توفيق
18-07-2006, 12:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد...
في ظل هذا التطور الملحوظ في العالم إنطلاقاً من تطور الشخصيات ونظام العلاقات في الجنس البشري إلى تطور التكنلوجيا بشتى أنواعها واشكالها، تباينت الؤى واختلفت الآراء المتعلقه بدور الرجل والمرأه. وقد يكون اقوى مؤثرات هذا التباين هو الإمتزاج الحضاري والإنفتاح بين الدول مختلفة النشئة والبنية.
وللأسف ادت هذه العوامل مجتمعه إلى غياب المفاهيم المتعلقة بتوضيح دور الرجل والمرأه في تطوير الأمم وإقامة الحضارات.
وإليكم هذا المقال أخي العزيز وأختي الفاضله متمنياًَ وضوح الصورة لديكم بشأن مفهوم دور الرجل والمرأه، وفي البداية أحب أن أوضح بعض المفاهيم الضرورية لبناء الشكل العام لمفهوم دور الرجل والمرأة.
أولاً: مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة:
للأسف هنالك من الناس من يقع في خطأ كبير عند تناوله هذا المفهوم وذلك لعتقاده أن المساواة يقصد بها المساواة المادية الحسية وهي تطابق الرجل والمرأة في كل شئ !! فالفرق بين الرجل والمرأة واضح جداً واختلاف المسميات من ابسط الأدلة على هذا التباين فالرجل ذكر والمرأة أنثى وناهيك عن الادلة الأخرى والمتمثلة في اختلاف بعض الخواص الفسيولوجيه والمظهر الخارجي للجسد. والدليل على الإختلاف جاء في كتاب الرحمن جل وعلا على لسان حنه النذيرة أم سدتنا مريم عليها السلام فقد قال تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} سورة آل عمران (34)
إذاً المساواة لا يقصد بها المساواة التي يعتقدها الكثير من الناس ولكن المساواة يسنها لنا رب العرش بمفهوم آخر في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} سورة النحل (97)
فالرجل والمرأة متساويان في:
1)التكاليف:
فالرجل والمرأة مطالبون بأداء نفس الفرائض والتكاليف الخاصه بعبادة الله عز وجل فلا يوجد شخص يصلي خمس صلوات في اليوم لأنه رجل وشخص آخر يصلي سبع صلوات في اليوم لأنه امرأة ولكنهما متساويان فالرجل والمرأة مكلفان بأداؤ خمس صلوات في اليوم ( ونقصد هنا الفرائض).
2)الحساب والعقاب:
نعم فالرجل والمرأة متساويان في الحساب والعقاب فلا يوجد شخص يدخل الجنة لأنه امرأة ولا يوجد شخص يدخل النار لأنه رجل فكل شخص في هذا الوجود يحاسب على أفعاله وأقواله ومعتقداته سواء كان رجل أم امرأة.
هذا ما يتعلق بما نحتاجه في مفهوم المساواة...
ثانياً: ماذا نقصد بدور الرجل والمرأة:
وهنا نريد أن نوضح أن دور الرجل والمرأة ليس القدرة على فعل شئ معين ولكن هو تأدية عمل ما بحيث نقدم أعلى كفاءة وجودة لخدمة المجتمع فالمقياس هنا هو كفاءة وجودة النتيجه التي نحصل عليها وليس القدرة على الوصول إلى النتيجه فطبيعة الغنسان تقول أن الإنسان قادر على فعل أي شئ يريده في حدود قدراته البشريه.
وإذا ما ضربنا مثالاً على قدرة الإنسان ( الرجل والمرأة) نجد أن الرجل يستطيع أن يكون (رب منزل) أو baby setter) (1)) وأن المرأة تستطيع أن تعمل ميكانيكية في إحدى شركات تصليح السيارات.
