جمايل
10-06-2005, 06:11 AM
التحذير من المغالات في المهور
عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: تزوج ولو بخاتم من حديد.
اخي المسلم ـ يجب علينا ان نعلم ان الرفق بالخاطب الصالح من شريعة الله تعالى فالله عز وجل رفيق يحب الرفق في الامر كله، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ـ وتيسير امور الزواج في هذا العصر ـ يقي الشباب والفتيات من الوقوع في الزنى والانحراف ـ ويصد هجمات اعداء الاسلام الذين يريدون اشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.
قال تعالى: (وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) النساء 4.
فما احوجنا جميعا الى ان ننفذ امر الله تعالى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. (معنى الصداق ـ الصداق بفتح الصاد وكسرها ـ مأخوذ من الصدق لاشعاره بصدق رغبة الزوج في الزوجة والصداق واجب للمرأة قال تعالى: (واتوا النساء صدقاتهن نحلة) وقال تعالى ايضا: (فانكحوهن باذن اهلهن وآتوهن اجورهن بالمعروف).
اما عن قدر المهر ـ فلم تجعل الشريعة حدا لقلته لكن حثت على تخفيف المهور وعدم المغالاة والدليل على ذلك ـ حديث سهل بن سعد قال(إني لفي القوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قامت امرأة فقالت يا رسول الله انها قد وهبت نفسها لك ـ فقل فيها رأيك فلم يجبها بشيء ـ ثم قامت فقالت: يارسول الله انها قد وهبت نفسها لك قالت ذلك ثلاث مرات ورسول الله لم يجبها فقام رجل فقال يا رسول الله ـ انكحنيها ـ قال ـ هل عندك من شيء؟ قال: لا ـ قال: اذهب فاطلب ولو خاتما من حديد ـ فذهب وطلب ثم جاء فقال: ما وجدت شيئا ولا خاتما من حديد قال: هل معك شيء من القرآن؟ قال معي سورة كذا وكذا قال: (اذهب فقد انكحتكها بما معك من القرآن).
ففي هذا الحديث دعوة الى التماس ولو اقل القليل من المهر لكي يكون فيه تيسير على الزوج المسلم طالما اننا رضينا خلقه ودينه.
وكما زوج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصحابي على ما معه من القرآن ـ فقد تزوجت صحابية جليلة وكان مهرها الاسلام ـ اتدرون ما هي؟ انها ام سليم فيحدثنا عن هذا الزواج المبارك انس بن مالك رضي الله عنه فيقول ـ خطب ابو طلحة ام سليم فقالت: (والله ما مثلك يا ابا طلحة يرد ولكنك رجل كافر وانا مسلمة ولا يحل لي ان اتزوجك ـ فان تسلم فذاك مهرى وما اسألك غيره: فأسلم فكان ذلك مهرها ـ قال ثابت النباتي وهو تابعي من تلاميذ انس بن مالك (فما سمعت بامرأة قط كانت اكرم مهرا من ام سليم (الاسلام) فانظر اخي المسلم الى هذا التيسير فما احوج الامة الاسلامية اليه لان في هذا التيسير صيانة لدين امتنا وحماية للاعراض لان ما نسمع عنه من غلاء للمهور هذا الغلاء الفاحش ساعد كثيراً على الفجور واعان على الشرور.
ولا نعني بتخفيف المهور اسقاط حق المرأة في المهر ـ انما نطالب فقط بالرحمة، وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس ذات يوم فقال: (الا لا تغالوا بصداق النساء فانها لو كانت مكرمة في الدنيا او تقوى عند الله لكان اولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا اصدقت امرأة من بناته اكثر من اثنتي عشرة اوقية).
اخي المسلم، مع حرص الاسلام على تخفيف المهور، وتيسير امر الزواج شدد في اختيار الزوج الصالح ـ ونذكر هنا قصة عجيبة حدثت في عهد التابعين صاحبها عبدالله بن ابي وداعة وزواجه من بنت سعيد بن المسيب يقول عبدالله ـ كنت اجالس (سعيد بن المسيب) فتفقدني اياما فلما اتيته قال: اين كنت؛ قلت توفيت زوجتي ـ فاشتغلت بها، قال هلا اخبرتنا بموتها فشهدناها يعني جنازتها، قال عبدالله فأردت ان اقوم ـ فقال هل استحدثت امرأة اخرى، يعني تتزوج من اخرى، فقلت يرحمك الله، ومن يزوجني ـ وما املك الا درهمين او ثلاثة؟ فقال ـ انا ـ فقلت وتفعل؟ قال نعم.
