وهو بذلك يجر هذه المنطقة من بلاد الاسلام الى حرب تأكل الاخضر واليابس، وسيكون شعب العراق المسلم اول الخاسرين فيها.

أيها الأخوة الأجلاء،،
ان من ركائز الايمان الوقوف مع الحق، ودفع الظلم، وردع الفئة الباغية قولا وعملا، والدعوة الى حكم الله في الطائفة التي تبغي احداهما على الاخرى.
قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعملوا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون، واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا ان الله شديد العقاب). صدق الله العظيم.
بتاريخ 13 سبتمبر عام 1990م تسلم الشيخ جابر الاحمد رسائل من رئيس جمهورية القمر سعيد محمد جوهر، ورئيس غينيا لا نسانا كونتي، ورئيس جمهورية الغابون عمر بونغو، وقد سلم هذه الرسائل في الطائف كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون في جزر القمر الدكتور منارا معيشا ووزير المواصلات الغيني فاسيني تودي، وممثل الرئيس الغابوني مارتانا بونكو... هذه الرسائل جميعها ادانت العدوان والاحتلال العراقي، وشجبت ممارسات سلطات الاحتلال غير الانسانية على ارض الكويت، معبرة عن دعمها المطلق للخطوات والاجراءات كافة، التي اتخذت لتحرير الكويت.
وفي 14 سبتمبر عام 1990م قام الرئيس حسين محمد ارشاد رئيس جمهورية بنغلاديش، بزيارة للشيخ جابر الاحمد في مقره بالطائف، يرافقه وزير الخارجية وسفير بنغلاديش لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث عقد اجتماع مطول بين الطرفين، دار البحث خلاله حول تطورات الاوضاع بمنطقة الخليج العربي نتيجة العدوان العراقي على دولة الكويت، والعلاقات الثنائية بين البلدين المسلمين والشعبين الصديقين.
وفي 15 سبتمبر عام 1990 تسلم الشيخ جابر الاحمد رسالة من الرئيس التونسي زين العبادين بن علي، حملها اليه السيد احمد خالد وزير الثقافة والاعلام التونسي، تتعلق بموقف تونس من العدوان العراقي على دولة الكويت.
بتاريخ 24 سبتمبر عام 19990 وفي اتصال هاتفي مع امير دولة البحرين، استعرض الشيخ جابر الاحمد آخر التطورات لازمة الخليج، سعياً وراء التنسيق مع قادة دول مجلس التعاون قبل بدء بحث الجمعية العامة للامم المتحدة في الازمة.
واكد امير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في حديثه الهاتفي ان تحرك بلاده مع دول مجلس التعاون بخط ثابت لا يقبل المساومة، ويتفق والاجماع الدولي في العمل على تحقيق الانسحاب العراقي الكامل من اراضي الكويت، وعودة الشرعية ممثلة في اميرها الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح.
بتاريخ 25 سبتمبر عام 19990 جرى اتصال هاتفي بين الشيخ جابر الاحمد ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تم خلاله تبادل الرأي حول تطورات الموقف في منطقة الخليج في ضوء استمرار الاحتلال العراقي لدولة الكويت. وقد جدد رئيس دولة الامارات وقوف بلاده وتضامنها مع حكومة وشعب الكويت، وضرورة الانسحاب الكامل غير المشروط، وعدم الاعتراف بضم الكويت، والتمسك بعودة السلطة الشرعية بقيادة امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح.

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:21 AM

[frame="1 80"]أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي في تقديمه لسمو الأمير لإلقاء كلمة أمام مؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي جابـر الأحمـد القائـد المتبصـر لشعـب لـم يتراجــع عــن البــذل
والعطاء ولبلد اشتهر بحب الإسلام ودعم جهود التنمية الدولية
الحلقة الواحد والثلاثون

جهود الأمير على الساحتين العربية والإسلامية

نواصل في هذا الجزء الحديث عن جهود الامير الشيخ جابر الاحمد امير البلاد المفدى من اجل حشد التأييد الدولي لقضايا الكويت العادلة ففي 11 اكتوبر عام 1990 تحدث الشيخ جابر الاحمد امام مؤتمر وزراء الخارجية لمنظمة المؤتمر الاسلامي الذي تتولى الكويت رئاسته في دورته الخامسة. وقد استقبله الوزراء والوفود المشاركة في تظاهرة استثنائية، سادتها اجواء من الترحيب والتأييد لم يعرف مثلها لقاء من لقاءات المنظمة منذ تأسيسها، وقد اثار هذا المشهد شجون احد الوزراء المشاركين، ليقول: «بعد هذا المؤتمر، سيعرف العالم كله براءة الاسلام والمسلمين من «صدام حسين»، ومن النظام العراقي» وما ان انهى كلمته حتى تبعتها عاصفة مدوية من التصفيق.
وكان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي قد قدم الشيخ جابر الاحمد بكلمة ترحيب اشاد فيها بالمنجزات التي تحققت على يده للمسلمين، ووصفه بأنه: (القائد المتبصر لشعب لم يتراجع عن استعداده للبذل والعطاء، ولبلد اشتهر بحبه للاسلام، وباستجابته لمتطلبات التعاون الدولية)، وفيمايلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان الا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين.

