المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفلة ضحت بأغلى ما تملك من أجل والدها!!؟


بنت السويدي
09-11-2005, 02:20 PM
أجمل مافي بيتنا أنه مكون من غرفتين ومرافقهما وما يزيد

متعة وجمالا أولادي السبعة أكبرهم في المرحلة الثانوية

وأصغرهم لم يكمل الثانية بعد يملؤون دنيانا حيوية ونشاطا

ويبعثون الفوضى في كل مكان

نتقاسم أنا ووالدهم معهم الغرفتين ليلا وحتى تتسع لهم فإنهم

ينامون على فرشهم بخطوط أفقية وعمودية وتتحول صباحا

إلى شبكة عنكبوتية لا يعرف أصلها من منتهاها أما عند

الذهاب إلى دورة المياه فلا بد من النظام قليلا وإنتظار الدور

في الطابور وحين ينفذ الصبر تتعالى الأصوات ويرتفع

الصياح وقد يتطور الأمر إلى إشتباكات خفيفة بينهم
*****************



هذه هي عائلتي الظريفة وفي يوم من الأيام


قلت لزوجي : لماذا لا ننتقل إلى منزل أكبر ؟!!

قال: أنت تعلمين إننا لا نستطيع ذلك ستزيد أجرة المنزل وهذا

لا يدخل ضمن قدراتي المادية

قلت: إذن أسمح لي بالعمل كي أساعدك قليلا في المصاريف

وتربية الأولاد

"يرد مبتسما"

إن شاء اله غدا يكبر الأولاد ويقومون بتلك المهمة ثم من

سيعتني بالطفل الصغير القادم !!

"أتحسس بطني وأقول:

أتمنى أن تكون بنتا

قال : بل أن شاء الله ولد، لا مكان لبنت بين سبعة ذكور

"واسترسل في حديثه وهو يضحك" الأولاد يريدون ذكرا

ليكملوا فريق الكرة

قلت : سأدعو الله أن تكون بنتا

قال : عليك الدعاء ومنه سبحانه وتعالى الاستجابة
***********************




اختلطت المشاعر في ذلك اليوم لدى الأولاد وأخذ كل منهم

بيدي فرحة أو حزنه وإنزعاجه لقدوم "البنت" وتعالت

الصيحات والاحتجاجات ــ ستقوم بدور المربية للفريق ـــ وقال

بعض الأولاد : لا بأس إن جعلناها تقف لحراسة المرمى

قلت :ياولد كيف تلعب بنت بالكرة

ملامحها الناعمة وصفاء عينيها وغزارة شعرها ونعومته

وبيض بشرتها وجمالها الآخاد لم تجعل والدها يفرح

بقدومها!!!

فقلت : أنظر ماشاء الله سبحان الخالق كم هي جميلة

قال : نعم

قلت: فقط نعم !! لماذا لا تحملها ؟؟ لماذا لا تقبلها ؟؟!! لم تبدو

حزينا وغير سعيد ؟؟!!

قال : لست حزينا ، إنه قضاء وقدر ولكنك تعلمين ماذا يعني

وجود بنت في المنزل

تسألت بعيني فأجاب :

ستزيد النفقات ومصاريف البنات أكثر من الأولاد وعندما تكبر

لن نستطيع أن نجعلها تنام بين سبعة ذكور أو تقف معهم في


الطابور الصباحي ستحقق أمنيتك الثانية ــ كما تحققت الأولى

ــ وقد ننتقل إلى منزل آخر بسببها ولكن من أين وكيف؟؟!!

قلت : آه ... تشعر بأنها عبء يثقل كاهلك ..ماذا سنسميها ؟؟
قال : صبرية

قلت: "هاه " لا لا ... لماذا ؟؟

قال: لأنها ستجعلنا نتحلى بالمزيد من الصبر

قلت: أرجوك لنطلق عليها أسم "نسمة" ستجدد حياتنا وتحمل معها الخير الكثير

"نظر ألي طويلا ثم ألتفت إليها بسرعة وخرج من المنزل"

********************

كالدمية التي اشتاقت إليها الصحراء، وكالشمس التي بددت غيوم السماء كانت "نسمة" تعطر أرجاء بيتنا وتضفي عليه بهجة وأنسا، أحبها الأولد كثيرا لظرافتها، وخفة دمها وتعلقا بهم، ولكنها لم تستطع عبور الجسر الطويل الذي مده والدها بينها وبينه ....