وهنا إذا كان مقياسنا لدور الرجل والمرأة هو القدرة على فعل شئ لوجدنا أن الإثنين يمتلكان القدرة على أداء الأعمال السابقة ولكن إذا ما اتينا إلى الكفاءة نجد أن التباين يكون واضح، فلا شك أن كفاءة المراة في اداء مهمة ربة المنزل أو (baby setter) أكبر من كفاءة الرجل وبالمثل بالنسبة للرجل فعندما يؤدي مهمة الميكانيكي سيقدم كفاءة أكثر من المرأة.(2)
والآن بعد أن استعرضنا مفهوم المساواة والمقصود بدور الرجل والمرأة نصل إلى المفهوم العام لدور الرجل والمراة وأسس توزيع المهام بينهما في بناء الحضارات...
إذا ما تمعنا في قوله تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مود ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) وفي سنة وجود الرجل والمرأة وممارسة الحياة اليومية نجد أن المهمة الأساسية للرجل هي الابوة سواء كان نجاراً أم مهندساً أو حتى وزيراً وبالمثل للمرأة فمهمتها الأساسية هي الامومة سواء كانت مدرسة ام مديره أم مهندسة أو حتى وزيرة.(3)
فالأمومة والأبوة هما أساس تكوين المجتمع وقيام الحضارة وكلما تم تأديتهما بكفاءة عالية كلما تشكل لدينا مجتمع صلب وحضارة مثالية...
ونستخلص من النقاط التي تم استعراضها ان كل من الرجل والمرأة يجب أن يسعى لتحقيق أعلى كفاءة للأمومة والأبوة وذلك بختيار المجال العلمي المناسب والسلك الوظيفي المناسب ولا ننسى الثقافة العامه والمتمثله في قطف زهرة من كل بستان معرفة.
وقبل أن أختم أريد أن اوضح نقطة مهمه وهي أن الأمومة وتعلم المراة ليستا نقطتين متضادتين حيث إذا وجدت الأمومه بطل التعلم وبالعكس إذا وجد التعلم بطلت الأمومه ولكنهما نقطتين مكملتين لبعضهما حيث لا تتحقق الكفاءة العالية للأمومة إلا بتعلم المرأة وثقافتها...
هذا وحزاكم الله خيراً
توفيق
في ظل هذا التطور الملحوظ في العالم إنطلاقاً من تطور الشخصيات ونظام العلاقات في الجنس البشري إلى تطور التكنلوجيا بشتى أنواعها واشكالها، تباينت الؤى واختلفت الآراء المتعلقه بدور الرجل والمرأه. وقد يكون اقوى مؤثرات هذا التباين هو الإمتزاج الحضاري والإنفتاح بين الدول مختلفة النشئة والبنية.
وللأسف ادت هذه العوامل مجتمعه إلى غياب المفاهيم المتعلقة بتوضيح دور الرجل والمرأه في تطوير الأمم وإقامة الحضارات.
وإليكم هذا المقال أخي العزيز وأختي الفاضله متمنياًَ وضوح الصورة لديكم بشأن مفهوم دور الرجل والمرأه، وفي البداية أحب أن أوضح بعض المفاهيم الضرورية لبناء الشكل العام لمفهوم دور الرجل والمرأة.
أولاً: مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة:
للأسف هنالك من الناس من يقع في خطأ كبير عند تناوله هذا المفهوم وذلك لعتقاده أن المساواة يقصد بها المساواة المادية الحسية وهي تطابق الرجل والمرأة في كل شئ !! فالفرق بين الرجل والمرأة واضح جداً واختلاف المسميات من ابسط الأدلة على هذا التباين فالرجل ذكر والمرأة أنثى وناهيك عن الادلة الأخرى والمتمثلة في اختلاف بعض الخواص الفسيولوجيه والمظهر الخارجي للجسد. والدليل على الإختلاف جاء في كتاب الرحمن جل وعلا على لسان حنه النذيرة أم سدتنا مريم عليها السلام فقد قال تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} سورة آل عمران (34)
إذاً المساواة لا يقصد بها المساواة التي يعتقدها الكثير من الناس ولكن المساواة يسنها لنا رب العرش بمفهوم آخر في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} سورة النحل (97)
فالرجل والمرأة متساويان في:
1)التكاليف:
فالرجل والمرأة مطالبون بأداء نفس الفرائض والتكاليف الخاصه بعبادة الله عز وجل فلا يوجد شخص يصلي خمس صلوات في اليوم لأنه رجل وشخص آخر يصلي سبع صلوات في اليوم لأنه امرأة ولكنهما متساويان فالرجل والمرأة مكلفان بأداؤ خمس صلوات في اليوم ( ونقصد هنا الفرائض).