اخواني،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
انه لمن حسن الطالع ان يصادف اجتماعنا هذا ذكرى مولد سيد البشرية، «نبينا محمد» ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويسرني ان اغتنم هذه الفرصة لاهنئكم والمسلمين كافة في ارجاء الارض بهذه المناسبة السعيدة.

أيها الاخوة،،،
لقد مضى على اجتماعي بكم في هذا المكان نحو عامين، حيث ناقشنا العديد من قضايا العالم الاسلامي، وكان الحدث المهم في ذلك الوقت هو وقف الحرب العراقية الايرانية التي استنزفت دماء المسلمين وارواحهم واموالهم. واكدت في وقتها ان ذلك كان من ثمار التعاون بين المنظمات العالمية والاقليمية، وان تلك الثمار تحتاج الى صبر ورعاية حتى يستقر في الاذهان نداء السلام على اساس من العدل وحسن الجوار. وقد انطلقت من واجبي كرئيس للدورة الخامسة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في الدعوة الى السلام والى تخفيف حدة التوتر بين الدول الاسلامية. وكانت الكويت اول من دعا الى انشاء محكمة عدل اسلامية للفصل في النزاعات التي تنشأ بين الدول الاسلامية.
وقد كانت آمالنا كبيرة ومشجعة في هذا السبيل، وفي ظل الوفاق الدولي الذي تشهده آفاق التسعينيات من هذا القرن. غير ان تلك الامال اغتالتها على حين غرة نوازع الشر المتأصلة في النظام العراقي، حينما داهمت قواته الكويت الآمنة المطمئنة فجر الحادي عشر من محرم، وهو من الاشهر الحرم التي يحرم فيها القتال، الموافق الثاني من اغسطس من هذا العام، بدعوة مساندة ثورة مزعومة في الداخل. وقد سقط ذلك البهتان حينما لم يجد النظام العراقي كويتيا يقبل التعاون معه، مما جعله يعود عن هذه الاكذوبة الى فرية اخرى ضم بموجبها الكويت الى العراق بناء على حقوق تاريخية مزعومة، لو اتخذت ـ على فرض صحتها ـ مقياساً لاختل البناء الدولي، وتغيرت خريطته السياسية، ولكان العراق اول ضحاياه.

أيها الاخوة،،،
ان النظام العراقي الذي يتشدق اليوم بحمل راية الاسلام والجهاد في سبيله هو ابعد الناس عن ذلك، اذ لم يستمع الى تلك النداءات التي تطالبه بحقن الدماء، والعودة الى الحق، مخالفاً لدعوة الله سبحانه وتعالى: (انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا، واولئك هم المفلحون). ومخالفاً لحديث رسولنا الكريم: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله.. كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه»، فلقد خان النظام العراقي، وكذب، واستحل العرض والمال والدم، فأين الاسلام في هذا كله؟

أيها الاخوة،،
لقد وقفت الدول الاسلامية وقفة حق تستحق الشكر والتقدير، ويتمثل ذلك في بيان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، الذي اكد فيه ما ورد في ميثاق المؤتمر الاسلامي من الالتزام بامتناع الدول الاعضاء في علاقاتها عن استخدام القوة، او التهديد باستعمالها ضد وحدة وسلامة الاراضي، او الاستغلال السياسي لأي دولة عضو. كما ادان المؤتمر التاسع عشر لوزراء خارجية الدول الاسلامية في القاهرة العدوان العراقي على الكويت، واكد رفض أية آثار مترتبة عليه، مع عدم الاعتراف بتبعاته، وطالب بالانسحاب الفوري للقوات العراقية من كامل الاراضي الكويتية حتى تتمكن السلطة الشرعية من ممارسة اختصاصاتها ومهامها، كما كانت قبل الغزو. كما اصدر علماء المسلمين «بيان مكة» الذي اكدوا فيه شجبهم واستنكارهم للعدوان العراقي الآثم على دولة الكويت، ومطالبة المعتدي بالانسحاب التام، وعودة الشرعية الى البلاد.

