DeviL
28-05-2005, 02:21 AM
من قال إن الرجل أكثر فكاهة من المرأة.. فهو واهم!
http://www.kwety.net/kwety1/q81/128.jpg
العالم النفسي د.شعبان عبدالصمد:
الفكاهة..عالم خاص بالرجال ليس "ممنوعاً" على النساء
حيلة نفسية تلقائية للتكيف مع الحياة..ولكن؟
النكتة..عامل إصلاح وإجبار للسلطة على التغيير
القاهرة شيماء علي حسن
الفكاهة عالم خاص بالرجال "ممنوع" على النساء الاقتراب منه، بدعوى أن ثقافة المجتمع تفرض على المرأة أن تحافظ على التقاليد والأعراف وأن تكون أكثر جدية منها إلى الضحك ونزعتها إلى التفكّه، فهناك أدوار ووظائف مرسومة بدقة وعناية من قبل المجتمعات للمرأة والرجل، مبنية على نسق القيم والعادات الموروثة والمعتقدات، وتقوم على النظرة التقليدية لتقسيم العمل؛ لكن هل هناك فروق حقيقية تميز بين الجنسين وتدفعهما لإلقاء النكتة؟
التقينا مع د.شعبان عبد الصمد في جامعة عين شمس بالقاهرة، وصاحب أحدث استبيان عن الفكاهة عند الرجل والمرأة، وكان هذا الحوار.
دائماً ما تسيطر النكتة السياسية على أي مجتمع فما هي الأسباب، التي تدفع الفرد سواء كان رجلاً أو امرأة لإلقائها؟
الإنسان – عموماً - أمام طغيان السلطة وسيادتها لا يملك إلا (التنكيت) والسخرية، ويزداد هذا الميل عندما تغلق أمام المواطن المنافذ والسبل الديمقراطية الطبيعية للتأثير والتغيير والإصلاح والتعبير عن الرأي ونيل الحقوق الطبيعية كإنسان، فأحيانًا تمثل الفكاهة نوعاً من المقاومة السلبية أو الكفاح السلمي وأحياناً تكون المناورات الكلامية أحدّ من السيف، ويكون وقعها أشد من ضرب النبال على السلطة.
ما هي الفوائد الصحية التي تعود على الفرد من امتلاكه للحس الفكاهي؟
تعتبر الفكاهة من أهم المنافذ والمسارات النفسية لتحقيق المتعة واللذة والتخفيف من القلق والأحزان والهموم ونسيانها للنفس البشرية، وتكاد تكون الفكاهة ميكانيزم دفاعي تحقق الاستقرار النفسي.
فروق نمطية
هل حقاً الرجل أكثر قدرة على التفكه والتندر من المرأة؟
هناك بحث علمي قام به (ماكوبي وجاكلين) كما أن هناك ما يقرب من ألف بحث تم إعدادها عن الفروق بين الجنسين، وفحص ما هو علمي وحقيقيي، وما هو خرافي ووهمي من التصورات العامة عن الفروق بينهما، واكتشفنا أن كثيراً من تلك الآراء والأفكار العامة غير حقيقية، ولا تدعمها الأدلة اليقينية؛ لذا لابد من الفصل بين الحقيقية العلمية والآراء الاجتماعية والأحكام القيمية.
لكن أرى أن جانباً مهماً من الفروق بين الجنسين هي مصطنعة ومتغيرة وترجع إلى المعايير وأساليب المعاملة الوالدية المزدوجة في التربية والتعليم والإعلام والتوظيف والعمل والأسرة وأنماط الثقافة، التي تعطي للرجل حقوقًا وامتيازات لا تسمح بها للمرأة، فهي تسعى لإكساب الرجل خصائص وقيماً ومعايير مختلفة عن المرأة.
إذن لا توجد فروق حقيقية بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالحس الفكاهي؟
هناك ثلاث آراء نظرية كتفسيرات محتملة غير مؤكدة، الاتجاه الأول يرى أنه توجد فروق جنسية دالة في الفكاهة لصالح الذكور، ويستشهد بأن عدد رسامي الكاركاتير ومبدعي وممثلي الكوميديا من الإناث أقل بدرجة ملحوظة مقارنة بالذكور، لأن المجتمع يتوقع من المرأة أن تكون أكثر محافظة بالإضافة إلى أن الفكاهة الإيجابية (النقد اللاذع) وبمعناها السلبي أي العدواني، مثل المقالب والتجريح هي أقرب إلى خصائص الذكورة منها إلى الأنوثة.