بدت عليها ملامح الذكاء والفطنة فكانت تتعلم بسرعة وتفهم بسرعة

وتحبو... تتكلم ثم تجري ... كل ذلك بسرعة وبخفة.....

أخذت من كل أخ أشياء كثيرة فجمعت في شخصها أكثر مما لدى السبعة أولاد فحفظت من القرآن الكريم الكثير "ثم أتمت حفظ جزء عم" وهي لم تتجاوز الرابعة من عمرها ، لم يتحقق الحلم الثاني بعد... حيث كانت تنام بينهم وتسابقهم إلى كل مكان يذهبون إليه...

ومع مرمر الزمن بدأت ألاحظ عليها علامات جديدة، منها أنها كانت كلما أبتهلت إلى الله وألحت عليه بالدعاء تستجاب دعوتها وقد تكرر ذلك مرارا !! ففي أحد الأمسيات دعت الله تعالى أن ينزل الغيث ، فانهمر المطر بعد ساعات قليلة .... ولم نعبأ بذلك أول الأمر، وعندما فقدت أحدى الجارات ابنا لها وضاع منها في الطريق ... دخلت عليها فإذا هي تتضرع إلى الله أن يعيد الطفل إلى أمه، وبعد ساعات قليلة سمعنا بخبر عودة الصغير!!!

ومع تكرار ماحدث أيقنت بعدها أن أبنتي قد تكون مستجابة الدعاء بفضل من الله ومنة ... أخبرت والدها بالأمر فتقبله ساخرا وهو يقول: نعم أنها شيخة لماذا لا تطلبين منها أن تدعوا الله ليوسع لنا في رزقنا ؟؟

قلت : لا أستطيع ذلك فهذا ينبع من ذات نفسها وهي تتقرب إلى الله تعالى بالدعاء دون دون أن يطلب منها، وحسبي أن ألمح لها لعلها تفعل

*************************

وفي ليلي من ليالي الشتاء الباردة والمطر ينهمر بغزارة في الخارج ، وأصوات الرعد تثير الفزع في قلوب الصغار وهم يتحلقون حولي

قالوا : أمي لقد تأخر أبي ... نشعر بالجوع ، ونريد أن ننام

قلت : أنتظروا قليلا فربما أنشغل بأمر ما سيعود قريبا أن شاء الله



نام الصغار قبيل الفجر ولم يأت والدهم ، أيقظت أكبرهم وقلت : قم يا بني أشعر بالقلق لم يرجع والدك من عمله حتى الأن

قال : مــــــــــــاذا

(ومع صرخته صرخ الباب ينادينا لنفتحه)

هرعنا معا وهناك تلقينا الصاعقة

(لـــــقــــد أصـيــــب والـدك في حـــــادث مـــروري ونقــلــناه إلى المــــســتــشــفــى)





*********************

(العناية المركزة) لفظها يبعث الفزع واليأس في القلوب الآمنة فكيف بمن تردد عليها ثلاثة شهور بأيامها ولياليها ......

أحتضنته تلك الغرفة الصغيرة بعد ذلك الحادث الأليم ، وأجمع الأطباء على خطورة حالته ، وضرورة إجراء عملية جراحية ، ولكن تعذر ذلك حتى تتحسن صحته وتلتئم الكثير من جراحه وفي أوقات الزيارة المحددة كنت أذهب يوميا لرؤيته وفي البداية كان لا يستطيع حتى الكلام ، ثم أحذ رويدا ينطق أسمي وأسم( نسمة ) ويرفع سبابته ثم ينطق الشهادة .....

بكيت حتى جفت الدموع ، وتقرحت العيون ، انهارت الأحلام وتكسرت الأمال ، دعوت الله وسألته في كل حين أن يحفظه ويمن عليه بالشفاء ، ويعيده لنا معافى صحيحا ....

كنت أتمنى أن تدعوا (نسمة) لأبيها فتستجاب دعوتها ــ بإذن الله ــ ولكني لم اطلب منها ذلك فقط كنت ألمح لها ، وأدعوا الله وأسجد له كثيرا أمامها لعلها تقتدي بي



**************************



قال الطبيب : الحمد لله لقد تحسنت كثيرا ، تستطيع مغادرة المستشفى خلال أسبوعين

قلت : نعم الحمد لله نشكرك جزيلا أيها الطبيب

قال الطبيب: لقد عرضنا تقاريرك الطبية على طبيب آخر لنرى رأيه في حالتك

فجأة تدخل الممرضة الغرفة برفقة أحد الأطباء وهي تحمل ملفا بيدها وتقول: لقد قرر الطبيب أجراء العملية غدا

قال الطبيب: لا يمكن مستحيل حالته الطبية لا تسمح له بذلك لن يتحملها

قال الطبيب الآخر : عدم أجراء العملية له عواقب خطيرة قد يتعرض المريض لها

قال الطبيب : وكذلك أجراء العملية قد يسبب الهلاك ، لماذا لا نعقد أجتماعا مع بقية الزملاء لنرى رأيهم في الموضوع؟؟؟

قال الطبيب الآخر : ولكني مصر على العملية وسأجريها بنفسي غدا صباحا وإلا ستتحملون جميعا نتائج تأخيرها

.........................................



أجهشت بالبكاء وتحولت دمائي في عروقي دموعا تنسكب من مقلتي ، لا أستطيع إيقافها ... لقد تقرر أجراء العملية غدا صباحا .

ومع أنني قضيت الليلة أتقلب في بحور الدعاء والأبتهال ، إلا أن أمواج الخوف والوساوس تقاذفني يمنة ويسرة حتى ألقت بي على شاطئ الرمال لأفتح عيني على وجه صغيرتي وهي تداعب وجنتي ورأسي عند قدميها وهي تقول : هيا قومي إلى الصلاة لقد غفوت قليلا إنه صباح العملية

أحيانا تمر الساعات علينا كلمح البصر وخطف النظر

وقد تمر الدقائق كسلحفاة زادها الهم والحزن بطء وكسلا مقياس ذلك الشعور الداخلي الذي نعيشه ....



أستغرقت العملية ساعات طويلة خلتها دهورا ، لم أكف خلالها عن الدعاء ، وطلب الغوث من الله تعالى ، أخبرنا الطبيب أن نجاحها من عدمه سيتقرر خلال 24 ساعة ؟؟؟

دهورا أخرى أثقلت عمر الزمن عشتها مع الأولاد في قلق وبكاء

رحمتك يارب بي وبأولادي .......هل سيعود إلينا؟؟؟

كيف نحيا من دون أب ؟؟ بدون راعي؟؟ بدون عماد للمنزل .... بدون النبراس الذي أضاء طريقنا ... وأغدق في العطاء؟؟ ترى هل تقرع أجراس الرحيل ؟؟

***********************

أرتمى الأولاد في حضني الواحد تلو الآخر وقد أختلطت أصوات الصراخ بالبكاء والضحك وألسنتنا تلهج بالدعاء وشكر المنان سبحانه وتعالى أن نجحت العملية أيام قلائل وسيخرج من المستشفى بإذن الله

كان استقبالا رائعا وحافلا له حين دخلنا عليه بإبتسامة عريضة وذراعين مفتوحتين ، قبله الجميع وإحتضنه أما نسمة فقد قفزت بقوة لتضع نفسها بين ذراعيه ،، حملها وأخفى وجه في صدرها ثم بكى بكاء طويلا أصابنا بالذهول فأخذنا نبكي معه تارة ونضحك تارة أخرى

****************************



ذهبت لأتفقد أبنائي كعادتي كل صباح فأصلح من أوضاعهم وأعيد أغطيتهم ... كانت (نسمة) تحب دائما أن تنام بجوار أخيها الذي يكبرها مباشرة، ولكني وجدتها ذلك اليوم في ركن الغرفة القصي تبتعد عن أخوانها ، وتلتصق بالحائط ... توجهت إليها لأصلح من وضعها ، كانت ثقيلة ومبللة بالعرق مال رأسها ثم سقط على صدرها ... أخذت أوقظها بشتى الأساليب ....



}ردت الأمـــانـــة إلــى صــاحــبها .... إنــــهــــا نــــســــمة ... لــقــد مـــاتــت صباح اليوم التالي لخروج والدها من المستشفى!!!{

اصطدمت بالحقيقة الكبرى التي هزت كياني وأدخلتني دائرة اللا شعور فارتميت عليها من دون وعي أو إحساس ....



****************************



إيماني بالله تعالى وأن مقاليد الأمور بيده وتصريف السماوات والأرض بقدرته وأن له شؤونا في خلقه كانت السراج الذي يضيئ الطريق الوعر المظلم الذي أسلكه والحياة القاتمة التي أعيشها ، ذبل جسمي وفكري واضمحلت أحاسيسي ومشاعري .... الفاجعة أخذت الكثير الكثير مني ومن عائلتي ..

كنا كدار عجزة أثقلتهم الهموم وأقعدتهم الأسقام ، يعالج صحيحنا مريضنا ، وما يلبث أن يتحول المعافى إلى مريض ليقوم بعلاجه الصحيح الآخر ...

ولما كان صوت الحنين يعلو في قلبي ويناديها من بعيد ، أقضي ساعات طويلة بين ملابسها ، كتبها ، حاجياتها أتلمسها ، أتحسسها ، أقبلها وأعانقها،

احتضنت وسادتها بين ذراعي ... شيء ما داخل الوسادة !!؟ أدحلت يدي لأجد رســـــــالـــــــة مخطوطة بيد صغيرتي الراحلة تقول فيها:

إلـــــــــــــهي وخــــالـــــقـــي

يامن سجدت لك الجبــــاه وذلـــت لـــك الأعـــنـــاق

ســبــحانك يامن تهب الحيــــاة وتــقـــضـــي بالـــمـــوت

ســـبــحــانـــك لا يــعــجــزك شــــئ فــي الــسماوات والأرض

إن أردت شــيئا تــقــول لــه كــن فــيــكــون

يـــــــــامـن وسعـــــــت بــرحــمــتـــك عـــبادك وخلقــــك

أرحـــــــم أبــي ..... أرحـــــم أبــــــي بعظيم رحمتك

واشفه وامـــنـــن عليه بالصحة والعـــافــــية

إلـــــــــــهي ارجـــــــوك

أمي وأخوتي يحتاجون أبي ولا يستطيعون العيش بدونه

أرجوك يا إلهي........... أرجوك يا إلهي



خــــــــذنـــي عـــنــــدك ... خــــــــذنــــــــي عـــنــــدك

واشــــــــــــفي أبــــــــــــــي

sHiBkeNo sHmATa
09-11-2005, 02:43 PM
والله وغلات الوالده اشوي وابجي عجيبه هالقصه

يعطيج العافيه بنت السويدي

قصه حزينه وحلوووه وصج لها تأثير قوي

لا اله ال الله

Nathyaa
09-11-2005, 07:27 PM
تسلمين علي القصه الحلوه


تسلم الايادي يا حلوه

Ronaldinho
09-11-2005, 07:29 PM
الله يرحمها ويرحمنا اجمعين

الف شكر على نقل القصه

بنت السويدي
09-11-2005, 08:58 PM
يعطيكم الف عافيه


وتسلمووووووون عالمرووووووووووووووووور الطيب


:)

خالد11
11-11-2005, 09:22 PM
بنت السويدى

يعطيج ربى الف عافيه على القصه الجميله

مشكوررررررررررررررره

بنت السويدي
11-11-2005, 09:57 PM
الله يعافيك خالد وتسلم عالمروووووور الطيب