أيها الاخوة،،،
لقد وقف العالم اجمع معنا في ظاهرة لم تتكرر في تاريخ الدول. هو تصديق لعدالة قضيتنا وحقنا في ارضنا المغتصبة، ولن نقبل كما ان العالم لن يقبل اقل من تنفيذ قرارات مجلس الامن المتمثلة في الانسحاب التام للقوات العراقية وعودة الشرعية الى البلاد. ورغم نداءات السلام المتكررة، فإن النظام العراقي مستمر في غيه، سائر في تنفيذ مخططه الاجرامي في الكويت، مصمم على استدراج المنطقة الى حرب سيكون العراق اول خاسر فيها.
وبعون الله، ثم في مناصرتكم ومناصرة دول العالم الشقيقة والصديقة سيتحقق لنا النصر باذنه تعالى، اما الفئة الباغية في العراق، ففيهم يقول الحق تبارك وتعالى: (وما كان لهم من اولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل).
ان انظارنا، وانظار الامة الاسلامية، تتطلع الى الاجتماع القادم لقادة الدول الاسلامية، المقرر عقده في السنغال في شهر يناير القادم. ونتضرع الى الله تعالى ان يكون معنا هادياً ومرشداً ومعيناً في حل مشاكل امتنا، والانتصار على المصاعب التي تواجهها، وان تتغلب روح الاخاء الاسلامي، ومفهوم العدل المنطلق من الحق على مفهوم القوة وروح الشر.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خير البلاد والعباد، وجمعنا على الحق والهمنا سبل الرشاد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

بتاريخ 21 اكتوبر عام 1990 بعث الشيخ جابر الاحمد برسالة الى رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر احمد العماوي بمناسبة اختتام اعمال المؤتمر العمالي الدولي للتضامن مع شعب وعمال دولة الكويت الذي عقد في القاهرة. وقد ضمنها شكر الكويت وتقديرها للقرارات الصادرة عن المؤتمر، والتي نددت بالعدوان العراقي، وطالبت بالانسحاب الفوري غير المشروط من الاراضي الكويتية المحتلة، وعودة الشرعية الكويتية لممارسة مهامها، وادارة شؤون البلاد وسيادتها.
وقال في سياق هذه الرسالة: «.... ارجو ان تنقلوا للاخوة المشاركين في المؤتمر شكر وتقدير شعب الكويت، وشكري وتقديري على وقفة المؤتمر مع الحق، داعين المولى القدير ان يحق الحق ويزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً...».
بتاريخ 16 نوفمبر عام 1990 اكد الشيخ جابر الاحمد ان الجيش العراقي لم يوجه ضربته الى شعب الكويت فقط بل الى الشعب الفلسطيني ايضاً. وقال في رسالة جوابية وجهها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الى رئيس الجبهة الاسلامية في الجزائر «عباس مدني» بتاريخ 17 نوفمبر عام 1990م: «... منذ ان اقتحمت القوات العراقية الكويت توارت القضية الفلسطينية، واسدل ستار كثيف على ممارسات الاسرائيليين ضد السكان العرب والمسلمين..».
واضافت الرسالة: «... اننا في الوقت نفسه الذي نشاطركم فيه المشاعر نحو الشعب الفلسطيني، نريد منكم ان تلتفتوا الى ما يعانيه اخوتكم في الكويت على يد النظام العراقي الآثم..»