أما الاتجاه الثاني يشير إلى أن النساء أكثر ميلاً للفكاهة والضحك من الرجال بحكم ميلهم للنزعات الاجتماعية والانفعالية، أما الاتجاه الثالث فيرى أن الضحك والفكاهة صفة عقلية وانفعالية إنسانية سواء عند الرجل أو المرأة، والأمر لا يتوقف على سماتهما، بل على المؤثرات والتطورات الثقافية والسياسية والاقتصادية.
في رأيك، أي الآراء الثلاثة يمكن الأخذ بها؟
لا يمكن الأخذ بالآراء النظرية التي تعتمد على الاستنتاج دون الدراسة الميدانية؛ ولذلك قمت بإجراء دراسة ميدانية على 92 طالباً وطالبة، وقد أظهرت نتائج الاستبيان أنه لا توجد فروق لها دلالة بين الجنسين، وهذا يعني أنه يوجد تشابه في الاستجابات للمثيرات الفكاهية السياسية المتضمنة في الاستبيان، وإن كان متوسط درجات الذكور أعلى قليلاً من متوسط درجات الإناث؛ ولكنه غير دال إحصائياً.
وماذا كان الاعتقاد السائد لك قبل إجراء الدراسة؟
بداية كان لي تصور مسبق ومخالف لما هو متوقع بين الباحثين وهو أنني كثيراً ما كنت أشاهد فتيات المدارس في أوقات الفراغ يضربن الحلقات للتهريج والضحك والتقليد، بينما البنين منهمكون في اللعب والحركة والمشاجرات، وفي حياتنا الاجتماعية والأسرية كثيراً ما نجد العديد من الرجال المتزوجين يشكون من لسان زوجاتهم الساخر، بالإضافة لتوقعي تفوقهن في مجال الفكاهة السياسية اعتماداً على تفوقهن في الذكاء النظري والقدرات اللغوية والفهم واهتمامهن بالنواحي اللفظية والقيم الجمالية والاجتماعية والدينية؛ لذلك كنت أتوقع ارتفاع درجات الإناث عن الذكور في الميل إلى التهكم!
الإحباط النفسي
ما الأسباب التي دفعتك لهذا الاعتقاد المسبق؟
لأن الإناث أكثر تعرضاً للظلم الاجتماعي وللمخاوف والقلق والقيود النفسية والاجتماعية والضغوط والمعاناة، وأقل رضاء عن أوضاعهن وحقوقهن، وأقل توافقاً وأكثر شعوراً بالنقص وإحساساً بالنظرة الاجتماعية والثقافية السلبية؛ لذلك فمن المفترض أن يجدن متنفساً في الفكاهة والضحك لإطلاق انفعالتهن المكبوتة.
ما هي مبررات التشابه وعدم الفروق بين الجنسين في الفكاهة؟
المكاسب والحقوق التي حصلت عليها المرأة وازدياد الوعي الاجتماعي والسياسي بحقوقها كإنسانة وتقبل اتجاهات الرأي العام لتلك الحقوق وتحسن أوضاعها وأدوارها في المجتمع والانفتاح الثقافي والمعرفي على العالم الخارجي، ربما قللت الفجوة بين الرجل والمرأة وخلقت تشابهاً أكثر، ثانياً أن الاستبيان المستخدم ينصب مضمونه على السخرية والنقد اللاذع للسلطة السياسية ورموزها، وهي مثار رفض عام ومشترك، ونظراً لعمومية تلك الأوضاع وانتشارها وعدم اقتصارها على فئة، فمن الطبيعي أن يتساوى الناس في رد الفعل الساخر واللاذع، وهناك أسباب أخرى منها أن ظاهرة التفكه صفة انفعالية عقلية متأصلة في نفس الرجل والمرأة بالإضافة إلى أن هدف الضحك والفكاهة ووظائفها، سواء كانت نفسية واجتماعية وأخلاقية وسياسية هي أهداف مشروعة ومرغوبة لدى الجنسين، كذلك يتوقف الميل للفكاهة على عوامل كثيرة منها توفر الحس الفكاهي والدوافع والانفعالات والمشكلات والأزمات النفسية ومدى النضج العقلي والانفعالي وتوقعات الثقافة وأساليب التنشئة الاجتماعية وحالات التطور الحضاري، وما إذا كانت المجتمعات رجعية ومنغلقة أم منفتحة، لذلك يمكن القول إن الفروق بين الجنسين في الفكاهة ليست فروقًا قاطعة وثابتة وتكون في صالح نوع دون الآخر لأنها تعتمد على مجموعة متغيرة من العوامل والمتغيرات.
http://www.kwety.net/kwety1/q81/128.jpg
العالم النفسي د.شعبان عبدالصمد:
الفكاهة..عالم خاص بالرجال ليس "ممنوعاً" على النساء
حيلة نفسية تلقائية للتكيف مع الحياة..ولكن؟
النكتة..عامل إصلاح وإجبار للسلطة على التغيير
القاهرة شيماء علي حسن
الفكاهة عالم خاص بالرجال "ممنوع" على النساء الاقتراب منه، بدعوى أن ثقافة المجتمع تفرض على المرأة أن تحافظ على التقاليد والأعراف وأن تكون أكثر جدية منها إلى الضحك ونزعتها إلى التفكّه، فهناك أدوار ووظائف مرسومة بدقة وعناية من قبل المجتمعات للمرأة والرجل، مبنية على نسق القيم والعادات الموروثة والمعتقدات، وتقوم على النظرة التقليدية لتقسيم العمل؛ لكن هل هناك فروق حقيقية تميز بين الجنسين وتدفعهما لإلقاء النكتة؟
التقينا مع د.شعبان عبد الصمد في جامعة عين شمس بالقاهرة، وصاحب أحدث استبيان عن الفكاهة عند الرجل والمرأة، وكان هذا الحوار.
دائماً ما تسيطر النكتة السياسية على أي مجتمع فما هي الأسباب، التي تدفع الفرد سواء كان رجلاً أو امرأة لإلقائها؟
الإنسان – عموماً - أمام طغيان السلطة وسيادتها لا يملك إلا (التنكيت) والسخرية، ويزداد هذا الميل عندما تغلق أمام المواطن المنافذ والسبل الديمقراطية الطبيعية للتأثير والتغيير والإصلاح والتعبير عن الرأي ونيل الحقوق الطبيعية كإنسان، فأحيانًا تمثل الفكاهة نوعاً من المقاومة السلبية أو الكفاح السلمي وأحياناً تكون المناورات الكلامية أحدّ من السيف، ويكون وقعها أشد من ضرب النبال على السلطة.
ما هي الفوائد الصحية التي تعود على الفرد من امتلاكه للحس الفكاهي؟
تعتبر الفكاهة من أهم المنافذ والمسارات النفسية لتحقيق المتعة واللذة والتخفيف من القلق والأحزان والهموم ونسيانها للنفس البشرية، وتكاد تكون الفكاهة ميكانيزم دفاعي تحقق الاستقرار النفسي.
فروق نمطية
هل حقاً الرجل أكثر قدرة على التفكه والتندر من المرأة؟
هناك بحث علمي قام به (ماكوبي وجاكلين) كما أن هناك ما يقرب من ألف بحث تم إعدادها عن الفروق بين الجنسين، وفحص ما هو علمي وحقيقيي، وما هو خرافي ووهمي من التصورات العامة عن الفروق بينهما، واكتشفنا أن كثيراً من تلك الآراء والأفكار العامة غير حقيقية، ولا تدعمها الأدلة اليقينية؛ لذا لابد من الفصل بين الحقيقية العلمية والآراء الاجتماعية والأحكام القيمية.
لكن أرى أن جانباً مهماً من الفروق بين الجنسين هي مصطنعة ومتغيرة وترجع إلى المعايير وأساليب المعاملة الوالدية المزدوجة في التربية والتعليم والإعلام والتوظيف والعمل والأسرة وأنماط الثقافة، التي تعطي للرجل حقوقًا وامتيازات لا تسمح بها للمرأة، فهي تسعى لإكساب الرجل خصائص وقيماً ومعايير مختلفة عن المرأة.
إذن لا توجد فروق حقيقية بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالحس الفكاهي؟
هناك ثلاث آراء نظرية كتفسيرات محتملة غير مؤكدة، الاتجاه الأول يرى أنه توجد فروق جنسية دالة في الفكاهة لصالح الذكور، ويستشهد بأن عدد رسامي الكاركاتير ومبدعي وممثلي الكوميديا من الإناث أقل بدرجة ملحوظة مقارنة بالذكور، لأن المجتمع يتوقع من المرأة أن تكون أكثر محافظة بالإضافة إلى أن الفكاهة الإيجابية (النقد اللاذع) وبمعناها السلبي أي العدواني، مثل المقالب والتجريح هي أقرب إلى خصائص الذكورة منها إلى الأنوثة.
أما الاتجاه الثاني يشير إلى أن النساء أكثر ميلاً للفكاهة والضحك من الرجال بحكم ميلهم للنزعات الاجتماعية والانفعالية، أما الاتجاه الثالث فيرى أن الضحك والفكاهة صفة عقلية وانفعالية إنسانية سواء عند الرجل أو المرأة، والأمر لا يتوقف على سماتهما، بل على المؤثرات والتطورات الثقافية والسياسية والاقتصادية.
في رأيك، أي الآراء الثلاثة يمكن الأخذ بها؟
لا يمكن الأخذ بالآراء النظرية التي تعتمد على الاستنتاج دون الدراسة الميدانية؛ ولذلك قمت بإجراء دراسة ميدانية على 92 طالباً وطالبة، وقد أظهرت نتائج الاستبيان أنه لا توجد فروق لها دلالة بين الجنسين، وهذا يعني أنه يوجد تشابه في الاستجابات للمثيرات الفكاهية السياسية المتضمنة في الاستبيان، وإن كان متوسط درجات الذكور أعلى قليلاً من متوسط درجات الإناث؛ ولكنه غير دال إحصائياً.
وماذا كان الاعتقاد السائد لك قبل إجراء الدراسة؟
بداية كان لي تصور مسبق ومخالف لما هو متوقع بين الباحثين وهو أنني كثيراً ما كنت أشاهد فتيات المدارس في أوقات الفراغ يضربن الحلقات للتهريج والضحك والتقليد، بينما البنين منهمكون في اللعب والحركة والمشاجرات، وفي حياتنا الاجتماعية والأسرية كثيراً ما نجد العديد من الرجال المتزوجين يشكون من لسان زوجاتهم الساخر، بالإضافة لتوقعي تفوقهن في مجال الفكاهة السياسية اعتماداً على تفوقهن في الذكاء النظري والقدرات اللغوية والفهم واهتمامهن بالنواحي اللفظية والقيم الجمالية والاجتماعية والدينية؛ لذلك كنت أتوقع ارتفاع درجات الإناث عن الذكور في الميل إلى التهكم!
الإحباط النفسي
ما الأسباب التي دفعتك لهذا الاعتقاد المسبق؟
لأن الإناث أكثر تعرضاً للظلم الاجتماعي وللمخاوف والقلق والقيود النفسية والاجتماعية والضغوط والمعاناة، وأقل رضاء عن أوضاعهن وحقوقهن، وأقل توافقاً وأكثر شعوراً بالنقص وإحساساً بالنظرة الاجتماعية والثقافية السلبية؛ لذلك فمن المفترض أن يجدن متنفساً في الفكاهة والضحك لإطلاق انفعالتهن المكبوتة.
ما هي مبررات التشابه وعدم الفروق بين الجنسين في الفكاهة؟
المكاسب والحقوق التي حصلت عليها المرأة وازدياد الوعي الاجتماعي والسياسي بحقوقها كإنسانة وتقبل اتجاهات الرأي العام لتلك الحقوق وتحسن أوضاعها وأدوارها في المجتمع والانفتاح الثقافي والمعرفي على العالم الخارجي، ربما قللت الفجوة بين الرجل والمرأة وخلقت تشابهاً أكثر، ثانياً أن الاستبيان المستخدم ينصب مضمونه على السخرية والنقد اللاذع للسلطة السياسية ورموزها، وهي مثار رفض عام ومشترك، ونظراً لعمومية تلك الأوضاع وانتشارها وعدم اقتصارها على فئة، فمن الطبيعي أن يتساوى الناس في رد الفعل الساخر واللاذع، وهناك أسباب أخرى منها أن ظاهرة التفكه صفة انفعالية عقلية متأصلة في نفس الرجل والمرأة بالإضافة إلى أن هدف الضحك والفكاهة ووظائفها، سواء كانت نفسية واجتماعية وأخلاقية وسياسية هي أهداف مشروعة ومرغوبة لدى الجنسين، كذلك يتوقف الميل للفكاهة على عوامل كثيرة منها توفر الحس الفكاهي والدوافع والانفعالات والمشكلات والأزمات النفسية ومدى النضج العقلي والانفعالي وتوقعات الثقافة وأساليب التنشئة الاجتماعية وحالات التطور الحضاري، وما إذا كانت المجتمعات رجعية ومنغلقة أم منفتحة، لذلك يمكن القول إن الفروق بين الجنسين في الفكاهة ليست فروقًا قاطعة وثابتة وتكون في صالح نوع دون الآخر لأنها تعتمد على مجموعة متغيرة من العوامل والمتغيرات.