فحمد الله تعالى واثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم وزوجني على الدرهمين. قال ـ فقمت وما ادري ما اصنع من الفرح ـ فصرت الى منزلي وجعلت اتفكر ممن اخذ؟ وممن استدين، فصليت المغرب وانصرفت الى المنزل ـ وكنت صائما فقدمت عشائي لافطر ـ وكان العشاء خبزا وزيتا ـ واذا ببابي يقرع ـ فقلت من هذا؟ قال سعيد ففكرت في كل انسان اسمه سعيد الا سعيد بن المسيب وذلك انه لم أره اربعين سنة الا بين داره والمسجد، قال فخرجت اليه واذا به سعيد بن المسيب فظننت انه قد بدا له رأي آخر في امر ابنته.
فقلت يا أبا محمد لو ارسلت الي لاتيتك، فقال لا انت احق ان تؤتي، قلت فما تأمر؟ قال انك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت ان ابيتك الليلة وحدك وهذه امرأتك، واذا هي قائمة خلفه في طوله ثم اخذ بيدها فدفعها في الباب ورده وكادت ان تقع من شدة حيائها ـ يقول عبدالله:س فأسرعت الى القصعة التي فيها الخبز والزيت فوضعتها في ظل السراج كيلا تراه فتستحقره ثم صعدت السطح فرميت الجيران بالحصاة فجاءوني وقالوا: ما شأنك؟
قلت لهم ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم ـ وقد جاء بها الليلة على غفلة ـ قالوا وسعيد زوجك؟ قلت نعم ـ قالوا وهي في الدار؟ قلت: نعم فنزلوا اليها ـ وبلغ ذلك امي ـ وقالت ـ وجهي من وجهك حرام ان مسستها قبل ان اصلحها الى ثلاثة ايام ـ قال فأقمت ثلاثا ـ ثم دخلت بها فاذا هي من اجمل النساء، واحفظهم لكتاب الله تعالى، واعلمهم بسنة رسول الله واعرفهم بحق الزوج ـ قال ـ فمكثت شهرا لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان بعد الشهر اتيته وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني والناس حوله حتى تفرق الناس من المجلس فقال ـ وما حال ذلك الانسان؟ يعني ابنته.
فقلت بخير يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو، مع العلم اخي المسلم كان الوليد بن عبدالملك تقدم لخطبة هذه المرأة المؤمنة فأبى سعيد بن المسيب ان يزوجها له خوفا على دينها ـ فتفكر اخي المسلم في هذه القصة العجيبة بالفعل في زماننا هذا اعتقد من الصعب ان نجد لها مثيلا الا من رحم ربك ولكن هناك من يفعل مثل هذا الرجل لكنهم قليل في زماننا هذا الذي طغت فيه المادة على كل شيء ـ فنحن نوصي كل مسلم في الزوج المؤمن ذي الخلق وذي الدين فلا نضع امامه العراقيل بل نسارع الى تزويجه حتى يعف نفسه ويكون اسرة مؤمنة تكون منبعاً للقرآن الكريم ومتمسكة بسنة رسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم.
واعلم اخي المسلم ان المغالاة في المهور تجعل الشباب يتصرفون عن الزواج فينشأ عن ذلك من الفساد الخلقي والاجتماعي ما لا يخفي ـ وقد يضطر الزوج الى الاستدانة او يندفع الى كسب المال من طريق غير شرعي ـ وكثير من الناس ابتعد عن الطريق الصحيح فغالوا في المهور ورفض ان يزوج ابنته الا بعد دفع مهر كبير ـ غير مبال بحالة الزوج من اليسر او العسر وكأن المرأة سلعة تباع وتشترى ـ فأدى ذلك الى كثرة الشكوى ونتج عن ذلك كثير من الشرور والمفاسد، فندعو الله تعالى ان يوفق المسلمين الى ان يلتزموا بسنة نبيهم في تطبيق منهج الاسلام ـ وعدم المغالاة في المهور، والله الموفق ونسأله الهداية والتوفيق.