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:22 AM

[frame="1 80"]وفيمايلي نص الرسالة:
الاخ المحترم عباس مدني،
رئيس الجبهة الاسلامية للانقاذ ـ الجزائر،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اشارة الى خطابكم الموجه الى حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، والمؤرخ في الاول من ربيع الثاني 1411هـ الموافق 20 اكتوبر 1990م، فقد امر ـ سموه ـ بتوجيه هذا الخطاب لكم شعوراً منه بالمسؤولية المشتركة تجاه القضية الفلسطينية، ولتوضيح بعض الحقائق التي سيكون لمعرفتكم بها ابلغ الاثر في تصور مدى ما تعرضت له الكويت وشعبها من كارثة فادحة وظلم عظيم.
اولاً: لقد كان للكويت دور كبير في دعم القضية الفلسطينية، فقد انبثقت حركتها من الكويت منذ البداية، وانطلق من ارض الكويت وبدعم منها عشرات القادة الفلسطينيين، منهم ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية الذي اشاد مراراً الى دور الكويت البارز في مساندة الثورة الفلسطينية، ودعم صمود شعبها، وقد قامت الكويت بذلك انطلاقاً من شعورها بواجبها العربي والاسلامي في مساندة حركات التحرير العربية. ولعلكم تتذكرون موقف الكويت الواضح والعملي على الصعيد الرسمي والشعبي من اخواننا المجاهدين في الجزائر اثناء حرب التحرير المجيدة.
ثانياً: استضافت الكويت رغم صغر مساحتها مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني الذين يمثلون اكبر جالية في دولة الكويت، وقد كان هؤلاء يقومون بمساندة اخوانهم في الاراضي العربية المحتلة ويدعمون صمودهم امام الاحتلال، وتتعاون معهم دولة الكويت وشعبها في تمويل الكثير من المدارس والجامعات والهيئات الخيرية في الاراضي المحتلة، ويشكل ذلك الدعم المستمر مصدر قلق وازعاج للعدو الاسرائيلي الذي كان يبحث على الدوام عن وسائل لايقاف ذلك الدعم بشتى الطرق. وقد تحقق لاسرائيل هذا الامر وبشكل كامل مكنها من احكام قبضتها على الانتفاضة الفلسطينية حينما غزا النظام العراقي الكويت، فتوقف المدد عن الانتفاضة، واصبح الكثير من الاخوة الفلسطينيين المقيمين في الكويت وقد فقدوا مدخراتهم، او تدهورت قيمتها نتيجة الاجراءات الاقتصادية العراقية، واصبحت آلاف الاسر الفلسطينية التي كانت تعتمد على اقاربها في الكويت، لا تجد ما يسند مقاومتها وصمودها في وجه الاحتلال الاسرائيلي. وبدأت هجرة جديدة مجهولة المصير لآلاف الفلسطينيين المقيمين في الكويت للبحث عن مأوى جديد يقبل ان يستضيفهم في سماحة ويسر، كما كانت عليه الحال في الكويت. وهكذا نجد ان الجيش العراقي لم يوجه ضربته الى شعب الكويت فقط. بل الى الشعب الفلسطيني ايضاً، سواء المقيم منه في الكويت ام ذلك الذي يعيش في داخل الارض المحتلة.
ثالثاً: لقد دعوتم في ندائكم «البند 9» الحكومات العربية المتنازعة في الخليج الى فض نزاعها بسحب قوات الاحتلال العراقي من الكويت، واجلاء القوات الاجنبية الموجودة في الخليج العربي، والتوجه بقواتها وسائر امكاناتها الى مواجهة العدوان اليهودي في فلسطين. بغض النظر عن القوات الاجنبية الدولية التي ما كانت لتحضر الى الخليج لولا العدوان العراقي على الشرعية الدولية المتمثل في احتلاله للكويت، ومسحها من خارطة العالم. ولعلكم ظننتم كما ظن الشعب الكويتي العربي المسلم ان القوات العراقية هي الاداة التي ستحرر فلسطين، غير ان الامر قد انكشف اليوم، فالنظام العراقي قد اهل جيشه واعده لضرب دولة عربية مسلمة جارة، بل تعدى ذلك الى ضرب العرب والمسلمين انفسهم، فمنذ ان اقتحمت القوات العراقية الكويت توارت القضية الفلسطينية، واسدل ستار كثيف على ممارسات الاسرائيليين ضد السكان العرب والمسلمين. وادى ذلك ـ ايضاً ـ الى تفتيت التضامن العربي والاسلامي، واصبحت صورة الامة العربية والاسلامية امام المجتمع الدولي صورة مهلهلة، ولا تعكس ما كانت عليه من اشراق حضاري.
ويحاول النظام العراقي اقناع العالم العربي والاسلامي بأنه لا يمكن تحرير فلسطين قبل تحرير الاقطار العربية الواقعة على الخليج العربي كافة. قال تعالى: (انظر كيف يفترون على الله الكذب، وكفى به اثماً مبيناً).
رابعاً: اننا في الوقت نفسه الذي نشاطركم فيه المشاعر نحو الشعب الفلسطيني نرجو ان تلتفتوا الى ما يعانيه اخوتكم في الكويت على يد النظام العراقي الآثم، فمنذ الثاني من شهر اغسطس الماضي تم تشريد ما يزيد على مليون مواطن ومقيم، واستولت السلطات العراقية على ممتلكاتهم واموالهم بعد ان استساغت عملية القتل وهتك الاعراض، كما انها نهبت نهباً منظماً وشاملاً لكل مرافق الدولة والمؤسسات الاهلية، فقد تم نقل معظم محتويات المدارس والمستشفيات والمتاجر الى بغداد، ومنذ ثلاثة اشهر يتم يوميا اعدام العشرات من المدنيين دون ذنب، وذلك بعد ان يتعرضوا لاصناف التعذيب الوحشي، وغير الاخلاقي الذي يتنافى ومبادىء الاسلام التي تؤكد على تحريم ظلم المسلم لاخيه المسلم. تصديقاً لقول رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».
لم يرع النظام العراقي حق الجوار ولا حرمة الاسلام في الشهر الحرام، فاستباحت قواته الاعراض والاموال والدماء، واعتدت على حرمة المساجد فأقفلت بعضها ومنعت المصلين من اداء الفريضة.
وكانت قوات البغي العراقية متناسية بأعمالها هذه ما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعاً).
وختاماً، نرى ان يقبل العراق بأسرع وقت تنفيذ قرارات مؤتمر القمة العربي، وقرار وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي، وقرارات مجلس الامن الدولي من اجل ان تتضافر جميع الجهود، ونوجه كل قوانا لمساندة اخواننا الفلسطينيين.
فما يحدث في الكويت الان من ممارسات جيش الاحتلال العراقي يفوق كثيراً ما حدث، ويحدث لاخواننا الفلسطينيين في الاراضي العربية المحتلة، ناهيك عن انها تأتي من دولة عربية مسلمة وجارة.
ولعلكم تشاركوننا القول بأن من ركائز الايمان الوقوف مع الحق، ودفع الظلم، وردع الفئة الباغية قولا وعملا، والدعوة الى حكم الله في الطائفة التي تبغي احداهما على الاخرى. قال تعالى: (ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) صدق الله العظيم.
وفقنا الله جميعا لخدمة امتنا العربية والاسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