2)الحساب والعقاب:
نعم فالرجل والمرأة متساويان في الحساب والعقاب فلا يوجد شخص يدخل الجنة لأنه امرأة ولا يوجد شخص يدخل النار لأنه رجل فكل شخص في هذا الوجود يحاسب على أفعاله وأقواله ومعتقداته سواء كان رجل أم امرأة.
هذا ما يتعلق بما نحتاجه في مفهوم المساواة...
ثانياً: ماذا نقصد بدور الرجل والمرأة:
وهنا نريد أن نوضح أن دور الرجل والمرأة ليس القدرة على فعل شئ معين ولكن هو تأدية عمل ما بحيث نقدم أعلى كفاءة وجودة لخدمة المجتمع فالمقياس هنا هو كفاءة وجودة النتيجه التي نحصل عليها وليس القدرة على الوصول إلى النتيجه فطبيعة الغنسان تقول أن الإنسان قادر على فعل أي شئ يريده في حدود قدراته البشريه.
وإذا ما ضربنا مثالاً على قدرة الإنسان ( الرجل والمرأة) نجد أن الرجل يستطيع أن يكون (رب منزل) أو baby setter) (1)) وأن المرأة تستطيع أن تعمل ميكانيكية في إحدى شركات تصليح السيارات.
وهنا إذا كان مقياسنا لدور الرجل والمرأة هو القدرة على فعل شئ لوجدنا أن الإثنين يمتلكان القدرة على أداء الأعمال السابقة ولكن إذا ما اتينا إلى الكفاءة نجد أن التباين يكون واضح، فلا شك أن كفاءة المراة في اداء مهمة ربة المنزل أو (baby setter) أكبر من كفاءة الرجل وبالمثل بالنسبة للرجل فعندما يؤدي مهمة الميكانيكي سيقدم كفاءة أكثر من المرأة.(2)
والآن بعد أن استعرضنا مفهوم المساواة والمقصود بدور الرجل والمرأة نصل إلى المفهوم العام لدور الرجل والمراة وأسس توزيع المهام بينهما في بناء الحضارات...
إذا ما تمعنا في قوله تعالى: (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مود ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) وفي سنة وجود الرجل والمرأة وممارسة الحياة اليومية نجد أن المهمة الأساسية للرجل هي الابوة سواء كان نجاراً أم مهندساً أو حتى وزيراً وبالمثل للمرأة فمهمتها الأساسية هي الامومة سواء كانت مدرسة ام مديره أم مهندسة أو حتى وزيرة.(3)
فالأمومة والأبوة هما أساس تكوين المجتمع وقيام الحضارة وكلما تم تأديتهما بكفاءة عالية كلما تشكل لدينا مجتمع صلب وحضارة مثالية...
ونستخلص من النقاط التي تم استعراضها ان كل من الرجل والمرأة يجب أن يسعى لتحقيق أعلى كفاءة للأمومة والأبوة وذلك بختيار المجال العلمي المناسب والسلك الوظيفي المناسب ولا ننسى الثقافة العامه والمتمثله في قطف زهرة من كل بستان معرفة.
وقبل أن أختم أريد أن اوضح نقطة مهمه وهي أن الأمومة وتعلم المراة ليستا نقطتين متضادتين حيث إذا وجدت الأمومه بطل التعلم وبالعكس إذا وجد التعلم بطلت الأمومه ولكنهما نقطتين مكملتين لبعضهما حيث لا تتحقق الكفاءة العالية للأمومة إلا بتعلم المرأة وثقافتها...
هذا وحزاكم الله خيراً
توفيق