منقووووول
عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: تزوج ولو بخاتم من حديد.
اخي المسلم ـ يجب علينا ان نعلم ان الرفق بالخاطب الصالح من شريعة الله تعالى فالله عز وجل رفيق يحب الرفق في الامر كله، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ـ وتيسير امور الزواج في هذا العصر ـ يقي الشباب والفتيات من الوقوع في الزنى والانحراف ـ ويصد هجمات اعداء الاسلام الذين يريدون اشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.
قال تعالى: (وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) النساء 4.
فما احوجنا جميعا الى ان ننفذ امر الله تعالى وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. (معنى الصداق ـ الصداق بفتح الصاد وكسرها ـ مأخوذ من الصدق لاشعاره بصدق رغبة الزوج في الزوجة والصداق واجب للمرأة قال تعالى: (واتوا النساء صدقاتهن نحلة) وقال تعالى ايضا: (فانكحوهن باذن اهلهن وآتوهن اجورهن بالمعروف).
اما عن قدر المهر ـ فلم تجعل الشريعة حدا لقلته لكن حثت على تخفيف المهور وعدم المغالاة والدليل على ذلك ـ حديث سهل بن سعد قال(إني لفي القوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قامت امرأة فقالت يا رسول الله انها قد وهبت نفسها لك ـ فقل فيها رأيك فلم يجبها بشيء ـ ثم قامت فقالت: يارسول الله انها قد وهبت نفسها لك قالت ذلك ثلاث مرات ورسول الله لم يجبها فقام رجل فقال يا رسول الله ـ انكحنيها ـ قال ـ هل عندك من شيء؟ قال: لا ـ قال: اذهب فاطلب ولو خاتما من حديد ـ فذهب وطلب ثم جاء فقال: ما وجدت شيئا ولا خاتما من حديد قال: هل معك شيء من القرآن؟ قال معي سورة كذا وكذا قال: (اذهب فقد انكحتكها بما معك من القرآن).
ففي هذا الحديث دعوة الى التماس ولو اقل القليل من المهر لكي يكون فيه تيسير على الزوج المسلم طالما اننا رضينا خلقه ودينه.
وكما زوج النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصحابي على ما معه من القرآن ـ فقد تزوجت صحابية جليلة وكان مهرها الاسلام ـ اتدرون ما هي؟ انها ام سليم فيحدثنا عن هذا الزواج المبارك انس بن مالك رضي الله عنه فيقول ـ خطب ابو طلحة ام سليم فقالت: (والله ما مثلك يا ابا طلحة يرد ولكنك رجل كافر وانا مسلمة ولا يحل لي ان اتزوجك ـ فان تسلم فذاك مهرى وما اسألك غيره: فأسلم فكان ذلك مهرها ـ قال ثابت النباتي وهو تابعي من تلاميذ انس بن مالك (فما سمعت بامرأة قط كانت اكرم مهرا من ام سليم (الاسلام) فانظر اخي المسلم الى هذا التيسير فما احوج الامة الاسلامية اليه لان في هذا التيسير صيانة لدين امتنا وحماية للاعراض لان ما نسمع عنه من غلاء للمهور هذا الغلاء الفاحش ساعد كثيراً على الفجور واعان على الشرور.
ولا نعني بتخفيف المهور اسقاط حق المرأة في المهر ـ انما نطالب فقط بالرحمة، وخطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس ذات يوم فقال: (الا لا تغالوا بصداق النساء فانها لو كانت مكرمة في الدنيا او تقوى عند الله لكان اولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا اصدقت امرأة من بناته اكثر من اثنتي عشرة اوقية).
اخي المسلم، مع حرص الاسلام على تخفيف المهور، وتيسير امر الزواج شدد في اختيار الزوج الصالح ـ ونذكر هنا قصة عجيبة حدثت في عهد التابعين صاحبها عبدالله بن ابي وداعة وزواجه من بنت سعيد بن المسيب يقول عبدالله ـ كنت اجالس (سعيد بن المسيب) فتفقدني اياما فلما اتيته قال: اين كنت؛ قلت توفيت زوجتي ـ فاشتغلت بها، قال هلا اخبرتنا بموتها فشهدناها يعني جنازتها، قال عبدالله فأردت ان اقوم ـ فقال هل استحدثت امرأة اخرى، يعني تتزوج من اخرى، فقلت يرحمك الله، ومن يزوجني ـ وما املك الا درهمين او ثلاثة؟ فقال ـ انا ـ فقلت وتفعل؟ قال نعم.