صباح الاحمد الجابر الصباح
نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية

وفي التاريخ ذاته، اي في 16 نوفمبر عام 1990م استقبل الشيخ جابر الاحمد في مقر اقامته في الطائف رئيس جمهورية السنغال عبدو ضيوف والوفد المرافق له. وقد عقدا اجتماعات بحضور الجانبين، حيث دار البحث خلاله حول تأجيل موعد انعقاد مؤتمر القمة الاسلامي السادس في داكار الى موعد يتم الاتفاق عليه لاحقا مع القادة المسلمين. كما تم البحث في آخر تطورات الوضع في منطقة الخليج والعلاقات الثنائية بين البلدين.
بتاريخ 17 نوفمبر عام 1990م اجتمع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور حامد الغابد الى الشيخ جابر الاحمد. وقال بيان رسمي صادر عن الديوان الاميري، ان الدكتور الغابد قدم الى سمو الامير تقريرا عن جولته الاخيرة في بعض الدول الافريقية الاعضاء في المنظمة.
بتاريخ 21 نوفمبر عام 1990م وفي رسالة موجهة من اللجنة الوطنية التونسية النسائية الى الشيخ جابر الاحمد تعرب فيها عن تضامنها ودعمها لصمود الشعب الكويتي ضد الاحتلال العراقي للكويت، مؤكدة رغبة عضوات اللجنة في التطوع لخدمة القضية الكويتية الى ان تعود الكويت حرة مستقلة، كما اعربت اللجنة، وهي اللجنة المنبثقة عن اللجنة الوطنية التونسية لمساندة الشعب الكويتي، في رسالتها التي سلمت الى سفير دولة الكويت في تونس عبدالمحسن الجيعان: اننا نعاهدكم على التطوع لخدمة القضية الكويتية التي آمنا بها وسخرنا انفسنا لها لخدمة الحق والعدل، ونحن واثقات من ان الجور والتعسف والاضطهاد لن يزيد الشعب الكويتي الا ايمانا وثباتا وقوة وارادة ليعيش حرا كريما.
وقد أشارت رئيسة اللجنة الى ان هناك جهودا حقيقية لانشاء لجان نسائية اخرى في مختلف انحاء تونس لتكثيف النشاطات المساندة للشعب الكويتي على المستويات العربية والدولية.
بتاريخ 29 نوفمبر عام 1990م تسلم الشيخ جابر الاحمد رسالة من اخيه امير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، تضمنت دعوة لحضور اجتماعات الدورة الحادية عشرة للمجلس الاعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المزمع عقدها في الدوحة. وقد قام بتسليم الرسالة عبدالله بن صالح المانع وزير المواصلات والنقل القطري.
بتاريخ 22 ذيسمبر عام 1990م غادر الشيخ جابر الاحمد مدينة الطائف متوجها الى الدوحة على رأس وفد دولة الكويت لحضور اعمال القمة الحادية عشرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انعقد تحت شعار التحرير والتغيير حيث بدأ المؤتمر اعماله ـ بالتاريخ ذاته ـ بكلمة لامير دولة قطر، اكد فيها ان العدوان الذي وقع على ارضنا وشعبنا في الكويت العزيزة عدوان علينا جميعا. ان الكويت دولة مستقلة ذات سيادة، لكنها بالنسبة لنا قطعة من نفوسنا، وجزء لا يتجزأ من تراب وطننا الخليجي. وخلال الاشهر القليلة الماضية اثبتنا انه بالوقوف صفا واحدا نستطيع ان نواجه الاثم والعدوان وسينتهي الغزو العراقي للكويت الشقيقة باذن الله.
وقال من موقع المسؤولية التاريخية: لقد أجمعت قراراتنا العربية والاسلامية، والقرارات الدولية على وجوب انهاء العدوان العراقي بتنفيذ ما تقضي به هذه القرارات من سحب العراق جميع قواته فورا، ودون قيد او شرط، وعودة حكومة الكويت الشرعية بقيادة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح، الا ان العراق لم يستجب لهذه القرارات، واصر على موقفه الرافض لها، مما حدا بمجلس الامن الدولي الى اصدار قراره الاخير في 29 نوفمبر الماضي باجازة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتنفيذ قراراته الصادرة بشأن العدوان العراقي على الكويت. واقتناعا منا بضرورة استنفاد جميع سبل الحل السلمي، فقد رحبت دول المجلس كذلك بمبادرة الرئيس الامريكي باجراء مباحثات مباشرة بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق في اطار هذا القرار الاخير، وتحقيقا لاهدافه املين ان يستجيب العراق لنداءات السلام وان يحكم صوت العقل ليجنب منطقتنا والعالم اجمع اخطار الحرب.
ويمضي الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني امير دولة قطر، فيقول. لقد قلب العدوان العراقي كل الحقائق والموازين التي كنا نعهدها من المسلمات في ثوابت العلاقات العربية، ومفهوم الامن الخليجي، والامن العربي. والمدى الذي لا يصح لخلافاتنا العربية ان تتجاوزه، حفاظا على كيان امتنا العربية، ومصيرها المشترك، وجاء ذلك العدوان بما نجم عنه من تصدع التضامن العربي وانتكاس العمل العربي المشترك، وزعزعة امن واستقرار منطقتنا الخليجية والعربية، ليطرح بالحاح ضرورة وضع استراتيجية واضحة ومتكالمة حول السياسات التي يتعين اتباعها في المستقبل لتلافي تكرار وقوع مثل هذا العدوان، ووضع قواعد اكثر صلابة لعلاقات اكثر صحة بين دولنا العربية.
ويستعرض الشيخ خليفة بن حمد الوضع الخليجي بعد المحنة التي المت بالمنظومة الخليجية، فيؤكد باصرار كبير على الجانب الامني لكونه مفتاح السلام والامن والامان، فيقول: ان الازمة الراهنة بكل وطأتها وخطورتها تحتم علينا اعادة النظر وتقييم بعض اوجه مسيرة مجلسنا الخليجي، فلا يمكن ان تمضي الامور بعدما حدث في الثاني من اغسطس الماضي كما كانت قبله. وكما ان لكل مرحلة تحدياتها. فان لها كذلك مهامها واولوياتها. ونحن نحتاج اكثر من اي وقت مضى الى تعزيز اواصر تكاملنا، ووضع الاسس العملية لعلاقات اكثر شمولا بين دولنا التي لا يوجد بين شعوبها اي خلافات. كما اننا نحتاج نظرة جديدة الى اسلوب عملنا والى اقامة نظام امني اكثر فاعلية، يتيح لمجلس تعاوننا الخليجي القدرة على مواجهة تحديات ما بعد الازمة، ووقاية منطقتنا من مخاطر تكرار العدوان عليها، ويكفل لشعوبها حياة حرة كريمة في ظل الاستقرار الضروري الذي يتيح لها توجيه ما تملكه من قدرات لاستكمال مقومات تنميتها الشاملة.

