albader
27-07-2005, 10:42 AM
ياناااااس .. تعلموا الرومانسية ..
أعرف أنه عنوان غريب ، وطلب أغرب .. لكنه ضرورة مهمة جداً من ضروريات الحياة في عصر الحديد والمسلح و الفيبرجلاس .
و أعرف مسبقاً أن الكثير منكم سيجيبني بأن الرومانسية طبع شخصي قد لا يتوفر عند كل الأشخاص بسبب البيئة أو النشأة أو التعود .. أو لاعتبارات اجتماعية أخرى لا مجال لذكرها هنا ..
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الصبر بالتصبر والحلم بالتحام والعلم بالتعلم " .. أي أنه من الممكن أن يكتسب كل منا الصفة التي يشاء والخلق الذي يرغب فقط بالمداومة والإصرار والممارسة ..
وأنا هنا لا أتحدث عن المعنى القاصر للرومانسية بين الرجل والمرأة .. بل أعني به الرومانسية كفن تعامل كامل في الحياة مع أنفسنا ومع من حولنا ومع ما حولنا .
فالرومانسية هي فن التعامل مع كل الأشخاص والأشياء والمعاني على حد سواء بحب واهتمام ..
فعندما ننظر لذواتنا في المرآة فنرى انعكاس صورتنا علينا أن نحب هذه الصورة مهما كنا نراها غير جميلة فحبنا لنا هو الذي سيجعلنا نقول : اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي .. وهو الذي سيجعلنا نسارع لتعديل وتحسين ما استقبحناه منها من بعض الكيلوجرامات الزائدة أو النحول أو الشحوب البادي أو الشعر الكث أو لحية غير مهذبة أو هندام غير مرتب أو أي شئ من الأشياء التي تندرج تحت قوله صلى الله عليه وسلم :" إن الله جميل يحب الجمال "
وتعاملنا برومانسية مع من حولنا من أهلنا وذوينا بصفة عامة سيعلمنا أن نتقبلهم على ما ههم عليه من عيوب ونحاول باستمرار تفهم وإيجاد الأعذار لهم وسيجعل منا ملجأ حنونا لهم إذا ضاقت بهم الدنيا .. فلا نتصور أخطائهم على أنها نهاية الدنيا ، وسيعطينا ذلك مساحة من الصبر معهم كفيلة بالابتسام في وجههم وطلب رضاهم وودهم مهما فعلوا .. ولا نرد لهم الكيل كيلين ..
وعن زملاء العمل والذين ينقسمون عادة إلى مقربين ودودين وهم من لا نجد عناء في التعامل معهم بحب لأن ذلك يتدفق تلقائياً من قلوبنا لهم فنحب لهم الخير ونفرح لتطورهم وتقدمهم الوظيفي والاجتماعي ..
وقسم ثاني وهو الأصعب ممن يفرض علينا التعامل معهم بالرغم من أنهم مصدر إزعاج لنا .. وهنا يكون المحك ، فتعاملنا مع هؤلاء برومانسية سيجعلنا نتغاضى عن صغائر الأمور وستكون كثيرة منهم ثم مع الوقت وبسبب ردود أفعالنا الهادئة ستقل إساءتهم إلينا تدريجياً .. لاسيما وإن أجبرنا أنفسنا على التلطف أو التبسم بصورة أكبر والسؤال عن أحوالهم بصورة ودودة مع هذه الشريحة بالذات .
وهناك صنف آخر قد نواجهه داخل العائلة أو في العمل وهم المنافسين غير الشرفاء أو بمعنى آخر الحاسدين والمثبطين الذين لا يتوانون في إظهار السوء لنا والحقد علينا دونما سبب .. وهم أقسى صنف علينا أن نروض أنفسنا للتعامل معهم بحب أو بود على الأقل .. فعلى سبيل المثال نستطيع أن نحتك بهم أكثر ونشركهم في نجاحاتنا على أنهم جزء منها بعد أن كنا نتحاشاهم .. وأن نستقبل ردود أفعالهم السلبية تجاهنا بابتسامة رضى و تفهم ونظرة تنم عن فهمنا العميق لدخائل أنفسهم بطريقة تجعلهم مجبرين على تدارك موقفهم اتجاهنا .. وكأنهم مرضى علينا معالجتهم .
