المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : new:-الوسواس الخناس


DeviL
08-05-2005, 03:15 AM
السلام عليكم

عندي سؤال يحتاج الى نظر للأمور تحت المجهر

طبعا الكل يعرف الوسواس الخناس

وان كانت كل معصية نقوم فننسبها للشيطان لأنه هو الوسواس الخناس كما ذكر في سورة الناس، ولأن الشيطان هو الذي يوسوس للانسان ان يفعل المعاصي كما ويزين له المحرمات ...

سؤالي: من الذي وسوس للشيطان يوم عصى رب العالمين ورفض ان يسجد لآدم وتكبر عليه؟

يجب ان نفهم أولا ما هو الوسواس الخناس ...

الوسوسة عموما هي صوت حلي الذهب، كما ورد في المعاجم

ومصطلح الوسوسة يطلق على حديث النفس، والكلمات الخافتة التي تزيغ الانسان عن الطريق الصحيح

أما الخَـنَس، فهو الذي يظهر في الظلام

قال تعالى: { فلا اقسم بالخُنَسِ، الجوارِ الكُنَسِ } يعني النجوم التي تلمع ثم تختفي

فالخناس هي صفة للوسواس الذي يظهر ثم يتضاءل ويختفي، الذي يبرز ثم يتوارى، يأتي ويذهب، كأنه ينغص على الانسان. فحينما يجد الانسان غافلا، يأتيه الوسواس. وحينما يجده منتبها واعيا متوكلا على الله، يتغيب ويخنس.

والدليل هو قول الشيطان لله عز وجل: { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }

والمخلَصين هم من وجدوا الخلاص باتباع نور الله ودين الاسلام وذكر الله على الدوام، فالمخلَص هو الذي قبل الله تعالى إخلاصه واجتابه، أما غير المخلَص فمحكوم عليه بالإغواء ... نسأل الله العافية

ودليل آخر هو قول الشيطان حين قضي الأمر: { وما كان لي عليكم من سلطن إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي }

إذن من الذي وسوس للشيطان ليعصى أمر الله ونتج عن ذلك أن غضب الله عليه وخرج من رحمة الله؟

إنها وسوسة النفس ...

لكن هناك فارق بين وسوسة الشيطان لنفسه، ووسوسة الانسان لنفسه، والفارق هو بأن وسوسة الشيطان لنفسه قوية على نفسه لدرجة أن الله قد أمد في عمر الشيطان منذ الخليقة الى يوم الدين ومع ذلك فلا يوسوس الشيطان لنفسه بالتوبة، وهذا هو خسران مبين ...

أما وسوسة الشيطان للانسان فلا تبدأ الا بعد وسوسة الانسان لنفسه أولا، وليس أسهل من رد وسوسة الشيطان ان كانت هي الحاصلة في البداية، وذلك بمجرد ذكر الله تعالى والتعوذ من الشيطان ...

قال تعالى: { إن كيد الشيطان كان ضعيفا }
وقال تعالى: { واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم }
وقال تعالى: { ان عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين }
كما يحذرنا الله تعالى من اتباع الشيطان في قوله: { إن الشيطان كان لكم عدواً فاتخذوه عدوا }

إذن نفهم من كل ما سبق أن وسوسة الشيطان ليست بقوية ولا بمؤثرة إلا بمن كان هو أصلا في غواية وفي ضعف وكان متبعا لهذه الوسوسة وهو من أتباع هوى النفس ومن أتباع ملذات الدنيا، وكونه في حالة بعد عن الله وعن الدين وعن الضمير وعن الأخلاق وعن الاعراف ...

فهذا يدخل من ضمن اتباع الهوى والذين هم بالتالي اتباع للشيطان والعياذ بالله ...

القصد: لا يلومن أحد الشيطان على ما يقترف من معاصي، فإنها تبدأ أولا من النفس الأمارة بالسوء، ثم يزينها له الشيطان، فيدخل على الانسان من هذا الباب المفتوح: باب البعد عن الايمان ...

فإن اقترف المعصية فمن نفسه ومن الشيطان، وان امتنع وخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، فقد عصم نفسه وكان من المخلَصين الذين ليس للشيطان عليهم سبيلا بفضل من الله ورحمة وحفظ ...

فلنتذكر دوما، ان لا نتبع سبيل الشيطان الذي يزين لنا ما تزينه انفسنا اولا من معاصي ومن شهوات، وذلك لا يحصل الا بمنع النفس عن اطالة التفكير بلذة او متعة او معصية او كفر او حتى شرك، فنقفل الباب على الشيطان بقفل الباب على انفسنا الأمارة بالسوء ...

قال صلى الله عليه وسلم: { يأتي الشيطان أحدَكم فيقول: من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربَّك؟ فإذا بلغه فلتستعذ بالله ولينته " والمعنى: فليترك هذا الخاطر الباطل، وليفكر بالأمر الحق، لئلا يسيطر عليه الشيطان بذلك الوسوسة الفاسدة.

ولنكن دائما حريصين من غواية الشيطان ووسوسته لأنه لا يتوقف عنها أبدا، ولنعلم أن الشيطان يقذف في قلب الإنسان الظنون السيئة والأباطيل أيضا:

فعن الحسين بن علي رضي الله عنهما أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"على رِسلكما، إنها صفية بنت حُييَّ"، فقالا: سبحان الله يا رسول الله! فقال:" إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً - أو قال شيئاً -" متفق عليه.

نسأل الله عز وجل أن لا نكون فيمن قال فيهم: { وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ }

هذا ما طرأ في ذهني وأحببت مشاركتكم فيه، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
__________________
فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً

~*~عاطفية~*~
08-05-2005, 03:22 AM
يزاك الله خير وبارك الله فيك

Nathyaa
08-05-2005, 08:35 AM
وقال تعالى: { واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم }


اعوذ بالله من الشيطان

الله يعطيك العافيه والاجر ان شاء الله

الذهبي
08-05-2005, 09:28 PM
فحينما يجد الانسان غافلا، يأتيه الوسواس. وحينما يجده منتبها واعيا متوكلا على الله، يتغيب ويخنس.


لاهنت على الموضوع المفيد أثابك الله على ماتبذله أخي

في ميزان حسناتك يارب

تسلم لنا

الذهبـــي

جمايل
08-05-2005, 11:04 PM
اعوذ بالله من الوسواس الخناس

يسلموو اخ ديفل وعساك على القوه