«يتبع»
[/frame]

Nathyaa 15-01-2006 10:22 AM

[frame="1 80"]بتاريخ 23 ديسمبر عام 1990م تابع الشيخ جابر الاحمد اتصالاته ولقاءاته مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي لبحث تطورات الازمة الراهنة، وسبل انهاء الاحتلال العراقي للكويت. هذا وقد خاطب عددا من زعماء العرب والاجانب من خلال رسائلهم منها: رسالتان من الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس السوفياتي ميخائيل جورباتشوف اكدتا على سياسة بلديهما تجاه ازمة الخليج، وضرورة انهاء الاحتلال العراقي لدولة الكويت، واعادة الشرعية اليها.
بتاريخ 22 يناير عام 1991م اعرب الشيخ جابر الاحمد عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على الدور الكبير الذي قامت به المملكة العربية السعودية تجاه الكويت والكويتيين منذ بداية ازمة الاحتلال العراقي للكويت وحتى عمليات التحرير. جاء ذلك في برقية وجهها الى خادم الحرمين الشريفين، مؤكدا ان ما قامت به المملكة العربية السعودية كان عملا بطوليا نادرا، مخاطبا خادم الحرمين الشريفين بان تحمل المسؤولية كاملة غير منقوصة.. وفيما يلي نص البرقية:
صاحب الجلالة الاخ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أما وقد بدأت عمليات تحرير بلدكم الكويت من رجس الطغاة فقد وجب ذكر الفضل لذويه. اما الشكر، فمهما كانت عباراته فهو لا يفي بما لكم شخصيا، وللشعب السعودي الكريم من ماّثر. لقد احتضنتمونا من اول يوم المأساة برحابة صدر لا نظير لها، ولم تدخروا وسعا في تخفيف حدة المصيبة، ثم تحملتم عبء المبادرة لتحرير بلدكم الكويت، ووضعتم كل امكاناتكم في المقدمة، وهو عمل بطولي نادر، حيث حملتم عبء المسؤولية كاملة غير منقوصة وبكل سخاء معرضين شخصكم الكريم وشعبكم النبيل لاعظم المخاطر.
لهذا احببنا ان نذكر بالخير ما غمرتمونا به سائلين المولى ـ جل وعلا ـ ان يجزيكم عنا وعن ابنائكم اهل الكويت خير الجزاء. فباسم ابنائكم أهل الكويت وباسمى اقدم لكم جزيل الشكر والعرفان بالجميل، مؤكدا لكم ان ابناء الكويت الذين احتضنتموهم يضعون انفسهم تحت تصرفكم للمشاركة في حماية أرض المملكة، ومقدساتها الاسلامية، داعين لكم بالتوفيق والسداد.

حفظ الله المملكة السعودية، وشعبها من كل مكروه
اخوكم
جابر الاحمد الجابر الصباح
امير دولة الكويت

وجاء رد خادم الحرمين الشريفين في اروع صورة من صور الشهامة العربية، وشفافية الروح، وسمو الوجدان في العلاقة بين بلدين وشعبين. لقد قدم خادم الحرمين الشريفين لدول العالم، وخاصة الدول العربية والاسلامية اروع نموذج للعلاقات الانسانية وحسن الجوار بين دولة واخرى نأمل ان يستوعبها البعض لانها باتت جزءا من مسيرة منطقتنا وتاريخها.. وفيما يلي نص البرقية:
صاحب السمو الاخ جابر الاحمد الصباح
أمير دولة الكويت، خفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلقد تلقيت ببالغ التقدير برقيتكم الاخوية التي عبرتم فيها عن مشاعركم النبيلة بصدق المؤمن الواثق من نصر الله منوهين بما مكن الله به البلد قيادة وشعبا من الوقوف الى جانب الحق وردع العدوان والتصدي للاحتلال الغاشم، وكلها قيم تنبع من عقيدتنا الاسلامية التي تحض على نصرة الحق ودحض الباطل. وان وقوف المملكة العربية السعودية الى جانب الكويت الشقيقة منذ بدء الاحتلال العراقي الاثيم لدولة الكويت، وحتى بدء العمليات الحربية لتحريرها ان شاء الله، انما يمثل الواجب الاخوي الذي تمليه علينا روابط العقيدة الاسلامية والدم واللغة، واواصر المودة، وواجب حسن الجوار.
وهو بعد ذلك وقوف الحق في وجه الباطل حتى يعود المعتدي الى طريق الصواب، وتعود الامور الى ما كانت عليه بمشيئة الله قبل الثاني من اغسطس (آب) لعام 1990م.
أقدر لأخي الكريم ما حملته برقيتكم من مضامين كريمة تنم عن نبل سجاياكم المعهودة، ونسأل الله العلي القدير ان ينصر كلمة الحق، وان يحمي الكويت الشقيقة قيادة وشعبا، ويرد عليها سيادتها وامنها واستقرارها تحت قيادتكم الحكيمة، انه سميع مجيب.

أخوكم
فهد بن عبدالعزيز

بتاريخ 25 يناير عام 1991م اشاد الشيخ جابر الاحمد بخطاب الرئيس حسني مبارك امام مجلس الشعب والشورى المصري، واكد ان الكويتيين لن ينسوا وقوف مصر مع الحق والعدل. ونوه في برقية شكر وجهها للرئيس مبارك حول ما تضمنه خطابه من كشف للحقائق. وفيما يلي نص البرقية:
سيادة الاخ الرئيس محمد حسني مبارك، حفظه الله
رئيس جمهورية مصر العربية ـ القاهرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،. وبعد:
فلقد تابعت الاستماع الى خطابكم التاريخي في مجلس الشعب والشورى يوم اول من امس الخميس، لقد كنتم كما عهدناكم دائما على سجيتكم الكريمة من حيث الوضوح، فكشفتم الحقائق بدون زيف، كعادتكم كنتم رجل المبادىء الذي يقف مع الحق والعدل. وهذا ليس مستغربا على ابن الكنانة البار الذي ينطق باسم الشعب العربي الشقيق في مصر العزيزة.
فباسم شعب الكويت وباسمي تقبلوا يا سيادة الاخ مجددا خالص الشكر وعميق التقدير على ما تضمنه خطابكم من عبارات اخوية سوف لن ينساهاالكويتيون، فجزاكم الله عنا خير الجزاء، وحفظ الله ارض الكنانة وشعبها من كل مكروه، وسدد على دروب الخير خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخوكم
جابر الاحمد الجابر الصباح
امير دولة الكويت