فحمد الله تعالى واثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم وزوجني على الدرهمين. قال ـ فقمت وما ادري ما اصنع من الفرح ـ فصرت الى منزلي وجعلت اتفكر ممن اخذ؟ وممن استدين، فصليت المغرب وانصرفت الى المنزل ـ وكنت صائما فقدمت عشائي لافطر ـ وكان العشاء خبزا وزيتا ـ واذا ببابي يقرع ـ فقلت من هذا؟ قال سعيد ففكرت في كل انسان اسمه سعيد الا سعيد بن المسيب وذلك انه لم أره اربعين سنة الا بين داره والمسجد، قال فخرجت اليه واذا به سعيد بن المسيب فظننت انه قد بدا له رأي آخر في امر ابنته.
فقلت يا أبا محمد لو ارسلت الي لاتيتك، فقال لا انت احق ان تؤتي، قلت فما تأمر؟ قال انك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت ان ابيتك الليلة وحدك وهذه امرأتك، واذا هي قائمة خلفه في طوله ثم اخذ بيدها فدفعها في الباب ورده وكادت ان تقع من شدة حيائها ـ يقول عبدالله:س فأسرعت الى القصعة التي فيها الخبز والزيت فوضعتها في ظل السراج كيلا تراه فتستحقره ثم صعدت السطح فرميت الجيران بالحصاة فجاءوني وقالوا: ما شأنك؟
قلت لهم ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم ـ وقد جاء بها الليلة على غفلة ـ قالوا وسعيد زوجك؟ قلت نعم ـ قالوا وهي في الدار؟ قلت: نعم فنزلوا اليها ـ وبلغ ذلك امي ـ وقالت ـ وجهي من وجهك حرام ان مسستها قبل ان اصلحها الى ثلاثة ايام ـ قال فأقمت ثلاثا ـ ثم دخلت بها فاذا هي من اجمل النساء، واحفظهم لكتاب الله تعالى، واعلمهم بسنة رسول الله واعرفهم بحق الزوج ـ قال ـ فمكثت شهرا لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان بعد الشهر اتيته وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني والناس حوله حتى تفرق الناس من المجلس فقال ـ وما حال ذلك الانسان؟ يعني ابنته.
فقلت بخير يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو، مع العلم اخي المسلم كان الوليد بن عبدالملك تقدم لخطبة هذه المرأة المؤمنة فأبى سعيد بن المسيب ان يزوجها له خوفا على دينها ـ فتفكر اخي المسلم في هذه القصة العجيبة بالفعل في زماننا هذا اعتقد من الصعب ان نجد لها مثيلا الا من رحم ربك ولكن هناك من يفعل مثل هذا الرجل لكنهم قليل في زماننا هذا الذي طغت فيه المادة على كل شيء ـ فنحن نوصي كل مسلم في الزوج المؤمن ذي الخلق وذي الدين فلا نضع امامه العراقيل بل نسارع الى تزويجه حتى يعف نفسه ويكون اسرة مؤمنة تكون منبعاً للقرآن الكريم ومتمسكة بسنة رسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم.
واعلم اخي المسلم ان المغالاة في المهور تجعل الشباب يتصرفون عن الزواج فينشأ عن ذلك من الفساد الخلقي والاجتماعي ما لا يخفي ـ وقد يضطر الزوج الى الاستدانة او يندفع الى كسب المال من طريق غير شرعي ـ وكثير من الناس ابتعد عن الطريق الصحيح فغالوا في المهور ورفض ان يزوج ابنته الا بعد دفع مهر كبير ـ غير مبال بحالة الزوج من اليسر او العسر وكأن المرأة سلعة تباع وتشترى ـ فأدى ذلك الى كثرة الشكوى ونتج عن ذلك كثير من الشرور والمفاسد، فندعو الله تعالى ان يوفق المسلمين الى ان يلتزموا بسنة نبيهم في تطبيق منهج الاسلام ـ وعدم المغالاة في المهور، والله الموفق ونسأله الهداية والتوفيق.
منقووووول