ثم نأتي للأشياء من حولنا .. وبالتأكيد لن أطلب منكم التحدث معها أو الابتسام لها وإلا لظننتم أن مكاني الطبيعي في أحد المصحات النفسية نسأل الله العافية ، لكن دعونا فقط لا نعاملها بجفاء فمثلاً الحجرة التي أقضي فيها الساعات الطوال في المنزل أو في العمل ما المانع في أن أجعلها مكاناً نظيفاً مرتباً مريحاً بألوان وإضاءة هادئة ومريحة محببة لنفسي ..
ما المانع أن أتحسس قطعة الملابس التي سأرتديها بعد قليل بدلاً من أن إلقائها على السرير أو على المنضدة ثم أجذبها وأضعها على جسدي .. ما المانع من أن أبقي كل غرض من أغراضي فوق مكتبي أو في الدرج في مكانه الصحيح الخاص به بدلاً من إلقائه دون اهتمام أو مبالاة ، فيبدوا سطح مكتبي أشبه بحجرة غادرها للتو عشرة أطفال .. والطعام الذي هو وقود أجسادنا لما نتعامل معه وكأنه عدو لدود ننتقم منه فنلتهم منه ما لذ وطاب ونحشره في أفواهنا حشراً دون أن نمنح أنفسنا الوقت للاستمتاع به أو ذكر اسم الله عليه وشكره ثم نشتكي من التخمة والسمنة
هذه التصرفات البسيطة لن تؤثر في الجمادات لكنها ستكسبنا نحن راحة وهدوء نفسي يجعلنا نشعر بالتناغم مع كل من حولنا وما حولنا ..
إن الرومانسية هي فن الاستمتاع بالحياة والإقبال عليها في اعتدال وليس في شره .. حتى في العبادات المفروضة فحبنا لها يجعلنا حريصين عليها لحرصنا على رضى الخالق سبحانه .. وشتان بين من صلى خوفاً من أب أو أم أو معلم ومن صلى خوفاً من ربه سبحانه متلذذاً بمناجاته وقربه ..
يقول تعالى : " وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا "
أعرف أنه عنوان غريب ، وطلب أغرب .. لكنه ضرورة مهمة جداً من ضروريات الحياة في عصر الحديد والمسلح و الفيبرجلاس .
و أعرف مسبقاً أن الكثير منكم سيجيبني بأن الرومانسية طبع شخصي قد لا يتوفر عند كل الأشخاص بسبب البيئة أو النشأة أو التعود .. أو لاعتبارات اجتماعية أخرى لا مجال لذكرها هنا ..
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الصبر بالتصبر والحلم بالتحام والعلم بالتعلم " .. أي أنه من الممكن أن يكتسب كل منا الصفة التي يشاء والخلق الذي يرغب فقط بالمداومة والإصرار والممارسة ..
وأنا هنا لا أتحدث عن المعنى القاصر للرومانسية بين الرجل والمرأة .. بل أعني به الرومانسية كفن تعامل كامل في الحياة مع أنفسنا ومع من حولنا ومع ما حولنا .
فالرومانسية هي فن التعامل مع كل الأشخاص والأشياء والمعاني على حد سواء بحب واهتمام ..
فعندما ننظر لذواتنا في المرآة فنرى انعكاس صورتنا علينا أن نحب هذه الصورة مهما كنا نراها غير جميلة فحبنا لنا هو الذي سيجعلنا نقول : اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي .. وهو الذي سيجعلنا نسارع لتعديل وتحسين ما استقبحناه منها من بعض الكيلوجرامات الزائدة أو النحول أو الشحوب البادي أو الشعر الكث أو لحية غير مهذبة أو هندام غير مرتب أو أي شئ من الأشياء التي تندرج تحت قوله صلى الله عليه وسلم :" إن الله جميل يحب الجمال "
وتعاملنا برومانسية مع من حولنا من أهلنا وذوينا بصفة عامة سيعلمنا أن نتقبلهم على ما ههم عليه من عيوب ونحاول باستمرار تفهم وإيجاد الأعذار لهم وسيجعل منا ملجأ حنونا لهم إذا ضاقت بهم الدنيا .. فلا نتصور أخطائهم على أنها نهاية الدنيا ، وسيعطينا ذلك مساحة من الصبر معهم كفيلة بالابتسام في وجههم وطلب رضاهم وودهم مهما فعلوا .. ولا نرد لهم الكيل كيلين ..