بتاريخ 3 فبراير عام 1991م غادر وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح الى طهران حاملا رسالة خطية من الشيخ جابر الاحمد الى الرئيس الايراني علي اكبر هاشمي رفسنجاني تناولت آخر تطورات الوضع في الخليج.
كما سلم المبعوث رسالة مماثلة الى الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية وصرح عقب اللقاء الذي استغرق ثماني واربعين دقيقة بانه نقل رسالة من سمو امير دولة الكويت لاخيه الرئيس محمد حسني مبارك تتعلق باخر التطورات الراهنة في الخليج، والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
بتاريخ 7 فبراير عام 1991م غادر وزير المالية الشيخ علي الخليفة الصباح الطائف متوجها الى البحرين، ومنها الى الجزائر في اطار جولة رسمية تشمل سبع دول افريقية، حاملا رسائل من الشيخ جابر الاحمد الى قادة هذه الدول تتعلق بتحرير الكويت والوضع الراهن في المنطقة.
وفي التاريخ ذاته استقبل الشيخ جابر الاحمد بالطائف الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور حامد الغابد الذي اطلعه ـ بصفته رئيس الدورة الخامسة للمنظمة ـ على النشاطات التي تقوم بها المنظمة في الوقت الراهن، وخلال حرب تحرير الكويت.
وقال الدكتور الغابد بعد هذا اللقاء: انه تلقى توجيهات وآراء سموه حول سير العمل في منظمة المؤتمر الاسلامي. واشار الى ان المنظمة تركز نشاطها حاليا على تنفيذ قرارات مؤتمر وزراء الخارجية المتعلقة بالانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات العراقية من الكويت، وعودة الحكومة الشرعية.
بتاريخ 21 فبراير عام 1991م اكد الشيخ جابر الاحمد رفض الكويت لكل المبادرات الهادفة الى وقف اطلاق النار دون التزام. ومباشرة النظام العراقي بالانسحاب من الكويت، وبتطبيق جميع قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة بالقضية الكويتية.
وشدد على ان الحرب الدائرة لتحرير الكويت تمثل جهدا دوليا مشروعا في مواجهة التعنت العراقي ضد النداءات الدولية كما انها تأتي بعد ان استنكر العالم بكل مؤسساته عدوانه على دولة الكويت، وسلك جميع السبل السليمة الكفيلة بحمل النظام العراقي على الانصياع للارادة الدولية... جاء ذلك في كلمة القاها نيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في الاجتماع المشترك للدول الاعضاء في هيئتي مكتبي مؤتمر القمة الاسلامي الخامس، والمؤتمر الاسلامي التاسع عشر لوزراء الخارجية الذي عقد في القاهرة... فقد اكدت الكلمة على: «... ان الحرب المشروعة والدائرة في منطقتنا، والتي تأتي تنفيذا لقرار مجلس الامن 678 لاجبار النظام العراقي على الامتثال للشرعية الدولية، انما تمثل بحق جهدا دوليا مشروعا في مواجهة التعنت والرفض العراقي المتواصل لكل النداءات الدولية، كما انها تأتي بعد ان استنفد العالم بكل مؤسساته ومسؤولياته كل السبل السليمة الكفيلة بحمل النظام العراقي على الانصياع للارادة الدولية.
ومن هنا، فان بلادي التي آلمها جرح الغدر ومرارة الاحتلال ترفض تلك المبادرات الهادفة الى وقف اطلاق النار دون التزام، ومباشرة من النظام العراقي بالانسحاب من الكويت، والالتزام بجميع قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة»...
وفي التاريخ ذاته، اي في 21 فبراير عام 1991م، تلقى الشيخ جابر الاحمد برقيات تهنئة بالعيد الوطني الثلاثين لدولة الكويت من اخوانه قادة الدول العربية الشقيقة، وقادة الدول الاسلامية والصديقة، عبروا فيها عن تهانيهم الحارة لشعب الكويت، كما اعربوا فيها عن تضامنهم ومساندتهم لكفاح الشعب الكويتي وصموده ضد الاحتلال العراقي.
مع خيوط فجر يوم الثلاثاء 26 فبراير 1991م انقشعت الغمة وولى المحتل هاربا يجر أذيال الخيبة والمهانة والفشل الذريع، تاركا وراءه ـ كأي مجرم حرب في تاريخ البشرية ـ الدمار والخراب وآلام الثكالى، لكن عزاء الكويت في كل كلمة هو سيل التهاني التي تلقاها الشيخ جابر الاحمد في اليوم التالي من قادة دول العالم الشقيقة والصديقة، ورؤساء حكوماتهم، يهنئونه بعودة الكويت حرة مستقلة، وعودة شعب الكويت وقيادته السياسية الى تراب وطنهم.

«يتبع»
[/frame]


الساعة الآن 05:42 PM

جميع الحقوق محفوظة لـ الشبكة الكويتية

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الشبكة الكويتية ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر