DeviL
20-05-2005, 01:51 AM
الملك يحذر من الانزلاق بإتجاه عالم مغلق مبتلى بالفرص الضائعة
19/05/2005
حائزو نوبل يلتقون في "بيت الحكمة" العالمي في البتراء
http://www.alghad.jo/image.php?id=13578
وصفي خوشمان
البتراء- حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من الانزلاق باتجاه عالم "مغلق مبتلى بالأزمات المستوطنة" وطالب بـ"الاستثمار في عنصر الشباب" كما دعا إلى "ضمان العدالة للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين ضمن دولتين تعيشان جنبا إلى جنب".
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس لدى افتتاح جلالته ملتقى الحائزين على جائزة نوبل للسلام بمشاركة 55 شخصية عالمية من بينهم 29 حائزون على جائزة نوبل.
وتحت شعار "العالم في خطر"، تحلق رؤساء دول وزعماء روحيون وأكاديميون وعلماء وأدباء وفنانون في أربع لجان ضمن خلوة غير مسبوقة في المنطقة وصفها جلالة الملك بأنها "بيت الحكمة العالمي" للقرن الحادي والعشرين، في محاكاة لهيئة عربية إسلامية برزت في القرن التاسع.
وتعانقت لغات وأزياء عدة في الملتقى الأول لـ"حاملي جوائز نوبل" في الشرق الأوسط في ظلال جبال البتراء الصخرية، وسط قلاقل إقليمية واضطرابات من بغداد إلى كابول.
ونظم هذا الملتقى الفريد إيلي ويزل (الحائز على جائزة نوبل للسلام 1986) ومؤسسته الإنسانية في الولايات المتحدة بدعوة من جلالة الملك.
وسبق أن عقد منتدى مماثل في باريس عام 1988 بمشاركة زهاء 75 شخصية عالمية بدعوة آنذاك من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران.
وقال الملك عبدالله إن "الإنسانية تقف عند مفترق طرق بالغ الأهمية، فإما باتجاه عالم منفتح واسع الآفاق مليء بالفرص الجديدة، أو مغلق مبتلى بالأزمات المستوطنة، والفرص الضائعة".
وبعد أن ذكر بأن أكثر من نصف سكان الشرق الأوسط تقل أعمارهم عن 18 عاما "لا يذكرون فترة عاشوها دون وجود نزاع إقليمي، وهم يرون فجوة عالمية عميقة بين الأغنياء والفقراء" أكد جلالته أن صناع الغـد "الفائزين بجائزة نوبل" مستقبلا "لن يتقبلوا كلمات ووعودا جوفاء (بل) يريدون ان يحدثوا فرقا، وأن يساعدوا في إيجاد مستقبل إيجابي كريم".
واستذكر جلالته رسالة عمان الروحانية التي أطلقها قبل سبعة أشهر، مشددا أيضا على قيم الإسلام الحقيقية القائمة على "التسامح والسلام ووحدة الجنس البشري والتواصل مع الجميع باحترام والمشاركة في تقدم العالم الحديث".
وتحدث عن تقاطعات بين أتباع الديانات لا سيما فيما يتعلق بصون إنسانية الإنسان وحماية النفس البشرية "المتجذرة في وجدان أهل الكتاب كافة". واستشهد بنهج من القرآن الكريم :"من أحيا نفسا واحدة، فكأنما أحيا الناس جميعا".
أما الأدوات التي يحتاجها الشباب، فتكمن في "توفير جرعة من النجاح وإيجاد جو من الحرية والفرص، وبناء السلام، وتوسيع دائرة التعاون العالمي".
ولفت جلالته إلى أن التحدي الماثل أمام السلام في الشرق الأوسط هو "المساعدة على الإيمان بمستقبل السلام رغما عن قوى العنف، وتحقيق هدف الدولتين اللتين تحققان العدالة للفلسطينيين والأمن للاسرائيليين".
وعبر جلالته عن أمله في أن يكون هذا الملتقى بداية للسلام والتقدم ووحدة بني البشر"، مستذكرا "بيت الحكمة" الذي افتتح في العالم العربي في القرن التاسع، وكان "المصدر العالمي للدراسات والأفكار الجديدة، وبنك المعلومات".
من جانبه تحدث إيلي ويزل عن "خطر الإرهاب والتعصب" اللذين يصلان إلى حدود "العقيدة السوداء"، محذرا من أن "الخطر يحيق بالعالم الآن" في غياب العدالة الاجتماعية والقرارات الخاطئة وزج سجناء الرأي خلف القضبان.
كذلك نبه إلى أن صانعي القرارات السياسية يتحدثون "دائما عن الفقر دون ان يقدموا حلولا لاولئك الذين يعانون منه".
بعد ذلك دخل المشاركون في جلسات عصف فكري مغلقة ضمن أربع محاور: التنمية الاقتصادية والفقر، الصحة والبيئة والعلم، السلام والأمن، التعليم والإعلام والثقافة.
وتصدر جلالته لائحة المشاركين في لجنة الصحة والبيئة والعلم التي ضمت 13 مشاركا.
وهكذا توزع 55 مشاركا على أربع قاعات في فندق الموفينبيك في عاصمة الأنباط الوردية
" بحثا عن حلول للتحديات التي يواجهها العالم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية".
وقال نائب رئيس مجلس الأمناء في صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وزير المالية باسم عوض الله إن هذا التجمع النخبوي يسعى "للخروج برؤية عالمية للأحداث والتحديات في القرن الحادي والعشرين".
وتخلل النقاشات طروحات فلسفية وروحانية واخرى سياسية واقتصادية، حسبما رشح من داخل القاعات.
فهذا زعيم التبت الروحي دالاي لاما يقترح تحكيم "القلب" في ميزان الأمور وذاك يقترح نفض هياكل التربية والتعليم فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز إلى
"خصخصة" عملية السلام.
النجم السينمائي العالمي "ريتشارد غير" دعا في حديث صحافي إلى "التعايش السلمي بين الفلسطينيين والاسرائيليين ووقف العنف والعمليات التفجيرية"، منبها إلى أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رجل متحمس وملتزم ويجب على الجانب الاسرائيلي دعمه عبر منحه فرصة".
وناشد "غير" كل الأطراف إلى "الانطلاق من جديد بعدالة والعيش بأمان"، معبرا عن دهشته من الأجواء التي لمسها خلال زيارته أواخر العام الماضي إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية. فقد وجد أن "بعض الفلسطينيين لا يؤمنون بوجود إسرائيل، في المقابل بعض الإسرائيليين يعتبرون كل الفلسطينيين إرهابيين".
ونقلت مصادر صحافية عن بيريز الذي شارك في محور "السلام والأمن" قوله إن عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) يتمتعان "بالجدية وهما الأفضل" لمواصلة مفاوضات السلام معهما.
وأوضح رئيس الوزراء عدنان بدران أن جلالة الملك ركّز على فئة الشباب " قادة المستقبل الذين قد يحوزون على جائزة نوبل مستقبلا، وهذا مهم لأنهم هم المستقبل في المنطقة العربية ومستقبل البشرية".
وأكد بدران للصحافيين أن الإسلام "دين تسامح ووسطي، ويشجع على العمل والعلم، وينبذ العنف ويحترم ويتفهم الآخر" مضيفا أن "جلالة الملك يحاول اعطاء الصورة الحقيقية للإسلام، التي تفهم بشكل خاطئ من آخرين، بسبب افعال بعض المسلمين المنافية لتعاليم الاسلام الصحيحة".
وتوقع بدران ان يخرج الملتقى بتوصيات مهمة، ستدور حول كيفية تنمية العلم والعلماء في الاردن والعالم العربي، وكيفية المواءمة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات أسواق العمل".
ومن المقرر أن يصوغ المشاركون ورقة عمل تتضمن توصيات إلى صانعي القرارات حول العالم تتمحور حول نبذ العنف واعتماد الحاكمية الرشيدة وردم الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
ويختتم الملتقى أعماله اليوم الخميس بورقة عمل تشكل رؤية لواقع الأحداث العالمية واقتراح حلول عملية لها.
19/05/2005
حائزو نوبل يلتقون في "بيت الحكمة" العالمي في البتراء
http://www.alghad.jo/image.php?id=13578
وصفي خوشمان
البتراء- حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من الانزلاق باتجاه عالم "مغلق مبتلى بالأزمات المستوطنة" وطالب بـ"الاستثمار في عنصر الشباب" كما دعا إلى "ضمان العدالة للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين ضمن دولتين تعيشان جنبا إلى جنب".
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس لدى افتتاح جلالته ملتقى الحائزين على جائزة نوبل للسلام بمشاركة 55 شخصية عالمية من بينهم 29 حائزون على جائزة نوبل.
وتحت شعار "العالم في خطر"، تحلق رؤساء دول وزعماء روحيون وأكاديميون وعلماء وأدباء وفنانون في أربع لجان ضمن خلوة غير مسبوقة في المنطقة وصفها جلالة الملك بأنها "بيت الحكمة العالمي" للقرن الحادي والعشرين، في محاكاة لهيئة عربية إسلامية برزت في القرن التاسع.
وتعانقت لغات وأزياء عدة في الملتقى الأول لـ"حاملي جوائز نوبل" في الشرق الأوسط في ظلال جبال البتراء الصخرية، وسط قلاقل إقليمية واضطرابات من بغداد إلى كابول.
ونظم هذا الملتقى الفريد إيلي ويزل (الحائز على جائزة نوبل للسلام 1986) ومؤسسته الإنسانية في الولايات المتحدة بدعوة من جلالة الملك.
وسبق أن عقد منتدى مماثل في باريس عام 1988 بمشاركة زهاء 75 شخصية عالمية بدعوة آنذاك من الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران.
وقال الملك عبدالله إن "الإنسانية تقف عند مفترق طرق بالغ الأهمية، فإما باتجاه عالم منفتح واسع الآفاق مليء بالفرص الجديدة، أو مغلق مبتلى بالأزمات المستوطنة، والفرص الضائعة".
وبعد أن ذكر بأن أكثر من نصف سكان الشرق الأوسط تقل أعمارهم عن 18 عاما "لا يذكرون فترة عاشوها دون وجود نزاع إقليمي، وهم يرون فجوة عالمية عميقة بين الأغنياء والفقراء" أكد جلالته أن صناع الغـد "الفائزين بجائزة نوبل" مستقبلا "لن يتقبلوا كلمات ووعودا جوفاء (بل) يريدون ان يحدثوا فرقا، وأن يساعدوا في إيجاد مستقبل إيجابي كريم".
واستذكر جلالته رسالة عمان الروحانية التي أطلقها قبل سبعة أشهر، مشددا أيضا على قيم الإسلام الحقيقية القائمة على "التسامح والسلام ووحدة الجنس البشري والتواصل مع الجميع باحترام والمشاركة في تقدم العالم الحديث".
وتحدث عن تقاطعات بين أتباع الديانات لا سيما فيما يتعلق بصون إنسانية الإنسان وحماية النفس البشرية "المتجذرة في وجدان أهل الكتاب كافة". واستشهد بنهج من القرآن الكريم :"من أحيا نفسا واحدة، فكأنما أحيا الناس جميعا".
أما الأدوات التي يحتاجها الشباب، فتكمن في "توفير جرعة من النجاح وإيجاد جو من الحرية والفرص، وبناء السلام، وتوسيع دائرة التعاون العالمي".
ولفت جلالته إلى أن التحدي الماثل أمام السلام في الشرق الأوسط هو "المساعدة على الإيمان بمستقبل السلام رغما عن قوى العنف، وتحقيق هدف الدولتين اللتين تحققان العدالة للفلسطينيين والأمن للاسرائيليين".
وعبر جلالته عن أمله في أن يكون هذا الملتقى بداية للسلام والتقدم ووحدة بني البشر"، مستذكرا "بيت الحكمة" الذي افتتح في العالم العربي في القرن التاسع، وكان "المصدر العالمي للدراسات والأفكار الجديدة، وبنك المعلومات".
من جانبه تحدث إيلي ويزل عن "خطر الإرهاب والتعصب" اللذين يصلان إلى حدود "العقيدة السوداء"، محذرا من أن "الخطر يحيق بالعالم الآن" في غياب العدالة الاجتماعية والقرارات الخاطئة وزج سجناء الرأي خلف القضبان.
كذلك نبه إلى أن صانعي القرارات السياسية يتحدثون "دائما عن الفقر دون ان يقدموا حلولا لاولئك الذين يعانون منه".
بعد ذلك دخل المشاركون في جلسات عصف فكري مغلقة ضمن أربع محاور: التنمية الاقتصادية والفقر، الصحة والبيئة والعلم، السلام والأمن، التعليم والإعلام والثقافة.
وتصدر جلالته لائحة المشاركين في لجنة الصحة والبيئة والعلم التي ضمت 13 مشاركا.
وهكذا توزع 55 مشاركا على أربع قاعات في فندق الموفينبيك في عاصمة الأنباط الوردية
" بحثا عن حلول للتحديات التي يواجهها العالم في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية".
وقال نائب رئيس مجلس الأمناء في صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وزير المالية باسم عوض الله إن هذا التجمع النخبوي يسعى "للخروج برؤية عالمية للأحداث والتحديات في القرن الحادي والعشرين".
وتخلل النقاشات طروحات فلسفية وروحانية واخرى سياسية واقتصادية، حسبما رشح من داخل القاعات.
فهذا زعيم التبت الروحي دالاي لاما يقترح تحكيم "القلب" في ميزان الأمور وذاك يقترح نفض هياكل التربية والتعليم فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز إلى
"خصخصة" عملية السلام.
النجم السينمائي العالمي "ريتشارد غير" دعا في حديث صحافي إلى "التعايش السلمي بين الفلسطينيين والاسرائيليين ووقف العنف والعمليات التفجيرية"، منبها إلى أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رجل متحمس وملتزم ويجب على الجانب الاسرائيلي دعمه عبر منحه فرصة".
وناشد "غير" كل الأطراف إلى "الانطلاق من جديد بعدالة والعيش بأمان"، معبرا عن دهشته من الأجواء التي لمسها خلال زيارته أواخر العام الماضي إلى اسرائيل والأراضي الفلسطينية. فقد وجد أن "بعض الفلسطينيين لا يؤمنون بوجود إسرائيل، في المقابل بعض الإسرائيليين يعتبرون كل الفلسطينيين إرهابيين".
ونقلت مصادر صحافية عن بيريز الذي شارك في محور "السلام والأمن" قوله إن عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) يتمتعان "بالجدية وهما الأفضل" لمواصلة مفاوضات السلام معهما.
وأوضح رئيس الوزراء عدنان بدران أن جلالة الملك ركّز على فئة الشباب " قادة المستقبل الذين قد يحوزون على جائزة نوبل مستقبلا، وهذا مهم لأنهم هم المستقبل في المنطقة العربية ومستقبل البشرية".
وأكد بدران للصحافيين أن الإسلام "دين تسامح ووسطي، ويشجع على العمل والعلم، وينبذ العنف ويحترم ويتفهم الآخر" مضيفا أن "جلالة الملك يحاول اعطاء الصورة الحقيقية للإسلام، التي تفهم بشكل خاطئ من آخرين، بسبب افعال بعض المسلمين المنافية لتعاليم الاسلام الصحيحة".
وتوقع بدران ان يخرج الملتقى بتوصيات مهمة، ستدور حول كيفية تنمية العلم والعلماء في الاردن والعالم العربي، وكيفية المواءمة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات أسواق العمل".
ومن المقرر أن يصوغ المشاركون ورقة عمل تتضمن توصيات إلى صانعي القرارات حول العالم تتمحور حول نبذ العنف واعتماد الحاكمية الرشيدة وردم الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
ويختتم الملتقى أعماله اليوم الخميس بورقة عمل تشكل رؤية لواقع الأحداث العالمية واقتراح حلول عملية لها.