وعن زملاء العمل والذين ينقسمون عادة إلى مقربين ودودين وهم من لا نجد عناء في التعامل معهم بحب لأن ذلك يتدفق تلقائياً من قلوبنا لهم فنحب لهم الخير ونفرح لتطورهم وتقدمهم الوظيفي والاجتماعي ..
وقسم ثاني وهو الأصعب ممن يفرض علينا التعامل معهم بالرغم من أنهم مصدر إزعاج لنا .. وهنا يكون المحك ، فتعاملنا مع هؤلاء برومانسية سيجعلنا نتغاضى عن صغائر الأمور وستكون كثيرة منهم ثم مع الوقت وبسبب ردود أفعالنا الهادئة ستقل إساءتهم إلينا تدريجياً .. لاسيما وإن أجبرنا أنفسنا على التلطف أو التبسم بصورة أكبر والسؤال عن أحوالهم بصورة ودودة مع هذه الشريحة بالذات .
وهناك صنف آخر قد نواجهه داخل العائلة أو في العمل وهم المنافسين غير الشرفاء أو بمعنى آخر الحاسدين والمثبطين الذين لا يتوانون في إظهار السوء لنا والحقد علينا دونما سبب .. وهم أقسى صنف علينا أن نروض أنفسنا للتعامل معهم بحب أو بود على الأقل .. فعلى سبيل المثال نستطيع أن نحتك بهم أكثر ونشركهم في نجاحاتنا على أنهم جزء منها بعد أن كنا نتحاشاهم .. وأن نستقبل ردود أفعالهم السلبية تجاهنا بابتسامة رضى و تفهم ونظرة تنم عن فهمنا العميق لدخائل أنفسهم بطريقة تجعلهم مجبرين على تدارك موقفهم اتجاهنا .. وكأنهم مرضى علينا معالجتهم .
ثم نأتي للأشياء من حولنا .. وبالتأكيد لن أطلب منكم التحدث معها أو الابتسام لها وإلا لظننتم أن مكاني الطبيعي في أحد المصحات النفسية نسأل الله العافية ، لكن دعونا فقط لا نعاملها بجفاء فمثلاً الحجرة التي أقضي فيها الساعات الطوال في المنزل أو في العمل ما المانع في أن أجعلها مكاناً نظيفاً مرتباً مريحاً بألوان وإضاءة هادئة ومريحة محببة لنفسي ..
ما المانع أن أتحسس قطعة الملابس التي سأرتديها بعد قليل بدلاً من أن إلقائها على السرير أو على المنضدة ثم أجذبها وأضعها على جسدي .. ما المانع من أن أبقي كل غرض من أغراضي فوق مكتبي أو في الدرج في مكانه الصحيح الخاص به بدلاً من إلقائه دون اهتمام أو مبالاة ، فيبدوا سطح مكتبي أشبه بحجرة غادرها للتو عشرة أطفال .. والطعام الذي هو وقود أجسادنا لما نتعامل معه وكأنه عدو لدود ننتقم منه فنلتهم منه ما لذ وطاب ونحشره في أفواهنا حشراً دون أن نمنح أنفسنا الوقت للاستمتاع به أو ذكر اسم الله عليه وشكره ثم نشتكي من التخمة والسمنة
هذه التصرفات البسيطة لن تؤثر في الجمادات لكنها ستكسبنا نحن راحة وهدوء نفسي يجعلنا نشعر بالتناغم مع كل من حولنا وما حولنا ..
إن الرومانسية هي فن الاستمتاع بالحياة والإقبال عليها في اعتدال وليس في شره .. حتى في العبادات المفروضة فحبنا لها يجعلنا حريصين عليها لحرصنا على رضى الخالق سبحانه .. وشتان بين من صلى خوفاً من أب أو أم أو معلم ومن صلى خوفاً من ربه سبحانه متلذذاً بمناجاته وقربه ..
يقول تعالى : " وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا "